أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب بن حكيم - في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده















المزيد.....

في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


سأقسم مقالتي إلى بابين، ننشر منها الباب الأول، وبعده باب ثان/ بابا ثانيا أكثر دقة وتفصيلا، فتكون هذه حلقةً أولى مجملة، وتكون الحلقة الثانية مفصلة. ولا أدعي هاهنا أني سأدافع عن (صحيح البخاري)، لثلاث علل هي: أني لست متخصصا في علوم الشريعة عموما والحديث خصوصا، وثانيا لأنه إذا ثبت لي من عالم متخصص ان البخاري فيه إن سأسلم بذلك، ولحد الآن ما نراه هو عبارة عن جنون وجهل وأمية. وثالثا تاريخ الأمة الإسلامية كلها تاريخ الدفاع عن الصحيح الجامع مع شواذ وجزئيات عند بعض الأئمة، فمن نحن حتى نقول كلاما فوق كلامهم. فلنتابع
المعلوم عند كل مطلع على التراث الإسلامي أو غير الإسلامي، أن عوامل الزمن تأتي على المخطوطات القديمة التي بيضها المؤلفون، فكثير من مؤلفات التاريخ العظمى لم تصل لنا بخطوط أصحابها ولا بخطوط تلامذتهم أو تلامذة تلامذتهم، فمن منا اليوم بإمكانه أن يحصل على خط سيبويه أو ابن سلام أو الأصمعي أو الحسن البصري أو ابن عباس أو أفلاطون أو أرسطو أو سقراط أو بارميندس أو زرادشت أو بوذا....إلخ، وسأقسم مقالتي هذه إلى قسمين:
القسم الأول: العلل المؤدية إلى تلف المخطوطات:
1 ـ الحروب: حيث أتلفت الحروب القديمة والحديثة مكتبات وقصور الحكام وغيرها، حيث إنه في العصور القديمة والحديثة [ الحديثة بمعناها في علم التاريخ وتعادل العصور الوسطى إلى اكتشاف امريكا ] كان المنتصر في الغالب يحرق أملاك غيره مما لا يحتاجها أو تضاد إيديوجيته، مثال ذلك ما فعله التتر في بغداد بمكتبة المأمون التي كانت تحوي عشرات الالاف من المخطوطات، ومثال ذلك أيضا ما فعلته محاكم التفتيش في الأندلس من حرق البشر والحجر والكتب الإسلامية المخطوطة، ومثال ذلك انحراق روما وانهدام طروادة وتدار قرطاجنة,,,وأيضا ما كان يسطو عليه القراصنة، فمنه ما وصلنا كمكتبة الإسكوريال العظيمة، ومنه ما لم يصلنا ...أما الحروب المعاصرة فأشد فتكا لكونها تعنمد على قنابل رهيبة وصواريخ دقيقة، فمن يمكنه اليوم تحديد خسائر اليابان في كتبها المخطوطة آن إلقاء مجرمي أمريكا قنبلتيها النوويتين؟ ومن يمكنه اليوم تحديد خسائر تراثنا من هجمات داعش على تراث سورية والعراق ومالي ؟ ومن يمكنه اليوم تحديد خسائر سورية في مخطوطاتها بعد هذه الحرب الضروس؟ ومن يمكنه قديما تحديد خسائر المسلمين بحرق كتب ابن رشد والغزالي والحلاج والتوحيدي ...الخ.
2 ـ البلى بالمطر والرطوبة والفيضانات وضعف الورق: من يمتلك مخطوطات ومطبوعات قديمة يعرف ما يلحقها من البلى بفعل الرطوبة والأمطار وضعف الورق، من ذلك مثلا طبعات مجريط وسرقسطة فإنها ضعيفة جدا على أهميتها العظمى، وشخصيا كنت أمتلكم منها عشرات وتعرضت مع حرصي الشديد عليها للتلف الشديد بفعل ورقها الضعيف، وكذلك رأيت بأم عيني عشرات الآلاف من المخطوطات أكلتها السوسة والأرضة والتصقت لوحاتها ببعضها حتى لا تميز شيئا فيها، ومنها ما يرجع للعصر الأندلسي، بل وقفت على مخطوطات عليا لكتاب الأغاني ترجع للقرن السادس أو السابع لم يبق منها سوى وريقات بماء الذهب بخط مشرقي جميل جدا ...وهذا ينسحب على الثقافة الأوروبية أيضا، إلا أن الفرق بيننا وبينهم أن التراث التراث الإسلامي هو أكبر تراث مكتوب مخطوط في تاريخ البشرية، في حين تزامنتْ نهضتهم مع آلة الطبع التي حفظت كتبهم الأساسية من الضياع على عهد ديكارت وكانط وليبنتز وسويدنبرغ ودافنشي ودي الكالا..الخ. ووقفنا على مكتبات كاملة في الجامعات والمتاحف وغيرها تعرضت للمياه والرطوبة بشكل لا ينفع معه ترميم أو إصلاح للأسف الشديد.
