أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المادة ومن أوجدها؟ ح4















المزيد.....

المادة ومن أوجدها؟ ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 21:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عالم واحد متعدد
ننتقل من بعد ذلك إلى تصور متقدم بناء على المعطيات المتحصلة من الكلام السابق، فهناك عالم لا شيء وعالم شيء وهناك قوة تتحرك في الأثنين ناقلة الصورة من هنا الى هنا وبالعكسي، هذه المعادلة الثلاثية الأطراف لا تحل كل المشكلة لأنها تزيد من تعقيد الوصول إلى الجواب للسؤال الأول، هل أن هذه القدرة القادرة على التحرك بحرية بين العالمين الشيئي واللا شيئي تنتمي لأحدهما أو لكليهما أو أنها عالم أخر؟ لو كانت عالما أخر فما هي ماهيته التي أستطاعت أن تسيطر على العوالم الثانية؟ وكيف لها أن تكون فاعلة في محيط لا يجانسها ولا تجانسه في الجوهر؟ وسؤال أخر هل هذا العالم المتحكم كان حينما كان الوجود اللا شيئي موجودا قبله أو معاصرا له فقدر على أن يفهم حركته ومفاتيحها فأستولى عليه؟، أم أنه أقدم منه بالوجود لذا فهو راقب الحركة وفهم القوانين وعليه فلا مشكلة لديه أن يتحكم لأنه شهد الوجود الحدوثي الأول؟.
لو سلمنا بالأفتراض الأخير من أنه أقدم وأسبق من المادة فكيف نوفق بين كون المادة عالم قديم مطلق ثابت ووجوده قديم مطلق وثابت مطلق مع عالم أخر مواز له وقد يكون أقدم منه، والقديم المطلق لا يتقدمه حال متقدم لأن الإطلاق ينفي السبق هنا، إذا أما أن يكونا كلا العالمين قديم مطلق وثابت، وبالتالي فيكون هناك تعاصر في الحدوث والإيجاد الأول ولا فاصل زمني ولا مكاني بينهما، أو أن يكون هناك لحوق للعالم المتدخل للقديم الثابت المطلق بمعنى أن أحدهما أقدم من الأخر فتنتفي المطلقية هنا، فإذا كان كذلك معاصر فلا بد أن يكون إيجدهما في لحظة واحدة عندما أصطدم اللا مطلق بالمطلق واللا ثبوت بالثابت الأبدي نتيجة الأنفلاق الوجودي الأول وأنعدم المسافة الفاصلة بين الحدود.
السؤال كما يقول أحد المختصين فيه مغالطة علمية حين نفترض أن هناك زمان ومكان قبل وجود المادة وبالتالي ما يمكن أن يكون قياسيا هو معدوم أصلا، فلا يقاس بمعدوم ولا ينسب للعدم حدود، الكلام منطقي جدا إذا أردنا أن نبدأ بتحديد نقطة ما على لوح الزمن أو نحدد نقطة في فلك المكان وهذا يحتا لوجود المادة كحركة وحدوث، عندما نقول سابق قدين مطلق لا نريد أن نحدد الزمان بناء على نقطة خارجيى ولا يمكن أن يكون هناك زمن بناء على عدم وجود هذه النقطة، ولكن تحديدنا للقدم يعتمد على نقطة أساسية هي وجود المادة فقط، أي من نقطة الوجود التي حددها الإيجاد الأول وطالما أننا نقول ونؤمن أن المادة لا تستحدث ولا تأت من عدم إذا نحن أمام قدم تأريخي لا يستحدث ولا يفنى.
إذا الزمن هنا مطلق لأنه الوجود أساسا مطلق وأيضا قديم لعدم سبقه من أي حادث وثابت لأنه مطلق ولا بداية له كما لا نهاية له وفقا لقانون المادة وحفظ الطاقة، فالقياس هنا حقيقي وموجود ولكنه متعلق بوعي المقيس فقط، عندما نقول أن الشي (س) في الأمام لا بد أن يكون هناك تصور أن خلفه شيء سواء أكان خلفه حقيقة أو تصور، ولكن هل صحيح أن قولنا مطابق للواقع؟ الجواب بالتأكيد غير صحيح ولا يمكن للمنطق أن يقول به إلا بشرط أن يكون هذا الأمام ثابت والواقع الذي نقيس فيه ساكن وثابت، ولكن لو كان هذا (س) متحرك والحول المقاس فيه متحرك فلا أمام ولا خلف لأننا نتحرك بناء على نقطة متحركة لا يمكن أن نحددها على خارطة الزمن لتكون معيارا وحدا للقياس.
قد لا نأت بجديد حينما ننفي أن تكون هناك حالة قياسية ثابتة وهذا جزء من نظرية النسبية المعروفة، ولكن حينما نقول مطلق وقديم وثابت على وصف الوجود الأول للمادة لأننا بالتأكيد لا نملك نقطة متحركة قبل ذلك ولا نملك نقطة محتملة أو متوقعة بعد ذلك، هنا علينا أن نقر أن النسبية حتى لو من باب الفرض الأحتمالي تجافي المنطق العلمي ولا مجال للقول بها حتى على سبيل أن نثبت أن بالإمكان تصور ما لا يمكن، هنا عدمية ما قبل الوجود الأول واهمة وغير حقيقية كسابق وأقدم من الوجود لتنافي الإطلاق مع النسبية، فمن يؤمن بأن الوجود جاء من العدم كمن يؤمن بأن الخلف جاء من الأمام.
