أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية














المزيد.....

المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتقد بعض الأخوة الأفاضل من أصحاب النوايا الحميدة، في مداخلاتهم دفاعاً عن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية، سواءً على شكل مقالات، أو ضمن مجموعات النقاش، أو رسائل شخصية، مفادها أن أغلب الذين انتقدوا مشروع التعديل لم يطلعوا على التعديلات المقترحة التي أغلبها تقدمية، وفي صالح المرأة والطفولة، وقالوا أن مشروع التعديل لم يشر إلى فرض الزواج بالقاصرات، أو في التاسعة أو حتى مفاخذة الرضيعة، وأن كل هذه الضجة التي أثيرت لا مبرر لها، وأنها زوبعة في فنجان!!

وعلى سبيل المثال لا الحصر، جاء في رسالة صديق أن: "رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية حق، و مطلب ديمقراطي لا غبار عليه، ولكن تحميل هذه المطالب بادعاءات واكاذيب يضر بحق الاحتجاج".
وصديق آخر قال: "لا يوجد "قسر" في القانون مطلقاً - هناك فتح للباب أمام الزواج بسن أصغر من القانون الحالي، فلم يقل القانون "يجب" تزويج البنت عندما تبلغ التاسعة." وأضاف في تعليق آخر: ((كما قال أحدهم: عندما يتم التصويت على قانون المثلية الجنسية في دولة أوروبية فهي ديمقراطية، ولكن عندما يتم التصويت على قانون الأحوال الشخصية في العراق بما لا يعجبهم، فهو تخلف واعتداء على حقوق الإنسان وآخر القائمة... وهكذا فاقدو الهوية دائماً.))

أتفق مع الصديقين، أنه لم يأتِ في تعديل القانون على ذكر الإجبار أو فرض تزويج القاصرات، ولكن تم دس مخاطره في المشروع بطريقة خبيثة وغير مباشرة، و ذلك بإخراج ملف الأحوال الشخصية من القضاء العراقي المدني، و تسليمه لحكم فقهاء الدين، سنة وشيعة، الذين يجيزون الزواج بالقاصرات وحتى بالأطفال الرضع، وما تقره الشريعة الإسلامية حسب أتباع المذاهب المختلفة. ونحن نعرف أن الشريعة الإسلامية تبيح الزواج بالقاصرات، وإن لم تفرضه فرضاً. وهذا يعني أن التعديل يبيح الزواج بالقاصرات وحتى لو كانت في التاسعة.

فقد جاء في المادة الأولى من قانون التعديل: ((يضاف ما يلي إلى أخر المادة الثانية من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 ويكون البند (3) لها: 3- أ- يجوز للمسلمين الخاضعين لأحكام هذا القانون تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية، لتطبيق الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية وفق المذهب الذي يتبعونه. ب- تلتزم المحكمة المختصة بالنسبة للأشخاص الوارد ذكرهم في الفقرة (أ) من هذا البند عند إصدار قراراتها في جميع المسائل التي تناولتها نصوص قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل و غيرها من المسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية، بإتباع ما يصدر عن المجلس العلمي من ديوان الوقف الشيعي ، و المجلس العلمي و الإفتائي في ديوان الوقف السني ، و تبعاً لمذهب الزوج، و يصح أن يكون سبباً للحكم. ج- يلتزم المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي بإجابة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه الشيعي و فتاوى الفقهاء الأعلام، وعند عدم الشهرة يؤخذ برأي (المرجع الديني الأعلى) الذي يرجع إليه في التقليد أكثر الشيعة في العراق من فقهاء النجف الأشرف. د- يلتزم المجلس العلمي و الإفتائي في ديوان الوقف السني بإجابة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه السني))( أدرج أدناه رابط مشروع التعديل القانون، يرجى الاطلاع عليه)(1)

وبما إن غالبية فقهاء الدين الإسلامي، سنة وشيعة يجيزون زواج القاصرات، وحتى في التاسعة أو دونها، فهذا يعني أن تعديل القانون قد أباح الزواج من القاصرات أيضاً. أما القول بأن التعديل أجاز الزواج من القاصرات، ولم يفرضه فرضاً فهو الآخر خطأ، لأن الزواج من القاصرات في المجتمعات المتحضرة جريمة، يجب إدانتها، وليس الافتاء بجوازها. ففي بعض الحالات تضطر العائلات الفقيرة بتزويج بناتها القاصرات بدافع الفقر، والأب هو الذي يتحكم بأمر التزويج وليست الطفلة القاصرة التي لا حول لها ولا قوة. فيمكن استغلال جواز القاصرة دينياً وتزويجها بموافقة ولي الأمر بدافع الفقر والجهل، وهذا استغلال بشع من قبل الأثرياء للفقراء، تكون الطفلة البريئة هي الضحية وبمباركة رجل الدين.
أما تشبيه قانون زواج القاصرات في العراق بقانون جواز المثلية في الدول الأوربية ، فهذا غير صحيح. لأن أي ممارسة جنسية مع القاصرات وحتى تحت غطاء الزواج تعتبر جريمة. بينما المثلية (Homosexuality)، ليست من اختيار الشخص، بل مفروضة عليه من الطبيعة، و في علم النفس وعلم الاجتماع لا تعتبر المثلية إنحراف، بل إختلاف في الخلق تلعب فيها الجينات الوراثية والبيولوجيا دوراً كبيراً، أشبه بمن يستخدم يده اليمنى (Right handed)، أو اليسرى (Left handed). لذلك فإصدار قوانين تبيح المثلية للبالغين، حق من حقوق الإنسان ودليل التحضر ورقي المجتمعات الغربية في روح التسامح مع المختلف، وهذا يختلف عن إصدار قوانين تبيح الزواج بالقاصرات.

ومن كل ما تقدم، نستنتج أن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية قد أجاز الزواج بالقاصرات من سن التاسعة حتى ولو لم يشر إليه، لأنه سلّم القانون إلى الجهة التي تجيز الزواج بالقاصرات، وهذا في رأينا خطأ يجب تصحيحه.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــ
روابط ذات علاقة صلة
1- مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959
http://www.nrttv.com/Ar/Detail.aspx?Jimare=62698

2- سلوى جراح: ممارسة الجنس مع الأطفال زواج أم مرض نفسي؟
http://www.akhbaar.org/home/2017/11/236392.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى مقال: الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ(2-2)
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (ثانية)
- السماح بالزواج من القاصرات جريمة ضد الطفولة ومخالَفة للدستور
- لماذا العراق غير قابل للقسمة؟
- تحية لقواتنا الباسلة على تحريرها كركوك
- لعبة إستخباراتية أجنبية لضرب الوحدة الوطنية
- نعم لاستقلال كردستان، لا للتنازلات لبارزاني
- حذارى من (التحرش) بقانون الأحوال الشخصية!
- الكرد أول ضحايا الاستفتاء
- مخاطر محتملة لما بعد الاستفتاء
- استفتاء كردستان العراق، حق تقرير المصير أم ابتزاز؟
- هل حقاً أمريكا قامت بحل الجيش العراقي؟
- العراقيون ولاؤهم لمن ولماذا؟
- الصراع العربي-الإسرائيلي وتهمة معاداة السامية
- نادية مراد بحاجة إلى من يحميها من الزلل
- هل حقاً كان العهد الملكي ديمقراطياً، واعداً ومستقراً؟
- تعقيب على مقال السيد بهاء الدين نوري عن ثورة 14 تموز*
- لمنع ظهور نسخة جديدة من داعش
- تحررت الموصل ولكن بثمن!
- وأخيراً سقطت دولة الخرافة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية