أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب














المزيد.....

البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب
في مطلع الاسبوع الفائت اُعلن عن تأسيس أول نادٍ للضحك بهدف " مساعدة الناس للتع له بمركز كانو الثقافي معلومات واحصاءات خطيرة عن أحوال العرب النفسية وكثرة من شعوب العالم ، ولا أحسبها صادمة لي ، إذ أكّد ان 40% من شعوب العالم يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية ، لكن غالبيتهم بدلاً من أن يتعالجون عنها عند الأطباء المختصين في المستشفيات والمراكز الطبية فإن 63 ٪ منهم يلجأون إلى المشعوذين والدجالين وضاربي الودع ومصممي " الرقية " ، أو الزار لإخراج الجن من الاجساد المتسببة في تلك الأمراض النفسية ، أو اللجوء أضرحة الاولياء الصالحين للتشافي ، أو لفئة من رجال الدين المختصين بعمل حجبة أدعية أو "خيرة " لاشفائهم مما هم فيه . والاسوأ من ذلك يلفت المحاضر إلى ان 11 % من المرضى الذين يلجأون الى مثل هذه العلاجات هم من ثلاث فئات يُفترض فيهم بأنهم أبعد الناس عن هذا النوع من العلاجات الخرافية الغيبية ألاهم السياسيون والرياضيون والممثلون .
على النقيض من ذلك فإننا لو تناولنا المجتمع البحريني على سبيل المثال ، لا الحصر ، فلعل من المفيد التذكير بواقعة من تاريخ القريب وتتمثل في الحالة النفسية السعيدة التي عمت الشعب البحريني بمختلف فئاته غداة أعلان الملك مطلع العقد الماضي عن الغاء قانون أمن الدولة ، واطلاق سراح مئات المعتقلين المعتقلين كافة ، والسماح بعودة جميع المنفيين ، وإعادة الجنسية أو جوازات السفر لمن سُحبت منهم ، إلى جانب ما أعقب ذلك من تصويت الشعب البحريني بالإجماع تقريباً على الميثاق الوطني لما تضمنه من نصوص مبادئ كمرشاد عمل ومرجعية لصياغة دستور ينص على فصل السلطات ، وسيادة واستقلال القضاء ، وحق الشعب في المشاركة في الشئون العامة ، وانشاء برلمان جديد من مجلسين أحدهما مُنتخب " انتخاباً حراً مباشراً " يتولى المهام التشريعية والثاني يتكون " من أصحاب الاختصاص للاستعانة بآرائهم فيما تتطلبه الشورى من علم وشورى " وهو - النص - الذي فهم الجميع منه في حينه عند التصويت على الميثاق وقبل صدور الدستور لاحقاً على خلاف ذلك بأنه مهام المجلس محصورة فقط في الشورى والتشاور وليس مجلساً يشارك المجلس المُنتخب في التشريع بالمناصفة وعلى قدم المساواة . . كل ذلك أطلق فرحة عارمة أجتاحت قلوب البحرينيين برمتهم ، ولعل أصدق من عبّر حينها عن هذه المشاعر عدد من الاطباء العرب المقيمين في البحرين في تصريحات لهم وقتها للصحافة المحلية ، إذ صرحوا أنهم لمسوا عن كثب حالة الحبور والفرحة التي بدت على مرضاهم المزمنين المترددين عليهم خلال أجواء تلك الانفراجات حتى ان العديد منهم بدا يتشافي تماما مما كان يشكو منه من أمراض . وغني عن القول بأنه يأتي في سياق تلك الآمال العريضة التي انطلقت بهم إلى العنان والتي بدت لهم ستتحقق قريباً تحسن أحوالهم المعيشية والسكنية والصحية والتعليمية بموجب تلك المبادرات والتغييرات السياسية المنتظرة .
لكن ماذا لو قُيّض اليوم لمجموعة من الباحثين النفسيين وباشراف أطباء واساتذة نفسيين واساتذة ان يجروا بحوثاً اقصائية على عينات من المجتمع البحريني لقياس ما طرأ على أحواله النفسية خلال 17 عاماً ؟ هل ياتُرى سيخرجون منها بثبات تلك الحالة من السعادة التي كان عليها الشعب البحريني بمختلف فئاته غداة مبادرات الانفراج السياسي وصدور الميثاق ؟ وما هو مقدار أو نسبة تبدلها ؟
وهكذا كما نرى فإن حالات أمراض الاكتئاب وشتى صنوف الاضطرابات النفسية والاحزان لا تستبد بالمرء ، أو حتى الشعوب جزافاً أو تحدث على غرة بلا مقدمات ، بل ثمة - إلى جانب الاسباب العائلية والاجتماعية بالطبع - عوامل سياسة هامة تدفع الشعوب بوجه عام وشعوبنا العربية تحديداً ، عدا استثناءات ، نحو الشعور بالسعادة أو " التعاسة " . ولعل مؤشر السعادة العالمي لعام 2017 خير مصداقية على ما نقول ، ففي حين تصدرت كل من النرويج والدنمرك وآيسلندا وسويسرا وفنلندا( وهي بالمناسبة نفسها التي تتصدر قائمة الدول الأقل فساداً في العالم لنفس العام والمعروفة أيضاً بعراقتها الديمقراطية ) المراكز الخمسة الاولى على التوالي بين العشرين دولة التي على رأس قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم ، في حين خلت القائمة من أي دولة عربية أو خليجية في المراكز العشرين الأولى . ويعتمد ترتيب دول العالم في القائمة على قياس جملة من المؤشرات من أهمها : الحالة النفسية للسكان ، الناتج المحلي للفرد ، نسبة انتشار الفساد في بلدانهم ، مدى وجود رقابة فعلية لمكافحته ، ظروف العمل ، استقلالية ومستوى الحياة المعيشية للافراد ، معدل أطوال أعمارهم ، حريتهم في اتخاذ القرارات الحياتية ومدى استقلاليتهم في أعمالهم . ومن نافلة القول أن هذه المؤشرات هي وحدها التي تعطي مصداقية لأي دولة عربية في أي حملة تعلنها على الفساد والمفسدين ، وحينما تحقق أي دولة عربية مستويات ايجابية متقدمة في هذه المؤشرات عندها يمكن الاطمئنان ان شعوبها بدأت تغادر فعلاً من حالة التعاسة والاكتئاب ، وهي في الغالب كما رأينا أسبابها سياسية اجتماعية ،ولن تبقى بعدئذ إلا الحالات الخاصة التي لا تشكل نسبة مُقلقة ذات شأن في مجتمعاتنا العربية ، ومن ثم يمكن لأندية الضحك عندئذً أن تؤدي دوراً مُكملاً في علاج الاطباء النفسيين لمرضاهم العرب.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة عام وعد بلفور .. نصف قرن على التقسيم
- مستقبل المعارضة البحرينية بعد حل - وعد -
- مغزى ثلاثة مواقف عربية مناوئة لإسرائيل
- دروس انتزاع المرأة في السعودية حق السياقة
- آفاق نزع فتيل أزمة أستفتاء كُردستان
- محنة المغردين في العالم العربي
- ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟
- العبارة الانجليزية التي أفقدت عبد الناصر صوابه !
- عشرون عاماً على رحيل الجواهري
- القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!
- المثقفون العرب والأزمة الخليجية
- نكسة 67 .. كيف تم إصطياد -الديك الرومي -
- قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني
- بعد حل - وعد - مامصير المعارضة المشروعة في البحرين ؟
- الدول الرأسمالية بين المهاجرين وحقوق الإنسان
- أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب