أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمد شعلان - فن الدعاية الكاذبة














المزيد.....

فن الدعاية الكاذبة


ميمد شعلان

الحوار المتمدن-العدد: 5707 - 2017 / 11 / 23 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدعاية السياسية هي التي لا تخدع الناس فحسب، لكنها تساعدهم على خداع أنفسهم أيضاً، وبمعنى آخر هي الدعاية الرمادية التي تصبو إليها أعيننا اليوم بين أركان الأنظمة الشمولية.

قد يتصور البعض أن ذلك من ضروب الخيال، وأن ما يقال هو الحقائق وليس غيرها، لكن في واقع الأمر هي أفكار شعواء تهدف إلى هدم القيم وتسخير الشعوب تحت أقدام حكوماتها، وتتبني الكوادر البشرية والإعلامية الصفوف الأولى في نشر سمومها من خلال أجهزة الإعلام المختلفة بشكل صارخ ومنعدم من المروءة والشرف المهني في سبيل خدمة مصالحها أو أجنداتها الخاصة.

جوزيف غوبلز.. هذا الصغير المكّير لم يتوانَ لحظة في خدمة الفوهرر من خلال ألاعيبه الدعائية في كسب تأييد الألمان للمشروع النازي وحزبه السياسي، ولا أخفي عليكم سراً استطاع أن يكسب تعاطف الجموع وثقة القائد في حنكته المروعة.

كان خبيراً في صك المعاني وصياغة الوقائع وتوليف المكائد بغرض التأثير السيكولوجي بعيداً عن أي اهتمامات أخرى.

لعب غوبلز دوراً مخيفاً في ترويج فكرة النازية لدى الشعوب وبطريقة فائقة الذكاء، وهذا ما جعل أدولف هتلر يكتب في وصيته قبيل وفاته أن يكون مستشاراً للرايخ.

ثيودور هرتزل.. أب الصهيونية السياسية الحديثة لم يكن في معزل ليتعلم اللغة العبرية، لكنه كان مولعاً بتوطيد واستيطان مشروع الخلافة بأرض الميعاد وعاصمتها أورشليم، وذلك بعد تعرّض اليهود في أوروبا للكراهية والامتعاض المدقع من أباطرة وملوك وسلاطين المغرب والمشرق، فخلص إلى تحقيق وطن جديد، سواء بالكتابة أو بالخطابة أو من خلال الاتصال بالسياسيين وأصحاب القرار.

قال في كتابه (دولة اليهود.. محاولة لحل عصري للمسألة اليهودية): إنه طالما بقي اليهود في أوروبا الرأسمالية، فاتهم سيتعرضون للاضطهاد المستمر بسبب منافستهم الاقتصادية لأوروبا، والحل في ذلك هو بإقامة دولة لهم في فلسطين.

ليون تروتسكي.. مؤسس الجيش الأحمر ورفيق لينين اللذين استخدما البراهين التاريخية والعلمية لإقناع الأقلية المثقفة.

وضع تروتسكي الإطار العام لنظرية (الثورة الدائمة)، التي تعتبر واحدة من ألمع المساهمات في النظرية الماركسية، فقد أوضح تروتسكي ضرورة تبني قضية الأرض التي ستجعل من نقل السلطة إلى أيدي الطبقة التي ستقود الفلاحين ضد القيصرية أسهل بكثير، بعكس ما كان يظنه المناشفة كون الثورة ديمقراطية برجوازية والتي يجعلها عاجزة عن لعب دور ثوري.

أثبت تروتسكي كونه الوحيد الذي أكد بجرأة ووضوح الحاجة إلى ثورة اشتراكية في روسيا.

حسنين هيكل.. لم يكن صحفياً يكتب رأيه فحسب، أو مؤرخاً؛ إنما أحد صناع أبشع هزيمة في القرن العشرين وأحد مروجي الفكر الناصري.

في كتابه (لمصر لا لعبدالناصر) ظهرت ازدواجيته، حيث امتدح الراحل أنور السادات على حساب الأول، وبعد حادثة المنصة الشهيرة أصدر هيكل بعدها كتابه الأشهر (خريف الغضب)، فلم يترك عيباً واحداً أمام الرأي العام حتى لون بشرة السادات حتى لحقها الاتهام، وبعد خلع مبارك، أصدر كتاباً آخر بعنوان (مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان)، فقد قال عن عصر مبارك أكثر مما قاله مالك في الخمر وأكثر.

فرج فودة.. طالب كلية الزراعة الذي تحول في ليلة وضحاها لأحد منظّري العلمانية في مصر، وكان من أكثرهم رغبة في تحويل العقول لأدوات في معجمه لطمس معالم مصر بعد سقوط الخلافة العثمانية قديماً.

تناول في كتابه (الحقيقة الغائبة) خطايا الخلافة الراشدة والأموية والعباسية وتقديمها لحقائق غائبة يسعى الإسلاميون لإخفائها والاكتفاء بالوجه المشرق بها فقط، كما اعتبر أن الشريعة وسيلة وليست غاية.

نجد بما تقتضيه الضرورة بأن ما شمله هذا الكتاب من تأويلات وأفكار هي مخططات لاذعة لا تمس التاريخ أو الواقع بشيء، بل تطاول على قامات تاريخية وعبقرية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مما اعتبره علماء الأزهر مرتداً.

في جميع دول العالم تحكمت الدعاية السياسية بالإعلام الإذاعي والمتلفز والورقي من خلال مقالات افتتاحية نارية وبيانات ضارية وأناشيد وأهازيج لاذعة؛ بل وأصبحت أقلام الكتاب والمفكرين أسلحة حرب تفتك الجبهات وتقصف ميادين الحرية.

تبين لنا أن الدعاية الرمادية متلازمة لسلوك يتبنى خطاباً لأهداف غير واضحة، وهي بهذا تفيد مجموعة الأساليب والتوجهات الأيديولوجية التي تسعى لإقناع الشعوب بمثالية المواقف التي يتبناها مخطط سياسي ما، إلا أنها تختلف من حيث وسائلها وأهدافها ومعاييرها باختلاف طبيعة النظام الشمولي الذي يمارسه، والدعاية التي تستهدف صياغة تصورات لدى المتلقّي.



#ميمد_شعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كش ملك
- أسباط المايا وجنرالات الدم
- مذبحة المقطم.. بعين الشاهد والناقد!
- أرفض زيارة نجاد لمصر, وتلك أسبابي..
- تحرر وجودي, تحرش وإغتصاب
- ثائر حق وثائران بالباطل
- 16 سببا لموافقتك علي الدستور المصري الجديد
- الإعلان الدستوري الجديد وكشف الأقنعة
- المنتدي الإجتماعي العالمي بين نظرة الإسلامي وغياب اليساري
- بمصر ظاهرة التحرش الجنسي.. ماأسبابها ومسبباتها؟
- أكذوبة ثورة 23 يوليو
- البراجماتية العسكرية.. إنقلابات وإنتهاكات!
- اُصمت اليوم.. تُقتل غدا
- قانون الطواريء المصري مابين المد والجزر
- حوار بين ناقدين في بحر الأيديولوجيات- الجزء الخامس
- حوار بين ناقدين في بحر الأيديولوجيات- الجزء الرابع
- بحر الأيديولوجيات- الجزء الثالث
- بحر الأيديولوجيات- الجزء الثاني
- الوطن كلمة حروفها من نور
- بحر الأيديولوجيات- الجزء الأول


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمد شعلان - فن الدعاية الكاذبة