أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الجبين - الصفحات الثقافية في الصحافة الرسمية ...المزيد من الاستخفاف بالثقافة السورية والمزيد من هدر المال العام















المزيد.....

الصفحات الثقافية في الصحافة الرسمية ...المزيد من الاستخفاف بالثقافة السورية والمزيد من هدر المال العام


إبراهيم الجبين

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


لم لا نفكر هكذا ...ما الذي تختلف به الصفحة الثقافية في تشرين أو الثورة أو البعث السوريات عن صفحة فكر وفن في النهار أو عن السفير الثقافي الذي يصدر كل يوم جمعة من بيروت ?!
وما الذي تتميز به صفحة جريدة البيان الإماراتية عن صفحة عالم الكتب أو عن صفحة فضائيات ..وماذا سيفعل المصريون بصفحاتهم الثقافية في أخبا رالأدب أو في الاهرام حين يطلعون سريعاً على ما تنتجه الأقسام الثقافية في صحفنا الثلاث أولاً ناهيك عن تفرعاتها في المطبوعات الأخرى?!‏
لست بصدد مهاجمة الأداء الفائق للصفحات الثقافية الرسمية وحدها ..بل لا أجد أنني بحاجة لهجوم من هذا النوع وتلك الصفحات تحمل بيانها بيمينها حين تصدر صباح كل يوم معيدة الأسطوانة ذاتها, مكررة الأسماء ذاتها, ناسخة كل جديد , ماسخة ذلك الورق الذي يدفع ثمنه من جيوب الناس ومن خزينة الدولة , إلى ما يشبه النشرة البكماء المتعثرة التي لا تجد ما تقوله سوى أنها تتابع ما يحدث في أبعد مركز ثقافي عن العاصمة حين يقرر عقد ندوة عن (ظرفاء دمشق) أو عن (طيور البادية السورية)!! وغيرها من المواضيع التي لم تعد تثير اهتمام الجمهور السوري المتعطش للحراك الثقافي, زيادة على ذلك تقوم الصفحات الثقافية السورية بنشر كل ما لا يمكن نشره في أي مكان سوى في تلك (الحاكورة) التي يتم استثمارها لصالح رضا فلان وعلان أو لتنفيع زبائن من نوع خاص بقروش الاستكتاب.‏
ولكن ما الذي يريده القائمون على الصفحات الثقافية في الصحف الرسمية ?! ولماذا يدورون حول ذات الفكرة كل مرة ليحملوا الدولة ما لا تطيقه وهم يوزعون الهبات هنا وهناك ..?‏
هل سيسألنا أحد يوماً ما?‏
المشكلة ليست فقط في استنزاف الميزانيات ولكن أيضاً في ضخ المزيد من الأسماء التي لا علاقة لها بالحياة الثقافية لتصبح مرة بعد أخرى من العلامات التي سنسأل عنها ذات يوم وسيقال لنا : من هؤلاء ?! وهل يمثلون حقاً الثقافة في سورية ?! وإذا كانوا كذلك فأين نتاجهم وما هو مستواه ?! نتصرف وكأننا في جزيرة مغلقة ولا يرانا أحد, فإذا بنا نكتشف بعد عقود أننا مراقبون جيداً وأن ما نصنعه هو محصلتنا ...‏
الآن يتكلم بعض من صناع الصفحات الثقافية في البلد ليقولوا ما نتوقع بعضه وما سنفاجأ ببعضه الآخر..‏
وليد اسعيد رئيس الدائرة الثقافية في جريدة تشرين :‏
الدائرة عندنا مقسمة إلى (دكاكين) فالصفحات الثقافية في تشرين تصدر على (صفحة ونصف يومياً !!) تلبية لنتاج حوالي 23 محرراً ثقافياً أصلياً وعدد كبير من المستكتبين من خارج الجريدة, ويقتطع من هذه الصفحات صفحتان كل سبت تحت عنوان (مدارات) ويشرف عليها الزميل عبدالإله الرحيل وهي شبه مستقلة عن القسم , وهناك صفحتان عن الكتب يشرف عليها خليل صويلح وهي أيضاً شبه مستقلة عن القسم, وصفحة ألوان وهي فنية تختم بالدراما ويشرف عليها عمار أبو عابد ..وصفحة أدب الشباب لاحمد تيناوي وصفحة الطفولة لصبحي سعيد ...وهناك صفحة منوعات يومية تشرف عليها سمربغجاتي والصفحة الأخيرة ..هذا هو الهيكل.‏
العمل في الأقسام الثقافية , تواجهه إشكاليتان ..إشكالية رئيس الدائرة وإشكالية المحرر , الأولى جزء من إشكالية أي عمل إداري في هذا البلد بحيث ينطلق رئيس الدائرة أو المدير او الوزير من كونه ما تبوأ منصبه إلا لأنه الأكثر فهماً والأكثر خبرة ودراية وأنه يملك حق التفكير عن الآخرين , ويملك حرية وضع الاستراتيجيات للجميع دون الأخذ بعين الاعتبار رأي أو خبرة موجودة لدى الجميع.‏
الخطأ الكبير الذي يقع به رئيس دائرة ثقافية هو اعتقاده بأنه أصبح وصياً على المحررين من جهة وعلى المستكتبين من جهة أخرى من الكتاب والأدباء, وحساسية رئيس الدائرة الثقافية تنطلق من أنه يتعامل مع نخبة ثقافية ومحررين أكفاء يملكون تجارب كبيرة وبعضهم يعتبر من الأسماء البارزة في الحياة الثقافية السورية.‏
أنا شخصياً كنت رئيساً للدائرة الثقافية في أواسط التسعينات ولكن رئيس التحرير وقتها الأستاذ محمد خير الوادي اصطدم معي بسبب قناعته الشخصية بأنني يجب أن أكلف المحررين بمهام هو يرى أنها تناسب اهتماماتهم ولكنني لم أوافق على ذلك ولم أتمكن من تفهم أنه علي أن أرسل وليد معماري لحضور مسرحية أو غيره ممن يهتم بالسينما مثلاً لتغطية ندوة عن الفن التشكيلي ...!! فقرر وقتها أنني لا أصلح وقام بعزلي ..وفرض رأيه على المحررين والنتيجة كانت سيئة للغاية.‏
هناك عقدة السلسة الإدارية التي لا تتفهم ما هو الفرق في القيمة ما بين مادة ثقافية ومادة عن الخضروات والبقول!!‏
ولكنك تبقى مسؤولاً عن ترهل الصفحات الثقافية التي تصدر في عهدك وأنت رئيس للدائرة..‏
نعم صحيح ولكنك لا تنتبه إلى مشكلة حجم العمل وهي المواد المطلوبة من كل محرر لقاء راتبه الشهري والتي تفرض علينا استقبال مواد رديئة والموافقة عليها, لأن النظام يفرض ذلك , يضاف إلى هذا الهم مشكلة المواد التي تصلك عن طريق مكتب رئيس التحرير, والتي قد يراها هو مناسبة للنشر ولا نراها كذلك ..وقرار النشر في النهاية يعود إلى رئيس التحرير ..وهناك مواد قد لا يجدها هو مناسبة بينما نعتقد نحن أنها تساهم في تحريك المناخ الثقافي, وتكون النتيجة أنها لا تنشر.‏
الصفحات الثقافية الرسمية لا تعكس الحالة الثقافية السورية , فبعض الكتاب لا يكتبون في هذه الصفحات إما لموقف ما أو أن هذه الصفحات لا تستوعب هامش الحرية الذي يكتبون وفقه.‏
من يحدد هامش الحرية ?!‏
أنا أعتقد ومن خلال تجربتي أن تضييق سقف الحرية ينطلق من رؤية رئيس الدائرة فهو إذا كان يسعى إلى أن يستفيد من (السقف المسموح به) فيمكنه حينها أن ينتج صفحات أفضل .‏
ولكن ما هو السقف المسموح به ?‏
الثالوث المحرّم معروف (الدين والجنس والسياسة) .‏
رئيس التحرير و..قارعة الطريق !!‏
ما الذي يتبقى من صفحات ثقافية تتجنب الحديث عن تلك العناصر ولو بطريقة موضوعية ?!‏