3 ـ ظهور مخطوطات عليا بعد الظن أن لا تلاقيا: كثير من الناس كانوا يظنون بعض المخطوطات في حكم المفقود، ثم ظهرت، من ذلك مثلا اكتشاف جورج مقدسي لمجلدين من كتاب الفنون، واكتشافنا لمخطوطة ( الأوساط في علم الكلام ) لأبي المظفر الإسفراييني في نسخة كتبت في حياته، ووقوفنا على النسخة الفريدة على رق الغزال لمخطوطة لابن بشكوال من القرن السادس في قمة الانفقاد في تلامذة أستاذه وكتبت في حياته ولعلها بخط يده، ووقوفنا على مخطوطة دليل مؤرخ المغرب الأقصى بعدما الظن الجميع ضياعها للأبد... كما ظهرت أيضا مخطوطة البخاري بخط يد ابن سعادة في جزء منها وليس كلها، ونقلها عن شيخه الصدفي الذي اخذها من المشرق سماعا، وطبعت في باريس سنة 1928 بتقديم الحافظ عبد الحي الكتاني واعتناء ليفي بروفنصال.
4 ـ السرقة: من ذلك مثلا سرقة كتاب الرسالة للإمام الشافعي رضي الله عنه بخط يد تلميذه، ولولا أن صورها أحذ الشواكر لكانت اليوم في حكم المفقود بالمطلق، كما تسرق في وضح النهار تماثيل فرعونية وقبور، وما قصة مومياءات مصر ببعيدة، وما حكاية إله المطر في الأطلس المتوسط مما يمكن أن يُنسى، إذ تمت سرقة التمثال الروماني الوحيد في العالم لإله المطر سنة 1982 وهو تمثال ضخم جدا، ولحد الساعة لم يظهر. فمابالك بالمخطوطات التي هي أصغر حجما وأسهل على اللصوص؟
5 ـ انعدام الفهارس أو ضَعفها: كثير من المكتبات العامة والخاصة لم تفهرس بالمطلق، أو لم تفهرس بشكل دقيق، مثال ذلك مثلا وقوفنا على مخطوطة نادرة جدا للإمام الرازي: اللوامح في شواذ القراءات بالمكتبة الأزهرية، في حين كُتب عليها في الفهرس وعلى المخطوطة أيضا: كتاب مجهول في القراءات لانبتار اللوحة الأولى منه، وقس على ذلك عشرات المكتبات في الهند واليمن والجزائر والمغرب وكازاخستان وأوزبكستان، إضافة إلى إيران التي لم تكشف بعد عن مخطوطاتها السنية لوجود نظام المجانين بها، رد الله إيران الحبيبة إلى حياض الإسلام. هذا دون الحديث عن وجود مخطوطات عليا بالأندلس طمرت أو ادخلت داخل الجدران خوفا عليها على عهد محاكم التفتيش، ومنها ما انوجد ومنها ما لم ينوجد.
