أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - لوحتا جواد سليم ومحمود صبري الأغلى ثمنًا في مزاد كريستيز















المزيد.....

لوحتا جواد سليم ومحمود صبري الأغلى ثمنًا في مزاد كريستيز


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


مزاد كريستيز يعيد الاعتبار للفن العراقي الحديث

نظّمت دار كريستيز بلندن فعالية فنية هي الأولى من نوعها في هذه المضارب تحمل عنوان "مزاد فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة" الذي انعقد يوم 25 أكتوبر الجاري وقد سبقه عرض خاص للصحافة والإعلام تحدثت فيه خبيرات الدار عن بعض الأعمال الفنية المُشاركة التي بلغ عددها 57 لوحة وعملاً نحتيًا لـ 42 فنانًا تشكيليًا يمثلون تسع دول عربية وشرق أوسطية وهي مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والكويت والإمارات العربية المتحدة وإيران وتركيا. وقد واظبت كريستيز على عقد مزادات الفنون الشرق أوسطية في مدينة دبي منذ أحد عشر عامًا لكنها أرادت أن تُعزز الفن التشكيلي في تلك المنطقة لذلك منحت المزاد منصة عالمية مرموقة تؤمّها الشخصيات المُولَعة باقتناء الأعمال الفنية أو المُتاجِرة بها في كبريات العواصم العالمية.
لم يتوقع المتابعون لهذا المزاد أن تتضاعف الأسعار التخمينية لبعض الأعمال الفنية إحدى عشرة مرة مثل لوحة "أسى" للفنان التشكيلي العراقي محمود صبري التي بيعت بمبلغ 668,750 ألف جنيه إسترليني بينما كان السعر التخميني الأعلى لها هو 60 ألف جنيه، وهذا الأمر ينطبق على لوحة "بائع الرقّي" لجواد سليم التي تضاعف سعرها ثلاث مرات وقفزت من ربع مليون جنيه إلى نفس السعر الذي بيعت به لوحة الفنان محمود صبري. كما حققت أعمال فنية لشفيق عبود، ومحمود سعيد، ورمسيس يونان أسعارًا باهضة جاوزت الربع مليون جنيه إسترليني، فيما بيعت اللوحات والمنحوتات الأخر بأسعار معقولة تتناسب مع القيمة الفنية لكل عمل على انفراد.
يمكن تقسيم المزاد إلى ستة محاور رئيسة بحسب البلدان التي انتظم فيها الفنانون التشكيليون أولها مصر التي حضرت بقوة من خلال 11 فنانًا أبرزهم محمود سعيد، ورمسيس يونان، وعبد الهادي الجزّار، وجورج حنّا صباغ، وأحمد عسقلاني لكنهم جميعًا لم يتجاوزا السعر الذي حققته اللوحتان العراقيتان المُشار إليهما سلفًا مع أن لوحة محمود صبري هي لوحة تشخيصية بامتياز ويمكن أن توضع ضمن كلاسيكيات الفن العراقي، والمعروف عن صبري حداثته الفنية، وولعه بالرسم الهندسي، ونظرية الكمّ التي تكشف عن العلاقة العميقة بين العلم والفن. تنوعت التيارات والمدارس الفنية التي انضوى تحت لافتتها الفنانون المصريون بدءًا من الواقعية والانطباعية والتشخيصية، مرورًا بالتعبيرية والرمزية، وانتهاء بالسريالية، والتجريد، وهي ذات المدارس التي مرّ بها معظم الفنانين العرب إذا أضفنا إليها التجريد الهندسي الذي برع محمود صبري، ومهدي مطشر.
كل الأنظار كانت متجهة إلى اللوحات الفنية الثلاث لمحمود سعيد (1897 – 1964) الذي يُعتبر واحدًا من أبرز مؤسسي الفن الحديث في مصر، وقد حقق شهرة واسعة خلال رحلته الفنية الطويلة التي لم يتفرغ إليها كليًا إلاّ بعد سن الخمسين حينما طلب الإحالة على التقاعد ليكرّس كل وقته لمشروعه التشكيلي الذي تتوّج ببيع لوحة "الدراويش" التي أنجزها عام 1929 في مزاد دبي عام 2010 كـ "أغلى لوحة تشكيلية لفنان عربي بالعالم" إذ بلغ ثمنها 2.536.500 دولار أميركي ليُنهي الخرافة القائمة بأن الفنانين الأوروبيين والأميركيين هم الذين تفرّدوا ببيع لوحاتهم بأسعار فلكية. وهذه التُحف الفنية الثلاث لمحمود سعيد هي "عارية مع الستارة الرمادية" و "ذات العينين الخضراوين" و "هانم" وقد بيعت الأخيرة بمبلغ 320,750 جنيه إسترليني بينما توقع النقاد والخبراء أن تتصدر لوحاته الفنية أعلى الأسعار في المزاد الذي تفوقت فيه لوحتا محمود صبري وجواد سليم مُحققة أرقامًا قياسية تدلل على أهمية الفنانين العراقيين الذين أعادوا للفن التشكيلي العراقي هيبته ومكانته الإبداعية في العالم.
حظيت لوحة La passion Sauvage للفنان المصري الراحل رمسيس يونان (1913- 1966) باهتمام المتنافسين على اقتنائها في المزاد، وتُعتبر هذه اللوحة الأكثر تعقيدًا في منجزه الفني وهي تمثل ذروة الصراع الذي يدور بين الوعي واللاوعي. يعدّ يونان مؤسس السريالية والتجريد في مصر وقد بيعت لوحته بنحو ربع مليون جنيه إسترليني بينما لم يتجاوز سعر لوحته الثانية "قواقع" سقف العشرين ألف جنيه.
أما الفنان المصري الثالث الذي اشترك عمله في المزاد فهو النحات أحمد عسقلاني (1978) الذي ينطلق دائمًا من شعار "البساطة فلسفتي" وتتمحور تجربته النحتية على رؤوس صغيرة جدًا مثبتة على أجسام ضخمة، وربما يكون عمله النحتي الموسوم بـ "المفكّر" هو خير دليل لما نذهب إليه في تكثيف الدلالة، وإدهاش المتلقي.
تستحضر كريستيز العديد من نتاجات الفنانين العرب من بينهم الفنان الواقعي السريالي السوري فاتح المدرِّس الذي كان يرسم شخصيات مجهولة لا يعرفها المتلقي غير أن اللوحتين المعروضتين في هذا المزاد تضم وجهين مألوفين. ففي اللوحة الأولى غير المعنونة التي أنجزها المدرِّس عام 1974 نرى فيها شخصية سورية معروفة وهي أمل الغازي التي تحتضن طفلاً وتعكس من خلاله معنى الأمومة. فيما نرى في اللوحة الثانية شقيقها غيث الغازي وهو يحتضن عدة أطفال مُجسِّدًا أبوّته الحانية.
أما الفنان السوري الثاني فهو مروان قصاب باتشي (1934- 2016) الذي عرف برسم البورتريهات أو "الرؤوس" كما يسمّيها. ولوحته غير المعنونة التي رسمها عام 1976 تستحوذ على سطح العمل برمته وهي تعكس منحىً تعبيريًا واضحًا يتجاوز المعالم الخارجية للوجه ويغوص في أعماق الشخصية المرسومة التي تكاد تلتهم الفضاء الذي يحيط بها.
يُحيلنا الفنان اللبناني شفيق عبود(1926- 2004) إلى الأزياء الصينية فيما تأخذنا هيلين خال(1923- 2009) إلى عالمها الفني الذي يتكامل فيه التشخيص مع التجريد كما في لوحة الصبي الصغير الذي يرتدي شورت سباحة وخلفه مجموعة من الأشكال الهندسية التي يتسيّد فيها اللون الأزرق.
