أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 56














المزيد.....

سيرة أخرى 56


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 00:21
المحور: الادب والفن
    




1
في الفترة السابقة لأعياد الميلاد ورأس السنة، يكون من المألوف رؤية الرمان بكثرة في مخازن السويد. ثلاث ثمرات من الرمان، ناضجة ومتألقة، انتقيتها قبل يومين من المخزن القريب. ثمن هاته الرمانات، يعادل سبعة أورو ( يا بلاش! )، ولكنني حصلتُ عليها بثلث هذا السعر بفضل الأوكازيون الاسبوعي. لو أننا قارنا هذا السعر مع مصدر استيراد الرمان ( المغرب )، لوجدنا أنه حوالي أربعة عشر ضعفاً. إلا أنني حينَ شرائي للثمرات الثلاث، لم أفكّر سوى باستعمالها في أكلات معينة.
صباحاً، قمتُ بفرط إحدى الرمانات. ثم حضّرتُ لوازم التسقية ( الفتة )، وأضحت جاهزة للتقديم مع رشة من حبات الرمان. غير أنني تناولت الفتة لوحدي، بما أنّ الخانم تسير على هُدى الريجيم. في ظهيرة اليوم التالي، تفقدتُ الطحين كي أستعمله لعجينة الفطائر. ولكن لخيبتي كان قليلاً، كما بدا لي من الوهلة الأولى. دبّرتُ الأمرَ، بحيث تكون فطائر اللحمة أكثر عدداً من فطائر الجبنة والسبانخ. هذه الأخيرة، هيَ من ذُخّرت بحبات الرمان. علاوة على طبقٍ من بابا غنوج، الذي زيّن بحبات أخرى مع البقدونس. لما عادت الخانم من العمل، شئتُ أن أناكدها. أشرتُ إلى الطبق، قائلاً بأن الغداء جاهز. فقالت لي عابسة: " أهذا هوَ الغداء؟ مؤكد أنت تمزح! ". عند ذلك أخرجت الفطائر من الفرن، فوضعتهم على الطاولة فضلاً عن طبق البابا غنوج. بعد دقيقة، هرعت الخانم إلى الصالون لتقول: " مممم كم هو طيّب البابا غنوج! سأتناول الفطائر على العشاء!! "

2
التبّولة والفتّوش، من أشهر السَلَطات في بلاد الشام. تجدهما بمنتصف المائدة، سواءً في المنزل أو المطعم. إنهما أيضاً من العدّة الضرورية لسِماط النزهة ( السَيْران )، وكذلك لا يمكن أن تستغني عنهما مقبلاتُ عَرَق الندامى. التبولة، دخلت مؤخراً في المطبخ الأوروبي وخصوصاً في المطاعم المفتوحة الوجبات ( البوفيه ). عديلي الفرنسي، قال لي ذات مرة أنهم في بلاده يضيفون اللحمة الناعمة إلى التبولة. ربما أنها دخلت مطبخهم، بحُكم سيطرتهم الاستعمارية على سورية ولبنان.
في الغربة، من الصعب غالباً تأمين البقلة للفتوش، وكما نعلم فإنها من خضاره الضرورية. التبولة، في المقابل، جميع لوازمها متوفرة بالسوق. وكوني شيفاً ( أحم )، أقول أن زيت الزيتون الجيد يلعب دوراً مهماً في مذاق التبولة. نفس الأمر يمكن قوله عن جودة الخل، فيما يخص الفتوش. وجود التبولة، من ناحية أخرى، كان نادراً على مائدتنا المنزلية. ولن أتحدث هنا سوى عن سببٍ وجبه يخصّني، ألا وهوَ صعوبة تأمين العَرَق الجيّد في مدينتنا. وعلى أيّ حال، فإنّ شغل التبولة يحتاج لهمّة الرجال؛ على الأقل فيما يتعلق بعملية فرم البقدونس. أقول هذا، مُستعيداً قول الوالدة: " نَجهد ساعتين بتحضير التبولة ثم تُستهلك بدقيقتين!! ".

3
الفطائر، هيَ أيضاً من المقبلات الشامية. ولكنها يمكن أن تكون وجبة رئيسة، مع وجود سلطة اللبن بالخيار. والقصد هنا، فطائر اللحمة والجبنة والسبانخ. كذلك ننوه بالتطور الحاصل على شكل الفطيرة، حيث صارت أقل حجماً وأشهى رونقاً. فنجد فطيرة اللحمة والجبنة على شكل الزورق، فيما تتخذ فطيرة السبانخ شكل النجمة. دبس الرمان، ضروري لفطيرة اللحمة. أما حبات الرمان، فإنها تزيد من بهاء فطيرة السبانخ علاوة على منحها مذاقاً مميزاً. فطيرة الجبنة، لا تحتاج سوى للثوم المهروس والبقدونس المفروم.
سابقاً، ما كنا نعرف فطيرة اللحمة. كانت الصفيحة ( اللحم بالعجين ) من أهم المعجنات في المطبخ الشامي. تختلف الصفيحة عن الفطيرة، بأن عجينتها رقيقة كما أن خلطة اللحم تعتمد على اللبن والطحينة. في طفولتنا، كان هناك فرن وحيد للصفيحة في الحارة، تتعهده عائلة أصلها من قرية حفير بريف دمشق. بعد ذلك، افتتح أحد جيراننا فرناً للصفيحة على أثر تخليه عن تنوره بأسفل الزقاق. هذا الفرن، كان يشغل محلاً صغيراً عند موقف الكيكية. ولدان للفران، كانا من أقرب أصدقائنا. ذات ظهيرة شتوية، كنت وأحد زملاء الصف الإعدادي خارجين من المدرسة، فمررنا على فرن الصفيحة. قام صديقنا ابن الفران بواجب الضيافة، فوضع أمامنا عدة أقراص من الصفيحة الشهية مع اللبن. في اليوم التالي، جاء هذا الصديق إليّ ليقول بصوت متهدج: " والدي غضبَ عندما علمَ بأنني ضيفتكم يوم أمس، فما كان منه إلا ضربي بسيخ حديدي ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقهى
- سيرَة أُخرى 55
- العربة
- سيرة أخرى 54
- المبنى المهجور
- سيرة أخرى 53
- سيرة أخرى 52
- سيرة أخرى 51
- الأغراب
- الإشارة الحمراء
- أردوغان ولعنة الكرد
- سيرة أخرى 50
- مسؤولية الرئيس بارزاني
- تركيا؛ دولة غاصبة
- سيرة أخرى 49
- الإرهابيون؛ من تنظيمات إلى دول
- تشي غيفارا؛ الملاك المسلّح
- سيرَة أُخرى 48
- الفردوسُ الخلفيّ: الخاتمة
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين 3


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 56