أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم كمال الدين - القيامة















المزيد.....

القيامة


حازم كمال الدين
مسرحي، روائي، مترجم، صحافي

(Hazim Kamaledin)


الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة ما يحدث في بلاد الرافدين قررت ان لا أكتب بناء على المواصفات المسرحية المعروفة. ذلك لأني لم أعد متأكدا بأن ما انتجته البشرية من وسائل وأساليب فنية وتعبيرية بريئة أو انسانية!! هذه ليست مسرحية. هذا كونسبت ينفتح على أنواع التبادل المعرفي الاخرى.
ما أشبه اليوم بأيام Hijikata Tatsumi.


القيامة

كونسبت مسرحي

حازم كمال الدين


أكثر من أي وقت مضى يعتبر الغرب مسئولا اليوم عن عواقب النمو الوحشي للعولمة. الجندي الامريكي العولمي المثقل بالاسلحة يغرق ببطء في رمال متحركة لفيتنام الشرق الاوسط (العراق)، ويخوض بصعوبة في افغانستان في الوقت الذي ما زال يتخبط فيه أخوه الجندي الاسرائيلي في أوحال فلسطين القديمة. جموع البشر في تلك المناطق المسيجة بالظلمة التي تعرضت لغسيل دماغ مبرمج لعقود طويلة فقدت قدرتها على تحديد الاتجاهات: بين الشعور بالغثيان من الماضي والرغبة الملحة في العودة الى القوانين القديمة التي يتسلّط فيها الفرد، أو الحزب، أو الدين: الحكم الديكتاتوري، الفردي، التسلطي.. الخ.
يقف الفرد في ذات الوقت موقف المرتاب من سياسة اقتصاد السوق المفتوح في بلدان تسير علاقاتها الاجتماعية والاقتصادية الى الخلف. فالشعوب لا تعرف عن اقتصاد السوق المفتوح أي شيء. في ظل هذه الفوضى العارمة التي لم يحدث مثلها من قبل في تاريخ ما قبل العولمة يخسر المواطن العراقي، وفي وقت قريب المواطن العربي ثقته بنفسه أولا ومن ثم ثقته بالعالم المحيط به. الموضوع هذا يخص 30 مليون عراقي، من بينهم 4 ملايين تعيش في الشتات. ملايين خائفون أو مترددون من العودة الى وطنهم بسبب الاحتلال، بسبب الارهاب، بسبب تصاعد التطرف الديني ضد المواطن وضد بنية الدولة التحتية وبسبب غياب أبسط أعراف الحياة التي تربط البشر مع بعض: ثمة عالم خارج قوانين البشر يولد في العراق اليوم!
مسرحية (القيامة) مؤسسة على مقالة نشرت في أواسط التسعينات عن مصح للامراض العقلية في البوسنية، وتعتمد كذلك على أعداد كبيرة من الصور البورنوغرافية في الانترنت وعلى مشاهد عايشها المؤلف ابان رحلاته الى بلده (المحرر ـ المحتل) العراق بعد غياب قسري عنه قارب العقدين والنصف. يعتمد المشروع كذلك على حوارات طويلة بين العراقيين عبر الماسنجر أثناء أكثر اللحظات رعبا في تاريخ ما بعد الاحتلال، أعني ابان يوميات الحرب في الفلوجة، حمامات الدم اليومية في المدينة المقدسة، مدينة النجف والحرب الامريكية التي اندلعت في أكبر مقبرة في العالم العربي: مقبرة النجف. معركة من قبر الى قبر!
يتناول العمل التجربة الواقعية في بغداد، كمحيط، دون أي رتوش ودون استحضار عنصر النوستالجيا! أما الفكرة فتعالج موضوعة شمولية: رغبة الانسان الملحة في تدمير العالم، في أن يفرض قانونه الخاص للسيطرة على العالم!
في العراق وفي افغانستان وبلاد الشرق الاوسط ثمة عالم قيد الولادة:
عالم عصي على التعريف!
عالم خارج الخيال!
عالم يشرع أسئلة من مثل: ما هي الاسباب التي تدفع الانسان الى أن يتراجع، انسانيا وفكريا واخلاقيا، في الوقت الذي يتقدم فيه تكنولوجيا وثقافيا وقانونيا. هل كان العالم القديم الذي عشنا في جحيمه هو حقا عالم أكثر أمانا لنا من هذا العالم؟ هل مازال بامكاننا أن نلتقي مع بعض كبشر في كرة أرضية رغم اختلافاتنا الحضارية؟ هل ما تزال مفاهيم مثل الثقافات المتعددة، الهبريدتي، تعني شيئا في هذا العالم؟ هل يمكننا الان ان نظهر بحرية في العالمين الاسلامي والمسيحي؟ ام هل حقا نحن في أتون حرب صليبية جديدة؟

