أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأصلاح الأجتماعي وضروريات البناء المعرفي














المزيد.....

الأصلاح الأجتماعي وضروريات البناء المعرفي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5705 - 2017 / 11 / 21 - 19:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سيبقى موضوع الإصلاح الأجتماعي هدفا مركزيا في دائرة الفكر التنوير الحضاري وإعادة بناء الذات الوطنية والفردية خاصة في المجتمعات التي عانت من اضطرابات ونكسات في تأريخها العام، ولكي تكون عملية الإصلاح الأجتماعي عملية متكاملة وقادرة على البعث الروحي في المجتمع، لا بد لها من أطر فكرية وقيم حضارية وترابط مع المؤثرات الفاعلة في عملية الإصلاح بشكل عام، هنا يبرز العامل الفكري والمعرفي كأحد الأعمدة الرئيسية التي يبنى عليها التحول والتغيير الإصلاحي بأعتباره هو من يحمل بذور الأصلاح القادم.
لذا فليس مهما أن تكون لدينا رغبة حقيقية في التحول والتغيير الأجتماعي ما لم يكن ذلك مرافقا بمنظومة فكرية مؤسسة، ولديها مشروع يماهي جوهر وروح التغيير ويتفاعل مع المقومات الأجتماعية التي تساهم في حركة الإصلاح، ومنها العامل المعرفي الثقافي بشقيه الديني والعلمي، بمعنى أن عملية الإصلاح وخاصة في المجتمعات التي يلعب الدين فيها دور محوري في رسم الوعي الفردي والجمعي، عليه أي الدين أن يكون مهيئا أيضا للمساهمة في عملية الإصلاح والتحول، خاصة وأن الدين كفكر مجرد له قابلية التحريك في الذات الفردية أكثر وأسرع من العوامل المعرفية الأخرى كالثقافة والأخلاق وعموم المعرفة.
من هنا كان لا بد لنا أن نقرأ عملية الأصلاح الأجتماعي من زوايا عدة ومن فروعها الأساسية، فلا أصلاح أجتماعي من دون أصلاح المنظومات المؤسسة والمنظومات الرافدة للمعرفة الإنسانية، الدين بأعتباره ووفق ما هو واقعي في مجتمعاتنا يبقى الباب الأول الذي يجب أن ندخل منه في عملية الأصلاح، وقبل أن نصلح الواقع الأجتماعي برمته لا بد لنا من أصلاح النظام الديني بجوانبه الفكرية والتعبدية والعلاقات التي تنشأ بظله أو من خلاله، لحقيقة أن الدين كما هو عامل حامل أجتماعي للتغيير أيضا كان وسيكون عامل تثبيط وعرقلة لعملية الأصلاح والتغيير.
من هنا كان علينا أن نبدأ بمجموعة من الخطوات التمهيدية العملية النقدية في هذا الأتجاه، هذه الخطوات سوف تمس الكثير من المتراكم والإرثي التقليدي في منظومتنا العقائدية والتعبدية، وهو أمر غير ميسور ولا سهل التعامل به بوجود حراس المعبد وجند الكهنوت الديني الذي ينظر لكل عملية أصلاح على أنها تهديد وجودي لمركزه، وهذا التهديد بأعتقاده سينسحب إلى تهديد وجود الدين ذاته، فيحاول دوما التعاكس والأعتراض على كل خطوة أصلاحية مهما كانت درجة تأثيرها على الواقع.
إذا كان لا بد لنا من الخوض في جوانب متعددة ومتكاملة من علاقات وقيم المجتمع ووفق رؤية نقدية علمية تؤسس لعمل الإصلاح، وتنظر له في ذات الوقت لتكشف ثغرات وضعف البنية الأجتماعية والثقافية والمعرفية المتهرئة التي يستند عليها المجتمع ويتعامل بها، هذه العملية ليست تتعلق بمرحلة الأعداد فقط ولا يمكنها أن تتوقف لمجرد أن يعرف المجتمع أوجه القصور والخلل، ولكنها تبقى مستمرة طالما أن الواقع يتحرك نحو متبنيات التحول والتغيير وأهدافه الغائية.
