أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - دول الساحل تشكل قوة تشرف عليها فرنسا: شراء صمت الدول ام القتال بالنيابة؟















المزيد.....

دول الساحل تشكل قوة تشرف عليها فرنسا: شراء صمت الدول ام القتال بالنيابة؟


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقوم القوات الفرنسية هذه الايام بالتدخل المباشر في افريقيا من خلال تحركاتها السريعة من أجل جمع المال لعملية «هاوبي» التي تضم قوات كل من دول الساحل الخمس موريتانيا وبوركينافاسو ومالي وتشاد والنيجر.
وكانت الامم المتحدة ومجلس الامن قد فوضت لفرنسا عملية محاربة الارهاب في دول الساحل خاصة مالي حيث امتنعت الجزائر عن محاربة الارهاب خارج حدود بلدها حيث يمكن لبعض الدول المتربصة ان تلوث سياسات الجزائر في معارك مع الغير وتوريطها في مستنقعات ووحل التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
غير ان سياسة الجزائر وخبرتها في محاربة الارهاب وحماية حدودها مكنتها من تكوين تعاون مع دول الجوار اعتمد على تشكيل قيادة للأركان وقوة عسكرية لتبادل المعلومات والتضييق على الحركات الارهابية خاصة بعد الهجوم الإرهابي على المنشأة الغازية بـ "تيقنتورين" بولاية إليزي (جنوب شرق الجزائر) ورفض الجزائر لأي تدخل أجنبي رغم أن الرهائن كانت من دول مختلفة..
وقد عمدت سياسات هلهلة الدولة الليبية وعدم الجدية في الامساك بالأمور لتظل المنطقة صالحة لنمو حشيشة وبعبع الارهاب الذي تغذيه مصالح الدول الغربية من اجل ايجاد تبريرات للتواجد في إفريقيا وقد عمد مفوض الأمم المتحدة الاسباني برناردينو ليون الذي عينته الامم المتحدة كممثل لها لجمع الشمل الليبي والذي كان دبلوماسيا لإسبانيا في الجزائر الى نقل الملف الليبي من فوق الجزائر الى الصخيرات في المغرب في توقيت ومكان المحاولة الانقلابية التي قام بها ضباط مغاربة احرار ضد فساد الحسن الثاني الذي لم ينج الا بأعجوبة, وهو ما يعبر عن امتداد جذور الماضي الاستعمارية واستمرار نفس السياسات الغربية في الهيمنة على ثروات افريقيا وامتصاص مقدراتها.
وقد كانت اعمال المفوض الاسباني في ليبيا انتقائية وتريد اشراك المغرب الذي يمثل تلك المصالح في اي تسوية في ليبيا وقد اجهض الاسباني بتلك الانانيات كل الجهود الاممية التي كانت تريد فعلا ان تكون الامم المتحدة ذات مصداقية في حلها ,غير ان المصالح التي تريد ابقاء الوضع كما هو حالت دون ذلك ولو بطرق تبدو مموهة وغير مباشرة.
ظلت كل المحاولات والوساطات التي قامت بها الدول المعنية خاصة والتي لها الحدود مع ليبيا كمصر والسودان وتشاد والنيجر وتونس والجزائر حتى مالطا وايطاليا تبوء بالفشل امام التدخلات الاخرى التي تقوض تلك الجهود وقدمت الجزائر جهودا تتبع سياسة لم الشمل الليبي وعدم الاقصاء اللهم الا الحركات الارهابية المعروفة غير ان هناك دائما من يعمل بالمال والمكر لتفتيت تلك اللحمة..
وتستمر تغذية الارهاب في الساحل بترك ليبيا مفتوحة وكذا العلاقة الحميمة بين الارهاب والمخدرات القادمة من المغرب كأكبر ممول للحركات الارهابية ووسطاء تجارة السلاح واختطاف الرهائن وتستضيف المغرب ولد الشافعي الموريتاني المطلوب من الدولة الموريتانية كأكبر الرؤوس التي ظلت تقوم بتلك الوساطات وربما لا زال يديرها من هناك.
وقادت الجزائر عملية المصالحة المالية بنجاح واشركت كل دول الجوار وافريقيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة تلك المصالحة الشاملة التي حقنت الدماء وحاولت ان تشفي الجرح النازف وقد كانت تمس المشاكل الحقيقية في التنمية والمشاركة السياسية والامن والاستقرار رغم الجهود الخفية خاصة من فرنسا لإجهاض المصالحة من اجل الابقاء على عدم الاستقرار ليبقى مبررا مقنعا لتواجدها في افريقيا الساحل الغنية.
