أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض واسرار وراء التطورات الأخيرة في السعودية، ودور سعد الحريري الغامض فيها، وهل محورها الصراع السعودي الايراني الطويل















المزيد.....

غموض واسرار وراء التطورات الأخيرة في السعودية، ودور سعد الحريري الغامض فيها، وهل محورها الصراع السعودي الايراني الطويل


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتبادر الى الذهن فور قراءة عنوان المقال، أن الأمر يتعلق بمؤامرة ايرانية على السعودية. لكنها في حقيقة الأمر وكما أخذ يتجلى تدريجيا بما تسرب من أنباء من السعودية ومن دولة الامارات... هي مؤامرة سعودية داخلية، تسعى كما قالت بعض المصادر، الى تجنب حرب سعودية مع ايران. فمحور الصراع الايراني السعودي، كان وراء التطورات الأخيرة في السعودية، والتي ادت الى اعتقال عشرات، بل مئات المعارضين لنهج الأمير محمد بن سلمان الساعي للتصعيد مع ايران، وربما الشروع بحرب جديدة يزج بها السعودية ضدها، رغم انشغال المملكة بحرب مباشرة في اليمن، وبحروب أخرى بالوكالة قد لا تعد ولا تحصى.
ويقول بعض المراقبين ومنهم مراقبون اماراتيون، أن الأمراء السعوديين وخصوصا ابني الملك عبد الله وابن الملك فهد وغيرهم من الأمراء كالأمير طلال بن عبد العزيز على سبيل المثال، قد ملوا من اندفاع الأمير محمد بن سلمان نحو الحروب، وما قد تقوده هذه الحروب من ويلات على المملكة، فقرروا لذلك الانقلاب عليه مستخدمين قوات الحرس الوطني الذي يقوده الأمير متعب بن عبد الله. لكن السي آي ايه الأميركية، اكتشفت حقيقة ما يدبر في الخفاء، وأبلغته للرئيس دونالد ترامب الراغب بحرب سعودية ايرانية معززة بدعم اسرائيلي أميركي، فساءه ما يحدث في السعودية في الخفاء، ولذا بادر فورا الى ايفاده على عجل زوج ابنته "كوشنر"، ليبلغ الملك سلمان بتفاصيل ما يجري سرا ضد ابنه وربما ضده. وامضى "كوشنر" ساعات طويلة امتدت حتى الرابعة صباحا، كما يقول التقرير الصادر عن مجهول في الامارات، يشرح خلالها للملك سلمان بن عبد العزيز تفاصيل المؤامرة الساعية لعزل ابنه عن ولاية العرش، وربما اعادة تثبيت محد بن نايف المعزول من ولاية العهد... في موقعه السابق.
ويربط البعض بين استقالة الحريري المفاجئة والمعلنة من السعودية وليس من الداخل اللبناني، وبين المتغيرات التي طرأت على السعودية. فالانقلابيون قد ارادوا طمأنة ايران بأن تحركهم لا يستهدف ايران، بل على العكس، هو يسعى لتوطيد العلاقة بها وتجنب الصراع معها...وبالتالي تجنب بلوغ ذاك الصراع مرحلة الحرب الفعلية الدامية معها. ولأنهم كانوا عاجزين عن الاتصال مباشرة بايران نظرا لوجود مراقبة شديدة عليهم، فقد لجأوا الى الاتصال بسعد الحريري، بوسيلة أو بأخرى، وطلبوا منه ايصال رسائلهم المطمئنة الى ايران. ولكن الحريري تردد في الانخراط في دوامة ذاك التحرك الخطير، الا أن شقيقه "نادر" حثه على القيام بهذه المهمة، لكون حرب سعودية ايرانية، ستنعكس سلبا على لبنان، وقد تؤدي لحرب أهلية هناك، تنهي الاستقرار الذي تحقق بعد حرب أهلية دامية استمرت اربعة عشر عاما، كما تجتاح كل المنجزات التي حققها لبنان عبر عصور من التطور نحو الأفضل.
فهذا ما يفسر التطورات المتعلقة بسعد الحريري، والتي أدت الى اعلان استقالته من السعودية وليس من لبنان كما يفترض، بذريعة أنه بات مهددا من حزب الله، علما أن حكومته التي شكلت منذ بضعة شهور فحسب، بعد صفقة مباركة سعوديا وايرانيا بينه وبين ميشيل عون، يتبوأ الرئيس عون نتيجتها رئاسة الجمهورية، ويتولى الحريري رئاسة الوزراء بمجلس وزراء يضم عدة وزراء من حزب الله، الذي قال الحريري الآن في خطاب الاستقالة الذي جرى بثه من السعودية، أنهم يتآمرون عليه، وقد يقومون باغتياله، أسوة بما فعلوه بوالده قبل عدة أعوام، وقيل يومئذ (على ذمة القائل)، أن حزب الله كان وراء عملية اغتياله.
ويعتقد البعض أن الحريري قد أجبر على الاستقالة، وأنه قد قرأ نصا أعده السعوديون له وأجبروه على قراءته أمام قنوات التلفزيون السعودي (وليس اللبناني). ووضع الحريري بعدها في الاقامة الجبرية في منزله بعد أن جرد من هواتفه الخلوية...رغم أنه التقى بالملك سلمان، وأعلن أمامه ندمه عما فعله طالبا مغفرته، فغر له الملك سلمان، الا انه تشبث بوجوب بقاء رئيس الوزراءاللبناني أسيرا أو سجينا في منزله.
وازاء كل الاشاعات التي راجت حول كونه سجينا في السعودية، قرر الحريري الظهور على تلفزيون المستقبل (التلفزيون الرسمي للحزب الذي يقوده)، ليبرر أسباب بقائه في السعودية، نافيا كونه أسيرا أو مقيما اقامة جبرية في منزله. ولكن سعد الحريري تلخبط بل وتلعثم بعض الشيء في ردوده باجابات لم تكن مقنعة. وفي هذا الاطار قالت اختصاصية التحليل النفسي اللبنانية "ستيفاني غانم" بأنه "ان تحدثنا عن ملامح الوجه ونبرة الصوت، وجدنا أن الرجل حزين، خائف، غير تلقائي، ومتعب"، مؤكدة أن ذلك انعكس على غياب "نفس القائد " (المعهودة به) من المقابلة تماما. انه "نفس القائد" الذي كان يتمتع به حتى في خطاب الاستقالة الأخير (أي استقالته من حكومة سابقة ترأسها قبل أعوام). وتضيف المحللة النفسية بأن الحريري في لقائه على قناة المستقبل، وهو اللقاء الذي أجرته بولا يعقوبيان، ظهر "بوضعية نفسية معاكسة تماما لكلامه"...وقد ظهر ذلك بوضوح في صوته المنخفض والحزين، الذي يظهر انهزاما واضحا، فيكرر كلامه ويكرره. وتضيف المحللة النفسية "ستيفاني غانم" أن الحريري "يظهر غير مقتنع بما يقول".
فالتطورات في السعودية، تبدو بعيدة كل البعد عن محاربة الفساد. فأهدافها ومراميها كما يرى بعض المحللين، تعزيز قبضة الداعين لمحاربة ايران عاجلا...بل وعاجلا جدا. فالفساد اذا ما كانت هناك جدية حقيقية وراء مكافحته، ينبغي أن يطال الكثيرين، بل كل أعضاءالأسرة المالكة (ربما بما فيهم الأمير محمد بن سلمان)، التي تمتعت طويلا بأموال النفط الذي هو مال الشعب السعودي بكامله، وليس مال الأسرة المالكة وحدها.
وبينما يقول الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، "أن ما يجري في السعودية من احتجاز أمراء متنافسين على العرش... هو تصفية حسابات"، فان مؤشرات تفيد بأنه التوجه نحو الحرب ضد ايران، ومسعى فاشل لتجنبه. وما يعزز الاحتمال بأن الحرب باتت وشيكة، فتوى أصدرها مؤخرا أحد أئمة الوهابيين تقول بأنه "لا ينبغي مقاتلة اليهود لكونهم موحدين (مثلنا)، ويمكن الاستعانة بهم لمقاتلة الايرانيين". فهذه فتوى لا تمهد لوقوع الحرب فحسب، بل تبارك مشاركة الاسرائيليين فيها.
وهكذا يتوقع المراقبون أن تتصاعد اللهجة السعودية قريبا ضد ايران، وهو تصاعد يغذيه دونالد ترامب غير المقتنع بجدوى اتفاقية خمسة زائد واحد مع ايران. ولكن بما انها اتفاقية دولية باركها مجلس الأمن الدولي، فان وسيلته الوحيدة لمعاقبة ايران، باتت ادخالها في حرب أخرى ضروص، تقودها السعودية، وتشارك فيها اسرائيل وأميركا في آن واحد. وازاء التطورات الأخيرة، وانكشاف وجود معارضة واضحة بين البعض...بل بين الكثيرين من السعوديين للدخول في حرب كهذه، ربما بات من الضروري الاستعجال في اشعالها وفرضها على شعب المملكة السعودية، كأمر واقع لم يعد بالامكان التراجع عنه.
وفي واقع الحال، فاني أتمنى ويتمنى ملايين العرب والايرانيين، ألا تقع حرب كهذه، وأن يجري تناسي الخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة التي تبرر بها الحروب بين الطائفتين، والتي أضيف اليها في هذه المرة بواعث أخرى سياسية، وصراع للهيمنة على المنطقة.
فالأوروبيون قد تناسوا كل خلافاتهم الطائفية والدينية والاثنية والقومية، ودخلوا في اتحاد أوروبي. فما الذي يمنع اذن أن نحذو حذوهم. ففي الاتحاد قوة في مواجهة الأعداء الحقيقيين المشتركين بين الدولتين، السعودية وايران، وأبرزهم الدولة النووية الاسرائيلية. فمنطقة الشرق الأوسط قد شهدت في العقد الأخير من هذا القرن، ما يكفيها من حروب ودماء ومهجرين وضحايا أبرياء. فلا بد من القول اذن مع الملايين من سكان منطقة الشرق الأوسط، لا للحرب، ولا لسفك مزيد من دماء الأبرياء.
الكاتب والمفكر ميشيل حنا الحاج
الاعلامي الأول والمميز لعام 2017 كما أسماه مجلس اتحاد الاعلاميين العرب.
المستشار في المركز العربي الأوروبي لمكافحة الارهاب والاستخبار - برلين



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تؤدي التطورات المتسارعة في السعودية الى اقتراب المملكة من ...
- الممرات الآمنة لداعش في معارك الفلوجة والرقة والموصل وانعدام ...
- هل يتوجه الأمير محمد بن سلمان نحو العروبة التي يحاول الاسلام ...
- أهم افرازات القضاء على دولة داعش، تكريس ظهور دولة الاكراد
- Aloha ساخنة أو ساخرة للرئيس ترامب، صادرة عن ولاية هاواي المؤ ...
- هل ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية أم للولايات المتحد ...
- هل يشكل استفتاء كردستان العراق على الاستقلال في ايلول القادم ...
- الثورة الشيوعية في الذكرى المائوية لانطلاقها
- حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان، والدلال المتميز الذي يحظى ...
- الأبعاد الاستراتيجية المتعددة لأزمة الخليج، هل يمكن أن تشمل ...
- شرطان بين الشروط الخليجية الثلاثة عشر هما موضع جدل خاص
- رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: بصمات فلسطينية في حرب عاصفة الصحر ...
- عندما توا رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جه ...
- رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جهاد) لاحباط ...
- مفاجأة تفاقم الخلاف بين الخليج وقطر وبلوغه حد القطيعة
- مدن بريطانيا الأكثر أمنا في أوروبا باتت فجأة الأكثر استهدافا ...
- رحلة ترامب للشرق الأوسط تسعى لتحقيق السلام الفلسطيني الاسرائ ...
- الارهاب الذي افرزته الحرب السورية يهزم الحزب الاشتراكي الفرن ...
- يوم الشعانين ..يوم الدعوة للسلام..أم يوم الشهداء؟
- هل التوماهوك انتقاما للكيماوي أم لتصحيح صورة جماعة ترامب لدى ...


المزيد.....




- رد فعل المارة كان صادما.. شاهد لص يهاجم طالبة في وضح النهار ...
- شاهد.. عراك بين فيلة ضخمة أمام فريق CNN في غابات سيريلانكا
- وزارة الصحة في غزة: 37 شخصا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية.. ...
- الضربة الإسرائيلية على إيران.. صور أقمار صناعية حصرية تظهر ا ...
- الحرب على غزة في يومها الـ 197: قصف على رفح رغم التحذيرات ال ...
- غرسة -نيورالينك- الدماغية: هل تستولي الآلة على ما بقي لنا من ...
- وزارة الدفاع الروسية: أوكرانيا هاجمت أراضينا بـ 50 طائرة مسي ...
- العراق.. قتلى في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر
- وفاة رجل أضرم النار في نفسه وسط نيويورك.. ماذا قال في بيان م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض واسرار وراء التطورات الأخيرة في السعودية، ودور سعد الحريري الغامض فيها، وهل محورها الصراع السعودي الايراني الطويل