عملية الأصلاح في حد ذاتها لا ينظر لها على أنها مرحلة أنتقالية لها أحكامها وظروفها الخاصة بها والتي ترتبط معها وجودا وعدما، ولا يمكن عدها مجرد محطة في سلسلة محطات في تطور المجتمع وأنتقالاته الكونية، إنها الديناميكية اللازمة دوما لجعل الواقع مستعدا للحركة ويهجر عوامل السكون والتوقف طالما أن حركة الزمن ذاتها لا تتوقف في محطة ولا تسكن في زاوية من زوايا الوجود، الأصلاح الأجتماعي ضروري مع كل تعاطي بعلاقات وشبكة تواصل تربط الإنسان ببعضه، وتعيد فرض شروط وأستحقاقات جديدة تتوالد مع كل عملية تجديد.
في ما مضى كانت قيم القرية والمجتمع الريفي بوجهها المبسط المستند على أعراف القبيلة وشروط العمل والأقتصاد المحلي تفرض طبيعة خاصة لنظرة المجتمع للوجود، ولكن مع أنفتاح المجتمع وتطور التعليم وأنتشار التواصل بين القرية والمدينة أصبحت هناك تأثيرات متبادلة بين المجتمعين، لكن لم يصبح القروي متمدنا ولم يصبح المتمدن قرويا على أي حال، لكن الأثنين تحولا بفعل هذا التواصل والأنفتاح على نمط جديد من العلاقات المستحدثة يتجاوز واقع القرية كما يتجاوز واقع المدينية، وكلا الواقعين بقيا في حالة تجاوز مستمرة بناء على نتائج سابقة، هذا الأمر يحصل حتى في المجتمعات الحضارية التي تمتلك مفاتيح الإصلاح وتسير فيه بسرعة.
هنا في هذه المحاولة التي نطرقها في سلسلة من الكتابات التنظيرية والفكرية المعرفية نحاول أن نمارس النقد العلمي المنهجي، على مجموعة المكونات الأساسية التي تصيغ وتبلور الواقع الأجتماعي وتعيد رسم الرؤية الأجتماعية الجديدة، وقد ننجح في تحريك الماء الراكد في الواقع الأجتماعي كلما حركناه في أماكن أخرى، ليكون الجو العام مهيئا ومستعدا للقبول بالخطوة الأكبر وهي إعادة بناء العقلية الفردية والجمعي، لتتولى عملية الأصلاح عبر برنامج علمي وعملي ومتفق عليه ومتداخل ومتشابك، للنهوض بالمجتمع من خلال تحرير الإنسان من الروابط التقليدية المقيدة لحرية الفكر وحرية الإرادة، علينا أن لا نقف أمام أي عثرة فكرية أو معرفية أو أي مقاومة من أي جهة كانت وتحت أي عنوان، لأن الإصلاح لم يعد ضروريا فقط وملحا بل صار خيارا وجوديا نكون أو لا نكون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة بداية
- (عدالة ومسئولية ومشاركة) شعارنا للمرحلة القادمة
- واقع العمل السياسي والحزبي في الأحزاب الدينية في العراق
- قررت أن أعرف ربي ح1
- قررت أن أعرف ربي ح2
- واقع الإسلام وواقع المسلمين
- تجربة الخلق والمصير
- مفهوم الظلم ودلالاته
- الحياة وتجربة ما بعدها
- العقل العربي ومسئولية الفكر
- سر المعرفة ...كلمة السر
- مصطلحات فكرية
- محاولة في تعرية العقل
- التأريخ ومفهوم الحتمية التأريخية
- نحو بناء فلسفة لما بعد عصر الفلسفات التقليدية
- فهم الوعي على أنه جزء من المعرفة
- من إشكاليات العقل الملحد
- من إشكاليات العقل الديني التقليدي
- إشكاليات العقل الملحد
- تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ بين شرعة حقوق الإنسان الأ ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأصلاح الأجتماعي وضروريات البناء المعرفي