أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - قانون الاحوال الشخصية وهوية الدولة















المزيد.....

قانون الاحوال الشخصية وهوية الدولة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 20:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعود التاريخ قهقريا الى الوراء في العراق حيث أسقط قانون الاحوال الشخصية الملكي عام ١𨄿، وقد اثار حفيظة وغضب المراجع الشيعية والسنية وعلى رأسهم محسن الحكيم مما كان احد اسباب بأطلاق فتواه الشهيرة "الشيوعية كفر والحاد" آنذاك، وكذلك ابرام تحالف بينه وبين المراجع الدينية السنية وعصابات الحرس القومي والبعثيين وكبار الاقطاع، لإسقاط اهم قانونين، قانون الاحوال الشخصية، وقانون الاصلاح الزراعي الذي نسف البنية الاقتصادية الاقطاعية.
ان اعادة القانون الجعفري بصياغة جديدة للتصويت عليه في البرلمان، ابعد من قضية اغتصاب القاصرات، واعمق من سلب حقوق المرأة، واكبر من تفكيك المجتمع العراقي. ان القانون بحلته الرجعية القديمة الجديدة، يعود الى تسخين الصراع على هوية الدولة بعد مرحلة الانتهاء من سيناريو داعش في العراق. انه نفس القانون الذي سنه ابن محسن الحيكم وهو عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم الانتقالي وحيث سماه قرار ١٣٧ والغاه الحاكم المدني للاحتلال بول بريمر، وحاول تمريره وزير العدل السابق حسن الشمري في حكومة المالكي الثانية. ان التواطؤ الفاضح بين رئيس البرلمان سليم الجبوري العضو القيادي في الحزب الاسلامي العراقي وهو جناح الاخوان المسلمين في العراق والتحالف الشيعي، يكشف بأن القوى الاسلامية بكل حراميها وفاسديها ولصوصها عاقدين العزم وبخطى حثيثة لإضفاء الهوية الاسلامية على الدولة وحسمها في الجمهورية العراقية الرابعة، اذا حسبنا الجمهورية الاولى بعد انقلاب ١٤ تموز ١٩٥٨ والثانية بعد انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ والثالثة بعد انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ والرابعة بعد الاحتلال في ٣٠٠٣.
ان الدخان القومي لانتصارات العبادي الذي اطلقه لأعماء عيون الجماهير حول سيادة العراق ووحدته، ومحاولة نسج اوتار وطنية جديدة ضد استفتاء جماهير كردستان، سرعان ما بدء يتبدد وتكشف عن حقيقة الصراع ومحتواه وماهيته. ان المؤسسة التنفيذية والتشريعية في العراق تحاول استغلال دق طبول انهيار داعش في العراق وتقليم اضافر القوميين الكرد، لتمرير اكثر القوانين العفنة والرجعية في تاريخ الانسانية المعاصرة. وها هم الحمقى من كل حدب وصوب من الذين صفقوا لأهازيج حكومة العبادي الوطنية لم يستفيقوا من غفوتهم بعد، ومازالوا اسير اوهامهم الوطنية، ولم يفكوا لغز ما حدث في كركوك وفي المناطق المتنازعة عليها بأنه خطوة لتوضيح هوية السيادة والوحدة والتي هي هوية اسلامية بامتياز. انها تلك الهوية التي اصطفت جماهير العراق بكل شرائحها الاجتماعية وانتماءاتها القومية ومعتقداتها الدينية والسياسية، ضدها ودفعت ثمن غاليا من دمائها وامنها واستقرارها ورفاهها، لدحرها واعادتها الى الصحراء والكهوف وعصر ما قبل الانسانية. انها هوية داعش التي وقف التحالف الشيعي والسني ضدها كجزء من الصراع على السلطة في العراق، وليس من اجل تأسيس المواطنة، دولة المساواة بين البشر، دولة تمكين المرأة بمساواتها مع الرجل، دولة تمنح الاطفال حقوقها بعد ان اغتصبتها عصابات داعش.
ان القوى الاسلامية بكل اصنافها الشيعية والقطط السنية السمان التي تأكل طوال هذه السنوات من فضلات مائدة الاسلام السياسي الشيعي، تستغل دخان انتصارات العبادي على داعش وعلى القوميين الكرد، تحت عنوان السيادة ووحدة العراق، لحسم مصير هوية الدولة التي طال امد الصراع حولها منذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣.
وليس هذا بعد، بل كما يقول ماركس ان ثقافة الطبقة المسيطرة هي ثقافة المجتمع. اي ان تمرير قانون الاحوال الشخصية كمرحلة اولى هي اضفاء الشرعية على التقسيم الطائفي والديني في المجتمع العراقي. ان التحالف الشيعي بزعامة العبادي يحاول انهاء عملية تشكيل دولة "المكونات" بدل من دولة المواطنة، ومن خلالها فرض هيكلية سياسية بحراب الحشد الشعبي وبهوية اسلامية جامعة على صعيد جغرافية العراق، وفسح هامشا من المجال لبقية الطوائف الدينية عن طريق منح الرشاوى والامتيازات لرجالاتها الدينية مع الذين يأكلون من نفس مائدة فضلات القطط السمان، لممارسة طقوسهم المعادية حد النخاع للطفولة والمرأة والماهية الانسانية وتحت عنوان احترام المعتقدات الدينية.
لقد اعاد الجدال على سن قانون الاحوال الشخصية الجعفري، الصراع بين جناحين في المجتمع العراقي، جناح اسلامي رجعي بكل ما تعني هذه الكلمة وجناح انساني وتقدمي. وان كل الاموال التي انفقت على مناسبة عاشوراء وزيارة الاربعينية على الصعيد الامني واللوجستي والدعائي والسياسي، لم تستطع ان تعمي العيون ولم تتمكن من تمزيق طبلة الاذان ولم تدفع الجناح الثاني من التراجع عن مطالبها بعدم تمرير القانون بحجة (الشيعة هم الاغلبية في العراق، وليس لاحد الحق بالتدخل بمعتقدات الاغلبية)، كما صرح جميع رموز وشخصيات القوى الاسلامية في خضم جدالهم ودفاعهم عن القانون المذكور عبر القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة. ان الشخصيات الاسلامية وخاصة من الذين ينتمون الى دولة القانون بزعامة المالكي، بدأوا يشقون الغبار بالدفاع عن انفسهم، في خضم الجدال المذكور، بأن ليس كل الاسلاميين الفاسدين ولا كل العلمانيين شرفاء، وبأن شعار "باسم الدين باكونا الحرامية" هو شعار قمعي ويذكرهم بأيام السحل، اي ايام انقلاب الشواف الفاشل عام ١٩٦٠ ضد حكم عبد الكريم قاسم. ولكن كي نكون منصفين، فأن شعار "باسم الدين باكونا الحرامية"، لا يكتمل معناه الا بدمجه مع شعار "من دخل بيه ابو العمامة صار البوك للهامة" والتي تغاضت عنه تلك القوى. لان اهل العمائم هم العماد الأيديولوجي والفقهي للقوى الاسلامية ودونهم لا يمكن تحليل اللصوصية والفساد بدل من تحريمها، ولذلك بأن كل اسلامي حرامي بامتياز ولكن ليس كل حرامي علماني.
وعليه ان قانون احوال الشخصية كما أسلفنا هو جزء حيوي من الصراع المؤجل على هوية الدولة، وان التصدي له ليس فقط في نقد محتوى القانون فحسب، بل بتنظيم حركة واسعة كبيرة تدخل في صراع على هوية الدولة مع الاسلام السياسي عن طريق تشكيل جبهة عريضة تضم القوى الانسانية والشيوعية والعمالية واليسارية والحركة النسوية ومنظمات حقوق الانسان. ان ابعاد شبح سيطرة الاسلاميين بحسم السلطة في العراق واسقاط كل مشاريعهم اللصوصية واللاإنسانية، يتم فقط عن طريق تأسيس دولة علمانية غير قومية في العراق.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية العبادي بين الهلامية والطائفية والقومية الاسلامية
- تأريخ السادس عشر من اكتوبر
- كركوك والعبادي
- الاستفتاء في خضم حسم السلطة في بغداد
- ما بعد الاستفتاء.. الهروب الى الامام
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرزاني (٣)
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- -الاستفتاء- من منظور القوى المحلية ومصالح القوى الدولية
- -الاستفتاء- لا يحتاج الى تسطير نظري
- الاستفتاء بين الحق والشوفينية القومية
- هلوسة سياسية بديباجة كاريكتورية ماركسية
- كركوك والتكالب القومي
- سياسة الافقار الممنهجة في العراق
- الانتقام سياسة لتحقيق المصالح
- قانون الانتخابات، واعتراضان في المجتمع
- مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء
- التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير
- سيناريو المالكي بشخصية العبادي
- البحث عن شيء اسمه النصر باي ثمن


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - قانون الاحوال الشخصية وهوية الدولة