أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - عندما يكون التاريخ علما للتغيير، واداة للبناء ، والتعاون بين الشعوب















المزيد.....

عندما يكون التاريخ علما للتغيير، واداة للبناء ، والتعاون بين الشعوب


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


عندما يكون التاريخ علما للتغيير، واداة للبناء ، والتعاون بين الشعوب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
التاريخ علم التغيير. ومعنى هذا ان الحياة في صيرورة دائمة ، ومستمرة . والتاريخ يسجل احداث هذه الحياة التي تتقدم الى الامام، ولايمكن بأي حال من الاحوال ان تعود الى الوراء .
الزمن يتقدم ، والانسان لابد له ان يتابع حركة الزمن . ومن هنا فالمؤرخ حتى ُيسجل حركة الانسان في الفضاء الزمني والمكاني ، عليه ان يكون واعيا بما يحدث ، أمينا على ما يسجل ، شجاعا في قول ما يجب ان يقال ، منصفا مع من يسجل لنشاطهم ، ذو مروءة وإنصاف .
ليس هذا فقط بل لابد للمؤرخ ان يكون مثقفا ثقافة رفيعة المستوى ، وملما بما يسمى العلوم المساعدة التي تنامت اليوم ، وكثرت عن ما كانت عليه قبل نصف قرن .
فالعلوم المساعدة أو العلوم المُوصلة اصبحت اليوم كثيرة يحتاجها المؤرخ ومنها الاحصاء ، وعلم الحاسبات ، والرياضيات ، والاثار ، والجغرافية ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس الاجتماعي ، والاقتصاد ، والالسنية، واللغات ، والدراسات الانثروبولوجية ، وعلم البيئة ، والفنون الشعبية ، والديموغرافيا ، والتحليل النفسي والاعلام ، والادب ، والفنون ، وتقنيات الصورة الفوتوغرافية ، واسرار اللوحات التشكيلية وغير ذلك .
واهم نقطة يجب ان يعرفها المؤرخ هي ان لا أحدا يساعده ، بل لابد له ان يباشر العمل لوحده ، وهو في هذا يختلف عن غيره ممن يمتهنون مهنة او حرفة ؛ فمن ادركته حرفة التاريخ عليه ان يعرف انه خلق وحيدا ، وعليه ان يعتمد على ذاته وقدراته في تسجيل الاحداث والتنقيب عن المصادر ومعرفة تحليلها وتفكيكها ومن ثم إعادة تركيبها ، وترتيبها ، ومن ثم عرضها بطريقة جميلة واسلوب سلس وسهل وبسيط وواضح .
التاريخ اليوم لم يعد تاريخا للحكام والسلاطين والملوك فقط ، بل هو تاريخ الشعب .. تاريخ البسطاء من الناس .. تاريخ العاملين النشيطين .. تاريخ المهمومين والمستضعفين .. ولم يعد التاريخ سياسيا فحسب بل بات تاريخا للاحداث الاجتماعية ، والمتغيرات الاقتصادية ، والتحولات الثقافية .
والاهم من هذا كله انني انتهج في كتاباتي التاريخية ، ومنذ زمن بعيد ( التأريخ للموضوع ) وليس ( للفترة الزمنية ) او( لعهد سياسي معين ) ومعنى هذا انا اوثق لنمط من الحياة في موضوع معين ، ولكن لاأغفل تحديده بفترة زمانية وبموقع مكاني .مثلا اكتب عن تاريخ ناد رياضي في مكان معين وزمان معين ، أو اكتب عن موضوع يتعلق بشريحة اجتماعية وبدورها ضمن الزمان والمكان .مثلا كتبت عن نادي الموصل الرياضي من يوم تأسيسه 1957 وحتى الوقت الحاضر وكتبت عن ( أرمن العراق ) و(يهود الموصل ) وهكذا .
المؤرخ الجديد واقول الجديد ، أي المؤرخ الذي يكون مستعدا دوما لان يتجدد، ويجدد منهجه ، واسلوبه في الكتابة التاريخية عليه ان يؤمن بأن هناك دوما تقدما علميا ، وتراكما معرفيا ، واسلوبا جديدا في طرح المفاهيم والافكار فليس من المعقول ان نكرر انفسنا ، ونرجع الى ستينات القرن الماضي لنقتبس افكارا ومفاهيم عفا عليها الدهر .قد نجد من لايزال يتشبث بمفاهيم الستينات مثلا ولكن علينا ان نعي ان هذا ليس هو الاسلوب الصحيح في معالجة قضايا الربع الاول من القرن الحادي والعشرين؛ فالمفاهيم تغيرت ، والفضاء الزماني والمكاني لم يعد كما كان عليه في الستينات وما قبلها .
إذن قضايا عصرنا تغيرت ، وموضوعات عصرنا تطورت، ومن هنا فأساليبنا في معالجة تلك القضايا وتلك الموضوعات يجب ان تتغير ، وتتطور وان نبحث عن اسلوب جديد أو اساليب جديدة لعرض منتوجنا التاريخي على الناس .
نعم ثمة مدارس دينية ، وقومية ، وماركسية ، وليبرالية في مجال الفلسفة ومفاهيم هذه المدارس لاتتغير ، وهي معروفة ويجب علينا ان نستفيد من كل تلك المدارس تبعا للموضوع الذي نكتب فيه ، والقضية التي نعالجها ، ولاضير في ذلك .
والمؤرخ الحصيف هو من لايعتمد على تفسير معين او تفسير واحد للقضايا وللموضوعات التي يتناولها ، بل لابد ان يأخذ بتعددية التفاسير ، والنظريات ؛ فالحياة معقدة، والاحداث متشابكة ، ولايمكن ان يكون وراءها تفسير واحد .لكن يمكن ان نرجح التفسير الديني عندما نعالج موضوعا يتعلق بالدين، ونرجح التفسير الماركسي اذا تناولنا موضوعا يتعلق بالحياة الاقتصادية ، ونرجح نظرية البطل في التاريخ عندما نعالج شخصية كان لها دورها في التاريخ .
ونقطة اخرى أود ان اتحدث عنها ، وهي أ، المؤرخ ينبغي أن لاينشغل بالقضايا الكبرى ، ويهمل القضايا الصغيرة في التاريخ ؛ فللقضايا الصغرى تاريخ ، كما للقضايا الكبرى ، وللاشياء الصغيرة في الحياة تاريخ ، كما للاشياء الكبرى وللشخصيات الهامشية تاريخ ، كما للشخصيات الرئيسة تاريخ.
ومن المؤكد اننا نتعلم من كتاب الرواية الادبية طريقة التعامل مع الشخوص، وطريقة فهم حركة اولئك الشخوص على المسرح فليس ثمة بطل واحد بل لابد ان يكون في المشهد عديد من الابطال .
ويجب ان نعرف ان هناك مشاكل تعترض التاريخ الاسلامي العربي ، ومشاكل تعترض التاريخ الحديث .. وانا اقول دوما ان الدين هو مشكلة التاريخ الاسلامي ، والايديولوجية مشكلة التاريخ الحديث ، وكثير منا كتب في التاريخ القومي فأنتج كتبا تصلح لان تدرس في مدارس الاطفال والناشئين ، لكنها لاترتقي الى ان تكون مؤلفات في التاريخ يُعتد بها ، وهذا يقودنا الى مسألة لابد ان نقف عندها وهي ان التاريخ في كل العالم يُكتب بمستويات متعددة ، فما يكتب لتلاميذ المدارس الابتدائية غير ما يكتب لطلبة الجامعة .
نعم لابد للمؤرخ ان يعي ان التاريخ هو علم التغيير ، وان يستند في كتاباته الى هذه المقولة ، والى ان يعتبر التاريخ كله ليس الا مسيرة الانسان نحو اقرار الحق ، واقرار العدالة ، واقرار الحرية .
والمؤرخ لايمكن ان يكون رجعيا ، بل لابد ان يكون المؤرخ تقدميا متنورا متحررا يؤمن بأن التاريخ مسيرة الى الامام وان هناك عوامل تدفع التاريخ الى الامام ومن هذه العوامل ( الحرب ) ونتائجها .
واخيرا - وليس آخرا - على المؤرخ لآن يكون ذو رسالة - عليه ان يجعل من (التاريخ ) درسا من اجل البناء ، والتنمية ، والتقدم ، والسلام ، والحب، والتعاون بين الشعوب.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في طبيعة الصراع الاقليمي والدولي في منطقتنا
- ليس دفاعا عن لينين والثورة الاشتراكية العظمى 1917
- القاص والروائي حمد صالح ...استذكارات
- شكيب ارسلان من رواد حركة التحرر العربي
- الاستاذ الدكتور يحيى كاظم حمود المعموري مؤرخا
- كلمة التاريخ في علاقات العراق بتركيا وإيران
- الفيسبوك ...جريدتك
- نحن والدكتور حيدر العبادي
- الاسر المسيحية في الموصل
- خلف شوقي الداؤودي 1898-1939 من الصحفيين العراقيين الرواد
- الدكتور مهدي الحافظ المفكر الاقتصادي العراقي الكبير 1943-201 ...
- كلمة التاريخ في استفتاء كردستان العراق
- الطيور تغرق أيضا
- شاعر العرب الاكبر الاستاذ الجواهري يتحدث عن تأسيس إتحاد الاد ...
- حميد خلخال 1932-1990
- رسائل نوئيل رسام السياسي العراقي الوطني العروبي الى ولده غسا ...
- جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية العراقية 1958-1963
- الى صديقي الاستاذ الدكتور متي مقادسي مع أطيب التحيات
- المؤرخ الأستاذ الدكتور عمار نصار
- قضية قطع ايران لنهر الزاب الصغير وانعكاساته على الانسان والز ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - عندما يكون التاريخ علما للتغيير، واداة للبناء ، والتعاون بين الشعوب