أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أشرف حسن منصور - ماذا قال ماركس عن محمد علي؟














المزيد.....

ماذا قال ماركس عن محمد علي؟


أشرف حسن منصور
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية


الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 11:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قد يبدو مفاجئاً للكثيرين أن يذكر كارل ماركس محمد علي باشا، وعلى سبيل المدح والتقييم الإيجابي العالي، لكن هذا هو ما حدث بالفعل. سوف أذكر نص كلمة ماركس عن محمد علي، ثم أحاول البحث في دلالاتها بالنسبة لنظرية ماركس في التحديث.
تعليقاً على تحالف روسيا مع إنجلترا وفرنسا في إنهاء سيطرة محمد علي الخارجية والتي كانت تشكل تهديداً لتركيا، يقول ماركس عن محمد علي أنه كان: "الرجل الوحيد الذي كان قادراً على إحلال رأس حقيقي محل العمامة التركية الفخمة" التي تغطي رأساً لا يفكر. كما أن مصر في عصر محمد علي كانت "العنصر الحيوي الوحيد في الإمبراطورية العثمانية" القادر على إنقاذها من تدهورها.
ما هو السبب في هذا التقييم الإيجابي العالي لمحمد علي، ومن ماركس نفسه؟ الحقيقة أن ماركس كان يتبنى النظرة الغربية للتحديث، والتي تنص على أن دخول أي مجتمع في العصر الحديث لا يتم إلا بالتصنيع، وأن تصنيع أي مجتمع لا يمكن أن يحدث إلا بالقضاء على الطبقات التي تعيقه، من إقطاع وأرستقراطية. محمد علي في نظر ماركس يمثل تجربة ناجحة في التصنيع والتحديث، نظراً لنجاحه في القضاء على الإقطاع المملوكي من جهة، وإصلاحاته العسكرية والإدارية التي استطاع بها التفوق على تركيا، التي كانت آنذاك ترزح تحت الامتيازات الإقطاعية، وكان جيشها لا يزال تقليدياً يعتمد على بقايا نظام الإنكشارية القديم.
فعلى الرغم من أن ماركس من أهم نقاد الاقتصاد السياسي البورجوازي، إلا أنه ظل محتفظاً بالرؤية العامة التي حملها هذا الاقتصاد، والفكر السياسي الغربي بوجه عام، عن التحديث.
لكن تقييم ماركس الإيجابي لمحمد علي يكشف في الوقت نفسه عن قناعته باتجاه أوروبي في التحديث، يرى في التصنيع طريقاً أوحد للتحديث، ويرى في التحديث حتمية تاريخية اقتصادية يجب أن تتجه إليها كل المجتمعات وإلا تعرضت للتلاشي أو الابتلاع من قبل مجتمعات أخرى. ولا فارق هناك في طبيعة القوة الاجتماعية التي تعمل على التصنيع، فالمهم هو أن يحدث، حتى ولو كانت هذه القوة سلطة أوتوقراطية وغير ديمقراطية. ترجع هذه الفكرة عن حتمية التصنيع باعتباره الطريق الأوحد للتحديث حتى ولو بقوة سياسية أوتوقراطية إلى السان السيمونيين، وتأثر بهم ماركس، والذين تعاون البعض منهم في مشاريع محمد علي وفي مشروع حفر قناة السويس.
هذه النظرة إلى حتمية التصنيع والتحديث بأي قوة سياسية حتى ولو كانت أوتوقراطية، ورثتها الكثير من الاشتراكيات التالية على ماركس، حيث لجأت هذه الاشتراكيات إلى السلطوية في تصنيع مجتمعاتها، ومن هنا الارتباط بين الاشتراكية والأنظمة السلطوية طوال القرن العشرين، ذلك الارتباط الذي كان مدخلاً لنقد الاشتراكية على يد الاتجاهات الليبرالية، ابتداء من فون ميسز وهايك وفريدمان.
Marx, The Russo-Turkish Difficulty. Ducking and Dodging of The British Cabinet. Nesselrode s Last Note (12 July 1853). Marx/ Engels Collected Works, vol. 12, p. 195.
Marx, War in Burma. The Russian Question. Curious Diplomatic Correspondence. (15 July 1853). Marx/ Engels Collected Works, vol. 12, p. 203.



#أشرف_حسن_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة والدين وتمايز مجالات القيمة
- كولريدج والجاسوس الفضولي
- هل يستطيع الإله التواصل مع البشر بطرق أخرى غير النبوة؟
- لمحات من فكر المعتزلة - 1) هل القرآن دليل على وجود الله؟
- حول إعادة النظر في تصنيفات الإسلام السياسي
- عصر التنوير ونقد الفكر الديني. هولباخ نموذجاً
- وهم تعظيم الربح
- الليبرالية بين تراثها التقليدي ودلالاتها المعاصرة
- نظرية أُميِّة الشريعة لدى الإمام الشاطبي
- موقف هيجل وهوسرل من العلاقة بين المذهب الفلسفي وتاريخ الفلسف ...
- فلسفة التأويل عند ريكور وأصولها الهيجلية
- فلسفة سارتر ومسلماتها الهيجلية
- المنهج الفينومينولوجي عند هوسرل
- أنطولوجيا الوجود الإنساني بين هيجل وهايدجر
- دلالات إضراب موظفي جامعات مصر
- مهام المرحلة المقبلة من الثورة المصرية
- إضراب عام حتى تسليم المجلس العسكري السلطة لمجلس رئاسي مدني
- هيلاري كلينتون المتحدثة الرسمية باسم المجلس العسكري المصري
- الحرب الطبقية في مصر
- انتقال الثورة المصرية إلى الجامعات


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أشرف حسن منصور - ماذا قال ماركس عن محمد علي؟