أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - سوريا الآن: سباقات من نوع مختلف














المزيد.....

سوريا الآن: سباقات من نوع مختلف


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




متغيرات وتحولات مختلفة تترك آثارها على الأوضاع السياسية والميدانية في سوريا والإقليم. وأسباب ذلك ما يجري من تقلبات على مواقف غير دولة، إقليمية وعربية وأوروبية، وبشكل خاص واشنطن.

ما يعني أننا نقف على عتبة مرحلة مختلفة تتطلب إعادة تقييم المواقف السياسية، والاشتغال على صياغة رؤية سياسية تُعبِّر عن مصالح السوريين الحقيقية وتلحظ المعطيات والمتغيرات الراهنة، وأيضاً احتمالات التحولات المستقبلية. ومن الضروري أن يتقاطع ذلك مع التمسك بقضايا المواطنة والحريات الأساسية، السياسية؛ والفردية المتعلقة بحرية الانتماء والتفكير والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وكرامة المواطن وإنسانيته. وذلك إلى جانب الاشتغال على تمكين المناخ الديموقراطي بشقيه السياسي والاجتماعي. والتمسك بالقضايا المذكورة لا يتحدد فقط على قاعدة مواجهة آليات اشتغال نظام الحكم، السياسية والاقتصادية. بل أيضاً على قاعدة أنّها من الحقوق الطبيعية للإنسان ومن القضايا البارزة لشرعة حقوق الإنسان. ومعلومٌ أن عدم الالتزام بالقضايا المذكورة، شكَّل مدخلاً لتدمير العمران وتحويل الإنسان السوري إلى موضوع للقتل والتهجير إلى أربع جهات العالم.
فـ«التسابق» الدولي والإقليمي إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد قد توقف. ومقدمات ذلك؛ الإقرار ببقائه في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى ضمان حقه في الترشح لولاية جديدة. ثانياً؛ إيقاف التمويل والدعم السياسي والمالي والعسكري واللوجستي للفصائل المسلحة «المعتدلة»، وتوجيهها للتوقف عن محاربة الجيش السوري، ودفعها لمقاتلة فصائل إسلامية متطرفة بعضها مدرج على قوائم الإرهاب. وهذا يخالف مواقف قيادات «ثورية» تَعتَبر بعضاً من تلك الفصائل (المتطرفة) قوى ثورية.
ولا تقف تداعيات تقلّبات المواقف الدولية والإقليمية بخصوص الحكم والصراع عند القضايا المذكورة، لكنها تطال المعارضات المندرجة ضمن منصات «الرياض وموسكو والقاهرة». ويعود ذلك في أحد مستوياته إلى ارتباط المواقف السياسية الدولية بالأوضاع الميدانية. ويمكن أن يُشكل ذلك مقدمة لسحب الغطاء السياسي عن تلك المعارضات في حال «أصرّت على مخالفة» الميول الدولية.

تدخل القوى الدولية والإقليمية سباقات
على النفوذ والثروة والمصالح السياسية
ونشير إلى أن التغيرات الطارئة على مواقف الرياض السياسية، واستمرار ارتهانها لواشنطن، وتسليم الأخيرة زمام المسألة السورية لموسكو، يمكنه أن يكون مدخلاً للضغط على غير دولة؛ مثل قطر وإيران، بغية تحييدها أو إخراجها من ساحة الفاعلية السياسية والعسكرية. وجميعها يحمل دلالات سياسية تستوجب التدقيق كونها تنعكس على مآلات الأوضاع السياسية في سوريا والإقليم.
وبالنظر إلى أوضاع المعارضة السياسية ــ وتحديداً المنصات الثلاث، فإنَّ المناخ الجديد يضطرها لاعتماد آليات اشتغال مختلفة. ومن الممكن أن تكون اللحظة الراهنة مدخلاً لإعادة هيكلتها، ووضعها في إطار سياسي «مستحدث» يُعبِّر عن الميول والمناخات الدولية والإقليمية الجديدة. فيما ستواجه «الأطراف الرافضة» للتحولات الراهنة، خيارات سياسية متباينة. وسيبقى الموقف من: «نظام الأسد، الانتقال السياسي، حكومة كاملة الصلاحية، الفصائل المسلحة وبشكل خاص الفصائل الجهادية الإسلامية» خاضعاً للتفاوض والمساومة.
هذا في وقت يبقى فيه ارتقاء المعارضة لناصية العمل الوطني المشترك، والتوافق على قواسم استراتيجية مشتركة وآليات عمل واحدة، مرتبطاً بتجاوز العوامل المسببة للتنابذ والتناقض. وما يجري من محاولات لتوحيد صفوف المعارضة، أو إعادة تأطيرها بما ينسجم مع التحولات الراهنة يصطدم بأوضاع المعارضات المتهالكة. إضافة إلى كونها تتنافى مع جوهر فكرة المعارضة القائمة على التنوع والاختلاف الناجمة عن تعدد المشارب الفكرية والسياسية. ويبدو أنه يتم توظيف العوامل المذكورة لفرض توافقات دولية وإقليمية تتجاهل أحياناً كثيرة مواقف المعارضة من النظام، ودائماً مصالح السوريين. وجميعها يُفاقم من الدور الوظيفي للمعارضة، ويحدُّ من فاعلية السوريين واستقلاليتهم. ومعلومٌ أن الأوضاع المذكورة وغيرها كانت من أسباب تحويل السوريين إلى موضوع للعنف.
وإذا كانت المعارضات السياسية وأيضاً المسلحة تتسابق للمحافظة على بعض المكاسب. فإن القوى الدولية والإقليمية تدخل سباقات أخرى هدفها تقاسم مناطق النفوذ والثروة، وتثبيت مصالحها السياسية. ويتجلى ذلك في سياق الصراع على تحديد «طبيعة الحكم وشكل النظام السياسي وتركيبته». أما السلطة بتركيبتها الراهنة، فإنها تصارع بكامل طاقتها وكافة الأشكال والأدوات للمحافظة على بقائها. وسيكون لذلك آثار على مستقبل تركيبة نظام الحكم، والجغرافية السياسية وأدوات السيطرة.
نُشير أخيراً إلى أن من أسباب أوضاع السوريين الراهنة؛ هي طبيعة السلطة وتركيبة نظام الحكم وبنيته. وثانياً؛ تهالك أوضاع المعارضة وارتهانها لمصادر التمويل، والتصاق بعضها بفصائل إسلامية متطرفة، إضافة لقضايا الفساد والمتاجرة بقضايا السوريين. وثالثاً؛ تحوّل القضية السورية لموضوع صراع دولي وإقليمي، وهو ما أفقدها البعد الوطني والديمقراطي، وأخرج المعارضة والسوريين والسلطة من حقل الفاعلية المستقلة. ودلالات ذلك، هي استحالة حسم الحرب لصالح أي من الأطراف المتصارعة.
والسوريون وفق معطيات الصراع وأوضاعه، مازالوا ضحية أزمات وتناقضات المعارضة والسلطة، والتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية. هذا في وقت تشير فيه المعطيات الميدانية والسياسية إلى استمرار اعتماد النظام على دعم الدول الحليفة، والاستفادة من المتغيرات الدولية ومن أوضاع معارضات مأزومة تُشكِّل في معظمها نُسخاً لا تقل سوءاً عن سلطوية النظام. فيما يشكل الوضع الكردي مدخلاً مختلفاً للصراع على النفوذ والأوضاع الجيو سياسية.
ونظراً لأهمية مشاركة السوريين المدنية والسياسية في بناء مستقبل سوريا الموحدة. فإنه ينبغي الاشتغال على استنهاض عوامل قوتهم وقواهم الكامنة، وتوفير المناخات الملائمة لإطلاق العنان لكامل الطاقات البشرية الإبداعية المعرفية والإنتاجية.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعصاء المشروع الديمقراطي في سوريا
- في أوضاع الصحافة العربية الرائجة
- ماذا عن مركزية الدولة السورية
- متلازمة العمى العصبوي
- تآكل خيار علمانية الدولة السورية
- في لغة الحوار السائدة بين الرأسماليات
- عن التهالك «الداعشي»
- العولمة بكونها سبباً للنكوص إلى عصر القوميات؟
- هل تجاوزنا نحن السوريين عتبة الخوف؟!
- البلدان العربية وإشكالية المشروع التنموي
- محددات انتقاد الدولة الوطنية؟.
- المصالحات في سوريا: حدود وآفاق
- حاجتنا إلى استنهاض تيار وطني ديموقراطي سوري
- إشكالية اندماج الدولة بالسلطة
- التسلط بكونه مدخلاً للتطرف والعنف
- حاجة السوريين إلى آليات تفكير مختلفة
- بخصوص أوضاع منصَّات الحوار السورية وآفاقها
- بخصوص العولمة والعولمة البديلة
- السوريون بين اقتصاد الأزمة وأزمة الاقتصاد
- «العقل العربي» في دائرة الاتهام


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - سوريا الآن: سباقات من نوع مختلف