أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تحرير الأرض العراقية يعني تحرير الإنسان العراقي ايضاً؟















المزيد.....

هل تحرير الأرض العراقية يعني تحرير الإنسان العراقي ايضاً؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً وقبل كل شيء التهاني الحارة للشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية الديمقراطية والمناهضة للطائفية السياسية والشوفينية وضيق الفكر القومي، ولقواته المسلحة التي قدمت التضحيات لإنجاز المهمة الصعبة والمعقدة، مهمة تحرير وتطهير الأرض العراقية من رجس عصابات داعش وجرائمها الفاحشة والإبادة الجماعية التي نفذتها ضد سكان محافظة نينوى عموماً، ولاسيما ما حصل لأبناء شعبنا من الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان من استباحة وسبي وقتل واغتصاب وتهجير قسري وتدمير لحضارة المنطقة، ومناطق أخرى من العراق، وما حصل للسكان في صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك.. الخ. وما ينغص هذه الفرحة ويضعفها، يكمن في حقيقة، في العوامل التي تسببت في وقوع هذه الكوارث المريرة، كوارث احتلال المحافظات الغربية عملياً والموصل ومن ثم بقية مناطق محافظة نينوى، التي ما تزال قائمة، وأعني بذلك وبالدرجة الأولى النظام السياسي الطائفي ومحاصصاته المذلة والمقيتة السائدة في جميع سلطات الدولة العراقية دون استثناء أولاً، ومن ثم في استمرار وجود القوى والعناصر التي تسببت في هذه الكوارث في مواقع السلطة وبيد ذات الأحزاب التي أدت سياساتها ومواقفها الفكرية الطائفية على وقوع تلك الكوارث ولم يمسها القضاء العراقي الذي رافق كل تلك الكوارث والجرائم، إذ لم يتخذ القضاء العراقي ولا الادعاء العام أي إجراء حقيقي ضد هؤلاء المسؤولين ثانياً، رغم قول رئيس الوزراء السابق أن لديه ملفات كثيرة على الكثيرين من الفاسدين بالعراق، وكان لدى أخرين ملفات على رئيس الوزراء السابق أيضاً، كلها لم تتحرك ولم يُسألون عنها وكأن لم يكن هناك فساد بمئات المليارات، وكأن لم يكن هناك تجاوز على الشرعية الدستورية من جانب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والقضاء ذاته ثالثاً. إن تحرير الأرض أمر مفرح لكل إنسان عاقل وأمين لشعبه ووطنه، ولكن هل هذا النجاح العسكري كاف في ظل الواقع العراقي الراهن؟ لا هذا غير كافٍ في كل الأحوال! فالمعركة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية مع عصابات داعش وما يماثلها من الفكر المتطرف السني ما تزال قائمة وستبقى مستمرة من جهة، والمعركة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية مع الفكر الشيعي المتطرف في الأحزاب الحاكمة وميلشياتها الطائفية المسلحة ووجودها الكبير والمتحكم في الحشد الشعبي ستبقى قائمة وهي الأكثر فعلاً وتأثيراً في الوقت الحاضر، لأنها في السلطة ولأن هناك من يساندها خارج الحدود، ومن إيران تحديدا. نحن أمام معركة كبيرة قائمة، لم تبدأ اليوم ولم تنته, فتحرير الأرض لا يعني بأي حال من الأحوال تحرير الإنسان العراقي، بل سيبقى هذا الإنسان مقيداً وغير متحرر ما دام الفكر الطائفي والشوفيني ضيق الأفق القومي والفساد المالي والإداري وسوء الأخلاق سائدة في الحكم عبر الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية الحاكمة، الشيعية منها والسنية، وهي التي تغذي وتملأ عقل الإنسان العراقي بما يعمق الجهل والأمية الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والغوص في الغيبيات بعيداً عن واقعه البائس الحالي، إنه الفكر المعادي للمجتمع المدني الديمقراطية والدولة الديمقراطية العلمانية، إذ يجدون في ذلك قصداً وعمداً عدائيين عمالة للولايات المتحدة وإلحاداً وفكراً مستورداً!!!
العلاقة بين تحرير الأرض وتحرير الإنسان ليست بعلاقة طردية أو ميكانيكية، كما إنها ليست بعلاقة عكسية، إنها علاقة سياسية-اجتماعية-اقتصادية وثقافية معقدة ومتداخلة ومتشابكة، ولكنها مع ذلك واضحة. فالمحك الشكلي في تحرير الأرض هو خلوها من قوات أجنبية غازية ومعتدية. وأحياناً غير قليلة يكون الإنسان متحرراً رغم وجود الأجنبي المحتل على أرضه حين يناضل بإصرار للتخلص من هذه الهيمنة الخارجية على أرضه، وحين يعجز المستعمر او الغازي المحتل كسر شوكة النضال الذي يخوضه شعب ما ضد الاحتلال الأجنبي، رغم تقييد حريته في الحركة أو مطاردته والسعي لاعتقاله لنضاله ضد المحتل، فحريته بهذا المعنى محددة ومقيدة، ولكنه متحرر فكرياً ويقرر بنفسه ما يجب القيام به من أجل تحرير أرضه واستكمال تحرير نفسه وفكره واقتصاده من ربقة المحتل. ولكن تحرير الأرض من الغزاة لا يعني بأي حال تحرير الإنسان العراقي. كما إن تحرير الأرض من الوجود المباشر على الأرض لا يعني خلاصه من تأثير قوى أجنبية أخرى على الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة وعلى المجتمع عموماً سواء أكان التدخل والتأثير مباشراً أو غير مباشر، وهو الذي يستوجب التخلص منه ايضاً، لأنه يعني ثلم السيادة والاستقلال الوطني، يعني التحكم باستقلال القرار بكل اتجاهاته. وهذا ما يعاني منه العراق حالياً حتى بعد تحرير الأرض من الوجود الفعلي لعصابات داعش.
نحن في مواجهة معركة كبيرة لتحرير القرار السياسي العراقي، لتحرير الإنسان العراقي فكراً وممارسة، نحن أمام معركة كبيرة ضد الجهل والأمية السياسية وحشو أدمغة الناس بالخرافات والأساطير البائسة والبدع المؤذية، بالفكر الديني المتخلف والمتطرف، سنياً وشيعياً. فما عاشته محافظة نينوى من تجاوزات على القاصرات من البنات من عصابات داعش باسم الإسلام والشريعة الوهابية، يسعى لفرضه على البنات القاصرات باسم الإسلام والشريعة الإسلامية من جانب حزب الفضيلة ونوابه والمؤيدين لهم من الأحزاب الشيعية الأخرى ونوابها، حتى النساء النائبات من هذه الأحزاب، وربما لا اختلاف في ذلك مع الشريعة السنية. المعركة الجارية بدأتها الأحزاب الإسلامية الحاكمة بالهجوم على المجتمع المدني والدولة الديمقراطية، على حقوق الإنسان وحقوق القوميات والحقوق المدنية، باعتبارها دخيلة ومستوردة من الخارج وعميلة للدول الغربية، في حين أن الدستور العراقي يدعو إلى ذلك وبوضوح كبير، رغم كل نواقصه وعلاته. نحن بحاجة إلى استكمال تحرير الأرض بتحرير الإنسان وفكره وممارساته، إذ أن تحرره الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي يرتبط عضوياً بالقدرة على تغيير العلاقات الاجتماعية السائدة بالبلاد، بتغيير النظام السياسي القائم والعلاقات الاقتصادية والحياة الاجتماعية والثقافية القائمة بالبلاد. حرية الإنسان ومستوى تحرره يرتبطان بمستوى وعيه، بمستوى إدراكه لما يجري حوله ومعه ومع غيره من البشر. إنها المعركة التي لا بد من خوضها لصالح الإنسان العراقي وتحرره وسعادته على أرض وطنه!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتعلم كل حكام العراق من تجارب ودورس الماضي؟
- مادة للمناقشة: سبل وأدوات تنشيط وتجديد حركة حقوق الإنسان بال ...
- النرجسية المرضية والسادية عِلّتان يتميز بهما حكام الشرق الأو ...
- هل من أفق لإقامة أوسع تحالف مدني ديمقراطي شعبي بالعراق؟
- حزب الفضيلة ووزير العدل بالعراق يبيحان اغتصاب الفتيات القاصر ...
- أينما تمتد أصابع السعودية وإيران وتركيا في الشرق الأوسط يرتف ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة أبناء وبنات شعب كُردستان ال ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- قراءة في كتابين للكاتب العراقي هاشم الشبلي
- الحوار الديمقراطي سبيل العراق الوحيد لمعالجة مشكلاته وليس ال ...
- قراءة متمعنة في كتابين -مذكرات هاشم الشبلي- و -محطات سوداء ف ...
- نظرات في كتاب -مذكرات نصير الچادرچي-
- وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد ...
- لتتوقف التحشيدات العسكرية المتبادلة، ليحتكم الجميع للعقل وال ...
- هل شاخ الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني أم تخلى عن مبادئ ...
- السياسات المحمومة لدول الجوار والوضع بكردستان العراق!!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تحرير الأرض العراقية يعني تحرير الإنسان العراقي ايضاً؟