أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلطان الرفاعي - من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا















المزيد.....

من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 09:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن الأيمان الأعمى بنصوص تعتبر بمثابة الحقيقية المطلقة، وخضوع العقل والرأي والوعي للتعاليم العقائدية، من شأنه أن يهيج النفوس ويبدل العقول. وتخضع هذه المبادئ التي قادت بعض الإرهابيين إلى القيام بأعمال تدميرية مجنونة إلى منطق داخلي. فالذي يؤمن بأن هناك حور عين، وأسمطة طعام في فنادق إلهية عشر نجوم، وجلسات على ضفاف أنهر. في انتظار عبيد الله، وأن جهنم ونيرانها المستعرة في انتظار أولئك الذين لا يطيعون الله يُصبح من السهل عليه تقبل كل أمر يؤمر به بما في ذلك تدمير نفسه بنفسه، بل قد يذهب إلى حد تشجيع الآخرين وإرغامهم إن لزم الأمر ليحذو حذوه.
على ماذا اعتمد هؤلاء الذين فجروا المقدسات الروحية لطائفة الشيعة؟ فتاوى تكفيرية تنطلق من كل أصقاع الأرض، تملأ الرؤوس وتسن الفؤوس، آيات انتقوا منها ما يوافق خطهم الإرهابي، وغضوا الطرف عما لا يوافق طريقهم الجنوني، معتمدين على كل هذا في استغلال وإغراء وإفساد مؤمنين طيبين، يساعدهم في إرهابهم، محيط ملائم ومؤذ وفاسد وقائم على الإقصاء، وكره الآخر، والحقد والكبت، وكل رزيلة موجودة على وجه الأرض.
لم نسمع فتوى تكفيرية واحدة(على كثرتها) ضد ابن لادن أو مصعب الزرقاوي، على العكس رأينا صورهم ترتفع في لبنان، في مخيم عين الحلوة، وفي غزة، في فلسطين، وفي الباكستان، والعديد من الدول الإسلامية.
يوم أباد الرئيس المؤمن صدام الشعب الكردي لم تخرج المظاهرات في أي بلد عربي أو مسلم، دفاعا عن هؤلاء الأطفال الذين شوتهم نيران الأيمان المتأججة في قلب تلك الطائفة، لم تتحرك المظاهرات لمنظر النساء وهي تحتضن أطفالها، في جريمة بشعة لم يعرف التاريخ الحديث ما يماثلها في البشاعة والإرهاب.
عندما فجروا تماثيل بوذا، والتي ترمز إلى ديانة يعتنقها أكثر من ربع الكرة الأرضية، لم تخرج المظاهرات، ولم يتم إحراق السفارات، وهدم الكنائس، وطبعا أقصد بالنسبة لمن يؤمنون بتعاليم بوذا، لكنهم (أتباع بوذا) كانوا على يقين أن من يفجر مقدسات الغير، لا يمت للإنسانية بصلة، وأنه يحمل في داخله جرثومة فنائه ودماره.
الأضرحة المقدسة للطائفة الشيعية!! يعجز الكلام عن وصف من قام بتفجيرها، يعجز الكلام عن الحقد الذي يحمله هذا الإرهابي، يعجز الكلام عن وصفه!
وخرجت المظاهرات تندد، ليس بالقتلة الحقيقيين، لأننا شعب تعلم الكذب والنفاق، خرجت المظاهرات تندد بأمريكا وإسرائيل والكفار والغرب الظالم، وتركوا القتلة الحقيقيين يسرحون ويمرحون، ويعدون العدة لنسف ضريح جديد. وابتدأ بازار التنديد من قبل الأحزاب، والمراجع الدينية، وهي في الحقيقة من حقنت أتباعها، وجعلتهن قنابل موقوتة جاهزة للتفجير عند كل إشارة، وخطاب، وتلميح.

لو كان هؤلاء القتلة يملكون الأسلحة الكيماوية التي كان يملكها قدوتهم صدام. أما كانوا حولوا كل المدن الشيعية إلى حلبجات (جمع حلبجة). الغرب يعلم علم اليقين، أن هذه الشعوب لا تستطيع ضبط تصرفاتها، ويُعايش ويرى ويقرأ ويسمع، ويختبر. ليس عن عبث يقف الغرب بوجه امتلاك إيران السلاح النووي.
في قراءة دقيقة لتقرير مكتب التحقيقات الفدرالية عن شهر شباط 2003، نجد: إن القاعدة قد اتخذت خطوات أولية في مجال تصنيع مواد الخردل، والسارين، وغازات الأعصاب vx. وفي أماكن أخرى من التقرير ذاته يفيد تعليق على رسم مصور لوثيقة مأخوذة من ملجأ آمن للقاعدة داخل أفغانستان عن ملاحظة ((اهتمام في إنتاج مواد كيماوية شديدة الفعالية مثل الخردل والسارين وغازان الأعصاب vx كما نلاحظ في نشرة صادرة عن مركز الحماية بمكتب التحقيقات الفدرالي بأن منظمة القاعدة ((اختبرت، وقامت بخطوات لتصنيع مركبات الخردل ومركبات الأعصاب (السارين وغازات vx الكيماوية). وقد بذلت المخابرات الأمريكية جهدا كبيرا في ملاحقة هذه الأمور، بالتفتيش المستمر في المغاير، حيث عثرت على كميات كبيرة من هذه المواد.
كيف تشكر الشيعة الأمريكان على تجنيبهم مصير الأكراد؟ بالمظاهرات المنددة بهم ، واتهامهم بالمسؤولية عن تدمير الأضرحة؟؟!!!

