أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق














المزيد.....

الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعمل القوانين الطبيعية ضمن آلية محددة يمكن للعلماء والمختصين فهمها , في حين تعمل القوانين الاجتماعية وفق آلية أعقد بسبب تأثير عامل جديد فيها هو الوعي وانعكاسه على مصلحة الطبقات والفئات الاجتماعية المتناحرة , ومع ذلك فان فهم آلية القوانين الاجتماعية ضروري جدا للبشر , لأن تلك القوانين تعمل بهمجية أشد من همجية القوانين الطبيعية اذا لم نعرف كيف نتقي شرها . ان المختصين بفهم القوانين الاجتماعية هم العاملون في الحقل السياسي بشكل رئيسي , كل قوة او حزب سياسي يحاول فهم تلك القوانين والتأثير في مسارها بما يخدم برنامجه السياسي والقوى الاجتماعية التي يعمل من أجلها .
ان كثيرا من القوى السياسية بسبب فهمها الخاطئ لمسار تلك القوانين قد تخدم أعداءها الطبقيين دون ان تدري . الصورة تبدو واضحة وجلية للعيان في اللحظة الحالية من تطور العالم وما أدى اليه من نظام عالمي جديد , على أنقاض النظام العالمي السابق الذي كان قائما على توازن الرعب بين جبارين .
ان النظام العالمي الجديد يقوم على مجموعة من الحقائق الاجتماعية منها
1- العالم أصبح قرية واحدة بفضل تطور العلم وتكنولوجيا المواصلات والمعلومات .
2- أمريكا زعيمة العالم بلا منازع فهي الدولة الأقوى والأكبر والأكثر تأثيرا في النظام الجديد .
3- لحقوق الانسان والديمقراطية وثقافة الشعوب والأمم كافة والهيئات الدولية دورا اكبر من السابق في التأثير على مسار الأحداث الاجتماعية .
4- خير طريقة للعمل من اجل عالم أقل بؤسا وأكثر نعيما هو التأثير على النظام من داخله .
المأساة تكمن في أن كثيرا من الأحزاب والقوى السياسية المكافحة حقا من اجل غد أفضل للبشر , لم تستطع ان تستوعب تلك التغيرات وما تزال تفكر بعقلية الحرب الباردة . عقلية القضاء على النظام الرأسمالي الاستغلالي لتحل محله نظاما اشتراكيا يبدأ فيه التوزيع حسب قاعدة لكل حسب عمله , وهذه القوى تتمثل الآن عالميا بما يدعى
مناهضو العولمة ) الذين يريدون نظاما عالميا غير العالم القائم ويرفضون العولمة الحالية
لا يدري هؤلاء انهم بعملهم هذا يخدمون أسوأ الشرائح الرأسمالية الاستغلالية القائمة في النظام العالمي الجديد !!
يتجسد هذا الفهم في ساحتنا السورية على أكمل وجه هذه الأيام , وهو يشق الصف الوطني داخل وخارج السلطة الى فريقين يمكن تسميتهما بحق – الاخوة الأعداء
- فريق يريد ان يناضل ضد المخططات الأمبريالية والصهيونية ويرى فيها الخطر الرئيسي على سوريا .
- وفريق آخر على العكس منه تماما يرى بالمتغيرات الدولية شيئ ايجابي , ويمكن ان يساعدنا في التقدم الى الأمام ضد ما نعاني منه وهو الجهل والتخلف والاستبداد لأن هذا التخلف أصبح عبئا على تقدم العالم وموطنا يفرخ فيه الإرهاب . والمهم ان التغيير آت لما محالة , فإما ان نحلق بأيدينا ونهندس شعرنا بما يتلاءم مع صورة وجهنا وشخصيتنا واما ان يحلقوا لنا بطريقتهم وكما يخدمهم
يتجلى الصراع بين الجهتين داخل المعارضة السورية بمحاولة كل منهما في السيطرة على اعلان دمشق
فبعد ان قدم الاعلان توافقات تلتقط خيط المتغيرات الدولية وتريد ان تخاطب العالم على قاعدة سوريا ليست قوقعة فارغة سياسيا . نجحت الجهة الثانية في اصدار بيان توضيحي جاء فيه ((إن الأخطار التي تتعرض لها سورية متعددة و متنوعة إنها تواجه مخاطر و تحديات خارجية تتمثل أساسا في مشاريع الهيمنة و السيطرة الأمريكية و الصهيونية على المنطقة، و هي مشاريع شديدة الخطورة، تخلق الاضطرابات و الحروب، التي تتجلى في استمرار العدوان الصهيوني على أهلنا في فلسطين المحتلة وفي استمرار احتلال الجولان السورية، و في الاحتلال الأمريكي للعراق و النتائج المترتبة عليه. )) وهي تعمل بدأب واصرار ونضال متعدد الوجوه حتى تثبت انتصارها وتعيد صياغة اعلان دمشق من جديد بما يتلاءم مع هذا التوجه , وبالتالي إفراغ إعلان دمشق من مضمونه كليا .
لهؤلاء نقول : ان التاريخ له طريقه العام وهو سيسير في مجراه شئنا ام ابينا وفي سوريا خير مستجيب لهذا المنحى هو برنامج عبد الحليم خدام المنشور في جريدة القبس الكويتيه والمدروس بعناية على المستوى المحلي والعربي والعالمي . والمصيبة ان غباءنا سيسهل على الفاسدين أمثال خدام أن يكونوا أسيادنا في الحقبة الديمقراطية كما كانوا اسيادنا في الحقبة الديكتاتورية .
قدر سوريا ان تكون الآن في بؤرة الضوء ومطلوب منها تفكيك نظامها القديم والالتحاق بركب العصر( ولن يزيدنا الصراخ ورفع شعار – قد أقبلوا لا مساومة : المجد للمقاومة – سوى المزيد من الكوارث ) , واذا ارادت قيادتنا الحالية ان تسهل على شعبها ويلات الانتقال وتجنبها طريق العراق , فليس اما مها سوى تبني برنامج خدام بشكل كامل
في ثلاثينات القرن الماضي كان الصراع على أشده بين ستالين وعدوه تروتسكي ,وما من مرة طرح تروتسكي برنامجا للمعارضة الا وتبناه ستالين على الفور وبهذه الطريقة قضى عليه تماما
ليس امام الرئيس بشارالأسد اذا اراد أن يجندل خصمه الذي يدعوه للمبارزة علنا الا تبني برنامجه .
ان فعل ذلك سيخسر الكثير من نفوذه الحالي ويصطدم بالكثير من المقربين له , ولكنه سيكون اللاعب الأبرز سياسيا في المستقبل . وسينتصر على نائبه الذي يتحداه , وان لم يفعل فالله وحده يعلم ماذا سيحل بسوريا في المستقبل .

كامل عباس – اللاذقية – 20 / 2/2006



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها تمطر في سانتياغو- بطاقة حب لليسار التشيلي
- مكر التاريخ عبد الحليم خدام نموذجا
- جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟
- الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العرب ...
- لكلٍ منطقه في الدفاع عن قناعاته
- دفاعا عن اعلان دمشق
- تحديات تواجه لجنة العمل الوطني الديمقراطي قي اللاذقسة
- في مسلسل نزار قباني حضرت السياسة والأيديولوجيا , وغاب الشعر ...
- مؤتمر - يكتي الأخير - بين القديم والجديد
- الديمقراطيةوالاصلاح السياسي - وموقع اليسار منه - في العالم ا ...
- ملاحظات على مسرحية التغيير السوري - كما تراها هيئة تحرير الر ...
- قراءة ثانية في رواية - موت مشتهى -
- اصلاح هيئة الأمم المتحدة ضرورة تاريخية للجنس البشري
- أيهما أكثر اثارة : مسرحية اخلاء غزة أم الكتابة عن المسرحية ب ...
- شرط الحوار ان يكون شفافا وبعيدا عن لغة الغمز والتخوين رد على ...
- الدكتور شاكر النابلسي ملكيا اكثر من الملك
- التجمع اللبرالي الديمقراطي – عدل – ولد ميتا
- اللبرالية والشيوعية وما بينهما
- أيهما سينتصر على الآخر , الارهاب ام حقوق الانسان ؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق