أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !















المزيد.....

محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5705 - 2017 / 11 / 21 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية
منذ ان بدأ ترامب حملته الانتخابية واطلق شعارات حملته التي كانت تدغدغ (الروح القومية ) عند الأمريكيين عبر توجيه اصابع الاتهام للمهاجرين ولسياسة الرئيس اوباما عن ازمات امريكا كان واضحا ان الولايات المتحدة ستنتقل من سياسة العولمة الى سياسة الأنطواء تحت شعار امريكا اولا. ان هذا الشعار يحمل الكثير من المعاني اذا اطلق العنان له في اكبر وانشط اقتصاد عالمي وسيكون له تبعات عميقة على العلاقات الاقتصادية وانعكاساتها السياسية والاجتماعية والثقافية . للتنويه : (ترامب استلم البيت الابيض بدين داخلي وخارجي تخطى الخطوط الحمراء وينذر بازمة اقتصادية جديدة من الممكن ان تطيح باسس النظام وتشيع الفوضى وتفقد الولايات المتحدة دورها ونفوذها في العالم ).
اقتصاديا : لقد اشار ترامب الى ان ازمة الولايات المتحدة تكمن في هروب رؤوس الاموال الى اسواق رخوة يستطيع فيها راس المال ان يحقق ارباح هائلة عبر استغلال عاملين رخص الايدي العاملة والاخر استطاعته تطويع القوانين المحلية لخدمة حركة راس المال . وهذا انعكس على القطاع الصناعي وتراجعه وخروج مئات الآلاف من سوق العمل الذي الحق ضررا شديدا بالطبقة الوسطى . لذلك خط ترامب مجموعة من التوجهات الاقتصادية وطالب باعادة النظر بكافة الاتفاقيات الدولية لتمكين الولايات المتحدة من اعادة صياغتها على قاعدة مصالحها القومية. ان هذه السياسة الجديدة التي قد تكبد بعض الصناعات المليارات تحت عناوين اعادة مصانعها او على الاقل الموازنة بين نشاطها الخارجي والداخلي مما يخضعها للنظام الضريبي الامريكي . واذا ما نجحت هذه الخطوة فان المليارات ستدخل للخزينة العامة من ضرائب ورسوم وفتح فرص عمل تعيد النشاط للاقتصاد الامريكي . ويجب الاشارة الى ان المفارقة التي ظهرت باجتماع منتدى ابيك الاقتصادي في فيتنام ان الرئيس الصيني يطالب باحترام الأتفاقيات الأقتصادية التجارة الحرة (العولمة) في حين ترامب يطالب باعادة صياغتها.
سياسيا : في هذا المجال حدد ترامب مجالين للصراع السياسي الأول : في شبه الجزيرة الكورية والثاني في الشرق الأوسط .
ان رفع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية وابراز الخطر النووي الكوري الشمالي والتهديد باستخدام السلاح النووي يجعل كل حكومات دول المنطقة تعمل على الأسراع في التوقيع على عقود الأسلحة والمنظومات الصاروخية التي تستهدف العمق الكوري والصيني ان انتشار خمس حاملات امريكية بالقرب من السواحل الكورية والصينية هي رسالة تهديد واضحة للصين وحلفائها وبذات الوقت ضغط على حلفاء الولايات المتحدة لتمويل بقائها وانتشارها.
اما في الشرق الأوسط فان النظم الخليجية واسرائيل التي وصلت علاقاتها مع الأدارة الأمريكية السابقة الى الحضيض وكانت تسشعر الخطر من سياسة ادارة اوباما الذي كان يضغط على دول الخليج من خلال الدوحة لعمل تغييرات جوهرية ممكن ان تطال اسس نظمها القائمة من جانب ومن جانب آخر وقع على الأتفاق النووي مع ايران الذي نزع فتيل التوتر في المنطقة معها. اما اسرائيل فان موقف ادالاة اوباما من الأستيطان وتقيعه الأتفاق النووي الذي يسقط المبررات الأسرائيلية في استخدامه كورقة للضغط على دول الخليج من اجل نسج علاقات مشتركة قائمة على العدو الأيراني المشترك وتحييد موقفها من القضية الفلسطينية .
لقد حدد ترامب الرياض كاول عاصمة يزورها لتحقيق انجازا سهلا في الجانبين الأقتصادي والسياسي ليستخدمهم في الحد من الهجوم الديمقراطي الداخلي. في الجانب الاقتصادي انجز اتفاقا فاق ال450 مليارا وتبعه بعدة اتفاقات مع دول الخليج اما سياسيا فقد حقق اختراقا في العلاقة السعودية -الاسرائيلية. واخرج القضية الفلسطينية من اطارها العربي بشكل نهائي ووضعها في اطار الفهم الأسرائيلي للحل وهو التعامل مع الفلسطينيين كمشكلة سكانية على جميع دول المنطقة تحمل تبعاتها الأقتصادية والاجتماعية وهنا فان اول دولة ستتحمل نتائج السياسات المشتركة السعودية- الأسرائيلية هي الدولة الأردنية التي ستعاني من الأبتزاز والضغوط للمضي في التنازل عن دعم الخيار الفلسطيني الذي هو مصلحة اردنية فلسطينية ! خليجيا اطلق ترامب العنان للتحالف السعودي الاماراتي في الأنتقام من قطر التي مارست الضغوط عليهما في عهد اوباما حيث كانت الدوحة هي المدخل لتنفيذ السياسات الامريكية في المنطقة .
ثقافيا واجتماعيا : في حين كانت العولمة تتطلب تعبير ثقافي واجتماعي لتمرير سياساتها الناعمة التي اعتمدت بها على الليبرالية الجديدة وتحالفها مع الأسلام السياسي وتجلى ذلك في تونس وسوريا والى حد ما في مصر التي سرعان ما انقض الأسلام السياسي على حليفه الليبرالي مما تتطلب اعادة تدوير لدور المؤسسة العسكرية المصرية وتسليمها السلطة السياسية . اما السياسة الترامبية فقد اعلنت انها ليست مع رؤية الليبراليين وانما مع رؤية دعم النظم الاستبدادية القائمة بشرط اعادة صياغة علاقاتها مع اسرائيل والضغط على الفلسطينيين للقبول بالرؤية الكوشنيرية للحل القادم .
اوروبيا : لقد اربك نجاح ترامب دول الأتحاد الاوروبي وزاد من حدة النزعة الأنفصالية ووجهت ضربة للأتحاد الاوروبي بخروج بريطانيا منه بدعم ترامبي . وتنفس اليمين الأوروبي الصعداء بنجاح ترامب واخذ دفعة دعم بعد ان هاجم ترامب سياسة اوباما وحلفائه في الشرق الاوسط هذه السياسة التي دعمت الأرهاب المعتدل واعطت المبررات لليمين المتطرف باجتياح اوروبا. ففي المانيا حصل اليمين المتطرف على اكثر من 80 مقعدا في البرلمان والنمسا نجح اليمين المتطرف ناهيك عن المظاهرات بمئات الآلاف في بولندا والمجر اللتين بدأتا تقودان مع النمسا سياسة يمينية متطرفة في اوروبا . ادارة اوباما والليبراليون والأشتراكيون في اوروبا استثمروا في دعم الأرهاب (المعتدل) في سوريا وانعكست نتائجه عليهم في الداخل الأمريكي والاوروبي نتيجة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين التي استخدمهم اليمين المتطرف كمادة تحريصية تحت عنوان الأسلام المتطرف يغزو الولايات المتحدة واوروبا وحصدوا اصوات مكنتهم من قلب المعدلات الداخلية .
من الواضح ان هنالك اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي لا يمكن توقع ارتداداته على الأشكال القائمة ودورها ان صعود التوجهات القومية واستلام اليمين المتطرف زمام المبادرة سيخلق حالة من الأرباك والفوضى والتفتت ستطال كل المنظومة الأقتصادية والسياسية والمالية . ان ارتفاع منسوب التوجهات القومية في اوروبا سيدفع المجتمعات الى مزيد من التطرف والعنصرية ومن الممكن ان تصل لظهور الفاشية من جديد خاصة في الدول الأوروبية التي تعاني من تهلهل في منظومتها القانونية الديمقراطية مثل هنغاريا وبولونيا التي بدأت تعبيراتها عبر التظاهرات التي خرجت في مدنها والملاحظ ان ممثلين عن اليمين المتطرف من الدول الأوروبية كان مشاركا بها.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !