أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من أفق لإقامة أوسع تحالف مدني ديمقراطي شعبي بالعراق؟















المزيد.....

هل من أفق لإقامة أوسع تحالف مدني ديمقراطي شعبي بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير المعطيات التاريخية بالعراق، وعلى امتداد الفترة التي أعقبت سقوط الملكية، إلى أن القوى الفكرية والسياسية اليمينية برهنت بأن لديها القدرة على المساومة وإبداء الاستعداد لتحقيق التحالفات الممكنة للإجهاز للوصول إلى السلطة أو الاستمرار فيها ومحاربة القوى المدنية والديمقراطية بسبل كثيرة. في حين برهنت القوى المدنية الديمقراطية، وبضمنها قوى اليسار، على إنها عجزت عن تحقيق التحالفات السياسية فيما بينها لضمان العمل المشترك دفاعاً عن مصالح الشعب ووحدة البلاد وتأمين الاستقلال والسيادة الوطنية. وفي ضوء هذا الواقع عجزت القوى المدنية والديمقراطية عن الوصول إلى السلطة السياسية لتحقيق الأهداف والمصالح التي تبنتها، أهداف ومصالح الشعب. وكان هذا أحد الأسباب التي ساعدت على تلقي القوى المدنية والديمقراطية واليسارية ضربات قاسية من لدن القوى اليمينية والرجعية والشوفينية المناهضة لمصالح الشعب. ورغم إن القوى المدنية تدرك نقاط ضعفها، إلا إنها لم تسع إلى معالجتها بجدية والتخلص من النظرات الحزبية الضيقة أو من الأنانية الحزبية أو من الشعور بالعظمة الذي لا يسمح لها بالتنازل والتحالف مع قوى أخرى تعتبرها أقل منها شأناً، في حين إن النضال في سبيل إقامة عراق حر وديمقراطي مستقل يستوجب تعبئة كل القوى والشخصيات المدنية. وإذا كان مثل هذه التحالفات ضرورية في السابق، فأن تحالف القوى المدنية والديمقراطي أصبح اليوم أكثر ضرورة وأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
إن النجاح في المعركة الفكرية والسياسية ضد اليمين الفكري والسياسي المتطرفين، وفي إطار الدستور العراقي النافذ وعلى أساس ممارسة النضال السلمي والديمقراطي، يستوجب تغيير موازين القوى لصالح القوى المدنية والديمقراطية. وهذا بدوره يستوجب معرفة دقيقة بالواقع السياسي والاجتماعي القائم بالعراق، ومعرفة طبيعة القوى والأحزاب ومدى استعدادها لخوض النضال الديمقراطي، ومدى استعداد الجماهير على تحمل مسؤولية المشاركة الفاعلة في هذا النضال ووعياً بالمسؤولية المشتركة لعملية التغيير المنشودة، إضافة إلى ضرورة ممارسة أساليب نضال جديدة وخطاب سياسي جديد، يكون بمقدورها مجتمعة تعبئة الشبيبة من إناث وذكور لخوض هذه المعركة الفكرية والسياسية السلمية والديمقراطية بنجاح ولصالح الشعب.
منذ إسقاط الدكتاتورية الغاشمة في العام 2003 بُذلت الكثير من الجهود وأقيمت نماذج مختلفة من التحالفات السياسية التي لم توفق ولم تكن نموذجية لتحقيق المنشود. فهل في مقدور هذه التجارب غير الناجحة أن تسهم في استخلاص الدروس لبناء تحالف واسع جديد يستوجبه الواقع العراقي الراهن بإلحاح شديد، مع علم الجميع بأنها وبدون تحقيق مثل هذا التحالف الواسع جداً الذي يستند إلى قاعدة اجتماعية واسعة، لا يمكنها تحقيق التغيير المنشود.
قبل فترة وجيزة أُعلن ببغداد عن تشكيل تحالف "تقدم" من مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية المدنية والديمقراطية العراقية لخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة والنضال من أجل تحقيق التغيير المنشود بالعراق لصالح الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني الديمقراطي الحديث. وهي خطوة جيدة وإيجابية على الطريق الصحيح، إذ عمل الكثير من العراقيين والعراقيات من أجل تحقيق هذا التحالف. ولكن، على الرغم من أهمية تحالف "تقدم" والجهود الحثيثة التي بذلت من أجل ولادته، فأنه ما يزال بعيداً عن المنشود وغير كاف لتحقيق التغيير المطلوب. فعملية التغيير المنشودة لإقامة النظام السياسي الديمقراطي بالعراق والقائم على الفصل بين الدولة والدين والسياسة، وبين السلطات الثلاث واحترام استقلال القضاء وحقوق الإنسان، ولاسيما حقوق المرأة وحقوق الطفل، ولاسيما البنات القاصرات، واحترام حقوق القوميات وأتباع الديانات والمذاهب، ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للعراق واحترام الاستقلال والسيادة الوطنية ..الخ، تتطلب تحالفاً أوسع بكثير من تحالف "تقدم"، تتطلب تحالفاً يجمع "تقدم" إلى جانب مجموعة أخرى مهمة من الأحزاب والقوى المدنية والديمقراطية والقومية والعلمانية والقوى والشخصيات المؤمنة ذات النهج المدني المتنور أولاً، وتستوجب تحالفاً جديداَ يضم الأحزاب والقوى والشخصيات الديمقراطية الكردستانية التي تأكد لها بأن النضال في إطار العراق الموحد يستوجب إعادة الاعتبار للتحالف مع القوى الديمقراطية والتقدمية العراقية الأخرى ثانياً، وليس مع الطائفيين السياسيين، وإن الجميع بدون مثل هذا التحالف لا يمكنهم ضمان بناء الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني الديمقراطي.
وتحقيق مثل هذا التحالف يستوجب مواصلة العمل بمرونة عالية وخوض الحوار المتفتح، والخلاص من الذهنية الضيقة التي لا تعير انتباهاً لعمل وأهمية الآخرين مهما كانوا قلة، إنها مهمة معقدة وصعبة بسبب وجود ذهنيات ما تزال غارقة في ذاتيتها ولا تريد الاعتراف بدور الآخر، وهي ملموسة لمس اليد، مما يعيق الوصول إلى اتفاقات مهمة. لقد بدأت قوى التيار الديمقراطي وحققت تحالفاً جديداً أطلق عليه "تقدم" من جهة، كما نشطت قوى مدنية أخرى كثيرة ما تزال مستمرة في عملها وحواراتها من جهة ثانية، فهل يا ترى يمكن بذل الجهود للوصول إلى البدء أو مواصلة اللقاءات المكثفة والمثمرة بين الأطراف العديدة لعقد مؤتمر جديد يطرح فيه برنامج عمل موسع يتضمن أهداف ومصالح فئات واسعة من بنات وأبناء الشعب العراقي من كل القوميات والقوى السياسية المدنية والديمقراطية؟ هل يمكن الاتفاق على أهداف محددة تتيح فرصة التغيير الفعلي للخلاص من المحاصصات الطافية في حكم البلاد؟ إن الضرورة الملحة والعاجلة تقتضي ذلك، فهل أدرك الجميع هذه الضرورة وهل سيتصرفون في ضوئها؟ أشعر بوجود مثل هذا الشعور العام/ وما ينقصه هو الجرأة في التحرك صوب الآخر. هنا يستوجب الوضع من الجميع بذل الجهود من أجل تحقيق ما لم يتحقق حتى الآن. إن التحالف المنشود لا يمكنه بأي حال التفريط بقوى سياسية مدنية أو حتر بعنصر مدني وديمقراطي واحد، بسبب أهمية ودور الجميع في مثل هذه المعركة الديمقراطية السلمية التي يفرضها الواقع العراقي الراهن والتي يمكن ويجب خوضها بنجاح، رغم وجود مخاطر جدية بلجوء الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة إلى استخدام أساليب شراء الذمم ودفع الأموال والتهديدات بمختلف صورها والتزوير لدفع الأمور باتجاه ولصالح القوى اليمينية الأكثر تطرفاً في الأحزاب والقوى الحاكمة. إن المخاطر كبيرة بسبب وجود دعم خارجي يؤيد هذه القوى التي مارست القهر والتمييز والقمع في السنوات المنصرمة.
إن الأمل معقود على القوى المدنية والديمقراطية، وعلى القوى المستقلة والقوى المؤمنة المتنورة، على أوساط واسعة من الشعب العراقي التي أدركت مخاطر وعواقب استمرار نظام المحاصصة الطائفي والفساد وما يجرهما من مشكلات مريرة على الشعب العراقي، بما في ذلك استمرار الإرهاب والخراب والدمار. إنه نداء موجه إلى ذوي الضمائر الحية، إلى أبناء وبنات الشعب العراقي من مختلف القوميات وأتباع الديانات والمذاهب، إلى كل الذين أدركوا وعاشوا بجلودهم عمق المآسي والكوارث والأحزان والدماء والدموع حين تكون القوى القومية الشوفينية والقوى الطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية والتمييز الديني والمذهبي هي السائدة في سلطات ومؤسسات الدولة العراقية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الفضيلة ووزير العدل بالعراق يبيحان اغتصاب الفتيات القاصر ...
- أينما تمتد أصابع السعودية وإيران وتركيا في الشرق الأوسط يرتف ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة أبناء وبنات شعب كُردستان ال ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- قراءة في كتابين للكاتب العراقي هاشم الشبلي
- الحوار الديمقراطي سبيل العراق الوحيد لمعالجة مشكلاته وليس ال ...
- قراءة متمعنة في كتابين -مذكرات هاشم الشبلي- و -محطات سوداء ف ...
- نظرات في كتاب -مذكرات نصير الچادرچي-
- وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد ...
- لتتوقف التحشيدات العسكرية المتبادلة، ليحتكم الجميع للعقل وال ...
- هل شاخ الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني أم تخلى عن مبادئ ...
- السياسات المحمومة لدول الجوار والوضع بكردستان العراق!!
- الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
- الموقف من الاستفتاء في إقليم كردستان العراق
- بلاغ صادر عن اجتماع جمهرة من المثقفين العراقيين من العرب وال ...
- هل الكونفدرالية حل واقعي وعقلاني للعلاقة بين الشعبين العربي ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من أفق لإقامة أوسع تحالف مدني ديمقراطي شعبي بالعراق؟