شعارات
المصح سجن، الجلاد طبيب والمريض أسير!

اذا ما وصلت الامور الى ذروة الخراب الفوضوي تستحيل الحاجة الى من يسيطر على الاشياء أمنية! أن يعود الديكتاتور مثلا! في ذات الوقت يدرك البشر أن مثل هذه الامنية هي أمنية بغيضة. هذا المعطى (الرغبة في عودة الديكتاتور) هو معطى جديد ولم يسبق لشعب ما في مراحل ما قبل العولمة ان فكر به: غياب كافة الاعراف بعد سقوط الهيكل المنخور تقود رغم كل شيء الى البحث عن سلطة وحشية جديدة باعتبارها سلطة الامان (الخراب الما بعده خراب). ولاجل تحقيق هذا الهدف تتدخل بعض المعطيات الابداعية لتبلور هذه الفكرة، فكرة العودة الى اخلاق الغاب أو أسوأ حيث العنف والوحشية والقسوة ضرورة وممارسة حياتية وحيث القوانين الانسانية أضعف من أن تتمكن من أن تشق طريقها في حياة بلا أعراف، بل تفتقد لمقدرة أن تبقى موجودة أو معروفة! في العودة الى خلفياتنا التاريخية سنجد أن مثل هذا التطور يختبيء في ثنايا (التقدم أو التراجع)!
هل الحياة الانسانية ليست سوى كوميديا في عالم دموي؟ ام هي بالعكس: ترى هل يشكل الانسان وموته الدموي جزء من الكوميديا البشرية؟