ـ القسم الثاني، السند والمخطوط:
من المعلوم أن الثقافة الشعرية العربية اعتمدت على ما هو شفاهي، فنقلت لنا عشرات الدواوين الشعرية الجاهلية والإسلامية والأموية عن طريق رواة الشعراء الذين غالبا ما يكونون شعراء أيضا، كما حفظ لنا رواة ثقات كالأصمعي والضبي والقرشي وطيفور وابن حبيب وأبي عبيدة والسكري والشنتمري والتبريزي والشافعي وأبي تمام والبحتري..الجم من الدواوين والمختارات، كما عمل الشراح على حفظ الشعر دون أن يشعروا بأهمية شروحهم في بقاء الشعر المشروح، من ذلك مثلا شرح الأنباري للمفضليات، وقد وصلتنا هذه الدواوين والشروح والمختارات، ولكن ليس بخطوط هؤلاء الرواة والشراح، ولا بخطوط تلامذته في الأغلب الأعم، فهل هذا يعني أنها غير موجودة أو أنها غير صحيحة؟ وقد جئت هاهنا بمثال رواة الشعر لأن وضعيتهم مثل وضعية البخاري، لأنهم لم يؤلفوا من عندياتهم بل قاموا بعملية "صنعة"، وتسمى هذه العملية في علم الحديث "الجمع" وتسمى أحيانا بالجمع في الشعر. جئت بهذه الأمثلة لأبين أن الأمة الإسلامية حين تعشق شيئا فإنها تعشقه في الصدور قبل السطور، فاستظهرت القرأن الكريم والشعر وأيام العرب والحديث النبوي الشريف...إلخ، إن صح ما أزعمه صح معه أن مفهوم التدوين لم ينضج عند العرب إلا بدءا من العصر العباسي، حيث عاش سيدنا البخاري رضي الله عنه، وهذا لا يعني عدم وجود التدوين على عصر الموطأ والفقه الأكبر، ولا يعني أيضا تراجع الوظيفة الشفاهية السندية، بل إن الصحاح والمسانيد والشمائل والمستدركات ..لا تصح إلا بصحة السند، وكان العلماء ومازالوا لا يعتمدون على المحدث الذي أخذ العلم من الكراريس، بل إنه لزم له الجلوس إلى الشيوخ وأخذ الكتب الستة وغيرها سماعا شفاها إجازةً ومن ثمة يحق له تدريسها أو نسخها من محفوظه من شيخه الذي سمعها من شيخه، ومازالت هذه العلمية قائمة لحد الساعة، فهناك علماء كبار يستظهرون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل إليه ومن طرق مختلفة حسب طرق شيوخهم، فإذا كان لدى العالم المعاصر أربعة شيوخ مثلا، لإنه من المحتمل أن تكون هناك أربعة طرق قد تتصل في عالم حافظ مثل ابن حجر، وقد لا تتصل إلا عند تابعي، وقد لا تتصل أبدا إلا صحابي، وقد لا تتصل إلا عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لكثرة الصحابة الرواين للحديث عينه، مثال عن ذلك هذا الحديث المسلسل بالأولية وفيه تحويلات في السند
[ حديث الرحمة المسلسل بالأولية ]
عن خادم السنة المطهرة الشريف الفقيه العارف المحدث
العلامة الشيخ محمد أبي الهدى اليعقوبي
١ قال: حدثنا والدي العلامةُ القطبُ الشريفُ الشيخُ إبراهيمُ اليعقوبيُّ الحسني الإدريسي المتوفَّى سنة 1406 وهو أول حديث سمعته منه
٢ قال حدثنا الشيخ محمدٌ العربيُّ بنُ محمدٍ المهديِّ العزوزيُّ الزرهونيُّ الحسني الإدريسي المتوفَّى سنة 1380 وهو أول حديث سمعته منه
٣ قال حدثنا مفتي الشافعيةِ بالمدينة المنورةِ السيدُ أحمدُ بن إسماعيلَ البَرْزنْجِيُّ الحسينيُّ المتوفَّى سنة 1337 وهو أول حديث سمعته منه
ح (أي تحويل من إسناد إلى إسناد آخر وتُقرأ: حا)
١ وحدثنا مفتي المالكية في دمشقَ السيدُ محمدٌ المكيُّ بن سيدي محمدِ بنِ جعفرٍ الكتانيُّ الحسنيُّ الإدريسيُّ المتوفَّى سنة 1393 وهو أول حديث سمعته منه
٢ قال حدثنا عاليًا السيدُ أحمدُ البرزنجيُّ وهو أول حديث سمعته منه
