أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن دليلة - من يقتل من في العراق















المزيد.....

من يقتل من في العراق


حسن دليلة

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هكذا أرادتها أمريكا وحلفائها وهذا ماخطّطت له أجهزة الإستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي لفرض الهيمنة على المنطقة العربية ولإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وفق المصالح السياسيّة والإقتصاديّة التي تخدم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وفي مقدّمتهم اسرائيل .ش
العراق الذي كان يمثّل منذ القدم مرتكزاً قومياً كبيراً لكل الأقطار العربيّة وعمقاً استراتيجيّاً سواء بموقعه الإستراتيجي المتميّز أو بثرواته الزراعية والنفطية الهائلة أو بما يمثّله من واقع حضاري عبر العصور يؤهله للعب أدوار مهمّة في التاريخ الإنساني بشكل عام والتاريخ العربي بشكل خاص حيث كان لبغداد السبق السبق الأكبر في إشعاع نور الحضارة إلى العالم كله يوم كان العالم يعيش في بحر من الظلام ومن منّا لم يقرأ أو يسمح بتاريخ هارون الرشيد الخليفة العباسي . العراق صاحب أكبر حضارة في تاريخ الإنسانية نراه اليوم يعيش ظلاماً دامساً نأمل أن لا يدوم طويلا .
النتائج هذه لا تأتي عبثاً من لا شيء فهي مرهونة بأسبابها فلا بدّ من العودة إلى الوراء قليلاً للوقوف على الأسباب التي أوصلت العراق إلى ما وصل إليه , فالوصول إلى الحكم بطرق غيرشرعية وبإسلوب غير ديمقراطي تؤدي بالحاكم إلى التفرّد بالسلطة واتخاذ القرار حيث يعيش حول الحاكم ثلّة من الرجال المرتزقة الذين يصفّقون له عند كل كلمة يقولها أو حركة يتحرّكها فيعيش بذلك بعيداً عن واقع الشعب همّه الكبير الإستمرار في السلطة مهما كلّفه ذلك من ثمن دون الإلتفات إلى مصلحة الشعب والوطن إلى أن تقع الواقعة وعندها لم يعد هناك مجال للإنقاذ لا لشعبه ولا لنفسه فسيذهب هو كما ذهب الكثير من قبله وسيذهب الشعب والوطن نتيجة لسياساته إلى حين .
هكذا كان حاكم العراق في ممارسته للسلطة منذ ما قبل وصوله إلى الحكم وخلال فترة وجوده في الحكم وحتى تاريخ اعتقاله لا بل وحتى الآن وهو داخل السجن يعيش نفس العقلية التي حكم بها العراق . لقد استطاع الوصول إلى الحكم من خلال عقلية أمنية سيطرت على الجيش فقادته إلى إنقلاب حزبي وعسكري في وقت كانت الساحة مفتوحة للعناصر القومية وللفكر القومي المتأجج الذي انفلت من عقاله ليعيش حالة من الفوران لم يستطع المفكّرون والساسة تأطيرها ووضعها في مسارها الصحيح بينما استطاع الإستعمار أن يستغل هذه الظاهرة وأن يحرفها عن مسيرتها ويحرق المزيد من الطاقات ويهدرها وهي في طريقها قبل أن تصل إلى غايتها فكان له ذلك لأنّ الكثيرين ممّن زجّوا أنفسهم في خدمة هذا الهدف القومي بعلم أو بغير علم قد أضاعوا فرصة تاريخية على الأمة العربية من الصعب أن تعود في القريب لتحقيق هذا الهدف الذي ينشده الجميع .
كنّا نسمع ونعرف دائماً أنّ العراق بوحدته وقوّة جيشه إنّما يمثّل خطراً كبيراً على أعداء الأمة العربية وسنداً قويّاً لكل القوميين العرب ولكنّنا كنّا نعرف أيضاً بأنّ هذه الوحدة وهذه القوّة لم تكن وليدة ترابط شعبي وتآلف وطني يرتكز على مجموع الشعب وأنّه كان نتيجة حكم ديكتانوري يرتكز على قهر الفئات الشعبية الواسعة من قبل فئة قليلة استأثرت بالسلطة وأعطيت لها الصلاحيات الواسعة لخنق كل رأي حر أو رأي مخالف فكان الخوف خوف الأكثرية هو مصدر قوّة الأقلية التي ركبت موجة الحزب والدولة خلال عقود ثلاثة وما دامت القوة هي قوة القهر فكان لا بد من أن تظهر حقيقتها لدى أوّل اختبار على الأرض وكان ذلك أثناء الإجتياح .
والآن وبعد كل ما حدث في العراق ونحن نسمع عن سيارات مفخخة وقنابل موقوتة تقتل فيما تقتل من الأبرياء هؤلاء الذين يذهبون ضحيّة سياسات مختلفة ومتناقضة تتصارع على ساحة العراق بينما العدو ينفذّ المخطط الذي جاء به بأيدي العراقيّين أنفسهم بدراية منهم أو بغير دراية فمنهم من ارتبط بالخارج ارتباطاً وثيقاً لتحقيق مصالحه الشخصية ولو على حساب مصلحة الوطن ومنهم من انساق وجرى مع التيّار المعادي للوطن لجهل منه أو لعفويّة قد لا نحسد عليها في الكثير من ساستنا وحكامنا اليوم .
لقد أصدر بريمر الحاكم الأمريكي للعراق قراراً بحل الجيش وأجهزة الأمن وأجهزة وزارة الإعلام هذا القرار الذي اعترف بريمر نفسه فيما بعد بأنّه قرار خاطىء . نعم يعرف بريمر مسبقاً بأنه أصدر قراراً خاطئاً بالنسبة للعراق وشعب العراق وأنّه سيؤدي إلى الفوضى والإرهاب في العراق لكن بريمر يعرف أيضاً أن قراره كان صواباً بالنسبة له ولما جاء من أجله فهو جاء لينفّذ ذلك الخطأ الذي جرّ العراق كلّه إلى الدمار والخراب ومن أجل ذلك جاء بريمر ومن يمثّل بريمر إلى العراق . أليس الجيش والأمن والإعلام هم من كان يمكن الاعتماد عليهم في إعادة الحياة الطبيعية إلى العراق بعد تنقيتهم وتنظيفهم من الشوائب وهي قلّة قليلة من الرؤوس التي ربطت نفسها بنظام صدام أما الأكثرية المسحوقة فهي التي كانت تنتظر الفرصة المناسبة للخلاص من صدام ونظامه حتى ومنهم الكثير من البعثيين الذين كانون يعانون ما يعاني منه بقية أطياف المجتمع ولربّما أكثر . لماذا وصمنا جميع عناصر الجيش بوصمة واحدة , أليس أكثر عناصر الجيش وطنية قد عانت ما عانت من نظام صدام وكانت تنتظر الفرصة المناسبة للتخلص منه وما المحاولات الإنقلابية التي حدثت والإعدامات التي نفذّت بحق ضباط ومسؤولين أمنيين وسياسيين من قبل صدام نفسه إلاّ شواهد حيّة على وطنية وحيوية هذا الجيش .
أمّا قرار حل حزب البعث العربي الإشتراكي فلا أدري هل كان بريمر يقصد من ذلك حل التنظيم الحزبي أم استئصال الفكر البعثي القومي على كل حال سواء قصد هذا أم ذاك فإنّه قرار خاطىء أيضاً ولا يعدوا أن يكون حبراً على ورق لأن التنظيمات اسياسية والحزبية ليست وظائف لأعضائها يمكن بقرار إلغاء هذه الوظائف أو تسريح أعضائها , وها هي تجربة حزب البعث في سوريا أيام الوحدة السورية المصرية لقد حل الحزب نفسه من أجل الوحدة لكنه عاد بعد الإنفصال أقوى منه قبل الوحدة وقاد سوريا حتى اليوم فقرار حل الحزب في العراق إنما هو تجديد له وتجديد لقواه . أمّا بشأن اسئصال فكرالبعث كما قصد بريمر أو كما يتعامل اليوم معه المسؤولون في العراق إنّما هو قرار خاطىء أيضاً وربّما يعتبر قراراً غبيّاً يأتي من أناس أغبياء أو أنّ لهم غايات معينّة نجد نتائجها على الأرض العراقية كل يوم . فهل بالإمكان استئصال الفكر أي فكر بقرار يصدر من مسؤول , سؤال يحتاج إلى نقاش .؟.
من كل ما تقدّم يتضح لنا وجود مؤامرة كبيرة ليس على العراق وحده وإنّما على الأمّة العربية جميعها مؤامرة صهيونية قديمة جديدة فمن يقرأ بروتوكولات حكماء صهيون ومن يقرأ القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن في أعقاب حرب 1967 يعرف ماذا تريد اسرائيل . أي حدود آمنة تريدها بعد أن أصبحت الأسلحة الحديثة يمكن أن تطال أي نقطة في اسرائيل من أبعد دولة عربية . لذلك كان مخطط تفتيت الأمة العربية إلى كيانات طائفية عرقية وكونتونات متناحرة فيما بينها وعلى حدودها لا تملك مقومات الدولة من النواحي السياسية والإقتصادية والثقافية وهي ضعيفة عسكريا وجميعها بحاجة إلى الدولة الصهيونية التي تكون هي الأقوى في هذا المربّع من العالم الجديد الشرق الأوسط الكبير . ومن أجل هذا كان احتلال العراق ومن أجل هذا يتم التركيز اليوم على سوريا انطلاقاً من لبنان فلم يعد اليوم من جبهة للمقاومة في وجه هذا المخطّط الكبير سوى سوريا ومن يدعمها لوقف هذا المد الإستعماري الجديد .
الفتنة الطائفية هي الورقة الوحيدة الباقية في يد أعداء الأمة التي يحاولون اليوم الزج بها في المعركة والتي تبرز وجوهها عارية في لبنان كما تبحث في العراق عن وكلاء لها من خلال ما يقوم به العملاء من أعمال تخريبية وتفجيرات وصلت اليوم إلى المقامات المقدسة حيث لم تجد لها آذان صاغية بين الأحياء على الأرض العراقية , اليوم يُقتل مسؤول كردي وغداً يقُتل مسؤول شيعي وبعد غد يُعتقل مسؤول سنّي فيما لم ينج المسيحي أو التركماني أو أي مواطن بريء يبحث عن لقمة عيشه من القتل والتهجير وتطال أعمال الإرهاب كل شيء حتى المؤسسات الثقافية مثل الجامعات ودور الكتب وحتى التراثية مثل المتاحف والآثار بقصد إعدام الحضارة العراقية أقدم حضارة في التاريخ . إن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال لا يمكن أن يكونوا عراقيين أبداً حتى ولا عرباً . فمن يقتل من إذن في العراق .
فهل يعي العقلاء من شعبنا ويفوّتوا الفرصة على الأعداء والمتربّصين شرّاً بأمّتنا ويوحّدوا صفوفهم للوقوف في وجه الهجمة الإستعمارية الجديدة ويفشلوها , التاريخ يشهد لنا بذلك في كل مرّة يتعرض الوطن العربي فيه لمثل هذه الأخطار . والقادة العظام غالباً ما يظهرون في مثل تلك المآزق والمصاعب والشعب لن يخذل قادته المخلصين في معارك التحرير .
حسن دليلة



#حسن_دليلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة خدّام لماضيه خير له من الإجهاز على مستقبله
- هل أزهر ربيع دمشق
- رسالة إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن دليلة - من يقتل من في العراق