أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - أوغاد من منبع الارهاب الوهابي















المزيد.....

أوغاد من منبع الارهاب الوهابي


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 09:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان ناصر السعيد أحد الكتاب المعارضين لنظام القمع السعودي، هذا النظام الذي يتخذ من الدين الاسلامي مظلة يتستر بها لقمع مطامح الشعب العربي، في شبة الجزيرة العربية، من أجل التقدم و الحرية. و قد اشتهر ناصر السعيد بكتابه –تاريخ آل سعود-: كتاب ممنوع تداوله بأمر من سلطات معظم الحكومات العربية القمعية، إلا أنه و على الرغم من المنع الشديد فإن تداول الكتاب و بيعه بشكل سري لا يزال مستمرا. و كان من الحظ التعس لهذا الكاتب أن يقع فريسة بيد عصابة اختطاف فلسطينية تابعة لحركة فتح، فاختطفته هذه العصابة و سلمته إلى الأجهزة القمعية السعودية مقابل "فدية" مالية كبيرة.. و في سجون السعودية اخفي هذا الكاتب الجريء.
إن الحكم السعودي هو المنبع الأول و الرئيسي لتصدير الارهاب الوهابي، ففي أراضي شبه الجزيرة ولدت الوهابية، و ترعرع الفكر الاجرامي لمحمد عبد الوهاب فوق رمالها، و منها خرج من حر أمه الارهابي بن لادن، و بدعم مباشر و قوي مستمر من هذا الحكم الظلامي لا يزال الارهابيون يخرجون إلى كافة أنحاء العالم ليشيعوا فيه إجرامهم و ينشرون همجيتهم.
و لم يقف الارهابيون عند اغتيال الناس في أماكن تجمعهم و في محلات عبادتهم، بل استمروا ليطيل فعلهم الهمجي الآثار التاريخية و الحضارية لبلدان متعددة، فتفجيرهم لتمثال بوذا في أفغانستان لم يكن فعلهم الشنيع الأول ضد الحضارة و التاريخ بل هو استمرار لسوابق همجية على أراضي شبه الجزيرة العربية ولم و لن تقف أفعالهم الهمجية بتفجيرهم الأخير لمرقدي الامامين علي الهادي و الحسن العسكري (ع) في سامراء العراقية. إنهم يريدون أن يمحوا الذاكرة التاريخية للشعوب.
لقد نالت أيادي الوهابيين الهمج آثارا اسلامية كبيرة و عظيمة، فيذكر ناصر السعيد في كتابه المذكور أنهم قامو بـ:
1) تهديم البيت الذي ولد فيه النبي محمد (ص) بشِعب الهواشم بمكة.
2) تهديم بيت خديجة بنت خويلد زوجة النبي الأولى و أول امرأة آمنت بالدين الاسلامي
3) تهديم بيت أبي بكر الخليفة الأول الذي يقع في محلة المسفلة بمكة.
4) تهديم بيت حمزة بن عبد المطلب عم النبي و أول شهيد في الاسلام، و هذا البيت يقع أيضا في محلة المسفلة في مكة.
5) تهديم بيت الأرقم أول بيت تكونت فيه الخلايا الثورية الاسلامية، و فيه كان الرسول يجتمع سرا مع أصحابه، و في هذا البيت تمت أول مقابلة، بعد عداء شرس، بين النبي و عمر بن الخطاب... كما تمت في هذا البيت أول مقابلة للنبي مع أبي ذر الغفاري، خامس واحد في الاسلام. و يقع هذا البيت بجوار الصفا بمكة، و في مكان البيت شُيِّد قصرا أُعطي لتاجر الفتاوي الظلامية، عبد الملك بن ابراهيم.
6) تهديم قبور الشهداء الواقعة في المعلى بأعلى مكة و بعثرة رفاتهم.
7) تهديم قبور الشهداء في بدر و كذلك تهديم مكان العريش التاريخي الذي نصب للنبي محمد و هو يشرف و يقود المعركة ضد أغنياء قريش.
8) تهديم البيت الذي ولد فيه علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين (ع)
9) سرقة الذهب الموجود في القبة الخضراء.
10) تدمير بقيع الغردق في المدينة المنورة حيث يرقد المهاجرون و الأنصار من صحابة النبي و بعثرة رفاتهم.
11) محاولة تدمير القبة التي تظلل و تضم جثمان صاحب الرسالة الاسلامية، النبي محمد، و نبش ضريحه. لكن الوهابيون توقفوا حينما وقف الشعب و بعض رجال الدين الصالحين من الشعب العربي و من كافة البلاد الاسلامية، فحدثت ضجة كبرى ضدهم فارتدوا على أعقابهم خاسئين.

و قد أشار الدكتور علي الوردي في ملحق الجزء السادس من كتابه –لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث- إلى الهمجية التي قام بها الوهابيون في تهديم قبور البقيع فكتب عن البقيع بأنه كان مقبرة المدينة في عهد النبي (ص) و ما بعده، و لهذا دفن فيه العباس عمه، و الخليفة عثمان، و زوجات النبي، و الكثير من الصحابة و التابعين، كما دُفن فيه أربعة من أئمة أهل البيت، وهم : الحسن بن علي، و زين العابدين علي بن الحسين، و محمد بن علي الباقر، و جعفر بن محمد الصادق،(ع). و قد صنع الشيعة لقبور هؤلاء الأربعة ضريحا باهرا يشبه الأضرحة المعروفة في العراق و ايران.
لقد ظلت هذه القبور سليمة في عهد ابن سعود لأكثر من أربعة أشهر دون أن يمسها أحد بسوء، إلا أن تذمر الاخوان الوهابيين و انتقادهم لابن سعود جعله، في أواسط نيسان 1926، يرسل إلى المدينة الشيخ عبد الله بلهيد، كبير رجال الدين في نجد، للعمل على تهديم القبور. فأصدر هذا الشيخ فتواه بتهديمها، فشرع الجنود الوهابيون بنهب جميع ما تحتويه المراقد قبل أن يبدأوا بالهدم ليأكدوا للعالم أنهم ما زالوا على طباعهم البدوية الهمجية: سرقة و قتل و هدم، و أنه لا فن و لا حضارة و لا ذوق لهم.

و إذا كان الأمويون، في عهد يزيد بن معاوية، قد أحرقوا مكة المكرمة و كعبتها و هدموا و استباحوا المدينة المنورة فإن العباسيين قد ساروا على سيرتهم، فقد سبق المتوكل الارهابيين الوهابيين بمحاولة إزالة المعالم الشيعية في العراق، فهدم قبور الشيعة المقدسة في كربلاء، و غطاها بالمياه ليمحي بها معالمها، و كان "وهابيو" ذلك الزمان يفتخرون بعمله فأطلقوا على هذا الخليفة العباسي لقب محيي الدين و الشريعة و مبطل البدعة، و لم يفتخروا بعمله الهمجي فقط بل أنهم كانوا يفتخرون بشبقه و بأنه كان لديه أربع آلاف جارية وطئهن جميعهن، و على سيرة أسلافهم الهمج يسير همج اليوم.

إن وجود الوهابيين و السلفيين من أمثالهم هو عقبة خطيرة أمام تطور المجتمعات الاسلامية و مرض قاتل يريدون به عودة هذه المجتمعات إلى أحضان قرون الظلام، و لهذا فان أية محاولة لاعتبار هؤلاء بأنهم من الناس ما هي إلا وقوع في شراك همجيتهم، و تقديم التبرير للعالم كله بأن الاسلام هو دين الهمجية و العداء للتاريخ و أن العرب ما هم إلا حملة أحقاد ضغينة ضد كل معلم حضاري أو تاريخي.
لا يستطيع أحدا، أبدا، أن ينكر أن مدينة سامراء هي منبع لكثير من أزلام و جلاوزة العهد البعثي البائد، و مدفأ للعديد من المجرمين الارهابيين، و مضيفا لأعراب الهمجية و النفاق، إلا أن تفجير مرقد الامامين فيها ستكون نقمته الأولى على هذه المدينة و سكانها، لا على غيرها، فالمرقد هو مزار دائم للملايين من المسلمين، بمختلف طوائفهم، و دعم مهم لاقتصاد المدينة، أكثر بكثير من الملوية المشهورة... فهل سيعي أهل هذه المدينة بأنهم بسماحهم لضيوفهم الارهابيين يخربون ديارهم فوق رؤوسهم لن يجلب إلا اخزي لهم؟ و هل سيعتقد هؤلاء بأن الملوية العباسية سوف لن تكون الخبر المحزن التالي لأعداء التاريخ، و سيهدموها؟ لقد حاول أبو جعفر المنصور أن يهدم طاق كسرى، ذلك الصرح الذي يمثل جزء من تاريخ العراق، و لكنه امتنع من تهديمه نتيجة نصيحة مستشار له، أليس من الاحتمال أن يأتي مجنون و ينقذ حكم الاعدام في ملويتنا، عند عدم وجود مستشار عاقل؟
إن على الطيبين من السامرائيين أن يقفوا بالمرصاد لكل من قام بالعمل الجبان في تهديم مرقد امامي الشيعة و أن يطردوا من بلدتهم حثالات الوهابيين و الهمج الآخرين، و أن يبرهنوا بأنهم جزء من العراق لا يريدون التفريط بوحدته.

إن من يصفق للهمج الذين يهدمون المعالم المقدسة و مراكز عبادات الآخرين، يجب عليه أن يعرف أن للصبر حدود و أنه أيضا يوجد همج عند الآخرين. و هكذا فالاعتداء على بعض مساجدنا السنية ما هو إلا انتهاء صبر أو همجية. و إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن فسوف لا يمكن المحافظة على أي مسجد أو مرقد كان: لا على مرقد أبي حنيفة و لا على مرقد عبد القادر الكيلاني .... الخ.
و إذا كنت أتحدث عن الأماكن الاسلامية المقدسة، فهل يعتقد من يحرق كنائسنا المسيحية العراقية بأن المسيحيين لا يوجد لهم همج مثلهم يحرقون المراكز الاسلامية؟ إن النازيين الجدد في أوربا، الذين على خطاهم يسير البعثثون المجرمون و حلفائهم الوهابيون، قد أحرقوا بيوت اللاجئين الأجانب و مساجدا للمسلمين.
و تخيفني احتمالية أن يقوم مجنون ما، من أعداء المسلمبن، بتفجير قنبلة في الكعبة المشرفة في وسط الحجاج أثناء أيام الحج.. فماذا يمكن أن يقول المسلمون إذا فجر أحد المجانين قنبلة بين الملايين من حجاج الكعبة المكرمة؟

إن العراق في حاجة إلى حكومة وطنية قوية تحافظ على أمن شعبنا و نسيجه المتعدد الألوان، و لن تكون حكومة قوية إلا باجتثاث البعث و وهابييه و حلفائه من أعراب النفاق، و إن مغازلة مثل هؤلاء، اعتقادا بأنهم سيتوبون يوما ما، ما هو إلا سراب كاذب. لقد أكد تاريخهم ما أقول و تؤكد أفعالهم ما أكتب عنهم و لا حاجة لأن ننتظر المستقبل البعثي لنتأكد مرة أخرى بأنهم من المجرمين.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير التاريخ في مجتمعاتنا
- من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
- شيخُ الأزهر الأعور
- بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
- متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟
- إلى كمال سيد قادر
- النفط و الشفط
- اصبعنا البنفسجي
- تأملات في ثقوب بهو الجادرية
- الموت السريع للزمن البطيء
- صحراءُ الشؤم
- هل احترقت يدا الملك الصغير؟
- جرذ العوجة و حكامنا المؤقتون
- قبل ظهور نتائج الإستفتاء
- رمضان تعيس للأفارقة
- لا تخنقوا صوتي
- انتصار للشريعة المبتذلة أم للمعتدلة؟
- في مذبح الإرهاب الفلسطيني
- عزائي إلى مار بيّاMarbella
- أندلسيات (7): محنة المسلمين و الموريسكيين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - أوغاد من منبع الارهاب الوهابي