٣ قال حدثنا والدي السيد إسماعيلُ بنُ زين العابدينَ البرزنجيُّ المتوفى سنة 1281 وهو أول حديث سمعته منه
٤ قال حدثنا محدثُ المدينة المنورة الشيخُ صالحُ بن محمدٍ العمريُّ الفلانيُّ المتوفَّى سنة 1218 وهو أول حديث سمعته منه
٥ قال حدثنا الإمامُ شمسُ الدين محمدُ بن محمدِ بنِ عبد الله المغربيُّ المدني المتوفَّى سنة 1201 وهو أول حديث سمعته منه
٦ قال حدثنا مسند الحجاز الإمام عبد الله بن سالم البصري المكي المتوفى سنة 1134 وهو أول حديث سمعته منه
٧ قال حدثنا مُسنِد مصرَ شمسُ الدين محمدُ بنُ علاء الدين البابليُّ المصريُّ المتوفَّى سنة 1077 وهو أول حديث سمعته منه
٨ قال حدثنا الشيخُ سالمُ بن محمدٍ السَّنْهُوريُّ المالكيُّ المتوفَّى سنة 1015 وهو أول حديث سمعته منه
٩ قال حدثنا الإمام نجمُ الدين محمد بن أحمدَ الغَيْطيُّ الشافعيُّ المتوفَّى سنة 984 وهو أول حديث سمعته منه
١٠ قال حدثنا الإمام شيخ الإسلام زكريا بنُ محمدٍ الأنصاريُّ الشافعي المتوفى سنة 926 وهو أول حديث سمعته منه
١١ قال حدثنا أميرُ المؤمنينَ في الحديث الإمام الحافظ أبو الفضل أحمدُ بنُ عليٍ الشهيرُ بابن حجرٍ العسقلانيُّ الكنانيُّ المصريُّ الشافعيُّ المتوفى سنة 852 وهو أول حديث سمعته منه
١٢ قال حدثنا الحافظُ زينُ الدين عبد الرحيم بنُ الحسين العراقيُّ المتوفى سنة 806 وهوأول أول حديث سمعته منه
١٣ قال حدثنا صدرُ الدين أبو الفتح محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الميدوميُّ الحنبليُّ المتوفى سنة 754
(ح) إسناد آخر
٧ وقال الإمامُ شَمْسُ الدين محمدُ بنُ علاء الدين البابليُّ
٨ حدثنا شهاب الدين أحمد بن محمد الشلبي الحنفي المتوفى سنة 1021 وهو أول حديث سمعته منه
٩ قال حدثنا جمال الدين يوسف بن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 987 وهو أول حديث سمعته منه قال
١٠ حدثنا برهان الدين إبراهيم بن علي بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة 922 وهو أول حديث سمعته منه
١١ قال حدثنا شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي المقدسي المتوفى سنة 836 وهو أول حديث سمعته منه
١٢ قال حدثنا درُ الدين أبو الفتح محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الميدوميُّ المذكور وهو أول حديث سمعته منه
١٣ قال حدثنا مُسنِدُ مصرَ أبو النجيب عبدُ اللطيف بنُ عبد المنعم ابنِ الصيقل الحرانيُّ المتوفى سنة 672 وهو أول حديث سمعته منه
١٤ قال حدثنا الحافظُ الشهيرُ أبو الفرج عبد الرحمن بنُ عليٍ المعروفُ بابن الجوزيِّ الحنبليُّ المتوفى سنة 597 وهو أول حديث سمعته منه
١٥ قال حدثنا أبو سعدٍ إسماعيلُ بنُ الحافظِ إسماعيلُ بن أحمدَ بنِ عبد الملك النيسابوريُّ المتوفى سنة 532 وهو أول حديث سمعته منه
١٦ قال حدثنا الحافظ المُسنِد أبو صالحٍ أحمدُ بنُ عبد الملك بنِ عليٍ النيسابوري الشهير بالمؤذن المتوفى سنة 470 وهو أول حديث سمعته منه
١٧ قال حدثنا مُسنِد نيسابورَ أبو طاهرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ محمشٍ الزياديُّ المتوفى سنة 410 وهو أول حديث سمعته منه
١٨ قال حدثنا أبو حامد أحمدُ بنُ محمدِ بنِ يحيى بن بلالٍ البَزّازُ المتوفى سنة 330 وهو أول حديث سمعته منه
١٩ قال حدثنا شيخ الفقهاء بمكةَ أبو محمدٍ عبدُ الرحمن بنُ بشرِ بنِ الحكمِ العبديُّ المتوفَّى سنة 260 وهو أول حديث سمعته منه
