أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك - ابيي ما بين الاستفتاء والحكم الذاتي















المزيد.....

ابيي ما بين الاستفتاء والحكم الذاتي


كور متيوك

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 17:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ابيي ما بين الاستفتاء والحكم الذاتي
كور متيوك
[email protected]
في شهر اكتوبر المنصرم عقدت اقليم كردستان استفتاء لتحديد مصيرها ما بين البقاء في ظل الدولة العراقية الموحدة او اعلان دولة مستقلة وكانت الحكومة العراقية قد رفضت قيام هذا الاستفتاء لكنها لم تتدخل لوقفها لانها كانت تدرس خطواتها جيدا من الناحية العسكرية والامنية والسياسية والوضع الاقليمي والدولي ، وفي نفس الوقت رفض رئيس الاقليم و الزعيم الكردي مسعود بارزاني كل المساعي لثنيه عن إجراء الاستفتاء ، و كل المحاولات وصلت إلى طريق مسدود ومضى في طريقه ، لكن يبدوا أنه لم يكن قد درس الاجواء بشكل جيد ، خاصة الوضع السياسي في الاقليم نفسه وتحالفاته السياسية والعسكرية ، وكانت بغداد تدرك هذه العوامل جيدا لذلك إتخذت قرارها بفرض سلطتها المركزية و رفض الاستفتاء ونتائجها ، ولقد زاد من إحباط بارزاني الانهيار والانسحاب السريع لقوات البشمركة من مواقعها القتالية خاصة في كركوك المدينة الاستراتيجية و وصف ما حدث بانه خيانة عظمى من قبل احزاب كردية ، كما أن صمت واشنطن وعدم دعمها الاستفتاء اطاحت بأمال الاكراد وأمل بارزاني ، لينتهي مسيرته السياسية والعسكرية التي استمرت لعقود ، و من خلال الاستفتاء الذي اصر بارزاني على عقده فقدت الاقليم الكثير من الاراضي وفقدت قوات البشمركة سمعتها العسكرية التي اكتسبتها مؤخرا في قتال داعش وتحدي القوات العراقية .
اقليم كاتلونيا في اسبانيا وبالتزامن مع استفتاء كردستان رفضت كل نداءات حكومة مدريد ومضت في طريقها لإقامة الاستفتاء وظلت الحكومة الاسبانية ترفض هذا الإجراء و توعدت بالرد في حال لم يتراجع حكومة الإقليم ، وعندما اعلنت الإقليم انفصالها منحت مجلس الشيوخ رئيس الوزراء ماريانو راخوي كل الصلاحيات اللازمة للتعامل مع الازمة وكان " راخوي " قد قال في كلمة له امام مجلس الشيوخ أن الاجراءات الحكومية المقترحة للتعامل مع الازمة هي تفعيل المادة 155 من الدستور لمعالجة هذه الازمة الدستورية الخطيرة وحماية مواطني اقليم كاتلونيا ، وعندما اعلنت برلمان إقليم كاتلونيا قرار الإستقلال تدخلت الحكومة الاسبانية بكل ثقلها وقامت بحل حكومة الاقليم وعلى اثر ذلك خرج رئيس الاقليم كارلس بيغديمونت وبرفقته بعض الوزراء حيث يعتقد بانهم سيطلبون اللجوء السياسي في بلجيكا التي كانت موقفها تشوبها الغموض ، اسدل الستار على كل من بارزاني و بيغديمونت لكن قضية كاتلونيا وكردستان ستظل حاضرة في الدفاتر اليومية للسياسة العراقية والأسبانية .
في اكتوبر أيضا من العام 2013م سبق مواطني منطقة أبيي اقليم كاتلونيا و كردستان في إجراء استفتاء شعبي بعد أن أيقنوا بأن الجهود الذي كان يبذلها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي لن تكلل بالنجاح ، و مع إستمرار رفض الحكومة السودانية إجراء استفتاء في المنطقة لتحديد مصيرها كما جاءت في نصوص اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان 2005م ، ولقد رأت الحكومة في جوبا آلتي ينوي مواطني أبيي التصويت للانضمام إليها أن دعم مثل هذا الإستفتاء قد تعيق جهود تحسين العلاقات وخاصة أن البلدين خرجا من حرب ضروس في العام 2012م في منطقة فانطاو ( هجليج ) وشهدت عمليات تصدير النفط تذبذب ، بسبب توتر العلاقات لذلك ابعدت الحكومة نفسها من الإستفتاء رغم أنها دعمتها لكن بصورة غير رسمية و في نفس الوقت ركزت على تحسين علاقاتها مع الحكومة السودانية .
أجريت الاستفتاء الشعبي وسط رفض حكومتي البلدين والاتحاد الأفريقي و بذلت محاولات دبلوماسية شعبية من قبل أبناء ابيي لإقناع الاتحاد الإفريقي بالقبول بالنتائج لكن المهمة كانت صعبة لان جوبا لم تعترف بهذه النتائج ، وفي هذا العام 2017م احتفل مواطني ابيي بذكرى هذا الإستفتاء و مازالوا متمسكين بها باعتبارها الحل للقضية لكن مع ذلك فهم ياملون بأن ينظر حكومتي البلدين بجدية في الامر و أن تكون في قمة اولوياتهم ، لكن هذا ليست بالامر اليسير بالنسبة للحكومة في جوبا ، في الزيارة الاخيرة للرئيس كير اول امس الى الخرطوم غاب قضية ابيي من اجندة اللقاء وكان مسؤول حكومي قد صرح لوسائل الاعلام قبل الزيارة بأن القمة لن تناقش قضية ابيي ، ولم يرافق مسؤولين على علاقة بالملف الرئيس كير في زيارته .
مواطني ابيي ما زالوا ينتظرون أن تتفق الدولتين على حل نهائي للقضية ينهي حالة التشرد و يوقف الحروب عن المنطقة حتى تشهد تنمية التي غابت عنها نتيجة للحروب المتكررة التي شهدتها المنطقة في 2008م و 2011م حيث كان يفترض أن تجرى الاستفتاء بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان .
و كان د. فرانسيس دينق قد اقترح بان يوافق الدولتين على ننح ابيي حكم ذاتي ، باشراف الامم المتحدة على أمل أن تساعد في التنمية بالمنطقة و أن توقف الحروب التي تشنها الحكومة السودانية من وقت الى اخر ، ولقد حظيت هذا المقترح بنقاش مستفيض و حشد " فرانسيس " كل طاقته الفكرية والسياسية لدعمها .
طرح المقترح لمجلس الامن الدولي و قام فرانسيس دينق بطرحها الى الحكومة السودانية و الرئيس البشير وذلك في زيارة رافقه فيها صديقه بونا ملوال بعد أن تمكن من اقناعه بالعمل معه لحل قضية ابيي ولكن نظرا لمواقف " ملوال " تجاه قضية ابيي فلقد كانت مشاركته في حل القضية بصدق محل ريبة بالنسبة لمواطني ابيي ومثقفيها ، وحظيت المقترح بنقاش مستفيض على المستوى الشعبي اثناء زيارة د. فرانسيس الاخيرة الى ابيي وكذلك في جوبا لكن نظرا لغياب بدائل كثيرة فأن مقترح فرانسيس دينق تظل هي المتسيدة في الوقت الحالي .
إن المرتكزات الاساسية لمقترح فرانسيس دينق والتي يسميها بالتدابير الانتقالية تتمثل في الاتي :
1- إنشاء إدارة مستقلة للدينكا نقوك على أن تكون لها اجهزتها التنفيذية والتشريعية والقضائية وقوة للشرطة لحفظ الامن .
2- توفير الخدمات الضرورية في قطاع الصحة والتعليم .
3- توفير الاحتياجات الضرورية لدعم الاستقرار الدائم مثل فرص العمل والرعاية الاجتماعية لمن هم بحاجة اليها لتقدمهم في السن او نتيجة لتاثرهم بظروف الحرب .
4- تحسين العلاقة بين الدينكا نقوك والمسيرية الحمر كما حددت في بروتوكول ابيي .
5- الحصول على الدعم والضمانات الاقليمية والدولية اللازمة لهذه الترتيبات الانتقالية خاصة من دولتي السودان و دول الترويكا والاتحاد الأفريقي و الاوروبي والامم المتحدة .
ولقد وجدت المقترح في بداية طرحها معارضة واضحة باعتبارها لا تشير باي حال من الاحوال للاستفتاء الشعبي الذي سبق واشرنا اليها ، ولكن وفقا لاطروحة فرانسيس دينق فانها ليست بديلا باي حال من الاحوال عن بروتوكول ابيي او إجراء الاستفتاء او اي اتفاقيات دولية تم التوصل اليها في ذات الخصوص ، فرانسيس دينق مستصحبا معه الكثير من التجارب العالمية المماثلة يبدوا أنه توصل بأن حل القضية قد تطول خاصة مع عدم الاستقرار في جنوب السودان والصراعات السياسية التي تشهدها بالاضافة الى تعنت السودان في رفض اجراء الاستفتاء فأن القضية ستطول امدها حتى تجد حظها من التناول الجاد من قبل الدولتين .



#كور_متيوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول زيارة الرئيس كير الى الخرطوم
- زيارة الرئيس كير الى الخرطوم وإحياء اتفاقية السلام
- دور الحركات المتمردة في تعكير صفو علاقات دولتي السودان
- المحافظة على البكارة الفكرية
- منحنى العلاقة بين جوبا والخرطوم
- رئيس الاتحاد العام للكرة وحقوق الناس
- تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) صنيعة سعودية قطرية
- تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس ...
- الإزدواجية في السياسة الخارجية السعودية
- ابيي ما بين التطلعات القومية و المصالح الانية ( 1 - 2 )
- منطقة ابيي تقرر مصيرها


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك - ابيي ما بين الاستفتاء والحكم الذاتي