|
جامعة العهر والنفاق العربي ..!!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 14:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا جدال في أن ما يسمى ب" الجامعة العربية " اصبحت أخطر مؤسسة على واقع شعوبنا وأمتنا العربية ومستقبلها القادم ، بعد أن كنا نرى فيها يوماً جامعة الخير والاصلاح ، خصوصاً بعد أن أصبحت تحت السيطرة القطرية - السعودية - التركية ، هذا المثلث الدنس المبني على الأسس الطائفية التي ضربت المبنى القومي الذي تأسست عليه الجامعة العربية والذي يهتم بقضايا الدول العربية ، ولكن بعد غياب مصر ، كقائدة للامة العربية ، ومعها سوريا والعراق عن الساحة العربية ، وتزعم الامارة القطرية لها انقلبت الامور رأساً على عقب ، فسادت الفوضى الخلاقة ، واشتعلت نيران الفتنة الطائفية المقيتة والبغيضة التي اججتها قطر ، التي تمتلك علاقات قوية مع المؤسسة الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية ، وتصاعدت وتيرة التطرف والارهاب ونمت قوى الظلام الوهابية التكفيرية ، التي تدعمها مادياً ولوجستياً ، وغدت قطر والسعودية شريكات في تمرير وتنفيذ المخططات الامبريالية والاستعمارية في المنطقة . وأصبحت قطر بين ليلة وضحاها صاحبة الهندسة والتخطيط للسياسات والقرارات العربية ، وهكذا باتت الجامعة العربية عبارة عن مؤسسة للوكالة اليهودية وللبنتاغون ، لتنفيذ الأوامر العليا والمشاريع التآمرية الكبرى ، من خلال دولتي قطر والسعودية بالدرجة الاولى ، كما ذكرنا آنفاً ،
ان وجود مؤسسة وصلت درجة الانحطاط تدير شؤون العرب وقضايا الامة العربية هو عار كبير ، حتى اصبحت هذه الجامعة من أخطر المؤسسات التي تضرب آمال وتطلعات الشعوب العربية في الصميم ، وتعمل بل وتسعى جاهدة لابعاد وعزل كل بلد عربي يدافع عن قضايا أمتنا المصيرية ، وفي مقدمتها قضية فلسطين .
وما طرد القطر السوري الممانع والمقارم من الجامعة العربية ، ومنح مقعده للمعارضة السورية الا انذار شؤم وسابقة خطيرة لجميع الشعوب العربية ،
لقد تقاعست الجامعة العربية في الدفاع عن قضايا شعوبنا ، والتصدي لمشاريع التجزئة والتفتيت والفوضى الخلاقة العارمة ، كذلك فقدت مبرر وجودها وكينونتها ، واقترفت جرماً كبيراً لن يسامحها التاريخ أيا كانت الأسباب والمبررات ، بموقفها المتخاذل المتآمر والمتساوق مع المواقف الاسرائيلية ، الذي يمكن وصفه بعبارات أخرى سوى أنه نوع من أنواع العهر والبغي السياسي ، وذلك باعتبار حزب الله اللبناني تنظيماً " ارهابياً " تساوقاً مع محاولات الادارة الامريكية والاحتلال الاسرائيلي في شيطنة قوى المقاومة التي تنتصر لارادة شعوبها ، وهو قرار سافر ويشكل خدمة مجانية لامريكا وللاحتلال الاسرائيلي ، وشهادة براءة له على كل ممارساته وجرائمة التي لا تعد ولا تحصى ، التي ارتكبها بحق شعبنا الفبسطيني والامة العربية .
لا حاجة لمثل هذه الجامعة المتهالكة التي وصلت حد الاحتضار ،لانها لا تمت للعروبة بصلة ، بل تعتبر ختماً مطاطيا ً بايدي أمريكا واسرائيل وربيبتهما قطر والسعودية ، اللتين تتآمران على قضايا أمتنا وشعوبنا العربية .
فلتذهب جامعة العهر والنفاق السياسي ، وجامعة الذل والهوان ، جامعة الخضوع والخنوع ، جامعة كل ما يصدر عنها من قرارات سوى هراء في هراء ، بل خراء في خراء ، لتذهب هذه الجامعة الى الجحيم ، وكم هنالك ضرورة هامة الى انشاء حاضنة عربية جديدة ، تعكس وتعبر عن تطلعات وهموم ومصالح شعوبنا العربية ، وتدافع عن الامن القومي ، وتقف بوجه كل المشاريع والمؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال ، واشعال نار الفتن في جميع الاوطان العربية كي لا تقوم لها اي قائمة .
هذا هو البديل الحقيقي لما يسمى " الجامعة العربية " التي سقطت منذ زمن بعيد في احضان امريكا ، بالدعم القطري السعودي .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهاب يضرب في العمق المصري ..!!
-
تفجير مسجد - الروضة - في العريش عمل ارهابي مدان وموفوض ..!!
-
عبد الحكيم مفيد ، اتدري كم نحبك ..؟؟
-
ليس دفاعاً عن اميل حبيبي : من المستفيد من نبش التاريخ ..؟!
-
فهيم أبو ركن عاشق الكلمة الجميلة الى حد العطش ..!!
-
- صفقة القرن - مشروع سياسي امريكي لوأد الحقوق الفلسطينية ..!
...
-
رحيل الاعلامي والقيادي والكاتب السياسي عبد الحكيم مفيد
-
بغداد ترقص فرحاً وزهواً بانتصار الموصل ..!
-
في ذكرى الوعد المشؤوم ..!
-
الى أين يتجه الشرق الاوسط ..؟!
-
غاليا أبو صلاح تكتب شعرها بنبيذ الروح ..!
-
الصراع الفكري بين قوى الاستنارة والظلام ..!
-
ماذا وراء تفجير النفق في غزة
-
مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه
-
في تاريخ العراق السياسي ..!!
-
لماذا استعجلت الرحيل يا رزق ..!
-
تحية حب وتقدير ووفاء للرفيق المناضل قدري أبو واصل ..!!
-
آمال عواد رضوان شاعرة الرقة والجمال والانوثة وسحر الكلمات ..
...
-
في احتجاب - الموقد الثقافي - ..!!
-
الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق تحاكي وجدانها ، وتغمس يراعه
...
المزيد.....
-
مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه
...
-
-أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟
...
-
يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات
...
-
سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
-
سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
-
أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
-
البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
-
قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو
...
-
ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
-
رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|