أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - لحظة احتدام اقليمي بدون حرب















المزيد.....

لحظة احتدام اقليمي بدون حرب


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


gp/mلحظة احتدام اقليمي بدون حرب
مهند عبد الحميد
يشهد الإقليم تسخينا متسارعا للصراع، وقد أخذ شكل تجميع أوراق القوة المترافقة مع إضعاف وإرباك القطب الآخر للتأثير في النتيجة أو الصفقة المزمع إبرامها بين أمريكا وروسيا. فمن جهة، تحاول ايران "بناء قواعد ثابتة" لتعزيز نفوذها في سوريا، وتحصيل حاصل في لبنان بالاستناد الى حزب الله . كما تحاول إيران تثبيت فشل الحسم السعودي في اليمن بإطلاق صاروخ "باليستي" على الرياض. وفي سياق الصراع حسمت السيطرة على كردستان العراق بدعم إيراني، وجرى توظيف هزيمة داعش والنصرة في الموصل وحلب ودير الزور والزبداني وحمص لمصلحة نفوذ ايراني على انقاض هزيمة المليشيات المدعومة من القطب السعودي.
مقابل ذلك نجحت السعودية في تأمين الدعم لسياساتها الداخلية والخارجية من قبل إدارة ترامب، وتحاول قطع العلاقة على الاختراق الايراني لمجلس التعاون الخليجي "العلاقة القطرية الايرانية ". لكن العنصر الأخطر في الحراك السعودي هو الاصطفاف غير المعلن مع اسرائيل على قاعدة نقطة اللقاء المشتركة والمتمثلة في العمل معا لصد مشروع الهلال الشيعي الذي يمتد من ايران مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى لبنان وامتداده في اليمن وبمستوى أقل في البحرين. وتحاول السعودية الامساك بورقة حل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي عبر المساهمة في بلورة "صفقة القرن" الأمريكية التي ستدمج اسرائيل بالنظام العربي وتقلب مبادرة السلام العربية رأسا على عقب، وفي السياق يتم تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإضعاف تحالف حركة حماس مع إيران.
وكانت استقالة سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية من الرياض بقرار سعودي سافر حدثا دراماتيكيا هز لبنان وفاجأ الجميع في الإخراج والمضمون. أرادت السعودية بهذا القرار تغيير قواعد اللعبة في لبنان، بهدف إضعاف إيران وحلفائها اللبنانيين، عبر نقل الصراع الى هذه الساحة التي جرى تحييدها منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة الحريري، وواقع الحال دخلت لبنان في الجيب الايراني. وفي مجال التغيير لدى السعودية الكثير الذي يمكن استخدامه ضد الحكم اللبناني "كرفع الضمانات المالية عن حسابات الدولة وديونها ووقف الصادرات اللبنانية الى الخليج، والدفع باتجاه تشكيل حكومة لبنانية بلون ايراني بدون غطاء " كل القوى الإسلامية والمسيحية المدعومة من السعودية والامارات والبحرين وغيرها". السعودية هنا تحاول حل ازدواجية السلطة التي تشكل حكومة الحريري فيها غطاء للسلطة الفعلية التي يجسدها حزب الله . استقالة الحريري تعني تراجع السلطة الشكلية لصالح السلطة الفعلية، ورفع الغطاء السياسي السعودي المقترن بوقف الدعم. والهدف هو عزل وحصار السلطة الفعلية لحزب الله، وتحويل لبنان من ورقة تستخدمها ايران إلى أزمة وعبء متصاعد على إيران. ولا يهم السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى فيما إذا كان الشعب اللبناني هو المتضرر الأول الذي يدفع ثمن الصراع على النفوذ الإقليمي المنفصل عن مصالح شعوب المنطقة ، والتي تستخدم وقودا لذلك الصراع.
الصراع الاقليمي المحتدم لا يقتصر على ايران والسعودية، فهناك لاعبين آخرين، تأتي دولة الاحتلال الإسرائيلي في مقدمتهم والتي تتقاطع مع السعودية في تعريف الخطر الايراني، وفي مسعى لإنشاء نظام اقليمي جديد بمشاركتها كقوة اقليمية تحتكر وحدها ترسانة سلاح نووي. وفي هذا السياق تتدخل إسرائيل عسكريا لمنع ايران من استخدام سوريا في صراعها مع اسرائيل، واضعة خطوطا حمراء ومترافقة مع تدخلات عسكرية ضد كل محاولة ايرانية وكل محاولة من قبل حزب الله لتجاوزها، سواء لجهة نقل السلاح الى لبنان أو محاولة بناء جبهة الجولان للضغط على اسرائيل او لاستخدامها في ضرب اسرائيل في حالة فشل الاتفاق 5+1 والعودة للحل العسكري كخيار اسرائيلي.
إن احتدام الصراع الاقليمي السعودي الإيراني طرح توقعات ومعلومات، حول احتمال قيام دولة الاحتلال بتوجيه ضربات عسكرية لحزب الله بتمول سعودي. هذا التوقع او المعلومة احتلت مركز اهتمام الرأي العام اللبناني والعربي، وبخاصة بعد الطلب من رعايا الدول الخليجية مغادرة لبنان فورا. وبعيدا عن استخدام المعلومة أوالتوقع في كسب رأي عام ضد العدوان المحتمل فإن قرار الحرب له علاقة بالدول الكبرى، اي انه يتطلب إجازة أمريكية لاسرائيل او إجازة روسية لايران في الجهة الاخرى. وحرب يبادر لها حزب الله بحاجة الى إجازة إيرانية، أما السعودية المتورطة في حرب اليمن فهي غير قادرة على شن حرب، وهي ليست في موقع استئجار القوة الاسرائيلية لشن الحرب. يذكر أن الدولتين العظميين أبرمتا تفاهمات واتفاقات متعاكسة مع اعلان حرب وفي طريقهما الى ابرام صفقة حل. فقد وقعت روسيا وامريكا والاردن اتفاقا يقضي بتحديد منطقة خفض تصعيد جنوب سوريا، اي المنطقة الحدودية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي. وتحدثت المعلومات عن منطقة عازلة بعمق 10- 15 كيلو مترا، وتطالب اسرائيل بإنشاء منطقة عازلة تصل الى 40 كيلو مترا. وقال مسؤول امريكي ان الاتفاق ينص على جلاء جميع القوات الاجنبية عن جنوبي غرب سوريا بما فيها القوات الايرانية والفصائل التابعة لها. ومع ان وزير الدفاع الروسي وعد بتوسيع المنطقة العازلة إلا أن الرئاسة الروسية اعتبرت الاعلان الامريكي تأويلا خاطئا لمضمون الاتفاق.
ما هو جدير بالقول ان إدارتي ترامب وبوتن تتجهان الى ابرام اتفاق في المسألة السورية ضمن مقاربات تأخذ بالاعتبار مصالح المتصارعين على سوريا. كما ان كل محاولات التراجع عن الاتفاق النووي الايراني 5+1 - والادق اتفاق 5+2 لان المؤسسة الامنية الاسرائيلية كان لها بصمات على الاتفاق وكانت تتابع تفاصيله اولا بأول-، أخفقت وجرى تثبيت الاتفاق. وفي الصراع على سوريا تحقق اجماع كل الفرقاء على هزيمة داعش، وفي نفس الوقت لا يتوفر اي طرف باستطاعته حسم الصراع وإعادة الاستقرار للبلد وإعادة الإعمار بما في ذلك روسيا. لهذا السبب لا يوجد في الافق غير ايجاد حل يرضي كل الاطراف بحسب ميزان القوى الامني والاقتصادي والسياسي. هذه المعطيات تستبعد الحرب في لبنان وفي سوريا باستثناء المناوشات والضربات التكتيكية.
بقي القول من وجهة نظر فلسطينية إن الاندلاق والتحالف الخليجي مع دولة احتلال كولونيالي إقصائي وعنصري لا تعترف بالقانون الدولي وتستند الى أيديولوجيا دينية حصرية، هذا التحالف والاندلاق يجسد التوحش ويعادل جريمة بحق الانسانية وبحق الشعب الفلسطيني. مقابل ذلك، فإن استخدام خطورة مثل هذا التحالفـ، ورفع راية العداء للاحتلال الاسرائيلي، والحديث عن الجاهزية لمقاومته، من أجل هدف آخر غير معلن هو، تعزيز النفوذ والسيطرة القومية المذهبية الايرانية وتكريس نظم مستبدة ومليشيات طائفية معادية للحريات وللديمقراطية في عدد من البلدان العربية، هذا المحور الذي يطيب للباحثين عن منقذ اعتباره الرد الشافي والوحيد، لكنه في واقع الامر يعزز الاندلاق والتحالف الخليجي العربي مع دولة الاحتلال، ويعزز علاقات التبعية. ولا بديل عن العمل المستقل من قبل مجموعات وافراد وحركات مستقلة عن المحورين الرجعيين المعاديين لحرية الشعوب.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح لنساء العائلة/ قراءة سوسيولوجية للرواية
- الثالوث غير المقدس يعيد بناء جدار الخوف
- كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله
- فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين
- خطاب ديني : النساء فيه عدو أول
- بين فيروز وبتهوفن
- هل هزمت المرأة السعودية ؟
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - لحظة احتدام اقليمي بدون حرب