احتفى المزاد بأعمال فنية لاثني عشر فنانًا إيرانيًا بينهم بهمن مُحصص(1931- 2010) الذي حُطمت أعماله بعد الثورة الإسلامية. وكدأب الفنانين الأصلاء كان مُحصص يخشى من المستقبل، ويحاول قراءته جهد الإمكان. ففي أواخر عام 1976 عانت إيران من أزمة حادّة، وتضخم مالي، وبلغت التناقضات الاجتماعية ذروتها فرسَم المستقبل المتخيل باللون الأسود على سطوح تصويرية دموية، وبأسلوب مؤثر يستدعي أسطورة تيريسياس الذي يمثل الفنان نفسه فلا غرابة أن نجده مفزوعًا بعينيه المفتوحتين عن آخرهما وهو يقف وسط حيوانات مهجّنة تبث الرعب في عيون المتلقين. ثمة لوحة مهمة للفنانة منير شاهرودي فرمانفرمائيان تحمل عنوان "نبضات القلب" التي تُذكِّرنا بالصور البيانية الكهربائية لعمل القلب لكنها مُنفذة على الموزائيك العاكس طبقًا للأسلوب القاجاري الذي كان شائعًا في إيران قبل قرن أو يزيد. ثمة فنانين إيرانيين آخرين حققوا حضورًا لافتًا سواء بلوحاتهم أو بمنحوتاتهم مثل منحوتة "العاشقان" لبرويز تناولي، ولوحة "الإناء العائم" لفرهاد مشيري، و "المنمنمة الزرقاء" لشيشه كَران وسواها من الأعمال الفنية القيّمة التي أثارت شهية المتنافسين على الاقتناء.
لابد من الإشارة في خاتمة المطاف إلى الفنانين الأربعة الآخرين الذين مثلوا الإمارات والكويت وفلسطين وتركيا وكانت أعمال البعض منهم تتوفر على لمسات فنية ربما لم تصل إلى أذهان المُقتنين وخاصة لوحة "العارية المتكئة" للكويتية- السعودية منيرة القاضي التي موّهت ملامح الوجه لكنها ركزت بالمقابل على المواصفات الجسمانية التي قدّمتها للمتلقي بطريقة احترافية لافتة للنظر.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 60 فيلمًا في مهرجان الفيلم الكوري بلندن
- ملامح الفن والثقافة العربية في المثلث الذهبي
- خمسة فنانين يخلِّدون ذاكرة المدن السورية
- فيلم فوتوكوبي وقصور الرؤية الإخراجية
- شريط -وليلي-. . أداء معبِّر لقصة سينمائية هزيلة
- عقوبة الإعدام بين العدالة والانتقام
- بداية موفقة لمهرجان الجونة السينمائي
- حكايات سينمائية تتجاوز لذة السرد
- اللمسات الإنسانية في الأفلام الروائية لمهرجان الجونة السينما ...
- معرض استعادي للفنانة البريطانية راتشيل وايتريد في«تيت غاليري ...
- الفنان علي الموسوي بين فكرة الأمومة وهاجس الجسد الإنساني
- مُعجم طنجة . . سيرة مدينة تحتفي بالثقافة المُضادّة
- رسائل خاتون بغداد ودورها في تعرية المواقف المحجوبة
- فرناندو بيسوّا. . الكاتب المختبئ وراء أنداده السبعين
- فرق يهودية معاصرة تتنازعها الاختلافات الدينية
- الفنان التشكيلي سعد علي: ما أزال تائهًا بين ثنايا الروح الحل ...
- الفنانة مونيك باستيانس . . شغف بالطبيعة ونزوع لتجميلها
- البوح وسيلة للاعتراف في النص السردي
- الكتابة والحياة: سيرة جريئة كتبها علي الشوك قبل ضمور الذاكرة
- محمد شكري جميل . . عرّاب السينما العراقية بلا مُنازع


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - لوحتا جواد سليم ومحمود صبري الأغلى ثمنًا في مزاد كريستيز