أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - حلم مكسور














المزيد.....

حلم مكسور


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 17:56
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة
تمسح سهاد الغبار من دفتر مذكراتها الصغير و ينساب خيط من الوجع امتد لعشرين عاما وراحت تنساب الحروف مثل شلال يوقظ في الروح وجعأ ازليا لازال أثره لازال موشوما على الخد.
"أليوم يجئ الغائب من منفاه .....مفعم بالحزن متشحأ باللوعةِ , اليوم يمسح الحزن الماضي مابين العيون ... يكبر حلم النرجس , اليوم يجئ الغائب ...والازهار فد رقصت لخطاه و الريح تنثر تحت ساريه المحبه رضاه
لكنه جاء منكسرا ..؟؟ من كوة في القلب ومن انكسار الحلم وذهول الناس , يطوي احزان العمر, كانت الوردة ...مغمورة بالاسى .....تبكي عزلتها بالدمع ...فتشق لها دروبا ".
تنداح الاصوات الى سمعها من بعيد واضح التهديد ضعيف الترهيب لكن الصورة بدات اكثر غرابة من الاصل , اصوات اختلطت بها القصائد و الاغاني" ( كل الاغاني انتهت ...إلا أغاني الناس)" مع اغنية ( مكبعة ورحت أمشي يمة ) , ترى أين رحلوا وأي مرفأ رست سفنهم يالوعة الايام ؟؟
صارت تتمتم ببضع الكلمات لايفهم منها شئ سوى التذمر والندم على البقاء وحيدة ,فكل شئ هنا يشعرهها بغربتها , الصقيع والوجوه غير الاليفة والعزلة القاتلة و الغريب انها كانت تظن حين تكون معه سوف توقظ فيه مشاعر قديمة و احاسيس جميلة مثل عصفورين فرَا من القفص !
- ياالهي اني اعيش في كابوس خانق , خوفي على اهلي و اخوتي هناك وربما سيدفعون ضريبة هروبي تحت جنح الليل من زوار الفجر , ومن ناحية هذا الرجل الذي ماعدت افهم تصرفاته ؟ لقد سلبني حلمي , اعوام ثقيلة مرت وشديدة الوطئ على حياتي مرت دون ان أنعم بلحظة من السعادة , اصبحت امرأة مسورة بسياج من الشك و الغيرة و القلق و اللامبالاة انا اصبحت خادمة تؤدي مهماتها الزوجية مثل جارية وتنام كالقتيلة و نسيت الفرشاة و شكل اللوحة و الالوان وادمنت اقراص الفاليوم كي احضي بساعات من النوم , هذا الرجل سلوكه تغير وحتى حلمه يتكسر امامي و افكاره الحلوة تتراجع حتى ظهر الرجل الشرقي الغارق في وحل التخلف و المعتقدات الغيبية ,صار بيني وبينه جدار كبير بعد ان تحول هذا الكائن من رجل جميل و رومانسي ورائع وكان على استعداد ان يبيع الدنيا وحتى الاهل من اجل عيونها تحول الان الى جلاد متمرس في ترويض طريدته,
متى تنتهي هذه الحالة ايها الرجل , سألت سهاد
اجاب بلا مبالاة : عن أية حالة تتحدثين ؟
ردت عليه : عن حالة الاهمال و التهميش وعن كمية الحقد و الكراهية التي تفجرت فيك لم اكن اعرف انك رجل ملغوم!
اكتفى الرجل بالصمت و احنى راسه الى الارض كي لا ترى نظرة عينيه واكتفى بحركة غبية ليديه اشارة لانهاء النقاش .
ادارت بعينيها الى الطفل النائم في وداعة في حضنها ونقلته الى سريره و بعدها انفجر في داخلها بركان من الالم بحجم العذاب , ضريت طرف المائدة واسقطت عددا من الصحون و الاقداح جفل الرجل اول الامر وكانت ردة فعله انه قام بسحبها من ذراعها بقوة وهو لايكف عن السباب و الشتائم
التي تنهال من فمه كالمطر وهو يلعن الساعة التي راها فيها, كان يجرها وراءه وهي تفتح عينيها الذاهلتين على سماء بيضاء مفتوحة,
" أتساءل أحيانا ماالذي يجعلني على قيد الحياة ربما الامل وحده الذي يبقيني على قيد الحياة وأتواصل مع الحياة مثل الاشجار .. أيتها الاشجار من منا يوقف هذا النشيج ؟؟"
أثقلها هذا القلق وفقدت السيطرة على الاشياء ورفعت الراية البيضاء..!! إستنفذت كل المحاولات في تغير تفكير هذا الرجل الاناني الذي اصطبغ بحب ذاته وعشق نفسه حين تركها مرمية في اركان البيت المهجور وفي عزلة حتى من اقرب الناس , لقد تجرد من كل المشاعر الانسانية الجميلة , وحدها تنازع حالات العزلة و الغربة وحتى بعد الولادة خلاف ما اكدته امي (ربما هذا الوليد يغير من طباعه).
انقضى الليل وحل الفجر زاحفا وحين أفاقت سهاد وفتحت عينيها الثقيلتين. امسكت بحافة الفراش و دفعت الغطاء جانبا ثم فقزت نحو الارض واستقبلت شمس النهار آن لها أن تستعيد بعضا من صور البارحة ووجدت صعوبة في تجسيد مشهد الليلة المنصرمة , تتأمل امام المرآة وجهها وقد علته الشحوب و ترهل جسدها رغم لدانته و طراوته .
" لقد فقدت الاهتمام حتى ينفسي يبدو ان هذا الرجل قد اقسم على الغاء انوثتي و انسانيتي " لا امل لي سوى رسائل الاهل و الاحبة و اصدقاء تسحب سيكارة وتراقب دوائر الدخان وتدندن اغنية هي الملجأ للروح وبصوت عذب وجميل وعلى بكاء الة العود يصدح صوت ( كوكب حمزة الجميل )
يمته تسافر يا گمر واوصيك
والوادم الترضه النشد تدليك
گالولي نيتك صافية
وولايتك متصافية
ياكوكب الجميل لم تكن نية حبيبي صافية !! . تنساب على خدها دمعة تترك أثر حلمِ مكسور
وبعدها تفتح نافذة الغرفة ليداخلها شعور غريب بالفرح المفاجئ و الحنين الى الاهل والوطن
يا فشلة الملهوف ويدوّر هله . . محطات
يا فشلة الملهوف وما يندل هله . . محطات
ياعيني يا جنة هلي
يا روحي يا جنة هلي

علي المسعود
25/09/ 1994
بغداد
الهوامش
1- من قصيدة للشاعر سعدي يوسف من ديوان الاخضر بن يوسف و مشاغله
2- اغنية محطات من كلمات الشاعر زهير الدجيلي و لحن كوكب حمزة
3- أغنية ( مكبعة و رحت أمشي ) من أغني الخزب الشيوعي العراقي في السبعينات.



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابٌ : “اندماج العراقيين في المجتمع السويدي بين الأنين والح ...
- -الذين لا يتقنون الحب، هم الذين يصنعون الحروب-
- من يلتفت الى المبدع العراقي و ينصفة ؟؟؟؟
- رواية -عقيق النوارس- - إنعكاس للمشهد العراقي بعد عام 2003
- رواية ( صورة في ماء ساكن ) استعادة لنصف قرن من تاريخ العراق ...
- (العاشقة و السكير) كشف حالة الاستلاب التي تعاني منها المرأة ...
- رواية - صائد الجثث- نصٌ روائي يحرضك على طرح الاسئلة .
- قراءة في ديوان ( لاشئ هناك) للشاعر ماجد مطرود
- ؟؟ رواية ( خالد خليفة ) -لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة - رو ...
- - الطوفان في نوحه الاخير - محصلة لتجربة انسانية مريرة..
- -نوح في طوفانه ألاخير - حضور قوي للماضي ومستقبل الماضي..
- تقنيات التجريد والتجسيد والتشخيص والمجاز في نصوص الشاعر ( ري ...
- ( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهو ...
- قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين ...
- قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب ...
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...
- - في باطن الجحيم - رواية تمجد الانسان في نضاله وتدين فاشية ا ...
- - محمد الحرز - ناقد يزرع في حقل الشعر ( سياج أقصر من الرغبات ...
- قلب اللقلق - خطاب المثقف للقارئ سواء أكان عراقيأ أو عربيا أو ...
- أبحار.... مع تجربة الشاعر ( أبراهيم البهرزي)


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - حلم مكسور