٢٠ قال حدثنا أمير المؤمنين سفيانُ بنُ عيينةَ المتوفى سنة 198 وهو أول حديث سمعته منه
٢١ عن التابعي الجليل أبي محمدٍ عمرِو بنِ دينارٍ المتوفى سنة 125 ٢٢ عن التابعي الجليل أبي قابوس المتوفى بعد المائة مولى سيدنا عبد الله بنِ عمرِو بنِ العاص
٢٣ عن الصحابي الجليل سيدِنا عبدِ الله بنِ عمرو بنِ العاص المتوفى سنة 72 قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:
الــرَّاحِــمُــونَ يَــرْحَــمُــهُــمُ الــرَّحْــمــن ، ارْحَــمُــوا مَــنْ فــي الأرَْضِ يَــرْحَــمُــكُــمْ مَــنْ فــي الــسَّــمَــاء
أولا: هذا الإسناد من أعلى الأسانيد المسلسلة بالسماع بالأولية في هذا العصر. وهو مساو لإسناد المسند الشهير الشيخ محمد ياسين الفاداني فإنه سمعه من الشيخ زكي بن أحمد البرزنجي عن أبيه السيد أحمد بن إسماعيل، ونحن سمعناه من السيد المكي الكتاني الذي سمعه أيضا من السيد أحمد البرزنجي، والسيد المكي الكتاني هو أحد شيوخ الفاداني وقد شاركناه فيه ولله الحمد، فمن سمعه منا فكأنما سمعه من الشيخ الفاداني رحمه الله.
ثانيًا: نرويه أيضا بالسماع عن والدنا قطب الشام وإمام العلماء الأعلام الشيخ إبراهيم اليعقوبي بسماعه من الشيخ عبد القادر بن موهوب المدكالي عن الشيخ محمد عليش شيخ المالكية بمصر.
ثالثًا: ويروي السيد المكي الكتاني هذا الحديث بالسماع عاليا عن محدث المدينة المنورة الشيخ فالح بن محمد الظاهري المتوفى سنة ١٣٢٨ وهو أول حديث سمعه منه سنة ١٣٢٥ بسماعه من السيد محمد بن علي السنوسي الخطابي الشِّلَفي المتوفى سنة ١٢٧٦ بأسانيده، وهذا أيضا علو يفتخر به.
رابعًا: سمعت هذا الحديث بأولية حقيقية من نحو عشرين من الأئمة الأعلام من علماء الشام والآفاق، منهم العلامة الأديب الشيخ زين العابدين الحسيني التونسي والشيخ عبد محمد وفا القصاب وإمام الشافعية في الجامع الأموي بدمشق الشيخ عبد الحكيم المنير والعلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود أمين الفتوى في حمص والعارف الشيخ محمد بدر الدين الغلاييني والعارف الشيخ علي البوديلمي المَسيلي التلمساني وأمين الفتوى في لبنان الشيخ أحمد مختار العلايلي وأمين الفتوى في حمص الشيخ محمد صالح النعمان.
خامسًا: بيننا وبين النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ثلاث وعشرون واسطة، فيكون بين من روى عنا وبين النبي عليه الصلاة والسلام أربع وعشرون واسطة، وهو علو عظيم، وشرف كبير. وقد روينا الحديث من طريق الحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا لجلالة قدره في هذا العلم رحمه الله ، وبيننا وبينه في السماع عشر وسائط.
سادسًا: إسناد الحديث مسلسل بالأعلام المشاهير في كل عصر فهو من أصح الأسانيد التي وصلت إلينا بالتسلسل، وهو سلسلة الذهب بين المتأخرين.
تاسعًا: الحديث صحيح وقد أخرجه غير مسلسل جماعة من الحفاظ منهم أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي وأخرجه البخاري في الأدب المفرد والكنى من التاريخ الكبير والإمام أحمد في المسند والحُميدي في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان.
وهكذا يتبين لنا أن السند والشفاهي والسماعي في حفظ الحديث الشريف والشعر والأيام حجة قوية جدا حتى في حال انفقاد المتن المكتوب.
ـ هناك استشكال ضخم يواجه المشككين في عدم وجود نسخة للبخاري بخط يده، فنتساءل مبدئيا: هل هناك تنسخة للفرآن الكريم بخط يد كتاب الوحي رضي الله عنهم؟ هل هناك نسخة من الموطأ بخط يد الإمام مالك ؟ بل هل هناك نسخة من الموطأ بخط يد تلميذه الشافعي الذي كان يحفظ الموطأ كاملا ؟ هل هناك نسخة من صحيح مسلم بخط يده؟ هل هناك نسخة من كتاب الإبانة للإمام الأشعري بخط يده؟ هل هناك نسخة من كتاب طوق الحمامة بخط يد ابن حزم ؟ ولنعتبر أن مخطوطة طوق الحمامة لم تصلنا في نسخته الفريدة الموجودة بلايدن، هل هذا يعني أنه لا يوجد في التراث الإسلامي كتاب لابن حزم عنوانه طوق الحمامة ؟ هل لمجرد أن كتاب الفنون لابن عقيل لم يصل كاملا يعني أنه لم يكتبه ؟ والأمثلة لا حصر لها حتى عند المؤلفين الأقرب إلينا زمنا بحيث لم تصل لنا مخطوطاتهم بخطوط أيديهم. أما السؤال المحرج فهو: هل تعلم أيها القارئ أن كثيرا من علماء الإسلام وأدبائه كانوا عميانا ؟ منهم القالي والمعري والقابسي [ من أعلى أسانيد البخاري ]، بل هناك علماء أميون وألفوا عشرات الكتب منهم مثلا محمد بن عبد الواحد الكتاني العارف الشهير، هل هذا يعني أن عدم وجود مخطوطاتهم بخطوط أيديهم أنهم لم يؤلفوا أمالي ولم يتشافهوا في علم الحديث وغيره؟ لذلك فإن صحيح الجامع إذا لم يصل بخط البخاري ـ وقد يكون لم يكتبه أصلا وأملاه على تلامذته ـ أو بخطوط تلامذته، فلنا مثلا في المخطوطة اليونينية أسوة حسنة في طريقة حفظ الجامع، فالإمام اليونيني بمساعدة الإمام ابن مالك النحوي صاحب الألفية في القرن السابع عمل على جمع روايات البخاري والمقابلة بينها بمختلف رواياتها، ثم حررها في نسخة عليا، وهذه الروايات وصلتهما ولم تصلنا مكتوبة، فإن صح هذا صح معه أن النسخة اليونينية تشمل روايات تلامذة البخاري وتلامذة تلامذته كالفربري والمروزية والقابسي والباقلاني وتلميذه الهروي ...إلخ فمن يضرب في مخطوطات البخاري عليه أن يضرب في نسخة اليونيني التي طبعها السلطان عبد الحميد ومازالت معتمدة لحد الآن ..
يتبع بتفصيل ودقة



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض لكتاب: مابعد الاستشراق لفاضل الربيعي
- نظرات في كتاب محوري: شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون
- في أصول النضال ..إهداءً لمجتمعاتنا المنفصمة نخبا وعواما
- الشعر بين تعالي الفلاسفة العرب المعاصرين واهتمام فلاسفة أورو ...
- في الميتودولوجيا بوصفها ميثولوجيا
- حواري مع الفيلسوف الأخلاقي طه عبد الرحمان
- 2 / نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ م ...
- نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ مستو ...
- [ الهندسة التفكيكية ؛ ثورة الإنساني على الأوقليدي و الوظيفي ...
- اللغة بين مارتن هيدجر و إيمانويل لفيناس
- [ حوار بين عاشقين بعناوين الأغاني الكلاسية ]
- روح المؤخرة
- الصعلكة ، الحلقة الأخيرة / قراءة نقدية في أهم الدراسات التي ...
- 3 الحلقة الثالثة / الصّعلكة ؛ قراءة ٌ نقدية ٌ في أهمِ الدّر ...
- الصّعلكة ؛ قراءة ٌ نقدية ٌ لأهمِّ الدّراساتِ التي عُنيتْ بصي ...
- الصَّعلكة ؛ قراءَةٌ نقدية ٌ لأهمّ الدراساتِ التي عُنيت بصيرو ...
- الحََقْدُونِي
- قصيدة عمودية في فاطمة الزهراء .
- مديحٌ في عائشة َ أم المؤمنين ..حبًّا لها .
- صَفَحَ الإلهُ


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب بن حكيم - في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده