أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - جنون الارتياب














المزيد.....

جنون الارتياب


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 04:43
المحور: الادب والفن
    


جنون الارتياب _ثرثرة مفتوحة

نصيبي الشخصي من عقدة الاضطهاد,لا يتجاوز الحد الطبيعي المتوافر في سوريا. مع أن موقعي, الذي تحدّد غالبا بتأثير معكوس من مواقفي في المجتمع والسياسة والثقافة, كان على الدوام بلا سلّة أو عنب ويتلقى بشكل مستمر عدوان الناطور والحرس.كل حمايات العائلة والطائفة والحزب تخلّيت عنها قبل العشرين.
وذلك السبب الأول _كما أعتقد _الذي أصابني بجنون الارتياب.
.
*
بعد هذه الفقرة فتشت في"المعجم الموسوعي في علم النفس" ترجمة وجيه أسعد, وإصدار وزارة الثقافة, عن الارتياب و جنون الارتياب بلا جدوى, لم يعترف بعد بهذه الحالة كمرض صريح, الحمد لله. شعوري مزيج من الفرح والأسى, فرح لأن لدينا ما نقدّمه للآخر وإن يكن على مستوى المرض, والأسى بسبب معاكس, مازالت عتبة الثقة في تلك البلاد أعلى من سقف الطموح لديّ, صرت أخاف من الحديث عن السوريين, مع ظني أن أغلب من يصلهم هذا الكلام ليسو أقل مني قلقا وارتيابا, وفقدان ثقة بالنفس والآخر.
أستطيع تكملة كلامي عن جنون الارتياب بحرية أكبر, طالما أعرض تجربة شخصية بشقيها المعيشي والثقافي. تتحصل درجة الثقة أو نقيضها الارتياب أولا عبر النصيب الشخصي من عاملين متعاكسين الخوف والأمان, لتضاف مؤثرات جديدة لا يتعدّى دورها تضخيم الحالة والشعور بها.
أن تكفّ عن الحلم, ثم تعرض عن الشأن العام, ثم تهمل حقوقك وواجباتك المباشرة لتتوقف أخيرا عن الاهتمام بنتيجة عمل تقوم به أو رأي تحمله, في ذلك حالة اكتئاب صريح أو مضمر. الحاجات القهرية تعيدنا إلى الواقع.
أن يثير قلقك الشديد اتصال تلفوني متأخر أو شخص غريب ينظر إليك بتمعن شيء مبرر ويدلّ على الفطنة والحذر, أما أن تتحول العادات اليومية الروتينية إلى تعذيب مستمر, ففي ذلك جنون الارتياب قولا وفعلا.
*
توجد علاقة مباشرة بين جنون الارتياب وصورة الآخر في النفس اللاواعية أولا.
كان الآخر في جوار منزلنا, وكان واضحا ومباشرا والتعامل معه يتم بشكل واعي ويكفي الانتباه والحذر لتجنب شرّه. وامتد إلى خارج عائلتنا, ثم قريتنا, كنت أكبر ويكبر الآخر معي وتتسع حدوده, ومع نهاية طور الشباب والدخول الشاحب في الكهولة, تحول الآخر إلى عالمي الداخلي, وصرت أكره وأرفض بعض الأجزاء الأساسية في شخصيتي, مع تغير اللغة والقاموس, بدل أعرف صارت يمكن أو ربما, بدل أريد أو أرفض صارت برأيي أو أعتقد أن في ذلك الخيار أو التصور أو, ربما ما لم أنتبه إليه.
بالمقابل صارت لوائح الأوامر والنواهي المحيطة بي تتقلّص إلى البعد اليقيني,
قاطعوا البضائع الدانيماركية_ هكذا قرأت في شوارع اللاذقية_هذا الملصق الآمر القطعي المنفصل تماما عن الشك أو التخمين والعالم النسبي بمجمله.
يا إلهي...أنا لا أعرف عن الدانيمارك أي شيء, سوى الكاريكاتير الشهير, ومطلوب مني أن أقاطع بضائعهم,حسنا سأفعل. لكنني أفكر بطفولتي وشبابي الضائعين وأنا أتخيل هذا الجيل الفتي الذي يتم حقنه بجنون الارتياب, ماذا بعد عشر أو عشرين سنة, هل سيهتف شعب بكامله الموت "لسويسرا" مثلا, إذا غنّى أحدهم أو رسم أو كتب مادة سفيهة أو وقحة أو جريئة.
عدنا من مناقشة كتاب" الحداثة المعطوبة" في عاديات جبلة للكاتب ياسر اسكيف, والعدد الإجمالي للحضور 12 نفرا, أكثر من نصفنا لم يقرأوا الكتاب بكامله, مع انه وزع مجانا وباليد, ماذا يمكن القول!؟
جنون الارتياب هو الاستجابة الصحية والملائمة للمناخ العام في بلادنا.
عدا ذلك حالة ذهانية منقطعة بشكل تام عن الواقع الموضوعي.
لست غاضبا ولست حزينا ولست فرحا ولست أي شيء, سوى ضجران يثرثر, ثم يعاتبه أصدقاءه على جملة مجازية أولا: من تحت الأحذية يجري الواقع.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - جنون الارتياب