أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - الاعتراف














المزيد.....

الاعتراف


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5718 - 2017 / 12 / 5 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


منذ أن نشر تلك المقالة ينتقد فيها أحد المسؤولين على تعسفه في استعمال السلطة على صفحات جريدة إلكترونية لم يهدأ له بال، في البداية كان حماسه يدفعه إلى الكتابة والتنديد وكان يقول لنفسه في نفسه: الساكت عن الحق شيطان أخرس لما نشر المقالة انسحب الحماس وحل محله الخوف

قال في نفسه سيقبضون علي!

حين يقف أمام النائب العام أمام مكتبه الفخم وحركاته الصارمة ونظراته الباردة سيحس بالانسحاق بالتضاؤل سيكون كنملة ،كبعوضة أمام هرم كبير سيتلاشى الكلام تنسحب على ملامحه آثار الجريمة:

مخرب، متطاول على الرموز قصد الشهرة فكر إنه لا يطيق الأماكن الضيقة مصاب برهاب المساحات المغلقة

ردد في صوت أسيف:

سأموت في أول يوم بمجرد دخولي الزنزانة أحس بالاختناق تتسارع دقات القلب يشتد الشهيق والزفير ألم ناحية السرة تعرق فقد التركيز ثم الموت. ليتهم يسجنوني في الساحة!
نخسه صوت غريزي باسم زوجته وابنته، احتمل الألم.

صار يهذي كل حين يطل من الشرفة ربما توقفت السيارة المدنية يخرج منها رجلان يرتديان نظارتان سوداوان عليهما سيماء الصرامة والقسوة يصطحبانه في هدوء إلى داخلها، يلاحظ الجيران ذلك يالمفارقة!

يعرفونه رجلا مستقيما بيته وشغله حتى المقهى لا يدخله إلا لماما هتك عرض، تبييض أموال، حشيش……. ربما هكذا يحدسون تذكر أنهم لا يقبضون على من يكتب من يعارض إلا في الليل في منتصفه ومن أجل ذلك قضى ليلته الأولى بلا نوم تقريبا بات ينتظر سماع صوت السيارة وهي تتوقف أمام منزله أطال النظر في وجه زوجته خدها محمر شهيقها وزفيرها منتظمان قبل ناصيتها وخرج إلى الغرفة حيث ترقد ابنته الوحيدة احتضنها وقبلها طويلا وانصرف في هدوء.

هكذا إن قبضوا عليه سيكون أهله آخر من رأى أفضل من أن يقبضوا عليه في الشارع.

لما أخذ منوما حبة كاملة مع أنه تعود على نصف حبة بعد وقت فعل المنوم فعله تخدر ثقلت حركته انتشى قليلا تذكر الجنائن الاصطناعية لبودلير جنته هو حين تثقل حركته يهدأ رأسه تحط طيور فكره الملتاعة على أفنان السكينة وينام.

حين خرج في الصباح تأمل الشارع برمته لعل فيه سيارة غريبة متوقفة بداخلها شخص يقرأ جريدة على عينيه نظارة،شخص غريب لا عهد له به في الشارع ينظر نظرة محترفة حين رأى شاحنة شركة الكهرباء ورأى رجلا يمتطي السلم لاستبدال المصباح شك في الأمر لماذا يستبدلونه الآن تحديدا ،منذ أيام والشارع يغرق في الظلام؟

فقد التركيز لا حظت زوجته وابنته شروده ،كثرة إطلالته من الشرفة كثرة تفقده للهاتف وكأنه ينتظر مكالمة ليس من العسير معرفة رقمه وشتمه وتهديده فهم يعرفون ما كان وما يكون!
في حالته تلك قرر ألا يذهب إلى العمل فهو منهك بالرغم من أنه نام قليلا وجهه مصفر تركيزه قليل واضح للجميع أنه يعاني أمرا.

فكر أنهم سيعذبونه كثيرا إن لم يبادروا بالقبض عليه لا يستطيع البقاء هكذا طويلا ساعات مرت عليه طويلة كأن الزمن تجمد.

إنه فريسة محاصرة تنتظر الإجهاز عليها رأسه يكاد ينفجر كلما رن هاتفه التاع صرف مكلمه بقلق على مائدة الغداء كان شاردا يأكل قليلا حتى الشهية فقدها إنه يؤانس زوجته وابنته فقط ويدفع عن نفسه التهمة بالشرود وتقلب الحال وعلى المائدة رأى أن يكتب إلى تلك الجريدة يخبرها أنه مهدد محاصر لعله يجلب تعاطفا دوليا معه لابد له من حماية لم يجرؤ على ذلك هو متعود على الهدوء لا يطيق صخب الإعلام ،فضول الناس…….

ليلة أخرى لم ينمها رغم المنوم ونفس الأشياء فعلها حين سمع صوت سيارة قادمة أجفل قلبه خرج إلى الشرفة كانت شاحنة عمال النظافة تجمع أكياس القمامة تنفس الصعداء حدق في السماء بدا له ضوء النجوم مرتعشا كثيرا سمع مواء وتعارك قطط أمام بقايا الفضلات حدجها بنظرة حاسدة.

استلقى على السرير كانت الزوجة تغط في نومها تقلبت على جنبها خدها دائما محمر شهيقها وزفيرها منتظمان، حدق في سقف الغرفة بما بقي فيه من تركيز فالمنوم خدره لكنه لم ينمه في السقف رأى صورة الفأر حين تلدغه أفعى وتبقى الأفعى تنتظر موت الفريسة بعد شللها لتجهز عليها ذاك زمن معلوم محسوب….

حين طلع النهار قام من فراشه تساءل هل نام حقا؟، حاول أن يتذكر هل رأى حلما؟ كان متعبا كأن لم ينم تذكر الأفعى والفأر فتح جهاز الكمبيوتر طبع المقال ووضعه في جيبه قبل زوجته في ناصيتها استغربت لم يعلق احتضن ابنته وأطال ذلك صفق الباب وخرج.

كان يلاحظ وجوه الجيران وهو يلقي عليهم التحية لعل في ردهم شيئا غريبا لعل في نظرتهم ما يريب قال في نفسه فليرتابوا انتهى كل شيء أكمل المسير لا يستقر على حالة ولا على فكرة إلا على قرار واحد.

اقترب من مقر الشرطة ألقى التحية على الشرطي الواقف لم يدخل في حياته مقرا لهم أخبره أنه يريد الإدلاء بشي خطير خاص.

ساقه الشرطي إلى حجرة الضابط المحقق جلس على كرسي أخرج المقال واعترف بكل شيء



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة لبنان وجارة القمر في عيد ميلادها
- سيدة الليل الأزرق
- أم كلثوم في وجداني
- مرافئ الذاكرة/ غيبة الحامدي
- من أجل ثقافة قومية إيجابية
- الناي والأحزان
- صوت أبي العلاء الاشتراكي
- عشر قصص قصيرة جدا
- الشريحة
- الكاتب الجيد يصنعه قارئ جيد وناقد جيد
- أي شيئ في العيد أهديكم؟
- كائنات الليل
- مذاق الكرز في فمي
- الكتابة بلون اللازورد:
- دز جوكر وأزمة النخبة في الجزائر
- مبارك جلواح رائد الشعر الرومانسي في الجزائر
- ياليلة العيد آنستينا
- الدين في خدمة الاستعمار قصة نشأة مسجد باريس
- عبق الإباء من قمم جرجرة زيارة لضريح الزعيم حسين آيت احمد
- جمهورية مونمارتر


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم مشارة - الاعتراف