العدم كمفهوم ولد لإبراز معنى الوجود وهو أفتراض على أي حال لا يمكن لنا أن نؤمن به ولا يمكننا أن ننكره على المعنى المتداول فلسفيا، ولكن أيضا لا يصح أن نحيل أمر يراد له أن يكون واقعا أو مضافا للواقع على ما لا يمكن أن يكون جزء من الواقع أو مصداق من مصاديقه، العدم تصور ذهني فارغ أولا من كونه غير حقيقي ولا ثابت بمعنى هناك قدرة على تجسيده فهو غير شيء وغير لا شيء، لأن المعنيين السبقين يملكان مساحة وجودية ممكن إثباتها، أم العدم فهو متخلي ذاتيا من القدرة على التمثل أو الممثالة وحتى لو أثبت أحد ما مماثلة له فهو يحيلية للشيئية والوجود.
هنا نصل لنقطة نقطع بها فكرة قدم العدم وبالتالي فكرة أن الوجود لاحق له وأن اللا شيئية تعني العدم، أو صورة منه لا كمتحيل أفتراضي ولا حتى تصور ذهني خالص، العدم أذن خارج معادلة الزمن وخارج معادلة المكان وما هو خارج عنهما لا يمكن أن يكون حاضرا أو وجودا فاعلا أو منفعلا بهما، النتيجة التي نريدها والتي يجب أن ندعها كما هي بحقيقتها أن نفصل بين المتوهم والمتخيل وبين الواقع كما هو أو كما كان أو يكون، لأن نتيجة الفصل هي من تقودنا إلى أن نعيد ترتيب الفكرة بعقلانية منطقية واقعية قابلة للبناء عليها أو أستثمارها في البحث.
نعود إلى المعادلة الثلاثية السابقة التي تكلمنا عنها وهي عالم المادة بشقيه الشيئي واللا شيئي والفاعل المتدخل بينهما ونحاول أن نجد مشترك جامع بينهما، لو نجحنا بتفكيك هذه العلاقة وسبرنا أغوار الفعل داخلها وهنا الفعل ليس ما حدث خارجا أو ظاهرا بل الفعل الجوهري، يمكننا أن نصل أيضا إلى جذر المسألة، في النص الديني هناك مرتكز علمي يقول {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21، هذا النص فيه حقائق علمية يمكن أن نذكر نتها مثلا:
• كل الأشياء في الوجود والتي هي أما مادة أو فعل مادة أو أثر مادة موجود مسبقا قبل الخلق في عالم مخزون مكنون، هذا العالم يحتفظ بأصل الأشياء أو حتى كامل الأشياء بماهيتها الكاملة، فهي لا تأت من عدم ولا تنتهي لعدم لأنها قديمة.
• أن الخالق المتكلم هنا لا ينكر أنه أستحدث الأشياء إبجادا من دون سبق وجود، بمعنى أن الخالق وظيفته فقط أخراج الأشياء من الخزائن إلى عالم الشيئية الموصوفة أو المعلمة أو المحدودة بحدودها الخاصة بلا أدنى شك.
• يثبت النص بلا شك أن فكرة العدم لا وجود لها في فكرة الخالق ولا يستند إليها في تبرير أو تعليل فكرة الخلق والتخليق، وبالتالي نفي العدم إثبات لوجود الوجود على شكل ما وتحديدا في عالم الخزائن.
• معنى الخزائن يفيد أيضا فكرة الحركة والتوسع والأحتواء المادي، فطالما أن الخزائن لم تفرغ ولم تنتهي من إخراج ما فيها بمطلق الكلام النصي فالعالم المادي متمدد ومتوسع ولا منتهي على أي حال.
• يثبت النص ولا ينفي أن المادة (الشيء) ممكن أن يكون في حالات غير التي ندركها لأن النص لا يقول عندنا في الخزائن موجود فقط، بل قال عندنا خزائنه أي مخزونه الأصلي، وبالتالي يمكن أن تكون المادة الأولى القابلة للتخليق مخزنة بصيغة عالية الكثافة فوق حد التصور يمكنها وبالقوة أن تتحول للأشياء الوجودية من خلال حركة الفاعل، وهذا يقودنا إلى فهم أن المادة هذه وبالمواصفات تلك هي أصل العالم الوجودي الحالي الشيئي، ولأنها مخزنة بطريقة البقاء تحت السيطرة الفاعلية، فهي ما زالت خام، بمعنى أنها لا تملك الشيئية المميزة لها، أي أنها لا أشياء محددة ولكنها مجرد خزين قابل للتحول بفعل الفاعل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة ومن أوجدها؟ ح3
- المادة ومن أوجدها؟ ح1
- المادة ومن أوجدها؟ ح2
- الأصل في فكرة العلمانية
- الإسلام دين للإنسان وليس دولة ولا سلطان
- الرب إذا أحب
- الجاهلية الأجتماعية وظاهرة وأد النساء
- عباس علي العلي - الأمين العام للتجمع المدني الديمقراطي للتغي ...
- روح التدين 2
- روح التدين 3
- روح التدين 1
- دوائر مغلقة
- الأرهاب والتطرف بين علم الأجتماع وعلم النفس
- الجري وراء كوابيس غير محتمله
- المدنية الأجتماعية ودور النخبة في أرساء مفاهيم التغيير الأجت ...
- الأصلاح الأجتماعي وقضية الأصلاح الديني 2
- الأصلاح الأجتماعي وقضية الأصلاح الديني
- الأصلاح الأجتماعي وضروريات البناء المعرفي
- كلمة بداية
- (عدالة ومسئولية ومشاركة) شعارنا للمرحلة القادمة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المادة ومن أوجدها؟ ح4