الحكاية
في بلاد ما أثناء حرب عنيفة ما، يهرب القائمون على مصح للامراض العقلية بعد أن يتعرض المبنى وما حوله الى قصف عنيف، فيغدو المصح حضيرة ليس لها راعي. المرضى لوحدهم يسرحون ويمرحون وهم مرضى خطيرون على انفسهم وعلى بعضهم البعض.
حين يجد المجانين أنفسهم أمام سلطة متروكة تتغير معالم المصح القديم في اتجاهين:
• ثمة من يبني سلطة جديدة تعتمد اللا قوانين الاجتماعية وتعتمد أماني المرضى واحلامهم وكوابيسهم.
• ثمة من يعيد انتاج سلطة المصح القديمة بمختلف الاشكال: المشّوه، الحرفي، الكاريكاتوري، الجروتسكي، ال.. ال....
في ضوء هذه المعطيات الجديدة ينقسم المرضى الى قسمين:
القسم الاول هم المرضى الضحايا (من كان سلبيا أو غائبا أو خاضعا لاساليب العلاج بدون وعي) وهؤلاء يجدون أنفسهم فجأة حاضرين فاعلين، فيصبح بعضهم متطرفا في حضوره والبعض الاخر يبقى كما هو. وهم اذ تدب فيهم نبضات حياة جديدة ينشطون في حقيقة الامر في ظروف ومعطيات لا يعرفون عنها شيئا وليس لديهم خبرة بها. المرضى الذين كانوا يتعرضون الى العقاب والمعاملة الوحشية سابقا يصبحون الان مصدرا للخوف والرعب. يتحولون الى اطباء وممرضين وحراس واداريين ومرضى وغير ذلك. وهؤلاء المرضى ينتمون لمختلف المشارب: أناس عاديون، مجرمون، سياسيون، ملحدون، مرضى حقيقيون، مرضى وهميون، مرضى خطيرون، مرضى كوميديون، مأساويون... وهؤلاء هم رجال ونساء.
أما القسم الثاني فهم المرضى المموهون الذين كان بعضهم أدوات تنفيذية في متناول سلطة الطب النفسي القديمة والذين يصبحون في البداية غرباء عن العالم الجديد. وفي الحقيقة فان هؤلاء ليسوا جميعا من المرضى. ثمة بعضهم من موظفي المصح ممن لم يتمكنوا من الهروب. هؤلاء يجدون أنفسهم في خضم القصف وعدم القدرة على الهروب محشورين في وسط مرضى (حصلوا على حريتهم المطلقة) وهم في وضع لا يسمح لهم أن يكشفوا عن هويتهم الحقيقية، فاذا ما حدث مثل هذا سيتم الانتقام منهم. لذلك يضطرون لتلبس لبوس المرضى ويبدأون باعادة بناء ميكانيزمات المصح مرة أخرى يساعدهم في ذلك (بدون وعي) بعض المرضى الموهومين الذين يعتقدون أنهم مرسومين لمهمات كبرى: مرضى مصابون بداء العظمة أو الوهم. هذان العنصران يعيدان انتاج السلطة القديمة بينما المرضى الاخرون يبنون سلطة جديدة لا تنتمي لاي عنصر من عناصر السلطة القديمة. سلطة مبنية على الثأر المطلق، على التسامح اللا متناهي، على الاختطاف، القتل، تقديس اللا مقدس (يعبدون عظمة يظنونها عظمة احد الموتى الهاربين) وتحقير المقدس بلطف متناهي، وبطريقة نقدية فوضوية (عبارة عن ردود أفعال انعكاسية أو انفعالية أو أفعال لا ارادية) لما كان يجريه الطاقم القديم.
كانت مهمات طاقم التمريض السابق (المرضى المتنكرين) في السابق تتركز على اجبار بعض المرضى على الخضوع لعلاجات غير انسانية أو منحرفة عن أهداف العلاج الحقيقي أو ممنوعة تقوم بها المؤسسة الطبية. لقد أساء بعض هؤلاء المرضى المموهين معاملة المرضى، فكتبوا عن سلوكهم تقارير مفبركة او مبالغ بها او موضوعة في توقيت خاطيء، وتجسسوا على النائمين في غرف نومهم واغتصبوا في الليالي الظلماء مريضات نزيلات وهن في حالة غيبوبة او بعد وعد باخراجهن من المصح.
أولئك الذين راحوا يمثلون رمز العقاب للمرضى تختفي عنهم سواتر الحماية. واذا ادركنا أن جزء من اغتراب هؤلاء يتلخص في التراكم الهائل للرغبة في انتقام الاخرين منهم سنعرف أن الرعب والدفاع عن النفس ستكون مظاهر أساسية في سلوك هؤلاء المتنكرين. لقد انقلبت حال السلطة. طاقم التمريض الوسطي يصبح الان ضحية بعد ان اختفى طاقم المصح الاساسي.
الاطباء القدامى وطاقم المصح الهارب كانوا مهربين للادوية النادرة والغالية للسوق السوداء وكانوا يعطون المرضى ادوية بديلة لا تصلح في حقيقة الامر لهؤلاء المرضى، ويجبرون بعض المرضى على تناول علاجات تؤدي بهم الى الاسوأ وليس الى الافضل. ومع ذلك فلم يكن كل من كان في الطاقم القديم للمصح متواطيء ومرتشي ويتعامل بطريقة لا انسانية مع المرضى. بل يوجد ايضا الكثير منهم من المثاليين رغم ان هؤلاء المثاليين يرتكبون احيانا اخطاء فادحة بحق المرضى. الذي يحدث بعد اختفاء الطاقم هو أن الضحايا القدامى يستحوذون على هذه الادوار. في المصح ينشأ ما يشبه السوق السوداء لبيع وتبادل الحبوب والحقن الطبية وغيرها..
يوجد ثمة طبيب واحد مثالي بالمعنى النسبي لكلمة مثالي. هو حاضر وغير حاضر في المسرحية!
المرضى يمثّلون ببعضهم أو يعودون الى بيوتهم حيث يجابهون مصائر متنوعة: بيوت ما زالت قائمة او غادرها اهلها من زمن او مات اصحابها او تغيرت هيئاتهم حتى باتت غريبة على اولئك العائدين. مرضى آخرون يندمجون في المجتمع من جديد ويلعبون دور اناس اعتياديون. وهؤلاء في الحقيقة لم يكونوا فقط مرضى نفسانيين او عقليين، البعض منهم كان قد حجر عليه في المصح لانهم لم ينحنوا لمتطلبات مجتمعهم واعرافه سياسيا أو دينيا أو جنسيا.
في ذلك المصح النائي نلتقي بنوال، وهي امرأة نزيلة في احدى غرف المصح وقد اقتحم عليها غرفتها ثلاث رجال.. لأجل أن يشاركونها المعيشة؟ ليأخذوها رهينة؟! هؤلاء الرجال ليسوا نزلاء في الغرفة، بل هم قرروا ان يسكنوا في تلك الغرفة بشكل مفاجيء (لماذا؟). تبدأ المسرحية بعد عدة أيام على احتلال الرجال الثلاثة لغرفة السيدة نوال. في واقع الحال فان بعض هؤلاء الرجال هم من المرضى المموهين. وهم كانوا يتجسسون على المرضى ويشون بالبعض مقابل امتيازات بسيطة من مثل تحسين ساعات الدوام وبعضهم كانوا مخبرين مرسلين من القوات البوليسية لملاحقة بعض السياسيين الذي تنكروا بصيغة مريض نفساني.
اثنان من الرجال يحاولان بعد هروب طاقم المصح وسيطرة المرضى وأحد الاطباء أن يحافظوا على مواقعهم القديمة بشتى الطرق يتلبسون لبوس سلطة وهمية صورية في البداية سرعان ما تتحول الى سلطة حقيقية: يحتلون غرفتها ويهددون بتفجير الغرفة كلما.... (يقول احدهم عن نوال: اذبحها حتى تصبح عبرة للاخرين) يمارسون عليها انواعا من العلاجات النفسية الجنونية. وسبب هذا السلوك هو الدفاع عن مواقعهم القديمة، مستفيدين من معرفتهم لاصول ممارسة السلطة، داخل المصح (ألم يكن بامكانهم أن يهربوا من المصح؟ لماذا لم يفعلوا هذا؟).
مهم جدا في هذا السلوك هو طريقة عمل هؤلاء الرجال: بعد أن يدفعوها الى أن تفضي برغباتها وتعلن احلامها ويساعدوها في تشخيص تلك الاحلام عن طريق أداء أدوار شخصيات الحلم اداءا معارضا للحلم او متناسبا مع سياق الحلم (وهي أحلام امرأة عراقية تريد زوجا او تريد طفلا أو تريد حياة آمنة لا مجال فيها للاضطهاد والعنف ضد المرأة ـ ما هي احلام المرأة في المساواة والمجتمع المدني؟ـ)، يوصلونها الى مستوى من الاجهاد والاعياء حتى يغمى عليها وتصاب بحالة من الهستيريا او الهذيان، عندها يقفز هؤلاء الرجال ليمثلون شخصيات نابعة من ثنايا هذياناتها. (لماذا يتعامل هؤلاء مع المرأة بهذه الطريقة اللا انسانية؟) ولانهم الان عاجزين عن تطبيق وسائل العلاجات القديمة فهم يبحثون عن طرق جديدة تستطيع أن تدخل في احلام المرأة. نوال لا تفهم لماذا تجد نفسها بدون سابق انذار مع ثلاثة رجال في غرفتها. نوال ترى في الدخلاء أحيانا نوعا من الدمى تقضي معها وقتها، وهي تحولهم في خيالاتها الى أطفال، جنود، لصوص، جلادين، وأعضاء عائلة وغير ذلك. وبناء على كل هذه التحولات المرتبطة بتداعياتها مع خلفياتها السياسية تحول هؤلاء الى نماذج نمطية تدور في حلقات أفكارها. وعلى طول طريق العمل تختفي تدريجيا الحدود بين الواقع والعالم الذي تخلقه خيالاتها الهستيرية.
ولكن في الحقيقة ليس الدخلاء الثلاثة هم من الطاقم القديم. فواحد منهم مريض كذلك ويتعرض لملاحقة هؤلاء الاثنين، وهو يحاول طوال الوقت أن يحميها من بطش الطاقم القديم. (لماذا جاء الرجل الثالث الضحية في الغرفة المرأة؟). عندما تصل المجابهة الى حدودها النهائية (أن تكون نوال مستعدة لعمل أي شيء يريدونه منها) تطلب من المرضى الذين احتلوا غرفتها أن يقتلوها. المرضى يهيئون لها حفلا مهيبا لتحقيق امنيتها، فتوقع على أن قتلها يتم بموافقتها التامة. المرضى ينفذون عملية بأكثر الطرق حضارية تليها احتفالية كبيرة.
في غرفة المريضة نوال يوجد قفص وفيه بلبل. وقد كان واجب البلبل سابقا أن يصدح لاجل ان يقلل الكآبة على المرأة. أثناء عملية الاعدام او القتل التي ينفذها المرضى يدفعون نوال في القفص. يتحرر البلبل من سجنه ويطير متمتعا بحريته المفقودة.
القيامة عبارة عن مسرحية او عرض مسرحي يعالج موضوعة الكليشيهات في العملية الفنية، وامكانياتها، أو ضرورة احيائها. الموضوع له علاقة بالكليشيهات التي تخص نماذج التمثيل المعاصرة، المدارس الفنية الاخراجية وغيرها والتحليلات الدراماتورغية كما هو حاصل في تاريخ المسرح في الغرب. بكلمة اخرى التناقض بين الانسان ومحيطه (اجتماعيا وسياسيا) هو الذي يحدد معالم التجربة المعتمدة على الحكواتي الشفاهي.

