أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عزيز - منابر مأجورة لطعن الإسلام في أقدس قيمه














المزيد.....

منابر مأجورة لطعن الإسلام في أقدس قيمه


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 23:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




خطيب الجمعة بمسجد حينا بطرابلس ليبيا، الذي لا تعنيه مدينة القدس التي تحتضن المسجد الأقصى، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أولى القبلتين وثالث الحرمين، التي كرسها المجنون ترامب قبل يومين عاصمة للسرطان الصهيوني، هذا الخطيب الذي لم يثر غيرته على الإسلام هذا القارار العدواني الجائر، و الذي لا يزيد عن كونه بوقا لسدنة ظلام الوهابية ، التي تسيطر على منابر ليبيا منذ فبراير 2011م، هذا البوق يردد ما يلقونه له هؤلاء السدنة دون أن يعي معناه. ففي خطبته لهذه الجمعة التي تجاهل فيها قرار تهويد القدس، و كرسها للتدليل على وجوب حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته والامتثال إلى أقواله وأحكامه، أفتى و بشكل غير مباشر، وبالاستناد إلى رواية مشكوك في صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، بحق إهدار دم المسلم إذا أعلن معارضته لأي قول أو حكم صادر عن الرسول صلى الله عليه وسلم تتناقله كتب الحديث أو ما ينسب للصحابة كناقلين عنه !!! مع العلم أن آلاف الأحاديث والروايات المنقولة عنه صلى الله عليه وسلم لا تمت للواقع والحقيقة بصلة إنما هي أحاديث و روايات نسبت له زورا و وضعت بعد وفاته بقرن وأكثر لتكون سلاحا بأيدي السلاطين لتأبيد حكمهم وإنفاذ مظالمهم ضد رعاياهم ، وهو ما لا يزال جاريا حتى اليوم في ربوع العالم الإسلامي وفي مقدمتهم مشيخات الزيت في الخليج العربي..

أورد لنا هذا البوق خلال خطبته السمجة، رواية لا يصدقها العقل بل يمجها، ويصنفها ضمن الروايات التي تستهدف الإسلام كدين في واحدة من قيمه العظيمة وهي العدل و الإنصاف بكل ما يقتضيه من دقة وتحقيق ودراسة وتأنِّي في إصدار الأحكام.. الرواية التي رددها هذا البوق تقول أن مسلما منافقا (حسب وصف هذا البوق ) ويهوديا اختلفا ، فاحتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن استمع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دفوعاتهما حكم الرسول صلى الله عليه وسلم لليهودي..

وأمام هذا الحكم الذي لم يرضه اقترح المسلم "المنافق" على اليهودي الاحتكام إلى عمر بن الخطاب، فذهبا إليه، وعرض عليه اليهودي تفاصيل الخلاف وأنهما احتكما للرسول صلى الله عليه وسلم فحكم له (لليهودي) وأن خصمه رافضا للحكم. فسأل عمر هذا الأخير ما إذا كان ما ذكره اليهودي بخصوص حكم الرسول صلى الله عليه وسلم له صحيحا، وما إذا كان (المسلم المنافق) لا يوافق على هذا الحكم، فأكد له ذلك وأنه رافضا للحكم ، فما كان من عمر إلا أن طلب منهما الانتظار لحظة ، ودخل إلى داره واستل سيفا ودق عنق المنافق الرافض لحكم النبي فوراً، انتصاراً للرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيدا لعدالة حكمه!!!

أي عاقل يمتلك نصف عقل يمكنه أن يصدق هذه الرواية الفجة ويرددها على الملأ ومن فوق منبر مسجد، وهي رواية لمشهد مفبرك لخدمة أغراض اقتضتها حوادث وصراعات تاريخية لا زال زلزالها يهز بلاد الإسلام ويسفك دماء المسلمين حتى اليوم، وهي رواية لا تمت للعدل والإنصاف باي صلة، بل هي تطعنه في صميمه وتحوله من قيمة فرضها الله في كتابه العزيز وعمل بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكانت سلاحهم القوي والحاسم في الانتصار على الباطل والشرك، تحوله أداة للظلم و تطعن الدين الحنيف في واحدة من أهم ركائزه ؟!!

فأين العدل في دق عنق إنسان هكذا وفي لحظات لا تتوفر فيها أية ركائز ضرورية لإصدار حكم بالقتل، فما بالك بتنفيذه الفوري، وبدون أي تدقيق ودراسة متأنية لقضية خلافية ، مؤكد أن لا علاقة لها بالإيمان بالدين؟ وهل يمكن لأي عاقل أن يصدق أن الفاروق، أيقونة العدل والإنصاف في الاسلام، يمكن أن ينفذ هكذا حكم وبهذه السرعة لمجر الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ولإظهار حبه وطاعته له؟؟ وهل تقتضي أصلا الطاعة والمحبة للرسول صلى الله عليه وسلم سفك الدماء؟ و هل يمكن أن يكون إزهاق الأرواح واحدة من طرق التدليل على محبته ؟!!!

إن الغزو المبرمج الذي تتعرض له منابر مساجد ليبيا منذ فبراير 2011م من قبل مؤسسات التضليل والمسخ الوهابية وما أفرزته من جماعات الإرهاب والتضليل المختلفة والتي تشكل رأس الحربة القاتل في الحرب على الإسلام الحَقْ برعاية مؤسسات التضليل والفساد المخابراتية الغربية ، يستوجب من كل مسلم مثقف أن يخوض المعركة الثقافية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل المختلفة ، ويفضح هذه الترهات ويكشف للقارئ زيفها ، وينبه إلى ضرورة أن تتم قراءة التراث بعقل متفتح ومتزن يفرق بين مقاصده البناءة وتلك المزيفة والمضللة والتي تستهدف هذا الدين الحنيف في قيمه وجوهره، وأن لا ينجر وراء رواية أي بوق جاهل يردد فبركات مؤسسات المسخ الوهابية وربيباتها التي اشترت بأموال النفط ألْسِنَةَ هؤلاء الأبواق وضمائرهم الرخيصة.. فالإسلام كدين والنبي كرسول والصحابة كرفاق أسسوا هذا الصرح الحضاري، لا يمكن أن تكون بداياتهم بهكذا نزق وتهور واندفاع ليصدروا أحكاما لا يمكن أن يفهمها العاقل إلا على أنها طعنة في الدين وسقوط مريع للعدل كقيمة، لا تفرق بين هوية إنسان وآخر في إصدار الأحكام..
فاضل عزيز / 8 ديسمبر 2017م



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى للتّذكر وأخذ العبر..
- في ليبيا احتفاءً برمضان.. تحالف الفُجّار، صيارفة وتجار يُؤجّ ...
- طرابلس ليبيا.. مَسْرَحَةُ الرّعب..
- من الخطأ إلى الخطيئة.. 17 فبراير كحالة..
- عندما تتحول المنابر الى مؤسسات للتضليل..
- ليبيا..روهنغا على الأبواب..
- انقذوا حقوق السجناء في ليبيا..
- قراءة في مشروع دستور ليبيا الجديد (2/... )
- قراءة في مشروع الدستور الليبي الجديد ( 1/...)
- الغنوشي.. بريق السلطة يخرجه من دائرة العقل..
- أضربه على التبن، ينسى الشعير..
- هذيان عبر الهايكو
- بل عشيق!
- (4) بل أقول..
- (3) نعم تستطعين
- (2) احلمي عشق زاد
- غردي عشق زاد..
- الجشع يجتاح قطاع الطبابة في ليبيا
- أمريكا والغرب كمناهض للديمقراطية في المنطقة العربية
- -ثوار- الآفة التي تهدد بزوال ليبيا


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عزيز - منابر مأجورة لطعن الإسلام في أقدس قيمه