أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة















المزيد.....

الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مطلع عام 2014 كتبت ثلاثة عشر مقالا عن القضية الكردية والعلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم. وملخصها أن للكرد العراقيين طموح مشروع في الانفصال وتأسيس دولة مستقلة. غير أن الواقع الجغرافي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط ومصالح الدول الكبرى ووجود الكرد في أربع دول غير منسجمين اجتماعيا وسياسيا، عوامل تجعل من حلمهم بعيد المنال ولن يتحقق في المدى المنظور. ويبدو أن معظم قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني غلب عليهم وهم من الطموح في الجاه والمناصب والحفاظ على المكاسب الشخصية في دولة مستقلة وأنساهم الواقع فنفذوا الاستفتاء رغم كل النصائح التي جاءت من واشنطن ومعظم أوروبا والعرب والجارتين تركيا وإيران ومن بغداد.
قبل 25 أيلول 2017 كان الإقليم دولة مستقلة إلاّ بالمسمى، وكان معظم المحللين والصحفيين الغربيين يذكرون الإقليم ب " شبه المستقل" وعلى مدى عقد من الزمن، قبل 2014، وفي إطار تفاهمات نفعية شخصية بين قادة الإقليم وساسة المحاصصة في الحكومة المركزية تمكن الإقليم من أن يُجيّر ل "خزينته" ولحسابات خاصة وفرات مالية مصدرها 17% من الموازنات المالية السنوية الاتحادية، فضلا عن استحواذه على موارد النفط المصدر من حقول شمال العراق وعلى الرسوم التجارية من منافذ الحدود البرية والجوية. وخلال عقد من الزمن كانت الموارد المالية التي تؤول للإقليم سنويا وتقدر ب (14 مليار دولار من الموازنة الاتحادية + 10 مليارات دولار من صادرات النفط ورسوم المنافذ الحدودية والضرائب). معظم ذلك خسره الإقليم بعد الاستفتاء. رغم أن انقرة وطهران ابقيتا على تعاملهما التجاري قائم حتى الان رغم التهديدات. ولاتزال المنافذ الحدودية تحت سيطرة الإقليم وجباية رسوم الحركة التجارية موارد مالية لخزينة الإقليم.
وفرة المال وتنامي اقتصاد الإقليم، خلال عقد من الزمن، عاملان تسببا بالوهم الذي صدقه قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وكرّسه "غزلٌ" ووعود كلامية من انقرة وطهران وواشنطن "بإسناد" اقتصاد الإقليم. ولم يرق ذلك الغزل أو تلك الوعود إلى موافقة انقرة وطهران وواشنطن إلى دعم طموحات الإقليم في الانفصال عن العراق وتأسيس دولة.
في 6/11/ 2017 تناقلت وكالات الأنباء مقاطع من مقابلة مع السيد مسعود البرزاني أجرتها معه إذاعة " أن بي آر" الأمريكية ونقلتها وسائل إعلام كردية قال فيها "لست نادما على إجراء الاستفتاء، وتوقعنا أن يتم إغلاق الحدود، واتخاذ إجراءات اقتصادية ضد إقليم كردستان، إلا أننا لم نتوقع أن تتم مهاجمتنا عسكريا. وأن الموقف الروسي من الأزمة بين بغداد وأربيل كان أكثر إيجابية من الموقف الأميركي، وأن أن إقليم كردستان يعيد تقييم علاقته مع واشنطن قياسا بموقفها الأخير".
ربما لا يعرف السيد البرزاني ورفاقه أو يدركون حقيقة ان الحرب الباردة لا تزال قائمة وأكثر سخونة بين واشنطن وموسكو. فواشنطن التي اعلنت رفضها لإجراء لاستفتاء وأكدت بعد إجراءه تأييدها لوحدة العراق رصدت تحرك شركة "روسنفت" العملاقة الحكومية الروسية لإسناد الإقليم قبل الاستفتاء وبعده وما كانت "روسنفت" تتصرف إلا بأمر من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن". فبالرغم من معارضة روسيا استقلال الاقليم رسمياً. لكنَّ ذلك لم يمنعها من توقيع صفقةٍ بقيمة 400 مليون دولار مع حكومة إقليم كردستان في 31تشرين الأول، تتعلَّق بحقوق التنقيب عن النفط. وقد استثمرت روسيا بالفعل أكثر من 4 مليارات دولار على مدار العام 2016 في حقول نفط كردستان، وأصبحت شركة روسنفت أكبر مشترٍ للنفط الكردي بعد تقليص الشركات الغربية استثماراتها. ذلك يفسر امتعاض واشنطن من التخبط في علاقات الإقليم.
وفي 14 تشرين الثاني 20127 قالت "روسنفت" إنها دفعت 1.3 مليار دولار لحكومة كردستان العراق كمدفوعات مسبقة عن إمدادات نفطية خلال 2017، وذلك مع إعلانها عن قفزة فى صافى ربحها فى الربع الثالث من العام الحالي.
ويمكن القول إن من المستبعد أن تعود أوضاع الإقليم إلى ما كانت عليه قبل 2014. وأن الغضب والحيف والخيبة التي يشعر بها قادة الإقليم سببها أن الإقليم قبل الاستفتاء كان دولة شبه مستقلة برئيس وبرلمان ووزراء وجيش (البيشمركه) وقنصليات أجنبية تمارس صلاحيات السفارات وعلم و...و...و...ودستور. وكان الإقليم يزدري الحكومة المركزية ولا يعترف بالدستور العراقي إلا بالقدر الذي يفسر احكامه لصالحه. والان يريد قادة الإقليم، المنقسمون بحدة، أن يعامل الإقليم معاملة خاصة بالتمويل والإدارة. وتريد الحكومة المركزية أن تعامل الإقليم معاملة أي محافظة عراقية في التمويل والإدارة وفق الدستور ومبدأ السيادة. وهذا ما يجرد قادة الإقليم عما كانوا عليه من المناصب والمنافع.
بعد الاستفتاء تصاعدت التناقضات بين الإقليم وبين الحكومة المركزية. ففي الوقت الذي وحدت نتائج الاستفتاء العراقيين وأكدت لهم تأييد معظم دول العالم، فإن نتائج الاستفتاء أوقعت الفرقة والتناقض بين الأحزاب الكردية إلى الحد الذي جعل حركة التغيير ترى "أن حكومة الإقليم الحالية غير شرعية ولا يمكن أن تمثل الإقليم في الحوار مع الحكومة المركزية للحفاظ على المكتسبات".
ويبدو أن الهوة بين حكومة الإقليم والأحزاب المعارضة تتباعد بسبب رفض حركة التغيير والأحزاب الإسلامية طروحات الحكومة في أجندة الحوار التي من المقرر أن يأخذها قادة الإقليم إلى بغداد.
المتوقع أن يكون موقف الحكومة المركزية في إي حوار مع الإقليم على الأسس التالية:
ـــــــ رفض طرح الاستفتاء ونتائجه أو إدراجه في أي أجندة للحوار مستقبلا.
ـــــــ معاملة الإقليم كأي محافظة عراقية أخرى في الحقوق والواجبات. بما في ذلك اعتبار حكومة الإقليم بصفتها حكومة محلية.
ـــــــ إعادة التفاوض مع شركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم كافة ليكون تعاقدها مع وزارة النفط العراقية مباشرة. إذ أن عقود الاستثمار بين الإقليم والشركات لم تكن عادلة.
ـــــــ العوائد المالية للنفط المصدر تعود حصرا للخزينة المركزية. ويعامل الإقليم معاملة البصرة أو أي محافظة منتجة للنفط. في تخصيصات موازنة 2018 والأعوام المقبلة.
ــــــــ السيطرة على المنافذ الحدودية البرية والجوية وإدارتها من قبل موظفي الحكومة المركزية تجاريا. وقوات حرس الحدود الحكومية أمنيا. وتكون العوائد المالية المحصلة من جباية الرسوم التجارية المفروضة على الأشخاص والبضائع للخزينة المركزية.
ــــــــ قوات "البشمركة " قوات عراقية تابعة لوزارة الدفاع. يتم التفاوض على أعدادها وتشكيلاتها وتسليحها ليصار إلى دفع رواتب منتسبيها أسوة بتشكيلات القوات المسلحة الأخرى.
ـــــــــ موظفو المؤسسات والدوائر حكومة الإقليم المحلية موظفون عراقيون في تقسيماتهم الإدارية ودرجاتهم المالية وتدفع رواتبهم من قبل الحكومة المركزية.
ومن تابع ردود وأحاديث المسؤولين الكرد بشأن مطالب الحكومة الاتحادية فإنها جاءت سلبية ترفض كل ما ورد فيها وقالوا "إنها مطالب تعجيزية لا تمهد للحوار" وجاء رد حكومة الإقليم في 14 تشرين الثاني، 2017، على قرار المحكمة الاتحادية العليا، بشأن عدم وجود نص في الدستور يجيز انفصال أي مكون بالعراق، داعيةً "للبدء بحوار وطني شامل لحل الخلافات عن طريق تطبيق جميع المواد الدستورية بأكملها بما يضمن حماية الحقوق والسلطات والاختصاصات الواردة في الدستور".وجاء في بيان حكومة الإقليم حول تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الأولى من الدستور العراقي" نحترم تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الأولى من الدستور، وفي نفس الوقت نؤكد إيماننا بأن يكون ذلك أساساً للبدء بحوار وطني شامل لحل الخلافات عن طريق تطبيق جميع المواد الدستورية بأكملها بما يضمن حماية الحقوق والسلطات والاختصاصات الواردة في الدستور باعتبارها السبيل الوحيد لضمان وحدة العراق المشار إليه في المادة الأولى من الدستور."
المشكلة لا تزال قائمة بين الحكومة الاتحادية والاقليم وسببها الدستور ذاته، إذ أن كل طرف يتذرع بالدستور الذي، كما يبدو، أن أحكامه صيغت بعفوية أو بقصد لتحتمل أكثر من تفسير. أو أنها صيغت بفعل ضغوط المحتل ومصالح فئوية نفعية شخصية لتتضمن فقرات تحولت إلى بؤر للخلاف والتناقض. فكلُّ يفسر عدد من احكامه لصالحه. فالدستور يحب ان يعاد النظر في صياغة تلك النصوص التي يمكن ان تفسرها بازدواجية المعنى والتي تنفضي إلى تناقض فقراته.
وكما وضعنا تصورا لأهم ثوابت الحكومة الاتحادية فللإقليم ثوابته. فما الذي يريده الإقليم.
ـــــــ حق الإقليم في ملكية وإدارة حقول النفط. وأن الموارد المالية من النفط المصدر حق للإقليم حصرا. وذلك حق مكتسب لا تنازل عنه.
ـــــــ الموارد المالية من النفط المصدر من كركوك يتفاوض على تقاسمها مع وزارة النفط الاتحادية.
ـــــــ المنافذ الحدودية الجوية والبرية في محافظات الإقليم تدار بالمشاركة بين الإقليم والحكومة الاتحادية. ولكن الموارد المالية من جباية الرسوم على الحركة التجارية من حق الإقليم ولخزينته حصرا.
ــــــــ قوات الإقليم المسلحة (البيشمركة) تُعد تشكيلاتها وصنوفها من ضمن القوات المسلحة الاتحادية لذا فإن رواتب منتسبيها كافة من الموازنة المالية لوزارة الدفاع الاتحادية.
ــــــــ بقاء نسبة 17% من الموازنة المالية الاتحادية السنوية كما هي حق مكتسب.
ــــــــ الموظفون في مؤسسات حكومة الإقليم يعاملون معاملة الموظفين في مؤسسات الحكومة الاتحادية وتدفع رواتبهم من موازنات الوزارات والمؤسسات والهيئات الاتحادية.
وبعد ... تبدو مطالب حكومة الإقليم متناقضة كثيرا مع ثواب الحكومة الاتحادية. وبما أن الطرفين يتذرعان بمرجعية الدستور. فليكن الاقناع بالحجة وبتعزيز الثقة في صدق النوايا بين أبناء البلد الواحد منهجا للحوار المرتقب.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار ... بين مبادرة الإقليم وثوابت الحكومة الاتحادية
- لا منتصر في الحروب.. وفي السلم الحياة
- نتائج الإستفتاء تتلاشى والعراقيون أقرب إلى السلم
- الحوار والحوار.. ثم الحوار هو البديل لصالح مستقبل الكرد
- قبل استفتاء الإقليم وبعده؟
- الكرد وإسرائيل ... الاستفتاء والانفصال
- كل مصادر تمويل الإرهاب
- تطلعات الكرد ... واقع نقيض لطموحات مشروعة
- طلب من الرئيس -ماكرون- باسم القيم الفرنسية
- الفساد ... نظام اقتصادي موازي بحماية المفسدين
- استفتاءات الإقليم
- -كركوك- ... فذكر إن نفعت الذكرى
- تباعد تحقيق حلم دولة كُرد العراق
- البرزاني والمالكي
- حواضن الإرهاب .. بيوت في بغداد وحولها
- نظام نقدي عراقي معزز بعملة دينار جديد
- بعيدا عن الاقتصاد والسياسة .... -فوق النخل فوق - ... تصحيح ا ...
- هل ستستأنف أسعار النفط الخام الصعود وتتجاوز 100 دولار للبرمي ...
- غياب الحكمة في تناقضات المركز والإقليم
- لصوص وبنوك وحكومات ... مدانون بنهب أموال العراق


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة