أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا حمودة - سَليمة















المزيد.....

سَليمة


رنا حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 5707 - 2017 / 11 / 23 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


سأحدثكم عن سليمة ..
والله إني أحبها ، لكنني لا أدري إن كانت حقاً في عقلها سليمة ، يعجبني قولها لكن يحيرني فعلها ..
كنت أراها في الصور ترفع الرايات وتتغنى بالأمنيات (متى تأخذ النساء الحقوق وتختفي الفروق؟) ..
والكل يسألها : يا سليمة مالكِ ومال القصّة الطويلة ؟!.. فترد : قضيّة بنات جنسي هي قضيّتي وقصّتي ، إن أنا عنهن لم أدافع فمن إذاً يدافع ؟!..
سليمة كانت صاعدةً واعدة ، لكنّها تزوجت فاروق قبل أن تتخرج من كلّيّة الحقوق ..
سألوها : يا سليمة ، أين أحلامك العظيمة ؟!..
قالت : أتظنّوني غبية ؟! فاروق فرصة ذهبيّة ..
ذهبيّة !! .. أيّ ذهبيّة ؟! .. مستقبلك أهم ، اصبري يا بنيّة ..
اتركوني وشأني ، فاروقٌ في الجيب خيرٌ من فِرقةٍ على الشجرة ، ثم من قال لكم أنني لن أواصل ؟! .. إنّه مجرد فاصل وسأعود ..
تزوجت سليمة وأنجبت حساماً و منيراً و وليداً .. وبعدها عادت تحضّر الدراسات لتلحق بما فات ..
وبالفعل صارت سليمة أستاذةً قديرة ، تُلقي المحاضرات وتترافع في المحاكمات ، تدافع عن أيمِّـا امرأةٍ مقهورة فتصبح بإذن الله منصورة ..
ذاعَ صيتها وكَثُر أتباعها ، فقال لها زملاؤها : يا سليمة لم لا تُرشحين نفسك في الانتخابات ، أنتِ صوتُ السيدات ..
قالت : أ رأيكم كذلك ؟.. إذاً لأجلكم ألقي نفسي في المهالك ، رغم أنّها مسؤولية إلا أنّها أهمّ قضيّة ..
ترشحت سليمة وفازت بفوزٍ كاسح فلا سواها ناجح ، وتوافد المهنّئُون لها مباركون ، فاجتمع فاروق وأولاده الثلاثة : اليوم أمّكم فائزة وأظنّ مسألة النقاش معها الآن جائزة ، إن عندكم طلباتٌ جهّزوها وعلى ربّكم وكّلوها ، ربما في لحظةِ السعادة تقول : لكم ما طلبتم وزيادة ..
حضرت سليمة ..
- مبارك يا نبع الحنان .
- بارك الله فيك يا بُنيّ حسام ..
- مبروك يا زوجتي الحبيبة ..
- الآن صرت حبيبةً يا فاروق !! ..مالي ومالك ؟!.. حبيبتك أمك أم فاروق ، من يوم عرفتك أمي وأمي كأن لا أم في الدنيا إلا أمك ، لا أدري كيف جننت في عقلي وتزوجتك؟!.. لكنّه القدر عطّى على البصر ، ولولا الأولاد وخوفي من الفضيحة لكنت تركتك منذ زمن والآن منك ومن أمك مستريحة ..
تكلّم حسام علّه يُسكت منها اللسان ويكسر الجلسة المحتدّة ، أينكِ يا ابنتي سلام ؟.. تعالي وباركي للجدّة ..
- مبروك يا جدّتي ..
- بارك الله فيكِ يا حلوتي ، كم أنتِ جميلة ، لستِ كأمك .
- صدقتِ يا حماتي ، أنها أجملُ مني أنا أمها ..
- تقول حماتي !! .. أراني الله حفيدي قبل مماتي ، يا كنّة أين الولد ؟! .. ابني محتاجٌ لسند .. إن لم تنجبي له الولد سأزوجه والبناتُ مليءُ البلد..
عاد حسام يرطّب الحديث مستعيذاً بالله من الشيطان الخبيث ، هذا منير أحضر العصير ..
- منير !! .. أعلم أنّك مِضيافٌ كريم لكن مالك ومال شغلِ الحريم ، أين زوجتك
الغانمة ؟!..
- أمي انها نائمة ..
- وهل زوّجناك لتنام بنت السفير وأنت تحضر العصير ؟!.. مهلاً عليَّ سأريها من تصير ..
- على رِسلك يا أمي قد كانت حتى الصباح في العمل ، هل نسيتي أنها ممرضةٌ تنشر الرحمة بلا ملل ؟!..
- رحمة أَمْ فحمة .. ثم ما هذه التخمة ؟! .. لولا أنها تُطعمك الجاهز ما صار وجهك هكذا منتفخاً كأرغفة المخابز .. على كلّ الأحوال إنها غلطتي زوّجتك متعلمة قلنا تساعد في المصروف ، سامحني يا ولدي ما نالك من علمها سوى لسانها الفيلسوف ، إن استمرت على هذه الحال فقل لها يا بنت الحلال هذا مرفوض وبيت والدكِ موجود وأخبرني إن وجدت بعد طلاقها رجلاً يقبل بها .. تعال يا وليد يا ابني الحبيب ..
- مبارك يا أمّي ..
- بارك الله فيك يا عمري ..
- أمي ، لي عندكِ طلب ..
- ألفُ طلبٍ وطلب يا حبيب القلب ، تدلل على أمك يا فلذة كبد أمك ..
- أمي ، أريد أن أتزوج ..
- ساعةَ المنى يا فرحتي أنا ، والعروس موجودة متى طلبتها تكون هنا ، عيونها عيون المها وطولها جيّد ربما يزيد سنتيمتراً عن المطلوب لكنّها أفضل الموجود ..
- شكراً يا أمّي لكن هناك واحدةٌ في البال وقربها التمنّي ..
- يقول قربها التمنّي !! يا همِّي .. من أين هذه المصائب الأليمة على رأسكِ يا سليمة ؟!.. قل لي يا ولد ، من أين عرفتها ؟!.. هل هي من هذه البلد ؟!.. أضحكت عليك وسلبتك أعزّ ما لديك ؟!..
- أمي ، أتظنيني صغير أم للعقل فقير ؟!.. إنها الروح وما تهوى ..
- الروح !! .. إذاً روح وغضبي معك إن عن رأيك لم تنفك .. هذا ما ينقص ، يتزوجها حتى تفرح بابني وترقص !!.. لا ما عاذ الله لن يتزوج على هواه ، إن لم تكن على الفرّاز ولكل امتحاناتي تجتاز وتوافق منّي الهوى والمزاج لن يتم هذا الزواج .. ماذا تتمتم يا فاروق؟!.. أم أن كلامي عن أمك جعل قلبك عليها محروق ؟!.. ما كنت أظنّك هكذا حسّاس ، أم أنّ الإحساس عندك يعمل عند ناسٍ دون ناس ؟!..
- ظلمتيني يا بنت الناس ، لم أتمتم ولم أهمهم كنت فقط أقول صديقتك فهيمة بالباب جاءت لتبارك ، ماذا أرد لها الجواب ؟..
- فهيمة اللئيمة !!.. ومن متى هذه تعرف الأصول ؟!.. ما أظنّ قد جاء بها إلا الفضول .. حسناً أدخلها غرفة الاستقبال وأنا قادمة في الحال ..
حللتِ أهلاً ونزلتِ سهلاً يا خير رفيقة وأطيب صديقة ..
- شكراً يا سيّدة سليمة ..
- أيّ سيّدة ، سليمة فقط ، ما هذه الرسميّات يا حبيبتي ، والله نحن أخوات ، هاتي على الخدّ القبلات فأنا لم أركِ منذ زمنٍ فات .. أتذكرين أيام الطفولة ؟.. كانت غير معقولة !!.. كم ضحكنا ولعبنا .. أتذكرين هُدى ؟.. أصبحت زوجة أخي ويا ليتها ما أصبحت ولا أمست ، بعد أن صارت وتصوّرت علينا تكبّرت .. حتى الآن لم تأتِ لتبارك وتقول الظروف .. آخ ما اللوم عليها ، إنّما اللوم على زوجها أخي الخروف !!.. أعمى قلبه حُبّها فكلّ طلبٍ لبّى لها .. عموماً مالنا وسيرة الهم التي تحرق الدم .. ما الجديد في عالم الموضة والأزياء؟.. تعرفين بعد الشهرة صارت مهمّةً هذه الأشياء .. أتعرفين غيداء؟ .. غيداء ما غيرها !!.. كانت بشعةً أصبحت كأنها الشمعةَ .. أظنّها عمليات التجميل وما أدراكِ ما عمليات التجميل خدعت معظم شبابِ هذا الجيل .. يظنّون البنات في الجمال ملكات وما هنّ إلا غشّاشات ..
- يا سليمة كفاكِ نميمة ، هذه الجلسة كلّفتنا آثاماً عظيمة ..
- حسناً ، أهذا رأيك فيّ يا فهيمة ؟!.. يبدو أنكِ نسيتِ مَنْ سليمة !!.. فمالي أضيّع وقتي الثمين مع مخك الثخين !!.. ما يجلسني معكِ لهذه اللحظة وأنا أجندتي بالأعمال مكتظّة ؟!.. سألقي هذا المساء محاضرةً عن حقوق النساء.. وسيحضر الإعلام وينقل الكلام .. وأمام حشدٍ من العباد وعلى رؤوس الأشهاد سأقول لكلّ الرجال : نريد منكم حقوقنا في الحال ، وتحيا المرأة العربية حمّالة الهم والأسية ، وستردّ من خلفي الهتافات : تحيا تحيا تحيا ..


من مجموعتي القصصية ( السيدة حقيقة و السيد خيال ) الصادرة عن دار عكاظ للصحافة و النشر / عام 2016



#رنا_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل بلادنا بيلبقلهم الفرح
- سوء تفاهم بيني وبين الشمس


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا حمودة - سَليمة