أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - يعيش المثقف على مقهى ريش














المزيد.....

يعيش المثقف على مقهى ريش


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش المثقف على مقهى ريش

صدق الشاعر أحمد فؤاد نجم عندما سخر من البرجوازيه الصغيره ونعتها بالخمول والكسل والعيش على أطراف الصراعات واللهو في المقاهي والبارات بالتنظيرات المكرره البليده وفقدانهم لروح الابداع والمبادره والاقدام، هو حالنا في تونس فالمتأمل لمسيرة هذه البرجوازيه الصغيره منذ 14 جانفي لن يعثر على أثر ثقافي ذو قيمه أو مبادره سياسيه جريئه أو تحول نوعي في تنظيماتها وجمعياتها والاستثناءات النوعيه هي مجهودات فرديه عادة ما تعزل وتحارب لشذوذها الايجابي عن المسار العام.
مشكلة هذه البرجوازيه الصغيره أنها تجاوزت تعريفها الأصلي كطبقه متذبذبه تعيش بين الطبقات العليا للمجتمع وطبقاته السفلى لتصبح مريضه بالغرور والنرجسيه والتعالي، وتحوّلت من نخبه متعلمه الى نخبه معلبه لاندري ماهية ما بداخلها ولا ندري هل انتهت صلوحيته أم أصبح متعفنا ساما،وقد وجدت سلطات ما بعد 14 جانفي سواءا منها الاخوانيه أو بقايا المنظومه القديمه متنفسا في هذه البرجوازيه الصغيره لتتقيأ داخلها أزماتها وتبرر فقرها الثقافي وتخفي عجزها عن إدارة الدوله وتتخفى وتخفي جرائمها في حق البلاد والعباد وراء عبث ولهو هذه الطبقه المريضه بالاشهار والتشهير والضوضاء المفتعله،لدرجة أصبح المواطن العادي البسيط حاقدا يائسا يصم أذنيه حتى على مصالحه المحسوسه من غلاء المعيشه وفقر و بطاله ويتحول تدريجيا الى لعبة طيعه تتلاعب بها القنوات الرخيصه والفضاءات الافتراضيه وتوجهه نحو مزيد من الجهل والتسطيح.
وحتى ندرك خطورة هذا اللهو البرجوازي الصغير، دعونا نأخذ بعض الأمثله لندرك أن كل ما قيل ودوّن ليس إلا صراخ في الفراغ لايسمع صداه إلا من أطلقه كمن يصرخ في الوادي:
ــ سبع سنوات مرت على الحدث السياسي الكبير أي 14 جانفي ولم نرى تقييما موضوعيا مقنعا يجيب عن ماهيته، هل هو ثورة أم انقلاب داخلي أم مؤامره مخابراتيه خارجيه؟ البعض يراه ثورة انحرفت ويلتقي موضوعيا مع أحزاب الاخوان المستفيد الرئيسي من الحدث، على الطرف الآخر يراها البعض انقلابا ويلتقي موضوعيا مع النظام القديم،هذا التذبذب والانقسام وعدم الوضوح سيبرره التحول من قمع الحريات الى الانفتاح وستبرره صدمة السقوط الفجئي لرأس السلطه، لكن بعد سبع سنوات عجاف تخللتها اغتيالات وتخلخل للمجتمع ونخر للدوله وانهيار اقتصادي لم يعد هناك مبررا للتخفي وراء شعارات جوفاء طوباويه عن مصالح الشعب والطبقات المفقره و... و... بل المطلوب من كل طرف يقدم نفسه باحثا أو زعيما أو حزبا أو منظمه أن يجيب عن ماهية 14 جانفي وأن يتحمل بجرأة ما يترتب عن هذا من تحالفات سياسيه وخطاب مباشر للناس،ولتقريب الصوره للقارئ عندما يساءل الكنغرس الأمريكي مسؤولا أو وزيرا أو رئيسا يطرح عليه سؤال واضح عن أية مسأله"هل هذا مصلحة الولايات المتحده؟" ويذيل بشرط الاجابه بنعم أو لا، حتى لايترك للمسؤول فرصة الهروب للمنطقه الرماديه واللّكننه.
ــ قضية الديمقراطيه في بلد متخلف كتونس، يطرح سؤال يحيّر الغالبيه من التونسيين وهو: من المستفيد من هذه الديمقراطيه إن كانت ديمقراطيه أصلا؟ والجواب كذلك يتطلب جرأة وتحمل مسؤوليه لتبعاته كتبرير عنف الدوله أو بالمقابل التسيب والاستهتار بالقانون، أما البقاء في منطقة مع ولكن أو لا ولكن فذاك هو الركن الذي يحبذه ويعيش عليه "الثقفوت" البرجوازي الصغير.
ــ على مستوى دولي وإقليمي فالقضيه السوريه أصبحت تشق العالم بدوله الكبرى كما الصغرى وتحول الصراع الى محاور مفصليه بين عالمين، عالم قديم استعماري تقوده أمريكا وعالم برز حديثا تقوده روسيا مسنودة بدول البريكس، وتحولت قضية سوريا من قضيه محليه الى معضله عالميه تختزل مستقبل الكرة الأرضيه برمتها مهما كانت المسافات والأحجام والقضايا، من هنا لم يعد ممكنا التخفي وراء الشعارات الجوفاء والاسطوانه الصبيانيه "ضد النظام السوري، ضد إخوان داعش، ضد التدخل الأجنبي، مع الشعب السوري"، بل الطلوب الحسم بجرأه وتحمل تداعيات هذا في نسج التحالفات وتحديد المسافات بين التموقعات.

الخلاصه: لو واصلنا جرد الأمثله لملأت مجلدا عن بؤس البرجوازيه الصغيره التونسيه ولحمّلناها الجزء الأهم من بؤس المشهد السياسي في تونس وضبابيته ورغم تضحيات الشعب التونسي وريادته النضاليه ورغم ظهور أصوات مثقفه نحتت الأحداث موهبتها الفكريه وصقلت حنكتها السياسيه إلا أن الطيف الواسع من البرجوازيه الصغيره نجحت في حصارها ونجحت أكثر في تصريف وتوظيف نضالات التونسيين والتونسيات في نفخ الذات الجوفاء التي فقدت بريقها كطبقه متعلمه وتحولت لأداة تذويب الفكر والثقافه وتحولت لوعاء تلقى فيه فضلات كل الطيف السياسي.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط بين الحرب والسلم
- -مطر حمص- في أيام قرطاج السينيمائيه
- القيمه الفنيه في الشعر الشعبي من خلال شاعر تونسي
- 18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي
- رساله مفتوحه في تشظي اليسار وفقره الثقافي
- قراءة خطاب السيد حسن نصرالله
- قطوف تزهر في الصحراء
- سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - يعيش المثقف على مقهى ريش