أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا














المزيد.....

بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


الموقف العربيّ والاسلامي الرّسميّ من اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لاسرائيل، والمباشرة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس ينطبق عليه ما جاء في موروثنا الشّعبيّ بأنّ فتاة غاية في الحسن والجمال، سليلة أسرة فقيرة، وابنة رجل فقير نذل، اعترضها أحد أبناء الاقطاعيّين الذي يملك أبوه بيّارة برتقال، عند عين الماء وألقى في جرّتها عشرة قروش وقال لها: سأعطيك سلّة برتقال أيضا إذا وافقت على معاشرتي كمعاشرة الأزواج، فغضبت البنت منه وشتمته، وهدّدته بأنّها ستخبر أباها عن ذلك الوغد؛ ليضع له حدّا، وعندما عادت إلى بيتها أخبرت والدها النّذل بما جرى لها، فأرغى وأزبد وهدّد بأنّه سينتقم من ذلك المعتدي ومن أسرته، وأنّه "سيعاشر" حمارة أهله! وهذه هي ردود الفعل العربيّة والاسلاميّة الرّسميّة التي لم تشهر أمامها أسلحة الشجب والاستنكار المعتادة! واكتفت بالتّحذير من عواقب ذلك القرار، ووصلت قمّتها في التّحذير بما هدّد به "السّلطان العثمانيّ" أردوغان قبل اعلان ترامب بقطع العلاقات مع اسرائيل، واكتفى بعد الاعلان بدعوة وزراء خارجيّة ما يسمّى "دول التّعاون الاسلامي" لبحث الموضوع.
وترامب يدرك تماما مدى ردود فعل وكلائه في المنطقة قبل اعلان قراره، الذي ستكون له انعكاساته الخطيرة على الصّراع في المنطقة، وهو يعلم قبل غيره مواقفهم مسبقا، لأنّ إدارته هي من تمليها عليهم. وقد مهّدت أمريكا لذلك باحتلال العراق في العام 2003، وتدميره وقتل وتشريد شعبه، واستمرّت باشعال الفتن الطّائفيّة فيه حتّى يومنا هذا، وواصلت عدوانها من خلال وكلائها العرب والمسلمين من خلال إشعال نار الفتنة والاقتتال في سوريّا وليبيا واليمن وسيناء المصريّة، بتمويل وتدريب وتنسيق عربيّ واسلاميّ، واستبقت ذلك بتقسيم السّودان، وزادت على ذلك بأن أوعزت لحلفائها العرب بالتّنسيق والّتعاون والتّحالف مع اسرائيل للتّصدي لما يسمّى "الخطر الشّيعيّ الايرانيّ.
ويلاحظ أنّ أيّا من القادة العرب والمسلمين لم يجرؤ على طرد السّفير الأمريكيّ وقطع علاقاته مع أمريكا، أو حتّى مع اسرائيل التي تواصل احتلالها للأراضي الفلسطينيّة والجولان السّوريّة منذ أكثر من خمسين عاما، لكنّهم كانوا سبّاقين بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربيّة، وفي قطع العلاقات مع سوريا؛ لأنّها تصدّت لمشروع الشّرق الأوسط الجديد الأمريكيّ، الذي يسعى لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتدعم المقاومة المتمثّلة بحزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد الاسلاميّ الفلسطينيّتين. كما سارعت دول عربيّة في قطع العلاقات مع قطر في الصّراع معها على الفوز بسباق المولاة لأمريكا!
ولو كانت أمريكا تخشى حظرا اقتصاديّا على منتوجاتها، وتهديدا حقيقيّا لمصالحها في المنطقة، لما تجرّأت على اتّخاذ قرارها بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
ومعروف أنّ أمريكا التي اتّخذ الكونجرس فيها قرار الاعتراف عام 1995 بالقدس عاصمة لاسرائيل، قد باشرت فورا ببناء سفارتها في المنطقة منزوعة السّلاح بين جبل المكبر وصورباهر، وهي من الأراضي المحتلّة في حرب حزيران 1967، ونقلت إليها قنصليّتها التي كانت تعمل في القدس الشّرقيّة المحتلة.
وليس خافيا على أحد بأنّه لا فرق بين اسرائيل وأمريكا في الصّراع الشّرق أوسطي، فاسرائيل هي القاعدة العسكريّة الأمريكيّة المتقدّمة في المنطقة، وهي تواصل احتلالها للأراضي العربيّة بالسّلاح الأمريكيّ، وتواصل استيطانها في هذه الأراضي بالمال الأمريكيّ، والتّغطية السّياسيّة الأمريكيّة لها في المحافل الدّوليّة وفي مقدّمتها الأمم المتّحدة.
واستمرارا في الرّضوخ العربيّ الرّسمي للاملاءات الأمريكيّة والاسرائيليّة، فإنّ القادم أسوأ بكثير ممّا هو عليه الآن، وقد يتمثّل بالاعتراف باسرائيل كدولة يهوديّة، وما يترتّب على ذلك من قتل وتشريد ما تبقّى من الشّعب الفلسطينيّ على أرض وطنه.
ويجدر التّنويه هنا أنّ ما نصّت عليه اتّفاقات أوسلو بتأجيل قضيّتي القدس والمستوطنات إلى مرحلة الحلّ النّهائيّ، هي التّي مهّدت إلى ما وصلنا إليه الآن، وأنّ حلّ الدّولتين مجرّد سراب بعيد المنال، فالسّلطة الفلسطينيّة لن تكون أكثر من إدارة مدنيّة كما تريدها أمريكا واسرائيل، ولن يتغيّر الحال ما لم يتغيّر العرب عندما تستيقظ الشّعوب من سباتها العميق.
7-12-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ترامب يشعل الحرب الدينية
- بدون مؤاخذة- القدس لا تقبل المساومة
- في استقبال ميرا
- صفحات من سيرتي الذاتية
- بدون مؤاخذة- الإرهاب ليس عفويّا
- بدون مؤاخذة- لا دين للارهاب
- مقدسيات فهمي الكالوتي
- نهر ماجد أبو غوش لا يضلّ الطريق
- بدون مؤاخذة- أمريكا سبب المصائب
- فصل من سيرتي- كيف فقدت عيني؟
- بلادنا فلسطين- داخل دير مار سابا
- بلادنا فلسطين- في دير مار سابا مرّة أخرى
- بلادنا فلسطين- في دير مار سابا
- بدون مؤاخذة- عندما تتحوّل الدّول إلى كلاب صيد
- رحل عطا الحلو وذكراه باقية
- بدون مؤاخذة- في حضرة دير مارسابا
- بدون مؤاخذة-من بلفور إلى ترامب
- بدون مؤاخذة- مفهوم التّطبيع والضّرورة
- بدون مؤاخذة- انسحاب أمريكا من اليونسكو
- رواية -الصوفي والقصر- في اليوم السابع


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا