أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - منظومة الفساد في العراق وسبل الخلاص منها















المزيد.....

منظومة الفساد في العراق وسبل الخلاص منها


سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)


الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منظومة الفساد في العراق وسبل الخلاص منها
شكك الكثير من ابناء البلد بمقدرة العبادي على محاربة الفساد , ولهم الحق في ذلك لأن المهمة غير سهلة وشائكة , لسبب بسيط ان رؤوس الفساد , هم زعماء البلد هذا اليوم , ولنرجع الى الوراء قليلا لنضع الجمهور بواقع حال البلد قبل استلام العبادي لرئاسة الوزراء .
منذ عام 1979 والعراق يعاني من ويلات الحرب والدكتاتورية والطغيان .. وقد استبشر العراقيين خيرا بعد عام 2003 عام تغير نظام الحكم .. لكن امريكا جلبت معها مجموعة من الفاسدين, ومكنتهم من رقاب المجتمع العراقي ,حيث انشغل سادة العراق الجدد بالفساد والسرقة وتركوا البلد يعاني من الفقر والجوع .. ومن ثم دخلت علينا التنظيمات الأرهابية .. ابتداءا بالقاعدة ومن ثم تنظيم داعش .. وهؤلاء لم تكن غايتهم الدفاع عن الدين او عن مذهب معين .. بل كانت غايتهم تفتيت المجتمع وسلب ممتلكاته ومن ثم الفتك به .. فحطموا جميع المدن التي احتلوها, وقضوا على علومها وحضارتها وتراثها, وذبحوا اهلها وخربوا عمرانها, وأتلفوا المباني والجسور وكانت حقا نكبة للعراق .
كل هذا وكان زعماء العراق منشغلين بخلافاتهم المذهبية ..وكل زعيم له حزبه واتباعه الذين يقدسون الأرض التي يسير عليها .. وكل حزب يتربص الفرصة للأيقاع بخصمه .. والبلد ضائع بينهم .. اما الحكومة فكان كل هم رئيس وزرائها .. هو كيفية بقائه على الكرسي ..وزرائه جميعهم يسرقون المال العام ليضعوه بخدمة زعيمهم السياسي .. عبر لجان اقتصادية مختلفة .
اما الدين فقد كفر اغلب العراقيين بمن يتحدث معهم عنه .. اذ فقد الدين روحه .. وصار ابناء الشعب يحجون بالملايين الى الأئمة والأولياء ليشكوا لهم حالهم متباكين على انفسهم من ويل ماجرى لهم من انعدام للخدمات وفقدان الأمن والأمان.
الدولة ككيان قائم دب بها الضعف, حتى اصبحت كل يوم يقتطع منها جزء ,وكل يوم تعقد معاهدة شكل لأقتطاع جزء منها, تارة مع ايران لسلب شط العرب, واخرى مع الكويت لسلب المنفذ البحري , ومثلها مع الأردن والسعودية , حصص العراق من مياه دجلة والفرات نزلت للحضيض .. بينما لكل محافظة من محافظات العراق, حاكم مستقل له مجلس بلدي .. وكل منهم يحكم محافظته بعقل ضيق وشهوات واسعة للفساد والسرقة , وهم لايتقيدون بقانون ولايخافون من الحساب,والجماهير صابرة عليهم ,ومن يتظاهر ضدهم يتهم بالخيانة والعمالة للأجنبي .. المراكز الصحية يسودها الأهمال والتعليم تراجع الى الوراء .. وهم يسرقون المال واحزابهم وكتلهم تدافع عنهم لأنها شريكتهم بالجريمة.
الفقر ضرب اطنابه في البلد.. فلا زراعة صالحة ولا صناعة ناجحة , اما الجيش فهو الأخر دب فيه الفساد, كنتيجة حتمية لما حل بالبلد من خراب , فأنهزم بأول معركة وسلم الأرض والعرض والسلاح لقوى الأرهاب داعش ,حتى احتلت المدن الواحدة تلو الأخرى.
العراق كما نعرف ,خليط من قوميات وأديان ومذاهب مختلفة , ولكل مكون من مكونات المجتمع ارتباط معين بدولة اقليمية يتلقى الأوامر صريحة منها , البعض يعلن عن ذلك دون خجل, بينما البعض الأخر يحاول ان يداري امر ولائه للدول المجاورة , لكن الجميع تراهم يستنجدون بهذه الدولة او تلك عند الضرورة .
تحت هذه الأجواء القاهرة استلم العبادي رئاسة الوزراء , المالية منخورة , والدولة مفلسة ,والحكومة غير صالحة, والجيش منهار, والبلد مشتت غير متحد , والمصيبة ان العبادي جاء بأنقلاب ابيض على المالكي , الرجل المسؤول عن فشل الدولة طيلة سنين حكمه , اضافة الى ان العبادي جاء ناقما على الحالة التي وصل اليها العراق ,تحت حكم غريمه المالكي , لذا تراه في اي فرصة ينتقد المالكي لتبذيره للمال العام وعدم اهتمامه بشؤون الدولة , مثلما يهتم بنفسه وحزبه والمقربين منه , لذا اعلن عن حربه ضد الفساد بعد نجاحه بالقضاء على داعش طارحا نفسه مصلحا لأصلاح المفاسد طالبا العون من الشعب في حربه ضد الفساد .
والسبب في ذلك واثناء الحرب على داعش اضطر العبادي الى الأستدانة من البنك الدولي ومن دول اخرى , من اجل ديمومة النصر ودفع مرتبات الجند , بينما كانت الطبقة السياسية منشغلة في سلب ماتستطيع سلبه من خزينة الدولة .

لكن الأصلاح بالتأكيد صعب وهو امرغير سهل , لأن من يعمل على الأصلاح ستكون انفاسه معدودة عليه , وجميع حركاته مرصودة , وهؤلاء الفاسدين سيعملون حتما على تشويه صورته وخلط الأوراق عليه , اضافة الى تأويلهم لجميع مايصدر عنه من قرارات محاولين تشويهها وعدم العمل بها , الفساد في العراق منظومة متكاملة ومرتبطة مع بعضها البعض بمصالح ومنافع متبادلة , لذا تجدهم متحدين في الدفاع عن انفسهم , وهم اكيد سيضعون له في كل خطوة له عقبة .
في هذا الوسط الشائك جدا يحاول العبادي ان يضع حدا للفساد والفاسدين , مؤمنا بالنظام الديمقراطي, حاكما البلد وفق الدستور, موزعا صلاحيات المركز على المحافظات , متعاونا مع البرلمان , على اعتبار ان نظام الحكم في العراق نظام برلماني , مؤمنا ان على الجماهير ان تحكم نفسها بنفسها , لا ان تحكم من قبل دكتاتور , طارحا نفسه اخا وصديقا لجميع العراقيين على حد سواء .
من خلال تواجده في بريطانيا, اصبحت لديه رؤية ان البلدان تحكم بالقانون لا بالبطش وان الديمقراطية هي من تنتج الدستور ,الذي من الممكن ان يشعر البلد بالأمن والأمان من خلال العمل بموجبه , خصوصا وان في العراق قوميات مختلفة من الممكن ان تتوحد في ظل دستور عادل.
المتابع لوسائل التواصل الأجتماعي يجد ان المعركة ضد الفساد اصبحت بين طرفين , لكل طرف جنوده من الأعلاميين ورجال الدين وزعماء كتل وبرلمانيين, لديهم من المال والنفوذ الشيء الكثير, وهؤلاء يغدقون الأموال لشراء الذمم ,خصوصا الأدباء والكتاب والمثقفين والشعراء وغيرهم, الطرف الأول يسمي كل حركة ضد الفساد بالفتنة وعدم قدرت العبادي لخوض غمار مثل هكذا معركة , والسبب في ذلك لأنهم اعتادوا على الذلة والعبودية ومثل هؤلاء صعب عليهم ان يتعلموا كيف يكونوا احرارا .
بينما الطرف الثاني يروج ويشجع العبادي بمعركته ضد الفساد معتبرا اياها معركة شعب .
كان بأمكان السيد العبادي بعد نجاحه بحربه ضد داعش ان يترك جبهة الفساد على اعتبار ان اغلب الفاسدين هم اما صديق له او من حزبه , وكان يستطيع ان يسير على سيرة من سبقه , تاركا الدولة غارقة بمشاكلها ,مكتفيا بلعب دور الناصح او المغلوب على امره نتيجة قوة منظومة الفساد,لكن العبادي اختار ان يمضي بمحاربة الفساد , لذا نتنى عليه ان يبتدأ بكبار الفاسدين , فيضربهم ضربة تخيفهم وتخيف من خلالهم صغار الفاسدين ,حتى ينتشر العدل بين الجميع,متمنين عليه ايضا ان يبتدأ بحاشيته اولا مطهرا اياها , ومن ثم عليه القيام , بوضع الخطط الكفيلة لأستغلال ثروات البلاد على خير وجه , من اجل بناء المدارس واعمار الطرق والأهتمام بالزراعة والصناعة .
سلام قاسم



#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد سعيد الحبوبي الشاعر الفقيه
- زواج القاصرات (زواج القاصرات باطل في الأسلام )
- ملاحظات قبل الأستفتاء
- برزاني السائرعلى خطى صدام
- قناة العراقية مسؤولة عن انحسار الدراما المحلية ؟؟
- العراقية الى اين؟؟
- مازلت احلم
- اللاهوت والناسوت
- مدينة الفقراء تستغيث
- هلهولة للباع الوطن
- اياد علاوي يسير على خطا اسلافه
- العنصرية واحلام الرجل المريض اردوغان
- الذاكرة الموجوعة وشيء من الماضي
- الحسين مشروع للشهادة ومنهجا للتضحية وراية لاتهزم
- هل سيعود الدور المصري رائدا في القرار العربي
- العثماني المتغطرس
- نبكي على الحسين ام نبكي على انفسنا
- الأخوة الأعداء وزعامة الحكيم
- السعودية بحاجة الى تصفير مشاكلها مع دول المنطقة
- مؤتمر المشروع الوطني مؤتمر للأرهاب والداعمين للأرهاب


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - منظومة الفساد في العراق وسبل الخلاص منها