كنت في دولة الإمارت منذ عدة سنوات ..هناك سألني بعض الكتاب لماذا تمنعون ممدوح عدوان وشوقي بغدادي من الكتابة في صحفكم ?! وعندما عدت سألت وزير الإعلام وقتها د.محمد سلمان عن الأمر فقال لم نمنع أحداً من الكتابة ويمكنك دعوتهما للكتابة ...ولهما الحرية في كتابة ما يريدان, ولكنك تفاجأ مثلاً بصحفي مثل الزميل نبيل الصالح الذي يشتكي على الدوام من أنه ممنوع من الكتابة وأن زواياه مكدسة بالعشرات وكلها لا تنشر ..كنت اقول له أنت تعمل في صحيفة وتعرف نطاق الحرية الخاص بها وهو هامش جيد لو استعمل بالطريقة المهنية الصحيحة, وما تكتبه هنا لا تكتب مثله حين تتعامل مع صحف أخرى غير رسمية ..ليست بطولة أن يكتب المحرر زاوية فيها الكثير من المبالغات والتهويمات التي تجبر رئيس التحرير على الاعتذار عن نشرها.‏
أريد أن أضيف شيئاً.. حين يخشى رئيس التحرير على نفسه من أنه سيصبح على قارعة الطريق إذا أخطأ يوماً ما, فإنه يقوم بتضييق الحزام الأمن (الرقابي) , ثم يأتي دور مدير التحرير الذي سيحرص على زيادة مساحة الحزام الآمن ..ثم يليه أمين التحرير ورئيس الدائرة حتى يجد المحرر نفسه محاصراً في مكان ضيق !!‏
سمر بغجاتي محررة في تشرين :‏
أي منجز تشعرين به بنزول صفحة يومية منوعة ?!‏
إذا لم تؤجل صفحتي لمناسبة ما أو بسبب الإعلان فهي ضمن الموجود جيدة وأحاول أن أقدم ما اجده مناسباً وأكثر تنوعاً وإثارة للقارئ .‏
ما هي مصادرك لصناعة صفحة ثقافية منوعة ?!‏
الانترنت ووكالات الأنباء ...تكون أخبارها أحدث ..‏
ألا تقارنين صفحتك مع الصفحات التي تنشر في الصحف الأخرى في البلاد العربية ?!‏
أحاول ..ولكن لا أحمّل نفسي مسؤولية المقارنة لأنهم الأفضل دائماً !!‏
لماذا هم الأفضل ?!‏
مصادرهم أوسع ..وهناك مواقع يعتمدون عليها أكثر تجديداً ..ولكن يتطلب الاشتراك بها مبالغ معينة ..هذه مسؤولية الجريدة برأيي ..وأناأعمل ضمن المتاح لي كمعدة لصفحة تأخذ طابعاً منوعاً, بالإضافة إلى كونها ثقافة خفيفة محلية من الممكن أن تشمل نشاطات تحصل داخل البلد, وبعض أخبار الفنانين.‏
ملاجئ كثيرة داخل الجريدة الواحدة!!‏
ما الذي تتركونه للصفحة الفنية والصفحة الثقافية إذاً ?!‏
وقعنا في هذه المشكلة ..عندما افتتحت الصفحة الفنية وكان السؤال: هل يسمح لي كمعدة لصفحة منوعات أن أنشر أخباراً منوعة فنية ?! ولكن الإشكال أصبح من نوع آخر, هناك مواد لا يريد صاحب الصفحة نشرها لأسباب شخصية, ولذلك أصبحت صفحة المنوعات ملجأ لمن لا تنزل أخبارهم في الصفحة الفنية!!‏
حسن م يوسف محرر في تشرين :‏
سأقول لك ..أنا أعرف إلى أين تريد أن تصل وإلى أين سأصل بجوابي!!‏
إلى أين ?!‏
لا يوجد ما يسمى بالصفحات الثقافية الرسمية, هذا قميص يتم تلبيسه للواقع, هناك صحفيون يعملون في صحافة مملوكة من قبل الدولة !!‏
وأنا كمحرر ثقافي لم يسبق لي طيلة عملي هنا لأكثر من ثلاثين سنة أن فرض علي أي أحد أن أكتب ما لا أقتنع به..احياناً كان يطلب وكنت أعتذر !! المشكلة في مستوى الصحفيين الذي يكتبون في هذه الصفحات..‏
الصحفيون هم المشكلة!‏
أليست المشكلة في الآلية ?!‏
