أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - كنت في بغداد (الحلقة التاسعة)- شخصيات عزيزة على نفسي(لا تنسى)














المزيد.....

كنت في بغداد (الحلقة التاسعة)- شخصيات عزيزة على نفسي(لا تنسى)


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 16:14
المحور: المجتمع المدني
    


كنت في بغداد (الحلقة التاسعة)-
شخصيات عزيزة على نفسي(لا تنسى)

ميسون نعيم الرومي

ما أصعب أن تفقد صديقا عزيزا بقيت تعد الأيام، وتحسب الليالي، وأنت تمني نفسك بلقائه، فالصديق القريب الى النفس تسقط معه الحواجز.... يحتويك بدفئ مشاعره .. يغمرك بعطفه وحنانه، يسمعك .. يفرح لفرحك ويزيح عنك كربك، ويحفظ سرك... الصداقة مشاعر انسانية دافئة بها تحلوالحياة وترتقي، وتزدهرالقيم والأخلاق .
نفقد الكثيرعند رحيل مثل هذا الصديق، بل أن جزءا منا سيرافقه في رحيله ..
هذا ما حصل لي مع الصديقة العزيزة (فريدة الأعرجي) التي كانت تنتظر قدومي الى بغداد فخطفها الموت قبل وصولي.. انتِ معي عزيزتي (فريدة) دفؤك، عطرك، حنانك، عيناك شاخصتان امامي لاتفارقاني..
كم كنت اتمنى ان تكوني هناك في انتظاري .. لقد( كسرتي ضلعي برحيلك المفاجئ)..

كم اشتقت لرؤية صديقات قريبات الى روحي، انهن احد اسباب زيارتي الى بغداد:-

العزيزة (مديحة عبد الرزاق الزبيدي) التقيتها في بداية عملي المهني ضمن هيئة تدقيقية موفدة من قبل دائرة التدقيق العدلي لتدقيق حسابات كاتب عدل جنوبي بغداد،
حيث كانت محاسبة هناك، استقبلتني بابتسامتها الدافئة، غمرتني بحنانها، اسرتني صراحتها نقاوة روحها .. ثقافتها .. تعاملها الإنساني مع المراجعين، وصبرها مع هيئتنا وطلباتها الكثيرة، من تهيئة السجلات، وإيجاد الوصولات القديمة التي عفرتها السنين بالغبار، وتآكلت بفعل تقادم الزمن، ومخلفات الحشرات، في تلك البناية العثمانية القديمة، الواقعة في شارع النهر، والتي كانت من ضمن محكمة شرعية الرصافة .. ربطتني بها صداقة حميمة الى يومنا هذا، وجدت عندها الحب، والحنان، والطيبة البغدادية، كم بكيت على كتفها، وكم وقفت معي وشاركتني احزاني وافراحي..
عند زيارتي الأخيرة سلمتني دفترا والفرحة تعلو وجهها الصبوح، قالت هل تذكرين ؟
امانة اردها اليك، تصفحته.. من اوراقه التي احال الزمن لونها.. عرفت كم مضى من الزمن وانا بعيدة عن وطني .. لقد كان ذلك الدفتر يحتوي على مجموعة من اشعاري التي نظمتها في حينها واحتفظت به صديقتي الغالية كل هذه السنين.

قالت لي مديحة سوف اخبرك بما قلته عندما رأيتك لأول مرة وطلب مني رئيس الدائرة (حقي البياتي له الرحمة والذكر الطيب) ان اهيئ السجلات وما تطلبه المدققة الحديثة التخرج
قالت :- اجبته بامتعاض ( وهل هذه الزعطوطة بتنورتها القصيرة ورجليها السود سوف تدقق حساباتي أنا ؟) قبلتها بحب وعشنا الذكريات معا، كم اشتاق لك يا توأم روحي، وصديقة عمري مديحة .
حكاية اخرى ذكرتني بها .
في بداية الثمانينيات دخل غرفتنا (انا ومديحة والمرحوم الصديق الصدوق الحقوقي شوان بابان) الحقوقي (س) وكان مدير احد اقسام دائرة مديرية الكتاب العدول وبيده مفتاح ثم توجه بالحديث لي قائلا:-
ميسون امام الجماعة، اليوم اكتمل بناء بيتي واستلمت مفتاحه....هو ملك لك اسجله الآن في دائرة الطابو باسمك ان وافقتِ على اعلان اسلامك.
ضحكت ولم أجبه محاولة غلق الموضوع معتبرة كلامه مجرد نكتة.
احداث كثيرة اصبحت ذكريات طريفة، وها هوالزمن يدور دوراته السريعة فالحياة رحلة قصيرة ، اتصفحها، وقلبي يهفو الى بغداد حبيبتي وحبيبة ابنائها.

الصديقة الأخرى.. هي المرأة الحديدية والأنسانة الأبية، (سناء عبدالله):- نخلة شامخة، في عينيها الضاحكتين، نظرة تحد وكبرياء، تدخل دون استئذان قلب كل من يراها، تأسر المرء بقوة شخصيتها، وثقافتها، وشجاعتها، وصلابة عودها .. سحرتني بساطتها، احسستها قريبة من روحي الثائرة المتمردة، جمعتنا الفة وصداقة حقيقية من أول لقاء فاحسستها جزءا مني.. التقيتها في دائرة استئناف بغداد، حيث كنت احد مدققي الهيئة التدقيقية فيها، بعد فترة قصيرة اختفت وضاع أثرها، وهذا ما حصل لي بعد اقل من سنة (فالناس صارت امطافر كل واحد بطريق) منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا.

لم اتمالك دموعي وانا اسمع صوتها عبرالهاتف قبل بضع سنوات وهي تقول :
ميسون اخيرا .. وجدتك من خلال قراءتي اشعارك في احد المواقع الألكترونية، كانت مفاجأة سعيدة اعادتني الى وطني الذي رحلت عنه وظل يعيش في وجداني وقلبي.

التقيتها ، واختها رقية الرائعة .. كانت رقية تمضي الساعات في اعمال يدوية تجمع من خلالها التبرعات الى العوائل المتعففة المحتاجين الى المساعدات .
سناء تلك المرأة الشامخة الشجاعة التي قسى عليها مرض وهن العضلات فتحدته بقوة وجاءت لزيارتي تسبقها محبتها الصادقة، وشجاعتها الفريدة، وتحديها للمرض
سناء العزيزة انت مثال للمرأة القوية الصلبة الصامدة كم احبك واحترمك وأقتدي بك .

وطني..يا وطني..يا وطن الحضارات والتمدن وطن القامات السامقة في العلم والفن والأدب
وطني سيلحق الركب العالمي ويأخذ مكانه الطبيعي بين دول العام المتطورة
و(ان غدا لناظره قريب)
------------------------------------------------------------------------------------
1 / ديسمبر/ 2017
ســـــــــــــتوكهولم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأحوال الشخصية
- كنت في بغداد بغداد والمطر (الحلقة الثامنة)-
- إلبَس سدارَه اتبَغدَد
- الحَرب
- زحف المباني ظاهرة خطيرة (الحلقة السابعة)-
- المجالس الثقافية (الحلقة السادسة)
- كنت في بغداد المجالس الثقافية (الحلقة السادسة)
- الشعر..والقصيدة
- كنت في بغداد  (الحلفة الخامسة)
- باعَوْ اطفال ابغداد
- كنت في بغداد (ألحلقة الرابعة)-
- شعر غنائي يحچي ويّايه امعَلَّگ
- وداعاً العلامة البروفسور سامي موريه رمز الحب والوفاء
- يا .. سَلام ؟
- يا سَلام ؟
- عَفْيه عَمّي يَ مَسعود
- وجهك بگايه العمر
- نعي
- كنت في بغداد .. (الحلقة الثالثة)
- كنت في بَغْداد


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - كنت في بغداد (الحلقة التاسعة)- شخصيات عزيزة على نفسي(لا تنسى)