أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبيدي - لوثة في خلايا عقل














المزيد.....

لوثة في خلايا عقل


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


أتم مكالمة قصيرة مع سليم المهندس المقاول الشاب، ثبت موعداً، كان الساعة الثالثة بعد ظهر الخميس الأخير من ذاك الشهر الفائت، ومكاناً هو المقر الرئيسي للحزب الناشئ في المنصور، قال الوقت ثمين، وأنا مدير المكتب، شخصٌ عملي أكملت دراستي في بريطانيا وعملت فيها وتعلمت من أهلها كم ثمين هو الوقت وكم عظيمة هي والأمانة، طلبي ترميم وتهيئة وعمل ديكورات لهذا المقر وآخر مثله في الرصافة ليكونا مواقعين ينافسان الغير في خوض الانتخابات المقبلة عام 2018. لا تُقتر فالمال موجود، أمامك ما تبقَّ من اليوم تعاين هذا الموقع وذاك، تدرس وتثبت الأسعار، تقدم عرضاً بالمطلوب يوم الأحد.
انشغل قليلاً بأوراق عليها شعار الحزب وأهدافه، أو شغلَ نفسه عمداً ليضفي أهمية على نفسه، يراها لازمة في مثل هكذا مواقف، ثم عاود الكلام سائلاً:
ـ هل يوم الأحد القادم مناسب لتقديم العروض؟.
رد سليم وابتسامة اعجاب على أطراف شفتيه، وأفكار مرت مثل شريط سينمائي سريع قارن فيها بين هذا الدكتور القادم من الغرب وحزبه الواعد وبين عشرات أحزاب وأشخاص التقاهم في طريق سيره بطيؤون، يماطلون، فاسدون، لا يدخلون في المواضيع بشكل مباشر، قائلاً:
- نعم استاذ، في الساعة الثالثة بعد ظهر الأحد سيكون العرض جاهزاً.
حرص سليم مبادلة دقة الدكتور بحضور في الوقت المحدد، وأمانة الحزب بعرض للكلف معقول وهامش ربح كذلك معقول. خرج من عند مكتبه في الرصافة مبكراً، حسبَ الطريق وزحمة سير وقطوع سببها إيقاف المرور على طريق محمد القاسم، السريع، وصل المقر، وعشر دقائق كانت متبقية الى الثالثة. في تمامها استأذن الدخول بنقر خفيف على باب الدكتور المدير، لا يريد افساد الدقة منقطعة النظير. قدم العرض مفصلاً قبل الجلوس، أخذ نفساً كمن تخلص تواً من عبئ الوفاء بوعد لشخص يكن له الاحترام وان لم يمضِ ثلاث أيام على التعرف إليه.
نظر الدكتور في العرض، لم يناقش السعر المطلوب، ولا الفترة الزمنية ونوع المواد، وضعه جانباً وسأل أين العرض خاصتي؟. رد سالم دون تفكير:
- نعم. فأجب الدكتور:
- هذا عرض بيني وبينك تنفذه وتقبض ثمنه، وهناك عرضٌ ثانٍ نقدمه الى الحزب، هل هذا واضح؟.
جلس سليم على كرسي جانبي كمن أصيب بخيبة أمل، ليس لغرابة الطلب، فمثله معهود في هذا الزمان وتعاملَ مع أشكاله مراراً، بل وبالتغير المفاجئ في نقاوة الصورة التي رسمها في العقل ناصعة ووجدها مشوهة، وتطلعٌ علق عليه آمالاً في التغيير على يد رجالات وصلوا البلاد من أوربا وبلدان الانجلو سكسون، وأحزاب سطرت أهدافها على ورق صقيل بدأتها معاناة نازحين، وختمتها إعادة إعمار مدن لهم خربها الارهاب.
كرر كلمة نعم وكأنه لم يستوعب الطلب وهو المهندس المعروف بذكائه الحاذق، وأردفها بعبارة لخصها بالرفض، فتقديم عرضين من وجهة نظره مخالف للأمانة.
وهو مازال مصدوم بالمفاجأة، أعتقد لوهلة أن ما يحدث مجرد مسرحية اختبار لأمانته، لكن ظنه خاب عندما أخرج الدكتور من درج مكتبه عرضاً مفصلاً وسعر يرتفع عن السعر المثبت بما يقارب النصف، طلب منه التوقيع هنا، ليستلم الدفعة الأولى من المبلغ، ويشرع في العمل من يوم الغد.
قال سليم امهلني يوماً أو بعض يوم، سأراجع فيها أفكاراً كونتها عن السياسة والانتخاب والأمل الباقي لبناء هذه البلاد.
رد الدكتور، لك حتى يوم الغد في مثل هذا الوقت، فأنا في عملي جد دقيق.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف الحكاية
- ذكرى نهاية حرب
- معركة الموصل وعملية استثمار الفوز
- أزمة قطر السعودية الى زين
- في الكرى السنوية الثالثة
- اكتمال الصورة
- قمة الرئيس الأمريكي واستجابة العرب والمسلمين
- حمى السلاح وشيوع فعل الفوضى
- الحروب العالمية محلياً
- قصور الهمّة في مؤتمر القمة
- العراق بمواجهة جيل الارهاب الثالث
- 8 شباط وعمليه الهدم المنظم للمؤسسة العسكرية
- خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل
- نينوى ما بعد التحرير
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (3 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (2 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (1 - 3)
- عام آخر من التمنيات
- كبوة التعليم في العراق ثانية
- هل يصح للعشيرة قانوناً


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبيدي - لوثة في خلايا عقل