الممثل
عندما تفقد الاشياء المعرّفة قيمتها واسمها وسياقها تهب احراش الفوضى، أو ثورات ما بعد الحداثة! عودة الى البدائية؟ مستقبلية؟ موضوع شمولي؟ خليط من الجانبين؟
سيعتمد هذا العمل على ممثلين قادمين من الجحيم. وسنعمل على اعادة تاهيلهم وتقديمهم للمسرح البلجيكي باعتبارهم جزء من المسرح العراقي الذي كان له أن يكون معلما هاما في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة!
ليس المقصود من العمل مع هؤلاء الفنانين هو صناعة مسرح اثني عراقي في أوربا ولا نشر المانيفستات السياسية ضد الاحتلال الامريكي للعراق (رغم أن العمل في جوهره معادي للاحتلال ولسلطة صدام حسين وأعوانه الحاليين). المقصود من هذا العمل هو اللقاء بين ثقافتين واحدة ثقافة أهل الكهف الذين دمرهم صدام حسين والثانية ثقافة معاصرة أوربية (تاريخ المسرح هو تاريخ المسرح الاوربي). ان اللقاء بين هاتين الثقافتين هو لقاء يحتوي على الكثير من السخرية، من الجدية، من المرارة وهو في النهاية يحقق نتائج ما بعد حداثية عمادها اللقاء بين الثقافة المعلبة والثقافة المعاصرة. من هنا سيتم النظر الى تجاربهم القديمة في وطنهم ومحاولة ايجاد نقاط التقاء مع ثقافتنا المسرحية المعاصرة. يلتقي في هذا العمل ممثلين معاصرين بلجيك وممثلين سجناء من العراق. من يؤثر بمن؟ هل صحيح أن الشكل الغربي المعاصر هو الاصلح في عالم يعيد تقديم نفسه الى التاريخ عن طريق النكوص؟ أم هل ثمة هدف ما من انتصار النكوص في خيارات الحاضر؟



#حازم_كمال_الدين (هاشتاغ)       Hazim_Kamaledin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء من الرز الخام
- سيدة الوركاء
- النظام المتكرّش
- العائلة المقدسة الرقيّم الثاني
- العائلة المقدسة الرقيّم الأول
- العائلة المقدسة - الرقيّم الثالث - الأحـلام


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم كمال الدين - القيامة