أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - العراق كان سباقاً في نقل روايات إيشيكورو للعربية















المزيد.....

العراق كان سباقاً في نقل روايات إيشيكورو للعربية


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


يوم أعلنت الأكاديمية السويدية في الخامس من شهر تشرين الأول 2017، فوز الروائي الياباني الأصل، بريطاني الجنسية كازوو إيشيكورو، بجائزة نوبل للآداب عام 2017 قرأت ما يشير إلى أن بعض دور النشر العربية، قد انتبهت مبكراً إلى أهمية منجز ايشيكورو، ومن ثم تولت ترجمة عديد رواياته إلى اللغة العربية، لكني أرى أن العراق كان سباقاً في الانتباه إلى منجز ايشيكورو المولود في مدينة ناكازاكي سنة 1954، التي تعرضت في الثامن من آب سنة 1945، إلى ضربة بقنبلة نووية أمريكية بسبب مواصلة اليابان الحرب، بعد استسلام المانية النازية في التاسع من مايس 1945/ وإيطالية الفاشية، وكتب إيشيكورو رواية، تدور حوادثها في مدينة ناكازاكي عنوانها (A pale view of Hills ) الصادرة في لندن عام 1984، وصدرت طبعتها العربية الأولى في بغداد سنة 1991، وهذا رقم قياسي في سرعة الترجمة، واضعين في الحسبان، الحضور المتواضع لابشيكور في تلك السنوات، بترجمة(عزة حسين كبة)، وحملت الرواية عربياً عنوان (التلال الشاحبة).


قيم وتقاليد
تصور الرواية هذه، التطورات التي طرأت على الحياة اليابانية بعد انتهاء الحرب، إثر قصف مدينتي هيروشيما في 6/8/1945، وناكازاكي، فالأم ساجيكو ما عادت تهتم بتربية ابنتها (ماريكو) وغالباً ما تتركها في كوخها المنعزل كي تسافر نحو ناكازاكي لتلتقي بعشيقها الأمريكي (فرانك) الذي يستغلها جنسياً، لقاء وعود باصطحابها نحو بلده الولايات المتحدة، لكنها تكتشف أخيراً كذبه وتدليسه، وتركها بعد أن قضى منها وطره الجنسي، وهي على الرغم من احتجاج أبنتها الطفلة على سلوكها هذا، تظل (ساجيكو) تواصل هذا السلوك المنفلت أخلاقياً مع (فرانك))فضلاً عن إن (نيكي(وهي من أسرة أخرى تترك أسرتها كي تحيا في لندن، ومن قبلها غادرت شقيقتها كيكونحو مدينة مانجستر وتضطر أخيراً، بعد أن لم تستطع المواءمة بين ما نشأت عليه في بلدها اليابان، والحياة في مانجستر، تضطر أخيراً إلى الانتحار شنقاً، مما يجلب العار لأسرتها، التي تحاول التعتيم على أخبار كيكو وعدم الإفصاح عن نهايتها المأساوية.
وها هي الزوجة تصوت في الانتخابات لحزب لا يصوت له زوجها، وهذا من الأمور غير المقبولة في الحياة اليابانية قبل الاحتلال الأمريكي لها إثر خسارتها الحرب. فها هو (أوغاتارسان(ولفظة سان لفظة احترام وتوقير، أوغاتاسان يرى إن “الأمريكان، لم يفهموا يوماً تقاليد اليابان(…..) النظام والإخلاص، مثل هذه القيم التي عززت اليابان في الماضي، قد تبدو هذه القيم خيالية، لكنها هي التي حفظت وحدة اليابان، كان الشعور بالالتزام هو الذي يهيمن ويوحد الناس، الالتزام نحو العائلة، نحو الوطن، أما الآن، فقد تغيرت الأمور، وبدل ذلك الشعور هناك هذا الكلام عن الديمقراطية الذي تسمعه حين يكون الإنسان أنانياً، وحين يريد نسيان التزاماته
وواجباته.
خذ مثلاً ما حدث في مهنتي، كان لدينا نظام عمره سنين طويلة نلتزم به ونسير عليه، ثم جاء الأمريكان فمزقوه ورموه جانباً (…) وقرروا لنا أن تكون مدارسنا مثل المدارس في أمريكا، وعلى أطفالنا ان يتعلموا ما يتعلم الأطفال الأمريكان(….) لقد تحطمت أمور كثيرة جيدة في مدارسنا” تراجع ص 80-ص81 من الرواية. لكن ظلت بعض الملامح القديمة الإيجابية في الحياة اليابانية، على الرغم من التأثيرات الأمريكية، وقبل ظهور العولمة ومن ثم الأمركة، فها هي (أتسوكو) زوجة (جيرو) مازالت تخاطب أبا زوجها (أوغاتا-سان) بــ (أبي) وتحترم وفادته عليهم زائراً، وتعد له الطعام حتى وهو يغادرهم عائداً لمنزله مصرة –وهي صادقة-على المكوث معهم مدة أطول، كما إنها تقدم خدماتها للجيران، صورة صادقة من الطيبة والألفة، التي ضربتها الثقافة الأمريكية الوافدة بعد
الاحتلال.


ترجمات رائدة
لقد انتبه الروائي (كازوو إيشيكورو) إلى هذه المعضلة الأخلاقية الطارئة على المجتمع الياباني، الذي يعد من أكثر المجتمعات التزاماً بالأخلاق الفاضلة الإيجابية، إن لم أقل أكثرها، حتى أن الناس مازالت تصف المرأة المخلصة لزوجها والحافظة لغيابه والمهتمة بأسرتها إنها امرأة يابانية. ما أكتفى المشروع الثقافي الرائد الذي أشرفت عليه الأديبة (أمل الشرقي) ونفذته
، بترجمة (التلال الشاحبة) بل أردفها بترجمة رواية ثانية لهذا الروائي الذي انتبه العراق إليه مبكراً، فتولى الشخصية السياسية والمترجم العراقي الضليع (عطا عبد الوهاب)نقل رواية (بقايا النهار) (The Remains of the day) الصادرة بالإنكليزية في لندن عام 1989، وهي الرواية الفائزة بجائزة بوكر عام 1989، نقلها عطا عبد الوهاب إلى العربية عام 1990، وهو نقل أكثر قياسية إذا ما وضعنا في حسباننا تأخر الترجمة في عالم الثقافة العربية الذي أطلقت عليه (أمل الشرقي اسم(روايات الشمس( هذا المشروع الثقافي قدم عديد الأعمال الروائية الجميلة مثل (مكان تخشاه الملائكة) لأي. أم. فورست وتولت ترجمتها آمنة عبد الوهاب و(أنتوان وجولي)للروائي الفرنسي جورج سيمنون، وترجمها الأديب المؤثر الدكتور مهند يونس الناقد والأستاذ الجامعي والمترجم الرصين، الذي صمت- وياللأسف- منذ عام 2003.
وتأريخ السيد بوللي للأديب الإيرلندي هربرت جورج ولز، ترجمها سمير علي، فضلاً عن(الخالة أوغستا ( للروائي البريطاني غراهام كرين) وترجمها المترجم نفسه، في حين أتحفتنا أمل الشرقي بترجمتها رواية (مستر جونسون) لجويس
كيري.
يوم أعلنت الأكاديمية السويدية في الخامس من شهر تشرين الأول 2017، فوز الروائي الياباني الأصل، بريطاني الجنسية كازوو إيشيكورو، بجائزة نوبل للآداب عام 2017 قرأت ما يشير إلى أن بعض دور النشر العربية، قد انتبهت مبكراً إلى أهمية منجز ايشيكورو، ومن ثم تولت ترجمة عديد رواياته إلى اللغة العربية، لكني أرى أن العراق كان سباقاً في الانتباه إلى منجز ايشيكورو المولود في مدينة ناكازاكي سنة 1954، التي تعرضت في الثامن من آب سنة 1945، إلى ضربة بقنبلة نووية أمريكية بسبب مواصلة اليابان الحرب، بعد استسلام المانية النازية في التاسع من مايس 1945/ وإيطالية الفاشية، وكتب إيشيكورو رواية، تدور حوادثها في مدينة ناكازاكي عنوانها (A pale view of Hills ) الصادرة في لندن عام 1984، وصدرت طبعتها العربية الأولى في بغداد سنة 1991، وهذا رقم قياسي في سرعة الترجمة، واضعين في الحسبان، الحضور المتواضع لابشيكور في تلك السنوات، بترجمة(عزة حسين كبة)، وحملت الرواية عربياً عنوان (التلال الشاحبة).



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد مبارك .. مواهب معرفية وفكرية باهية
- توفيق صايغ شاعر قصيدة النثر الرائد
- ناجي التكريتي يسرد أيامه في جامعة كمبردج الذاكرة تتعلم الحكم ...
- مهدي شاكر العبيدي...باحثا وقفة عند كتابه.. (من شعراء بني ايو ...
- بعد تجاوز الوطني العراقي الثمانين من عمره...نصير الجادرجي ير ...
- الدكتور سهيل إدريس: رمز ثقافي شاخص الحياة الشخصية معين للسرد ...
- مقروءاً وفق مفهوم التناص والسرد متعدد الأصوات...رفعة الجادرج ...
- قراءة لذكريات الشاعر الكبير مظفر النواب
- عزت القمحاوي: الايك في المباهج والاحزان جماليات الجسد، جمالي ...
- مناقشة هادئة مع الدكتور لويس عوض..لمن تسجل ريادة شعر التفعيل ...
- مجيد السامرائي باحث ذو رأي.. (الحيوان) رمز في التصوير الإسلا ...
- الاستشراق: أدبيا ومعرفيا وبحثيا الدكتور محمد الدعمي يدرس است ...
- ستيفن هوكينغ.. النضال من اجل الحقيقة
- توثيق لحياة شاعر بدءاً ببغداد وانتهاءً بمستشفى لندني..فوزي ك ...
- معنى ان تقدم حوارا ناجحا هنري ميللر... على ابواب الثمانين يع ...
- أستاذي الدكتور علي عباس علوان...حين أردنا منه وله أكثر من ما ...
- لماذا نحاول الإساءة لشواخصنا الإبداعية؟
- لماذا نحاول الاساءة لشواخصنا الابداعية؟
- فاضل ثامر في المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي
- الروائية سحر خليفة في روايتها (عبّاد الشمس)... إندغام بالحيا ...


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - العراق كان سباقاً في نقل روايات إيشيكورو للعربية