أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمنية عقل - خالد في خيالي!















المزيد.....

خالد في خيالي!


أمنية عقل

الحوار المتمدن-العدد: 5707 - 2017 / 11 / 23 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


أمنية عقل

اسمي منى ولا يهم كم ابلغ من العمر.. انا فتاة عادية جدا شكلا وموضوعا لا ألفت ولا أنفر، لا يمكنني ان اخدع نفسي لإخدعكم وأقول لكم ان هناك شيئا يميزني ولا حتى وضعي الأسري، حيث يقع ترتيبي الوسطى بين شقيقة تكبرني وشقيق يصغرني.. فلا اتمتع كثيرا بما يمنحه أبوى من هيبة لشقيقتي الكبرى أو تدليلا شبه مفرطا لشقيقي الأصغر.

كنت اعاني سمنة كلية غير مفرطة حيث يفصلني عن الوزن المثالي 12 كجم فقط وسمنة موضعية ملحوظة نسبيا.


أحب القراءة.. لا ليست كما تتوقعون لست من هؤلاء المثقفين الغارقين بين الكتب الفكرية والسابحين بين جميع انواع الكتب.. فقط اختار الروايات والقصص القصيرة التي تناقش قضايا مجتمعية جريئة وترصد وقائع تحدث في الخفاء والظلمة في المجتمعات المنافقة!!

سأترك الحرية لخيالكم لتدركون بأنفسكم ما علاقة تلك المقدمة بعنوان قصتي، وما علاقته بما هو آتي.. ليست لأنني أحب الغموض ولفت النظر.. ولكنني لأنني أدركت قوة الخيال وتأثيره على مسيرة الحياة ليست بالمعلومات العامة والشعارات المكتوبة والمسموعة ولكن بتجربة حية وهو ما سأرويه لكم

..

دخلت احدى المكتبات الشهيرة ابحث عن ذلك النوع الذي أهواه من الكتب.. نصحتني صديقة بإسم مجموعة قصصية معينة دخلت أبحث عنه ولم اجدها، فقررت ان استعين بإحدى العاملين في المكتبة ليساعدني.. وما ان وصلت إلي احداهم ونظرت في وجهه حدث لي ارتبكا شديدا!

انه وسيم للغاية.. يشبه موديل شاهدته في اكثر من إعلان واعجبت به كثيرا وعشت معه في خيالي كما لو كان حبيبي نتبادل يوميا اللمسات العاطفية ويعانقني أو اعانقه مغرب كل يوم.. عناق يبلغ من العمق المحيط ولا ينتهي حتى تودع شرقنا الشمس، وكان قصة حبي الخيالية مع هذا الموديل تعطيني من الطاقة الإيجابية والثقة في النفس مالم يعطني اياهما حدث واقعي مهما كان مفرحا!!!

المهم اننى نظرت إليه ثواني قليلة حتى قال هو متعجبا “اؤمري يا فندم”

شعرت بالإحراج واستدركت قائلة اريد مجموعة قصصية للكاتب فلان تسمى كذا.. لا اتذكر جيدا

وأتى هو بهم وقال تفضلي.

ولن اطيل عليكم لقد أخذ هذا الشاب مكان حبيبي الموديل في خيالي، حيث ان هذا الشاب هو الخيال الأقرب للواقع والذي من الممكن ان يترجم إلي حقيقة مع الوقت، على عكس ممثل الإعلانات الذي لا سبيل للتعرف إليه.

وبدأت اتردد علي تلك المكتبة كثيرا حتى ادعم خيالي.. وكل ما استطعت معرفته عنه هو اسمه “خالد متولي“.

وعلى الرغم من أن خالد كان أمام عيني إلا أنني لم أحاول ان اتقرب له أو الفت نظره.. لأنني كما قلت في البداية لا ألفت ولا أنفر ظاهريا.. وهذا الصدق مع نفسي جعلني لا اجرب شيئا اظنه يثير إنتباهه ولكننه في الحقيقة سيثير سخريته وشفقته!!

بدأت اتخيل ان خالد يحب النشيطات الرشيقات الأقرب للنحافة وهو مالا يتناسب مع واقعي.. وهنا أدركت تأثير الخيال بقوة على الحياة.. حيث لم اكتفي فقط بأن اتخيل نفسي الرشيقة ذات الجسم المثالي التي يحبها خالد ويهيم بها عشقا ويعانقها كل غروب حتى تختفي الشمس، بل حاولت ان اكون رشيقة.. ان ابدأ نظاما غذائيا ينقص الزائد من وزني وتمارين رياضية معينة تساهم في محو سمنتي الموضعية ؛ املا في ان يتحول خيالي مع خالد إلي واقع.. فربما يصبح جسمي الرشيق هو الشئ الملفت الجميل الذي املكه وبالتالي يلفت نظر خالد خاصة بعد ان ابدأ في تغيير شكل ملابسي الذى كان مقيد بحكم سمنة بعض المناطق في جسدي.

لم تكن المرة الأولى التي ابدأ فيها نظام غذائيا، ولكنها كانت المرة الوحيدة التي نجحت نجاحا ساحقا ، لأنني تخيلته السبيل الوحيد لتحويل خالد من حبيب في خيالي لحبيب في الواقع.

ولم اذهب إلي طبيب أو اتواصل مع خبراء التغذية.. فقط نفذت كل النصائح العامة لإنقاص الوزن واصررت على ألا استسلم لإغراءات الوجبات السريعة التي اعشقها، ولا ان اترك نفسي ساعات طويلة بلا طعام حتى لا اصاب بجوع شديد فأتناول اي شئ أمامي قد يفسد ما احاول اصلاحه.

كنت اصحو 6ص ابدأ يومي بكوب ماء كبير.. المياة تزيد حرق السعرات الحرارية كما نعرف.. ثم ابدأ فيه غسل الخضروات اللازمة للسلطة ووضعها في اقرب رف في الثلاجة بحيث ابدأ في تقطيعها مباشرة قرب موعد الغداء ويكون طبق السلطة هو الطبق الرئيسي، ثم ابدأ في تحضير الفطور بيضة مسلوقة مع الخيار المقطع اكل معهم نصف رغيف اذا كنت سأخرج، واستغنى عنه في حالة لن اخرج .. هذه وصية خالد ألقاها على في الخيال!

وفي حالة نزولي من البيت احضر ثمرتين فاكهة جاهزة للاكل وزجاجة مياة اضعهم في حقيبتي.. حتى لا يصيبني الجوع فأضطر ان اشتري طعام على الطريق ملئ بالسعرات الحرارية.

اعود إلي المنزل لأتناول كوب الماء ثم غدائي.. طبق السلطة وقطعتين بروتين مسلوق او مشوي وثلاثة ملاعق من النشويات.

ثم اتناول العشاء وهو زبادي او كوب لبن خالي الدسم مع قطعة بسكويت الدايت و مخبوزات السن.

ناهيك عن مواظبتي بعض التمارين التي قرأت أنها تساعد على التخلص من بروز بعض المناكق الجسدية.

وكان خالد يعرب لي عن اعجابه الشديد في عناقنا المسائي ويقول لي استمري يا حبيبتي ويقبل رأسي وأنفي

وكانت رقته في التعبير عن اعجابه تحفزني بشكل اكبر

مضي شهرين او اقل وظهرت النتيجة ولم يعد الأمر خيالا، وانهالت على كلمات المدح والإطراء من الأهل والأصدقاء والجيران، ولأول مرة احس بالنجاح الحقيقي والإنجاز واني استطيع تحويل الخيال لواقع، وأنني اخيرا اصبحت أملك شيئا يلفت النظر ويثير الإعجاب ولم يبقى إلا خطوة التقرب من خالد واعيش حبي الخيالي على أرض الواقع

ولكن كيف سأبدأ

خطر على بالي ان ابحث عن حسابه الشحصي على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك لعلي اعرف شيئا عن شخصيته يساعدني على البدء

وانتم تعرفون سهولة البحث عن شخص اسمه الثنائي لا يحمد ولا يعبد!!

وجدت خالد على الفيسبوك بعد بحث غير طويل واكتشفت انه يكبرني بعامين وانه مرتبط بفتاة تدعى إسراء!!

لن اقول لكم انني شعرت بالصدمة واخدت ابكي خيبة الأمل والرجاء.. فقط وجدتني افتح الثلاجة واقوم بتسخين كل ما بها من طعام دسم وألتهمهه!!

ظللت أياما على هذا الحال فترة اكل الاخضر واليابس حتى عاد وزني اكبر مما كان واصبحت ابتعد عن الوزن المثالي ب20 كجم او اكثر

كان يمكنني ان اخد مكان اسراء في خيالي واكمل بنفس النجاح، ولكن بتصفح حساب اسراء عرفت انها كيرفي!!!!!



#أمنية_عقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمنية عقل - خالد في خيالي!