|
صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:11
المحور:
الادب والفن
أينَ ولَّت أقمار صوتكِ الأسيرة بين ملح السنوات ؟
كُلما أومأتُ لمنازل غَيمة انخيدوانا العَتيقة ، تَحولت الى بركان . لا ميثاق لي مع النور والمرايا . أصوات مرتبكة وفوضى عذابات . آمال لا تحصى وأوراق ذكريات وَضيئة ، وخَسارات الحب الصائتة تَترنَحُ فوق مَداخن أحلامي . لا ميثاق لي مع انعكاسات سنبلة الغفران وفيض النعمة ووعد شَفاعتكِ . تَنسابُ حمم البَراكين في ظَهيرة حَياتي وتداهمني الأباطيل . تَجمَّدت وَردة أشواقي وَخرَّت صَريعة حاصدات سنوات المصير وَضاقت في حمّى ليَلي الأرادة والطاقة المنقذة . يَنسابُ في نهر نومي المحموم صوتكِ الجَريح ، ويَتضوعُ ميراث الذكرى بين أروقة الأحلام المضمرة ، يا امرأة تَرعى قطعان عَقيقها وفيروزها في وديان النجوم الهانئة . أنفاس أشجار جوز حُبكِ الكَبيرة الداكنة الزرقة . راكَمت الأسلاك فوق نَسيم وَقناديل حَياتي المنزوعة الأثداء . أينَ ولَّت أقمار صَوتكِ الأسيرة بَين ملح السنوات ؟ أتعثرُ الآنَ بكلمة البئر المنكسة ولا أستبينُ فتنة المجرات . أتعثرُ بصوت الظلال وَوثائق شتاءات الكرة الأرضية . تجمَّدت كل أيامي في صخور ومعادلات نواقيس غيابك الشَجية .
17 / 2 / 2006 مالمو
صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
تغيبينَ في تسكعات طويلة حول غفران الشمس واحسانها ، وحجر براءتكِ في استغاثته البليغة بين الغرق الصيَّاح ، يجبرُ الوردة التي لا تميلُ الى الجماع على الصمت . ماسة سيول تنفساتكِ ما بين أثداء سنواتنا المعذبة ، تحتالُ على الساعات المجهولة لتعليمات البذرة في ظهيرة الحصاد . أيامنا وحظوظنا الشفهية التي تمحوها متعة الإيمان بألوهيتكِ ، دعابات نجمة طويلة الحزن . لماذا لا تتوقف القناديل البودليرية لموتكِ عند شواطئ ليلنا البيضاء ؟ نريدُ المزيد من الحضورات لذروتكِ المزرقة من شدِّة العداوة لقيثارات نومنا واعتداله بين التضليل وبين التواطوءات المتعددة مع الصرخات . مقصورات الفردوس في وجهكِ الحلو ، وعدالة مجيئك المتطيرة بسبب نظرتكِ اللؤلؤية لحجارة جوعنا الارجوانية السامية . هما بصمة الحب وتمرداتها عبر المشاريع التي تضعفُ نسيم مصابيح الآلهة . رجفة نسمتكِ واحسانك القادر على الامحاء . ورجفة عصافير تطريزاتكِ لعذاباتنا . هما الأوراد العالية للدرس الحميم الذي تعلمناه ما بين خليج فخذيكِ في الدغل النشوان ، نريد الآن ليل تنهداتكِ المحتفظة بملصقات نشوتها ، ونريدُ صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة للشهقة المحتاطة على هاويتها . يترك العشاق في التويجات الخفيفة للغياب روائح اشاراتهم وظلام أصداغهم التي تصعب معرفة اتجاهاتها . نزف البذرة ومداعباتها للشمس العصية الأكثر شؤماً من لحظة اللبلاب بين المعاصم الرخوة للجرح..
20 / 2 / 2006 مالمو
تحطمات ريشة الشجرة في ضوء الخريف
ينطلقُ اللهب من رتابة الأغنية في الأوراق المحترقة لصيف الشجرة . السطوة على الجبين والغبار في فعل الانسان . كل ميت وصفاء سريرته كل برودة ونسيجها . قناديل حشرة الغراب التي ترهقها مروج الآلهة الملموحة في يتم الوردة وأيل الأم الميتة في أرض الفجر ، ودليلها الذي يكسر المحراث فوق الجبل الممحو . انعكاسات لعنفنا المنُدّي طباشير الحياة الجنسية . في صفاء عتمة البنفسج ودراسات الصخور بين الأنهار المتأملة سمعنا ترنحات الأمطار فوق غابة البلد المضحي بقناديله الفتية . تحطمات ريشة الشجرة في ضوء الخريف والثلج يحني هامته لمرور انعقادات سهراتنا في حديقة العالم المحيّرة .
7 / 2 / 2006 مالمو
سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
اهتزازات نجمة طفولة الانسان وانطفاؤها تحت ظلال سيف النوم . قبلة بطيئة وباردة تشبه الضفة المطعونة للوردة . شعلة فارغة . سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية سهر عزلته وصلابة لغزه عبر الهاوية المنغلقة على ذاتها سهر نملته وجداول ملحه المرتجفة سهر لعثمته القائمة في الغلالة السميكة للرماد . لا تغريدات لا حرائق أمل لا فيضانات لا نقاءات . حدقات القنديل – الكفن والحمى الخصيبة لظلال الموت ، هما الإرث الباقي للانسان الطائر في نسيم الجرح .
7 / 2 / 2006 مالمو
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
-
صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
-
الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي
-
مجموعة جديدة للشاعر العُماني زاهر الغافري
-
الحجارة الكريمة لانتظارك بين شواطئ الزمان المتهدمة
-
سور المدينة خصرها ووجهها الباب
-
3 نجوم الصيف التي لأثدائها مذاق الشفاعات -قصائد
-
تمهيدات عظيمة للصعود الى ضوء القرابين
-
معرفة أساسية .الحرب . الشعر . الحب الموت . 11 فصل من سيرة قي
...
-
أرض خضراء مثل أبواب السنة
-
22 قصيدة
-
نشيدُ محنتِنا الشَّبيهُ بالصَّلواتِ المزدوجةِ لنساءِ الإغريق
-
أحلامٌ تذبلُ من شدّةِ الدّوي
-
في ضوء السنبلة المعدة للقربان
-
ولاء إلى جان دمو
-
قصيدة عن عبقرية وحياة حسن النواب المقدسة والشجية
المزيد.....
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|