أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول؟















المزيد.....

ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 14:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول
طلعت رضوان
باب أسباب النزول (أى الذى تناول فيه مفسروالقرآن شرح وتفاصيل الواقعة التى بسببها نزلتْ بعض الآيات) وهذا الباب المهم يكرهه ويُـعاديه كل الأصوليين الإسلاميين (لافرق بين مُـعتدلين ومُــتشـدين) لأنّ شرح أسباب النزول يكشف عن حقيقة يود أصحاب العاطفة الدينية (لوأنّ الأمربيدهم) لمنعوا قراءة الكتب التى تناولتْ هذا الباب من الفقه الإسلامى، ومن كل الدراسات والرسائل العلمية التى تتناول القرآن وأنّ الآيات العديدة التى فرضها الواقع تكشف عن أنّ القرآن كان مرآة وترجمة لهذا الواقع. وكان رواة الأحاديث الذين اعتمد عليهم البخارى، لديهم درجة عالية من الصدق مع النفس (سواء بسذاجة أوبغرض التمجيد والافتخار) وهم يحكون ما سمعوه من أحاديث قالها نبى الإسلام (بغض النظرعن صدقهم أوتلفيقهم)
فمثلا آية التيمم عالجتْ شـُـح الماء فى الجزيرة العربية. وماذا يحدث فى حالة (الغائط) وملامسة النساء فيكون البديل التيمم وهوما نصّـتْ عليه الآية رقم 6 من سورة المائدة. والتيمم يكون بالتراب (الطاهر) أما سبب نزول تلك الآية: عن فلان عن فلان عن عائشة زوج النبى (أى زوجة النبى) قالت: خرجنا مع رسول الله فى بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء (أى الصحراء) انقطع عـُـقد لى فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى أبى بكرالصديق وقالوا: ألاترى ما صنعتْ عائشة، أقامتْ برسول الله وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبوبكرورسول الله واضع رأسه على فخذى، فقد نام. فقال: حسبتُ رسول الله والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء. فقالت عائشة: فعاتبنى أبوبكروقال: ما شاء الله أنْ يقول وجعل يطعننى بيده فى خاصرتى، فلايمنعنى من التحرك إلاّمكان رسول الله على فخذى. فقام رسول الله حين أصبح على غيرماء، فأنزل الله آية التيمم (حديث رقم334) وهذا الحديث رديىء الصياغة ركيك الأسلوب أرهق عقلى بسبب الاسهاب والانتقال من مشهد إلى مشهد، بينما العبرة بأسباب نزول آية التيمم، لم ترد صريحة ومباشرة، وعلى القارىء أنْ يستنتجها من كلام عائشة أنّ النبى نام على فخذها، فلماذا نزلتْ آية التيمم إلاّ إذا كان قد نال شهوته الجنسية وعليه أنْ يتطهر، ونظرًا لعدم وجود الماء نزلتْ آية التيمم.
أما الحديث المروى عن عمربن الخطاب فهووثيقة دامغة على أنّ (الله) كان يستجيب لرغبات البشر. قال عمر: وافقنى ربى فى ثلاث ، فقلتُ يا رسول الله لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلتْ ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) وآية الحجاب قلتُ: يا رسول الله لوأمرتَ نساءك أنْ يحتجبن، فإنه يـُـكلــّـمهنّ البروالفاجر، فنزلتْ آية الحجاب. واجتمع نساء النبى فى الغيرة عليه فقلتُ لهنّ: من عسى ربه أنْ طلقكنّ أنْ يـُـبدلنه أزواجـًـا خيرًا منكنّ، فنزلتْ آية الحجاب (حديث رقم402) وهذا الحديث ورد فى أمهات الكتب التراثية، ولكن ما ورد فى صحيح البخارى جاء مبتورًا، حيث ذكرآخرون أمثال النسائى وابن ماجة وأنس بن مالك، أنّ (الله) وافق عمرفى مواقف أخرى، فمثلا عندما نزلتْ آية ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)) قال عمر((تبارك الله أحسن الخالقين)) فنزلتْ ((فتبارك الله أحسن الخالقين)) (المؤمنون/ 14) وتوجد آية خامسة نزلتْ على لسان عمربن الخطاب، ذكرتفاصيلها ابن جريروابن المنذروابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى أنّ يهوديًا لقى عمرفقال: إنّ جبريل الذى يذكرصاحبكم عدولنا. فقال عمر((من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال، فإنّ الله عدوللكافرين)) (البقرة/98) وقد أسهب السيوطى فى ذكرتفاصيل تلك الواقعة، وأهم ما ذكره أنّ عمرقال ((ثم أتيتُ النبى وأنا أريد أنْ أخبره، فلما لقيته قال: ألا أخبرك بآيات نزلتْ علىّ؟ فقال عمر: بلى يا رسول الله فقرأ ((من كان عدوًا لجبريل..إلخ)) فقال عمر: يارسول الله. والله ما قمتُ من عند اليهودى إلاّ إليك لأخبرك بما قالوا لى، وقلتُ لهم فوجدتُ الله قد سبقنى)) (المصدر: أسباب النزول للواحدى النيسابورى ص17، 18)
أما أهم واقعة حدث فيها التوافق التام بين (الله) وعمر، فهى الواقعة التى عالجتْ موضوع أسرى غزوة بدر، حيث استشارالنبى أبا بكر، فأشارعليه بالرفق بهم مع أخذ الفدية منهم، بينما رأى عمرضرورة ضرب أعناقهم، تجاهل النبى رأى عمروأخذ رأى أبى بكر، واستلم (الفدية) من أهالى الأسرى ثم أطلق سراحهم، ثم كانت المُـفاجأة التى أسعدتْ عمر، حيث استجابتْ السماء لرأيه وأيـّـدتْ موقفه من ضرورة قتل الأسرى. وفى حديث عن ابن عمرقال فيه: استشارالرسول فى الأسرى فقال أبوبكر: هم قومك وعشيرتك، فخلّ سبيلهم. واستشارعمرفقال: اقتلهم، ففاداهم رسول الله. فنزلتْ ((ماكان للنبى أنْ يكون له أسرى حتى يــُـثخن فى الأرض تــُـريدون عرض الدنيا والله يـُـريد الآخرة)) (الأنفال/ 67) وذكرالفخرالرازى الحديث بشىء من التطويل وجاء فيه ((فقام عمروقال للرسول: كذبوك (أى الأسرى) وأخرجوك فاضرب أعناقهم، فإنّ هؤلاء أئمة الكفر. وإنّ الله أغناك عن الفداء، فمكــّـن عليًا من عقيل وحمزة من العباس، ومكــّـن من فلان فينتسب له فنضرب أعناقهم)) ولكن الرسول مال إلى قول أبى بكر. وكان تعليق الراحل الجليل خليل عبد الكريم على موقف عمربأنْ كتب ((ولاندرى كيف يـُـواجه الإمام على رضى الله عنه وكــرّم وجهه إخوة عقيل وأسرته لوقتله؟ وكيف يـُـصبح موقف حمزة من أم الفضل (زوجة العباس) وأولادها منه لونفــّـذ مشورة عمر، وقتل أخاه الذى هوفى ذات الوقت عم (يس/ ياسين) الذى أفزعته تلك المشورة فقال لصاحبها (أى لعمر) أتأمرنى أنْ أقتل العباس؟ فقال عمر: ويلٌ لعمرثكلته أمه)) (المصدر: التفسيرالكبير- الفخرالرازى– المجلد السابع – ج 14 – ص 538، 539) ونقل القرطبى ذات الحديث. وكان عمريقول ((كان الاثخان فى القتل أحب إلىّ)) (النيسابورى– نقلا عن خليل عبد الكريم فى كتابه " النص المؤسس ومجتمعه " – السفر الأول – دارالمحروسة– عام 2002- ص 236، 237) وقد تعمّـدتُ نقل ما ورد فى أحاديث أخرى غيرالتى أوردها البخارى، من منطق أهمية قراءة مجمل الكتب التى أوردتْ الأحاديث، حتى تكون الصورة مـُــكتملة.
وبالرجوع إلى البخارى ورد الحديث التالى: عن فلان عن فلان عن ابن عباس قال: انطلق النبى فى طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبرالسماء، وأرسلتْ عليهم الشهب فرجعتْ الشياطين إلى قومهم. فقالوا ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبرالسماء)) والحديث طويل جدًا وانتهى بأنّ الجن قالوا (إنــّـا سمعنا قرآنــًـا عجبًا، يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نــُـشرك بربنا أحدًا)) (سورة الجن/ 1، 2) فأنزل الله تلك الآية على نبيه والتى تبدأ ب ((قل أوحى إلىّ أنه استمع نفرمن الجن..إلخ)) وإذا كان هذا الحديث عالج مسألة (أسباب النزول) فإنه أكــّـد– فى ذات الوقت– على البـُـعد الميتافيزيقى فى علاقة (الشياطين) بالسماء، وأنّ الشياطين هى التى حالتْ بين الجن وخبرالسماء.
وعن فلان عن فلان عن جابربن عبد الله قال: بينما نحن نصلى مع النبى، أقبلتْ عــِـير(أى جمال أوغيرها) تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها حتى ما بقى مع النبى إلاّ اثنا عشررجلا، فنزلتْ آية ((وإذا رأوا تجارة أولهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًـا)) (حديث رقم 936- والآية وردتْ فى سورة الجمعة/11) وذلك الحديث كشف عن 1- أنه لولا انصراف الناس عن الصلاة وتركوا النبى وهوقائم يـُـصلى، لما نزلتْ الآية. 2- أنّ الآية وصفتْ (واقعة حقيقة حدثتْ بالفعل) 3- أنّ الذين تركوا الصلاة تصرّفوا تصرفــًـا انحازوا فيه للواقع (المادى) أى أنهم كانوا مع مصلحتهم فى الحياة الدنيا، ولم يهتموا بثواب (الآخرة) لوأنهم صبروا حتى تمام الصــلاة 4- أنْ الآية ذكرتْ أنهم كانوا ينصرفون عن الصلاة إذا ((رأوا لهوًا)) أى ليست التجارة فقط.
وعن فلان عن فلان عن جندب بن عبد الله قال: احتبس جبريل (أى امتنع ولم ينزل) على النبى، فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه شيطانه، فنزلتْ ((والضحى والليل إذا سجى)) (حديث رقم 1125) أى أنه لولاكلام تلك المرأة (من قريش) التى شبـّـهتْ جبريل بالشيطان، لما نزلتْ سورة الضحى، رغم أنّ آيات تلك السورة (وعددها 11 آية) ليس فيها آية واحدة تــُـشيرإلى تأخرجبريل على النبى، فلماذا تمّ ربطها بكلام المرأة القرشية؟ وهل توجد تفاصيل لم يذكرها راوى الحديث أوذكرها وامتنع البخارى عن ذكرها؟
وعن فلان عن فلان عن ابن عباس قال: قال أبولهب عليه لعنة الله للنبى: تبـًـا لك سائراليوم، فنزلتْ ((تبـّـتْ يدا أبى لهب وتب)) (حديث رقم 1394) أى أنه لولاكلام أبى لهب الذى سبّ النبى بكلمة (تبــًـا) ومعناها فى قواميس اللغة العربية ((ألزمه الله هلاكــًـا وخسرانــًـا)) (مختارالصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 88) وبدلامن أنْ يرد النبى الإهانة تولى تلك المهمة القرآن فى سورة كاملة وصفت فيها الموقف من أبى لهب (الذى اختلف مع نبى الإسلام) فقالت ((تبـّـتْ يدا أبى لهب. ما أغنى عنه ما له وما كسب. سيصلى نارًا ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب. فى جيدها حبل من مسد)) (سورة المسد كاملة)
وعن فلان عن فلان عن أبى إسحاق قال: سمعتُ البراء (رضى الله عنه) يتكلــّـم عن آية ((وليس البربأنْ تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرمن اتقى. وأتوا البيوت من أبوابها)) وبعد أنْ ذكرالآية قال: نزلتْ هذه الآية فينا، حيث كانت الأنصارإذا حجوا فجاؤوا لم يدخلوا من قبـِـل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصارفدخل من قـِـبل بابه، فكأنه عـُـيّـربذلك فنزلتْ الآية (حديث رقم 1803) وتلك الآية وردتْ فى سورة البقرة/189. وهذا الحديث (بغض النظرعن صحته أوضعف سنده) يجعل العقل الحريتساءل 1- كيف ولماذا كان الأنصاريدخلون بيوتهم من (ظهورها)؟ 2- هل توجد أسباب (لم يذكرها أحد) أنهم لم يكونوا يدخلون بيوتهم (من أبوابها) كما جاء فى الآية؟ 3- ما علاقة (التقوى) بمسألة دخول البيوت (سواء من ظهورها أومن أبوابها)؟ وهل يـُـفهم من الآية أنّ الأنصاركانوا يفعلون شيئــًـا ضد مفهوم (التقوى)؟ وهذه الأسئلة سكت الحديث عن الافصاح عنها 4- أنه لولاذلك التصرف (المـُـريب) من الأنصار، لما نزلتْ تلك الآية، أى أنها جاءتْ لتصف حالة واقعية.
وعن فلان عن فلان عن مجاهد قال: سمعتُ عبد الرحمن بن أبى ليلى، أنّ كعب بن عجرة حدثه قال: وقف أمامى رسول الله فى الحديبية ورأسى يتهافت قملا، فقال (يؤذيك هوامك؟)) قلتُ نعم. قال: ((فاحلق رأسك)) قال ((نزلتْ فىّ آية ((فمن كان منكم مريضـًـا أوبه أذى من رأسه.. إلخ)) (البقرة/ 196) أى أنه لولاذلك المشهد الذى حدث مع (كعب بن عجرة) والقمل (يتهافتْ) من رأسه (والأدق لغويًا يملأ رأسه) وحوارالنبى معه، لما نزلتْ تلك الآية.
وعن فلان عن فلان عن عبد الله بن يزيد قال: سمعتُ زيد بن ثابت يقول: لما خرج النبى فى غزوة (أحد) رجع ناس من أصحابه فقالت فرقة منهم: نقتلهم. وقالت فرقة (أخرى) لانقتلهم، فنزلتْ ((فما لكم من المنافقين فئتيْن والله أركسهم بما كسبوا..إلخ)) (سورة النساء/ 88) وفى نهاية الحديث قال النبى ((إنها تنفى الرجال كما تنفى النارخـَـبث الحديد)) (حديث رقم 1884) والمـُـلاحظ على هذا الحديث 1- أنّ الحديث لم يذكرماذا كان قصد النبى من قوله (إنها) فهل كان يقصد (الفتنة) أم يقصد الفئة التى قالت (نقتلهم) أم الفئة التى قالت (لانقتلهم)؟ وهذه الأسئلة تدخل ضمن ما اعتبرته (الأحاديث المبتورة من سياقها) 2- الحديث يُـوضــّـح الانقسام داخل أتباع النبى حول (قتل الخصوم) وماحدث فى غزوة أحد 3- ولأنّ الحديث مبتورمن سياق الأحداث التى وقعتْ فى تلك الغزوة، حيث أنّ الكثيرين من أتباع محمد تركوا (ميدان المعركة) لجمع الغنائم قبل انتهاء المعركة لصالح جيش محمد، وهذا معنى ما جاء فى الآية ((والله أركسهم بما كسبوا)) فكانت النتيجة هزيمة جيش نبى الإسلام، فهل الانقسام فى الرأى عن (القتل) كان يُـشيرإلى قتل أتباع محمد الذين فروا من المعركة؟ وهذا السؤال يؤكده ما جاء فى الآية المذكورة ((فما لكم من المنافقين فئتيْن)) وما قاله النبى (إنها تنفى الرجال كما تنفى النارخـَـبث الحديد) وهوالمعنى الذى قاله النبى فى حديث آخرعبـّـر فيه عن موقفه من (يثرب) وهوحديث رواه أبوهريرة الذى قال: قال رسول الله: أمرتُ بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهى المدينة، تنفى الناس كما ينفى الكيرخـَـبث الحديد)) (حديث رقم 1871)
وعن فلان عن فلان عن البراء (رضى الله عنه) قال: كان أصحاب محمد إذا كان الرجل صائمًـا، فحضرالإفطار، فنام قبل أنْ يفطر، ولم يأكل ليلته ولايومه حتى يمسى. وأنّ قيس بن صِـرمة الأنصارى كان صائمًـا، فلما حضرالإفطارأتى امرأته وقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا. ولكن أنطلق فأطلب لك (طعامًـا) وكان يومه يعمل فغلبته عيناه (أى نام) فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك (أى خيبك الله) فلما انتصف النهارغـُـشى عليه، فذكرذلك للنبى، فنزلتْ آية ((أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)) (البقرة/ 187) ففرحوا فرحـًـا شديدًا ونزلتْ كذلك ((وكلوا واشربوا حتى يتبيـّـن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجرثم أتموا الصيام إلى الليل..إلى قوله ((ولاتباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد)) (الآية السابقة- والحديث رقم 1915)
وهذا الحديث ردىء الصياغة ركيك الأسلوب المُـرهق للعقل عليه الملاحظات التالية 1- أنه جمع بين المدة المسموح بها لتناول الطعام فى شهرالصيام، وبين مضاجعة الرجل لزوجتـــه 2- كيف يكون الناس فى شهرالصيام وفى نفس الوقت لايكون فيه طعام، كما حدث عندما سأل الرجل زوجته: أعندك طعام؟ فقالت لا، ولكن أنطلق فأطلب لك طعامًا، فلماذا لم تــُـجهـّـزتلك المرأة الطعام لزوجها؟ ولماذا انتظرتْ حتى عودة الزوج إلى البيت وقالت إنها ستخرج لتأتى له بالطعام؟ 3- فإذا كانت البيئة الصحراوية حرمتْ أهلها من الماء والطعام، فلماذا كان الصيام مع شدة الحرونقص الماء والطعام؟ وهل السبب هومجرد الاستمرارلما كان عرفــًـا قبل دعوة محمد للإسلام؟ وأنّ تقديس شهررمضان انتقل إلى الإسلام عن الفترة التى نعتها ب (الجاهلية) حيث كان المُــتحنفون يفعلون ذلك ومنهم عبد المطلب جد النبى 4- كيف جامع الرجل زوجته وهوصائم؟ وهل هذا الفعل كان لابد أنْ ينتظرالآية التى نظــّــمتْ العلاقة بين الرجل وزوجته، أى أنّ الجماع يكون قبل بدء الصيام 5- مغزى آية ((ولاتــُـباشروهنّ وأنتم عاكفون فى المساجد))؟ حيث أنه– يتبيـّـن منها أنهم كانوا يفعلون ذلك داخل المساجد- فنزلتْ تلك الآية لتمنعهم من ذلك الفعل الذى تأباه الفطرة الإنسانية الطبيعية، وتعف عن ممارسته فى أماكن دورالعبادة.
وعن فلان عن فلان عن عبد الله بن أبى أوفى (رضى الله عنه) أنّ رجلا أقام سلعة (مكتوبة هكذا) وهوفى السوق، فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعط، ليوقع فيها رجلامن المسلمين فنزلتْ آية ((إنّ الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنـًـا قليلا)) (آل عمران/ 77) أى أنه لولاتلك الواقعة (الحقيقية) لما نزلتْ تلك الآية التى وصف فيها (الله) هذا الرجل وأمثاله بأنهم ((لاخلاق لهم فى الآخرة)) فإذا كان المقصود ب (الخلاق) الأخلاق، فهل البشرفى (الآخرة) سيمارسون ذات الأفعال كما كانوا يفعلون فى الدنيا؟ ومنها البيع والشراء؟ أوأية تصرفات (دنيوية) لا أخلاق فيها؟ كما أنّ (الله) لن يـُـكلــّـمهم ولن ينظرإليهم يوم القيامة ولن يُـزكيهم وتوعدهم ب ((العذاب الأليم)) أى أنّ تلك الواقعة التى وردتْ فى الحديث كانت السبب فى الاضافات التى وردتْ بتلك الآية فى الحديث رقم 2088، وتكررفى الحديث رقم 2667.
وعن فلان عن فلان عن أبى الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنتُ قنــًـا (أى عبدًا) فى الجاهلية. وكان لى على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه (منه) فقال: لا أعطيك حتى تكفربمحمد. فقلتُ لا أكفرحتى يـُـميتك الله ثم تــُـبعث. قال دعنى حتى أموت وأبعث، فسأوتى مالاوولدًا، فأقضيك)) فنزلتْ ((أفرأيتَ الذى كفربآياتنا وقال لأوتين مالاوولدًا)) (سورة مريم/77) وذلك ما ورد فى الحديث رقم 2091 ، وتكرّرفى الحديث رقم 2275. أى أنّ تلك الآية جاءت مُـردّدة ما قاله ذلك الرجل الذى رفض تأدية ما عليه من دين للدائن.
وعن فلان عن فلان عن سهل بن سعد الساعدى أنه قال: رأيتُ مروان بن الحكم جالسًا فى المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أنّ زيد بن ثابت أخبره أنّ رسول الله أملى عليه: لايستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون (وصحتها المجاهدين لأنها معطوفة على ما قبلها) فى سبيل الله. قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهويُـمليها علىّ قال: يا رسول الله لوأستطيع الجهاد لجاهدتُ. وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله، وفخذه على فخذى، فثقلتْ علىّ حتى خفتُ أنْ ترضّ فخذى، ثم سرى عنه فأنزل الله عزّوجل ((غيرأولى الضرر) (حديث رقم 2832) والآية المذكورة وردتْ فى سورة النساء/ 95. أى أنه لولاتدخل ابن أم مكتوم أثناء كتابة تلك الآية، ولفتَ نظرالنبى إلى أنه (أعمى) وبالتالى لن يتمكــّـن من (الجهاد) مثله مثل المُـبصرين، لولاذلك ما تمتْ إضافة جملة ((غيرأولى الضرر) وهكذا يتبيــّـن أهمية (باب أسباب نزول الكثيرمن الآيات) التى تعكس واقعـًا (ماديًا/ حقيقيًا) ومن خلال الجدل والحواربين أصحاب تلك الوقائع ونبى الإسلام، تمـّــتْ استجابة السماء، لما أبدوه من ملاحظات، فنزلتْ الآيات: إما بالتأييد (فى بعض المواقف) كما حدث من تأييد لآراء عمربن الخطاب، أوماحدث مع ابن أم مكتوم، وإما بالإدانة كما حدث مع الرجل الذى رفض أداء ما عليه من دين للدائن. ولأنّ باب (أسباب النزول) من الأبواب المهمة فى كتب تفسيرالقرآن، لأنه يؤكــّـد على أنّ القرآن كان ترجمة لواقع البيئة العربية/ البدوية/ الرعوية، لذلك فإنّ أصحاب العاطفة الدينية، الذين ختم الإسمنت عقولهم، يكرهون هذا الباب ويرفضون الاعتراف به.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مؤسس الدولة الدينية؟ عبدالناصرأم السادات؟
- مغزى ضرب تجربة الليبرالية المصرية
- هل الخرافة فى أوروبا مثل خرافة العرب والمسلمين؟
- مشهد من تاريخ المجازرالعربية/ العربية
- مفارقة التبشيربالهداية والتهديد بالسلاح
- الأساس التوراتى لوعد بالفور
- الدين وخصوصية الثقافة القومية
- الغاء الخلافة وتحريرالشعوب من قبضتها
- الشرق والغرب فى فكرإسماعيل أدهم
- عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ
- إلى متى يستمر دور الكهنوت الأزهرى؟
- أليس النشيد الوطنى رمز للولاء
- أدعياء الليبرالية تكشفهم مو
- الفرق بين الفلاسفة والدعاة
- أوهام تجديد الخطاب الدينى (1)
- عصرالعقوبات البدنية وعصرحقوق الإنسان
- هل يمكن كسرالحصارحول حق الاختلاف؟
- المرأة المصرية وتحطيم القيود (1)
- الغيطانى والبحث عن الجذور المصرية
- هل يوجد فرق بين لواء شرطه متعصب ومفجرالكنائس؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول؟