للأسف الشديد، إن القمع الأكثر وحشية، والإرهاب الأكثر دموية، هو الذي اتخذ الدين شعارا له.هذا الأجرام الشديد يتجلى وكأنه سمة بارزة وحاضرة ملازمة للدين.
تحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول في العالم في تمويل الحركات الدينية الإسلامية المعاصرة، وليس فقط في العالم العربي -الإسلامي إنما أيضا في أفريقيا واسيا وأوربا. وباعتمادها على الجمعيات الخيرية والتي تلعب ستارا لتمويل هذه الحركات الإرهابية، موفرة لنفسها الشرعية والأمان مع ممارستها لهيمنتها على الإسلام السني مقابل إيران الشيعي. وقد استحوذ هذا الهم على العائلة الحاكمة فعمدت إلى إنشاء أدوات مالية ذات نفوذ واسع جدا. وتعتبر (دار المال الإسلامي) النموذج الأمثال لهذه الأدوات. وبالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم، وانقلب السحر على الساحر، وبدأ الإرهاب السني يعض اليد التي احتضنته. وينشر الخراب داخل المملكة، وانفصمت العلاقة مع الأخوان المسلمين(إن تاريخ هذا التنظيم يلقي الضوء على مفهوم الأخوان للدولة الإسلامية الإرهابية. فهي بالأساس دولة ثيوقراطية ذات نزعة فاشية . ولتحقيق هذا الهدف راحوا بين الدعوة إلى الإصلاح وبين المجابهة العمياء يزرعون التخريب أكثر مما يحلمون بالبناء، ولا يزال تنظيم الأخوان المسلمين الإرهابي المرجع الكبير الذي لا يمكن القفز عليه ((للايدولوجيا الإسلامية الإرهابية))بدأ بإرهابيي أفغانستان وصولا إلى طالبان والجماعات الإسلامية الجديدة.وكان هناك إلى وقت قريب تنسيق كامل شبكات المال السعودية في الخارج. فالسعودية قد وضعت منذ البداية أموال النفط في خدمة الجماعات الإسلامية المنتشرة في بقاع الأرض زارعة الإرهاب وفكرة الجهاد كما تفهمها )).
سبعة عشر إرهابي سعودي انتحاري يدكون أبراج أمريكا؟؟؟!!!!!!!!

من يزرع الريح يحصد العاصفة. إن النتائج التي يسببها هؤلاء الإرهابيون بتصرفاتهم التدميرية والبربرية سوف ترتد حتما عليهم في الوقت المناسب( يجري الحديث عن تدمير عشرات المساجد السنية كرد فعل على تدمير الأضرحة المقدسة) ويبدو أن الوقت هنا لم يطل فالرد كان أسرع من الدمار نفسه.
عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك. جملة ليست رائعة فحسب، ولكنها تعبر أيضا بوضوح عن المبدأ الكوني ألتجسيمي، الذي يمكن اختصاره كما يلي: الكل في داخل الفرد والفرد في داخل جميع الآخرين. فكل خلية في جسمنا تحمل ذاكرة شاملة لكامل القواعد الأخلاقية لا تمثل أكثر من أفضليات سلوكية عند بعض أساتذة علم الأخلاق، وأن كل واحد يمكن أن يختار تصرفاته الخاصة وفقا لرغباته الشخصية، فانه لن يكون هناك أمل أمام هذا الإنسان في الوصول إلى أي نمط من سلوك أرقى.

جون لوك، فيلسوف الليبرالية الكبير، في مؤلفه الكبير والشهير((رسالة في التسامح)) 1689- يؤكد على أن الخلاص الحقيقي لا يتحقق تحت الإكراه. وأن العقيدة المختارة بكل حرية يمكن وحدها أن تكون حقيقية وأن كل تأويل آخر هو مناقض لتعاليم الإنجيل. وبوحي من لوك أقام الآباء المؤسسون فصلا صارما بين الكنيسة والدولة مع التأكيد أن أي دين مهما لن يكون بمقدوره استخدام الوسائل السياسية لفرض عقيدته الخاصة. وعليه فان أفضل ضمانة ضد ظهور إرهابيون، هو احترام الدستور. ولهذا فان الحرب على الإرهاب لا تقل خطورة عن الإرهاب نفسه.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
- يا كافر اقتل مسلم-----
- وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين ...
- من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
- سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
- من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و ...
- غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
- كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
- ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
- آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟
- أضحى لن تنساه يا نبيل فياض
- السيد وليد جنبلاط ، السيد سعد الحريري، كل عام وانتم بخير
- تحرير سوريا من الاستبداد الذي ترزح تحته
- جماعة الأمن السياسي أم جماعة مجلس الشعب؟؟؟؟؟؟؟؟
- خدام بلا السيد-المسرح السوري-الكوميديا السوداء


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلطان الرفاعي - من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا