أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة العابر للشخصيات -قم حين موتك- عمار خليل














المزيد.....

القصيدة العابر للشخصيات -قم حين موتك- عمار خليل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


القصيدة العابر للشخصيات
"قم حين موتك"
عمار خليل

عندما يكون النص الأدبي معمم، لا يذكر أسم الشخصية التي يمجدها أو يذمها يمكن للمتلقي أن يضع ما يحب أو يكره من الشخصيات، فسيجد في النص ما يتفق وصفات تلك الشخصية التي تناوله الكاتب، من هنا دائما يفضل أن يكون النص غير محدد، وأن كان ولا بد فيكتفى بالعنوان، أو بوضع اهداء للشخصية التي يراد أن يتناولها الكاتب، كما فعل الشاعر "شوقي بزيغ" عندما كتب قصيدة "جبل الباروك" والتي يمجد فيها الغائب "كمال جنبلاط" وهي تعتبر من أهم ما كتب عن "كمال جنبلاط" لما فيها من صورة تشير إلى المكانة التي يحتلها والأثر الذي أحدثه بعد موته.
بكل تجرد هذه القصيدة تتماثل مع ذكرى وفاة "أبو عمار" ولا ندري إن كتبها الشاعر لهذه المناسبة أم لغيرها، لكنها الآن في مكانها تماما، لهذا سنقدم ما فيها من جمالية حتى يتمكن القارئ من التعرف أكثر على سمات تعميم القصيدة وعدم تحديدها.
يفتتح الشاعر قصيدته بهذه الفاتحة:
" قمْ حين موتك
كي ترى .. ما لا يُرى
هذا الضباب سينمحي
وسيستحمُ الثلج
في دفئ الشعور ْ
كل الحدائق حاضراتْ
والهدهد الصّديق
أيضا حاضرٌ
والضوءُ ينفذ أبيضٌ
فيشعّ نورك
في أقاصي الموتِ
يبعثُ فيه روحًا من جديدْ ."
العبارات واضحة تماما، فهي تشير إلى عدم البياض الكامل، من هنا جاءت عبارة " هذا الضباب سينمحي" لكن أيضا الشاعر لا يكتفي بالبياض العادي، ويرد بياض ناصع/مطلق ولهذا قال:
"والضوءُ ينفذ أبيضٌ
فيشعّ نورك"
وهذه الصورة تشير إلى الحالة مركبة للبياض وتشير أيضا إلى أنها مرتبطة في ذات الواقع بتك الشخصية الغائبة التي يتغنى بها الشاعر، فهي مصدر ذاك البياض المطلق.
المقطع الثاني من القصيدة نجد فيها صورة مقلوبة/معكوسة، فيجعل السنابل هي من يقطع/يقتل المنجل، وهي تحمل بالتأكيد شيء من الرمز، وكأنها تقول بأن السلام الذي قدمه/فعله/ ذلك الشخص هو أقوى من القاتل، وسينتصر الضعيف/المسالم على القوي/المتجبر:
" قم حين موتك
في خشوع
وانظر إلى كل المدائن
حين فوقَ أكفّها
قد شيعتكْ
وانظرْ إلى
هذه السنابل قاتلتْ
كل المناجلِ
في أمان ٍ أوصلتكْ
وانظر إلى هذه القصائد
تفديك عمرها
وتقول حبًا
هيت لكْ
قم وازرع الميلاد
في أحلامنا
يا صاحب العمر المديدْ"
قلنا في موضع غير هذا أن القصيدة/الكتابة أحدى العناصر التي يلتجأ إليها الشاعر/الكاتب للتخلص من وقع الحال القاسي المؤلم، فالشاعر هنا يستخدم في الكتابة في حالتين، الأولى كوسيلة تخفيف عنه، والثانية لرفع مكانة الشخصية التي يمجدها، ينشد لها القصيدة.
في المقطع الثالث نجد الفراغ الذي احدثه غياب الشخصية التي يتغنى بها الشاعر، فيقول:
"قم حين موتك
كي تجبْ
من أي بابٍ قد عبرتْ
في أي أغنية سكنتْ
يا سيد الأشياءِ
دونك قد بكيتْ
ما زال عطرك
فوق رفّ الشوق
يتنظر الجسد
ها قد أتى
هذا المساءُ ولا أحدْ
لكننا
سنظل نرقب طيفك الوضّاء
يأتي من بعيد ْ .."
النداء السابق يؤكد أهمية تواجد تلك الشخصية الغائبة، فهناك خلل حدث في حياة الشاعر والناس، لهذا نجده ما زال يترقب عودة تلك الشخصية الفاعلة ومؤثرة فينا.
ونود أن نضيف إلى أهمية استخدام صيغة النداء، فهي من الأدوات التي تحفز/تقرب المتلقي من القصيدة، وعندما استخدم الشاعر في المقاطع الثلاث صيغة النداء "قم حين موتك" فهو بالتأكيد كان ينبها إلى ضورة التوقف عندما تلك الشخصية الغائبة وأهمية وجودها الآن لنا.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسطورة في قصيدة -تموز والشيء الآخر- فدوى طوقان
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -شهداء الانتفاضة- فدوى طوقان
- مناقشة مجموعة -عندما تبكي الألوان- في دار الفاروق
- استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور
- أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي
- الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة
- الأم الفلسطينية في رواية -الأم الاجيوس/حكاية فاطمة- نافذ الر ...
- محاورات الأموات في رواية -سارة حمدان- ماجد أبو غوش
- المرأة في رواية -عسل الملكات- ماجد أبو غوش
- مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
- أدوات الصدمة في قصيدة -أبي- جاسر البزور
- الابعاد الثلاثة في قصيدة -خيمة الغريب- عبد الله عيسى
- النص المطلق في قصيدة -جميلة أنت- موسى أبو غليو
- عندما نواجه الواقع في قصيدة -بلادي- موسى أبو غليون
- مدخل إلى قصائد -عمار خليل- -على جسدي-
- الموت في مجموعة -عندما تبكي الألوان- زين العابدين الحسيني
- مناقشة مختارات للشاعر مريد البرغوثي
- التقديم والفواتح البيضاء في -قصائد مختارة- مريد البرغوثي
- الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي
- التقديم الناعم في رواية -عري الذاكرة- أسعد الأسعد


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة العابر للشخصيات -قم حين موتك- عمار خليل