المشكلة في الآلية ..نعم ..الآلية التي أدخلت هذا النوع من الصحفيين ..الصفحات الثقافية الرسمية مليئة بمن لا علاقة لهم بالمهنة ولا يملكون القدرة على اكتساب الخبرات..المشكلة الجوهرية تكمن في تحويل الأقسام الثقافية إلى ثكنات ومزارع ودكاكين مليئة بالموظفين الذين ليس لديهم هم ثقافي ولا هم وطني ..ولكن هذا لا ينفي وجود أناس يعملون بصمت ويحترمون الثقافة والكلمة بحدود الإمكانات ..‏
لماذا تبدو الصحافة الخارجية والخاصة بمستوى أداء أعلى من صفحاتنا الرسمية ?!‏
الصحافة الخاصة في بعض الأحيان تكون أكثر بؤساً من الصحافة الرسمية, أما الصحافة الخارجية فهي تعمل وفق قانون الانتقاء, فهم يختارون الأفضل ويدفعون الأفضل ولذلك تكون محصلتهم أفضل .‏
الصحافة عموماً هي مرآة المجتمع حقاً, فهي تعبر عن حقيقة فيها كل الظروف حتى عندما تكذب أو تكون رديئة !!‏
ولكنها تبدو في معظم الأحيان انعكاساً خاطئاً للحياة الثقافية في سورية ..‏
هناك زوايا حادة في الحياة الثقافية السورية تبقى بمعزل عن أضواء الصحافة الكاشفة.‏
البحث عن المادة المفقودة!!‏
ولكن عندما نحاول فهم كل الأفكار, سنعثر على معادلات غريبة, المشكلة في كلام صحفيي تشرين أنهم يعتبرون أن هناك العديد من العوائق أمامهم كي ينتجوا صفحات ثقافية ذات مستوى عال, ولكن لا أحد يعينهم على حل تلك المشكلات فمرة يتحدثون عن الآليات الإدارية , ومرة عن مستوى المحررين ومرة عن الاستكتاب المنخفض الذي لا يجذب كتاباً, ولذلك يستمرون في البحث عن المادة المفقودة الموجودة في فردوس لا يعرف طريقه أحد, وكأن المسألة معقدة لهذه الدرجة!!‏
ما الذي ستكلفه مادة صحفية جيدة ? القليل من الود حين تتصل بالكاتب, والقليل من الجرأة الواعية قبل أن تنشر, والقليل من التقدير لقيمة الجهد الذي بذله الكاتب كي يصل إلى اللحظة التي تجعلك تتصل به وتطلب منه مقالاً أو تحقيقاً أو زاوية ..آنذاك سنحصل على النتيجة المرضية نوعاً ما, وسيكون أمامك الفرصة لإقناع آخرين مرات ومرات بالكتابة في منبرك.‏
عدنان عويد رئيس تحرير جريدة الفرات :‏
الصفحات الثقافية في جريدة الفرات متميزة ..وذلك لمشاركة الأجيال الجديدة الشابة والزملاء أعضاء اتحاد الكتاب العرب على مستوى المحافظات الشرقية الثلاث وخارجها .‏
معظم المواضيع التي تطرحها الصفحة الثقافية مواضيع هامة وحساسة تتناول مجمل النشاطات الأدبية في انساقها الفنية من حيث المسرح أو الشعر أو الرواية. أخذت الصفحة بيد الكثيرين ممن قرروا البدء بالكتابة فيها وتطورت تجربتهم على مستوى القراءات أو الكتابات .‏
كما أننا حاولنا أن نسلط الضوء على الأقلام النسوية التي أخذت فرصتها الواسعة في الصفحة الثقافية في الفرات .‏
هل تجد أية صعوبة في تعامل الكتاب من خارج الجريدة مع القسم الثقافي فيها ?!‏
أصلاً كل من يكتب في الصفحة الثقافية في الفرات هو من خارج الجريدة.‏
هل تعني أن كل الأمور بخير ولا مشاكل ولا معوقات !!‏
لدينا الكثير من المعوقات مثل (الاستكتاب) فلو كان لدينا رقم أكبر من 50 ألف ليرة كميزانية شهرية للكتاب لتمكنا من أن نستقطب عدداً أكبر من الكتاب.‏
ألا تأتيك مواد رديئة ?..أو مواد لا تستحق النشر ?!‏
تأتينا مواد من هذا النوع ..ولكننا لا نجامل ..أحياناً نضطر إلى تشجيع البعض ..‏
سأسأل لماذا تكون الصفحات الثقافية خارج سورية أفضل وذات مستوى وشكل ومضمون متميز عن صفحاتنا ?!‏
هامش الحرية ....الحرية هي التي تفجر الإبداع ..لدينا خطوط حمراء كثيرة ..‏
من يضع الخطوط الحمراء?!‏
طبيعة العلاقات الاجتماعية ومفرزاتها...فنحن لم نصل بعد إلى علاقات اجتماعية تفرز معطيات مجتمع مدني تتفجّر فيه قضايا الإبداع والحرية الشخصية بكل تجلياتها المشروطة بمسؤولية الفرد تجاه نفسه وتجاه مجتمعه .‏
ديب علي حسن رئيس الدائرة الثقافية في الثورة :‏
نعنى في الصفحة الثقافية وحسب النظام الداخلي للثورة, بمجموعة قضايا أولها رصد ومتابعة النشاط الثقافي في سورية, بمختلف أشكاله, وهذا يعني أننا محكومون بمدى جودة الحياة الثقافية فإذا كان المشهد الثقافي بائساً بارداً فإننا مرآته, واريد أن أقول هنا إن النشاط الثقافي في سورية يبدو هلامياً , فلدينا فقاعات ثقافية , ولذلك نحن نأتي في رصدنا الثقافي وكأننا (غزل البنات) الذي يذوب قبل أن يبتل في الفم!!‏
ومن مهامنا أيضاً أن نتواصل مع الثقافات العربية والعالمية ولكننا محكومون أيضاً على رأي الجبرتي بال (دوار) لأن أبعد مسافة وصلنا إليها قد لا تكون أكثر من المركز الثقافي في المزة !! فليس لدينا علاقات تؤسس لحراك ثقافي متفاعل ..وهذا عائد لأسباب إدارية ومالية .‏
ألا تتحمل قليلاً مسؤولية نشر بعض المواد الضعيفة?!‏
كوننا صفحة يومية فهذا يعني أن لدينا قسم لا بأس به من المواد التي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به, والسبب الثاني لهذا الأمر هو النظر إلى العمل الصحفي من قبل البعض على أنه واجب وظيفي !!‏
وإذا سألنا أحد يوماً ما ...ماذا فعلتم بالثقافة السورية ?!‏
بالنسبة لنا نحن ..لسنا الفاعلين في المشهد الثقافي السوري ونتمنى أن نكون قادرين على إثارة العديد من القضايا فالمشهد الثقافي الراكد , منذ نصف قرن لا تستطيع صفحة ثقافية أن تحركه !!‏
لا بد من تفعيل دور المؤسسات التي صادرت الحراك الثقافي, وعلى رأسها اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة وهنا أريد أن اسأل ..هل استطاعت وزارة الثقافة أن تعقد مؤتمراً ولو من باب رفع العتب لمناقشة قضايا الثقافة السورية ?!‏
لذلك قد نكون مجرد ريشة في طائر مكسور الجناح, ولا ندّعي أننا قادرون دون غيرنا.‏
ولكن ماذا عن الشلل والحواكير والمزارع ?!‏
مع الأسف قد يكون العمل في الوسط الثقافي من أصعب ما يمكن أن يواجهه العامل في الصحافة, فالكل مبدع ومتميز والكل ينتظم في دائرة شللية ما , وربما نحن في دائرتنا محكومون بعمل زملائنا وغالباً بعضهم من ذوي الهمة الباردة !!‏
ألا تمارسون أنتم الشللية في إدارة الصفحة ..?..ولو أحياناً ?!‏
لا ..لست مضطراً فالمادة تنشر بعد ثلاثة أيام من وصولها على الأكثر ..ولكن هناك من لديه مزارع فيقوم بتمرير مواد على هواه!‏
ألا تغارون من الصحف الأخرى ?!‏
لمجموعة اسباب نحن لسنا أفضل من الصحف الأخرى خارج سورية, أولها المكافأة المالية(الاستكتاب) ..وثانياً ..مقص الرقيب الذي وإن تخلينا عنه ظاهرياً فهو يعمل بداخلنا...وسبب آخر هو أنه ليس لدينا الوقت الذي يتيح للمحرر أن يعيد ويزيد في صياغة مادته..وختاماً نحن محكومون أيضاً بروح المجاملة التي ندفع إليها دفعاً وبمن يكتب دون أن يقرأ ...‏
حسين عبد الكريم مشرف على ملحق الثورة :‏
أرى أن الملحق يعكس الثقافة السورية بكل مشاكلها ..‏
كيف تفسر الموقف النقدي الغاضب من الكتاب السوريين تجاه الملحق?‏
السبب مادي بحت وهو أننا لا نتمكن من تلبية حاجة الكتاب بالاستكتاب‏
يعني ليست لديك مشاكل في الملحق ?‏
آبداً ...أجد الملحق جيداً ... ولا خطوط حمراء أمام أحد!!‏
طبعاً ما يقوله حسين عبدالكريم ..هو رأيه بغض النظر عن أن نشرة مثل ملحق الثورة تكلف سنوياً أكثر من مليوني ليرة !!!!‏
عندما ذكرته بذلك ...قال : أي مصعد تركبه الدولة في مبنى حكومي يكلف أكثر من الثقافة السورية الحالية !!!‏
لؤي عيادة محرر في الثورة:‏
الصفحات الثقافية الرسمية في الصحف الثلاث لا تعكس الحراك الثقافي السوري فهي متخبطةلا تخضع للتخطيط , ومصدر مزاجيتها رؤساء الاقسام بالتحديدالذين ينتظرون من محرري أقسامهم المواد والمقالات لكي ينشروها لهم بشكل عشوائي, بينما كنا في الماضي واقصد أواخر السبعينات نكلف بالذهاب إلى المسارح والمراكز الثقافيةأو لمقابلةأديب محلي أو زائر, وفق خطة مدروسةمن قبل هيئة التحرير , إضافة إلى ذلك أدلي بشهادة أرجو أن لا ينزعج منها أحد من الزملاء..معظم الكادر لم يأت من صلب الثقافة لذلك فإن هؤلاء المحررين لا يستطيعون عكس الحراك الثقافي لأنهم عاجزين فعلاً عن فهمه أي فهم المحاضرات والمسرحيات حتى ينتقدونها ..تصور أن القسم الثقافي في الثورة إبان السبعينات كان مكوناً من ممدوح عدوان ومحمد عمران وعلي كنعان ووليد نجم ورفيق أتاسي ..إلخ ..من الأسماء والآن نجد الأسماء من الأقسام الثقافية في الصحف والملاحق الثقافية من الذين عملوا في الاستعلامات والأرشيف أو من الذين أتوا إلى الصحافة من خلال الواسطات والتلفونات من قبل المسؤولين ..أنا شخصياً سمعت بأذني مكالمة من قبل أحد المسؤولين لأحد المدراء العامين السابقين يزكي فيها إحدى طالبات الوظيفة ويقول له إنها شاطرة عندما كانت تدرس ..شاطرة بالإنشاء ..وقبل بتوظيفها ووضعها في القسم الثقافي !! أقترح نقل كل هؤلاء الذين جاؤوا إلى الصفحات الثقافية إلى أقسام أخرى كي يستفاد منهم في المواقع التي يتقنون العمل ‏فيها.‏




#إبراهيم_الجبين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتعلم النظام في سوريا فن الإملاء؟
- دم فلسطيني أبيض في شعر رائد وحش: محاولة جريئة لتصحيح الغلط
- خمس وسبعون على ولادة الآنسة مار?ل
- ماذا لو كان تيسير علوني إسرائيلياً ؟
- لماذا لا يوجد (جدل) في دمشق؟
- زكريا تامر لم يشتر بيتاً في دمشق لأنه لم يعثر عليها
- البحث عن بني أمية في سوريا الأسد
- أن تكون من أقليات سوريا 2005
- أخلاق العبيد في سوريا الحديثة
- من السوري إبراهيم الجبين إلى السوري بشار الأسد
- لن يكون هناك هيئة لاجتثاث البعث في سوريا ..فاطمئنوا


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الجبين - الصفحات الثقافية في الصحافة الرسمية ...المزيد من الاستخفاف بالثقافة السورية والمزيد من هدر المال العام