أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - بين مهزلة الانقسام وجريمة التقسيم














المزيد.....

بين مهزلة الانقسام وجريمة التقسيم


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 15:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


في صحيفة معاريف كتب ران ادليست عن تصدير السلام الاسرائيلي الى ميانمار وتسليح الجيش هناك الذي وصفه بانه يقوم بتطهير عرقي ضد الروهينجا وختم ادليست مخاطبا دولته التي تحتفل بسبعة عقود على وجودها " يا للعار " احتجاجا على فعلتها تلك بتسليح جيش يقوم بعملية تطهير عرقي للمسلمين بعد ان تحدث عن نفس الفعلة ضد المسلمين البوسنيين واليوم وانا اقرا ما كتبه ادليست ينتابني الخيال الذي نتقنه نحن الفلسطينيين لو انني اليوم احتفل بالاستقلال الفعلي لدولة فلسطين بديلا ليوم التضامن العالمي وكنت اكتب محتجا على دولتي لأنها تسلح نظاما ما في مكان ما يقوم بتطهير عرقي ضد اليهود, كم كنت اليوم سأكون فخورا بالحاج امين الحسيني ومن معه لو انهم اقاموا لنا وطن حر ومستقل نحتفل على اسوار حريته ونباهي العالم بدولتنا بدل ان نباهيها بانقسامنا وخيبتنا
قرن على وعد بلفور وسبعة عقود على قرار التقسيم والوعد صار حقيقة يعتز بها من اصدره ومن استخدمه والقرار صار بفضل ذلك قرار لتوحيد بلادنا تحت بساطير المحتلين بصمت ورضى العالم الذي يرى اليوم بعين واضحة مباهاة دولة الاحتلال بما وصلت اليه وكأن بها تقول لكل لأحفاد بلفور " نحن نستحق ما منحنا جدكم فكونوا فخورين " في حين نقدم نحن للعالم محاكاة بائسة لما وصل اليه حالنا انقسامات وصراعات واختلافات في الجسد الفلسطيني وما هو أسوأ في الجسد العربي, قرن على الوعد صار الوعد دولة تضاهي اكثر الدول تقدما, وقرن على التقسيم صار التقسيم توحيدا عند الاعداء وتقسيما لنا بأيدينا دون ادنى خجل, وفي حين كنا نطالب العالم برفع الحصار ووقف العقوبات على غزة بات الامر بقدرة قادر مطالبة غزة للضفة برفع العقوبات عنها فأي مهزلة هذه تلك التي جئنا نباهي العالم بها, ضد تبجح الاعداء وانتصاراتهم.
العنصريين الصهاينة وعلى مدى قرن من وعد الشؤم وسبعة عقود من التقسيم واعلان دولتهم اصبحت اسرائيل اليوم تحتل المرتبة السادسة في تصدير الاسلحة في العالم, المكانة الثانية في العالم بعدد المنشورات العلمية, الفئة الثالثة في الاستشهاد بالمنشورات العلمية لعلماء اسرائيليين, المرتبة الاولى في العالم في علوم الكمبيوتر والهندسة الوراثية وعلوم الجينات, في المرتبة الخامسة في العالم من حيث عدد براءات الاختراع, وتعتبر الصناعات الاسرائيلية واحدة من الصناعات الخمس الاولى في العالم العالية الاتقان, المرتبة 11 في العالم من حيث قوتها العسكرية, المرتبة 7 في اكثر النظم كفاءة في الرعاية الصحية, والقائمة تطول وتطول.
اما نحن فإننا وبعد قرن على وعد الشؤم لا زلنا نطالب بريطانيا بالاعتذار ونطالب العالم بإصدار قرار مع انه سبق له واصدر اطنان القرارات ومنها قرار التقسيم الذي استبدله العالم لنا في ذكراه كي ننسى اصلا هذا اليوم ومدلولاته واعطانا بديلا له يوما احتفاليا اسمه يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني لنضيفه الى قائمة الايام الاحتفالية الطويلة التي نحتفل بها كل عام فنحن ودون شعوب الارض نحيي احتفاليا ذكرى النكبة والنكسة, ولم نعد نفرق بين الاستقلال ووثيقة اعلان الاستقلال, ونحن نحتفل هذه الايام باليوم العالمي للتضامن معنا دون ان نجد وقتا للتضامن مع انفسنا وبدل تحقيق خطوات الى الامام في سبيل المصالحة تتراجع يوميا هذه الخطوات الى الوراء وتتزايد المناكفات والاختلافات ولا زالت غزة بعيدة والضفة ابعد في زمن يتحدث فيه العالم عن صفقة للتصفية ونوغل نحن بأيدينا في مهزلة تصفية الذات لإراحة العالم من تلك المهمة
بكل بساطة حظي الفلسطينيين من الامم المتحدة بتعويض سخي بتحويل يوم 29/11 من يوم للنكبة الى يوم للتضامن وكأنهم ارادوا لنا ان ننسى معنى ومضامين هذا اليوم, في يديعوت احرونوت كتب اساف شنايدر يقول عن الذكرى بهزء واضح " كيف كان يمكننا مع تعديل ملتو قليل للتاريخ ان نتجول مع مفاتيح في اليد ونحيي 70 سنة على مصيبتنا" وهو ما نفعله نحن اليوم وكتب ايتار هابر بنفس الصحيفة يصف حالتنا " أما العرب فواصلوا الخطأ بالأحلام والايمان بانهم سيهزمون دولة اسرائيل ولكنهم هزموا وهذه الهزيمة ايضا ادت الى العجب الكبير الذي يسمى دولة اسرائيل ".
بعد سبعة عقود على قرار التقسيم الذي دسنا عليه بنعالنا واقسمنا ان نلغيه ونستعيد بلادنا وغنينا بأعلى الصوت " لندن مربط خيلنا ", ها نحن اليوم أمام مفارقة عجيبة ففلسطين التي اراد لها العالم التقسيم هي موحدة تحت بساطير الاحتلال, والانقسام الوحيد او التقسيم الوحيد القائم على ارض فلسطين هو انقسامنا نحن ناسا وارض, واختلافنا على اللاشيء اصلا, فأية مهزلة ندخل بها قرن تصفية قضيتنا وباي سلاح يمكننا ان نواجه صلف العالم الاعمى, ترامب يعلن بوقاحة من على ارض العرب وبمال العرب انه مع الاحتلال وأن القدس يهودية, ورئيسة وزراء بريطانيا تحتفل بمئوية وعد وزير خارجية حكومتها حين لم تكن قد ولدت بعد ها هي تحتفل علنا امام العرب وبمالهم وعلى روائح شواء اللحم العربي في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والقادم ابشع, فأي رأي اذن يحمله العالم عنا, ولأي سبب كان سيستمع العالم لأصواتنا الباهتة ضد الاحتلال والعالية ضد بعضنا, والسؤال الأبشع هو هل سنلغي صفقة التصفية بسلاح المهزلة المسمى انقسامنا بديلا لتقسيمهم؟.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - شدي اللحاف يا صفية ما فيش فايدة -
- ترامب ... صفقة الإفقار لصالح الإرضاخ
- السعودية ورقصة الانتحار
- بن سلمان ذاهب ببلاده للخراب
- الصين عولمة الحرير مقابل عولمة النار
- وعد - ماي - يدق الخاصرة الميتة
- الصين ... مرمى النار الأمريكية
- غزة اللا توراتية وصفقة القرن
- لماذا انقسم المصطلحون أصلا
- تحنيط المرأة ... تحليل السلطان ... تحريم القرآن
- خطاب الوداع والوديعة فماذا بعد
- نريد بطلا لا رئيس
- مصالحة جديدة ... استيطان جديد
- ثورة على الاحتلال او امارات اقتتال
- المجلس الوطني ونفض الغبار عن الغبار
- أشباه العرب وفخ التدويل
- فلسطين ومكانتنا على الأرض
- العرب وعشق الغرباء
- خالد نزال يملأ مقالع قباطية
- ثقافة الانتصار بتحقيق الهزيمة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - بين مهزلة الانقسام وجريمة التقسيم