وقد ادت تلك الجهود والضغوط المستمرة الى تكوين دول الساحل الخمس بتوافق بينها لتقارب المصالح غير ان فرنسا قد استطاعت ان تبقى تواجدها هناك في مسح مستمر لتلك المناطق وربما استغلال المعادن الثمينة الموجودة فيها منازعة مع الولايات المتحدة [يتواجد الأمريكيون عبر قاعدة للطائرات المسيرة في أغاديز (شمال النيجر)].
ورغم تواجد أربعة آلاف جندي فرنسي في الساحل الا ان قطع رأس الحية[الإرهاب] لم يتم او اريد فقط تنويمها لتبقى مبررا لتواجد القوات.
غير أن طول المدة في تواجد القوات الفرنسية دون حل جذري للارهاب سبب الاحراج الكبير لها مما الزم البحث عن تبرير جديد وكان الحل هو اشراك وتوريط دول الساحل في عملية التطهير بالنيابة وقد نشطت فرنسا في اجتماع مجلس الامن يومي 30 و31 أكتوبر السابق في جمع التبرعات لتلك العملية التي تبقى القوات العسكرية الفرنسية في الساحل تحت مظلة الامم المتحدة بغطاء ومباركة دول المنطقة مستغلة حاجتها للمال واستتباب الأمن.
ورغم ان التواجد الفرنسي لا مبرر له الآن حيث صرح مرارا بعض رؤساء الساحل ان دول الساحل قادرة على اجتثاث عروق الارهاب منفردة ان وجدت الامكانيات دون وصاية من أي كان. وان هناك هدر لاموال وجهود المجتمع الدولي وبالعكس كان يمكن ان تحل كل المشاكل لو قدمت الى الدول المعنية نفس الفرصة ولو بنصف المال الذي اغلبه يذهب في المكيفات ورحلات الطيران والوقود والسيارات الرباعية الغالية والاجور العالية للقوات الفرنسية . وان اجتثاث الارهاب لا يمكن عسكريا فقط بل اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا وهو ما ستعجز عنه اي دول خارج النسيج الاجتماعي للمنطقة.
ان تكفل فرنسا بالمرافقة الجوية والابقاء على الاربعة آلاف جندي فرنسي يعتبر عذرا اكبر من ذنب حيث ستدفع دول الساحل فقط للدفاع عن القوات الفرنسية التي لن تعمل ابدا في اتجاه القضاء على الارهاب.
ان التواجد الاستعماري الفرنسي في منطقة الساحل هو اسناد يضمن البقاء في غرب افريقيا وبالتالي مصالحه هناك ولا بد ان يفتح لنفسه ثقوبا ونوافذ جديدة في افريقيا تحت مبررات مختلفة ,ولن تستقر ليبيا بل يراد أن تبقى الممول والممر للارهاب بالرجال والمال والسلاح وسيبقى الارهاب حيا ولو بمبررات واهية.
ان المستعمر لا تغلبه الحيل والمبررات فنحن لا يمكن ان ننسى العذر الاقبح من الذنب الذي بررت به الولايات المتحدة احتلالها للعراق "اسلحة الدمار الشامل".و لا "حادثة المروحة" التي بررت بها فرنسا احتلالها للجزائر ولا مبرر "ارض السيبة" التي بررت بها احتلالها لموريتانيا ولا "التبادل التجاري" مع القبائل الصحراوية الذي بررت به اسبانيا احتلال الصحراء الغربية .
اننا نرى في افريقيا كيف يحاول الغرب خاصة بعملائه في القارة ابعاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تمثل شعلة التحرر في القارة ورصيد المقاومة للهيمنة والتوسع وقد كانت دول القارة حاسمة في التمسك بوحدتها امام محاولات فرنسا التغلغل في القارة من الباب الكبير بدل الاكتفاء من الدخول خلسة من الاطراف كما في غرب افريقيا دائما ودول الساحل اليوم.
بقلم حمدي حمودي كاتب من الجمهورية الصحراوية



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التنازل-...قصة قصيرة
- كلام على هامش زيارة -ٍهورست كوهلر- الى الصحراء الغربية
- هل سيقدم الفرنسيون على الانتحار...؟
- لمذا يعد الصحراوي بالليلة وليس بالنهار أو اليوم ...؟ كيف ينظ ...
- 20 ماي طلقة الحرية وشهقة وصرخة الميلاد الاولى...
- رأي خاص في الزفزافي...
- احتجاز سفينة على متنها حمولة من صخور الفوسفات موجهة من الصحر ...
- المسافات و الاقدام و الآلام
- لمذا بدأ ماكرون رحلته بالمانيا ؟
- الادمان على القمار...
- السفارة الصحراوية في أنوكشوط...
- الجراح الماهر...
- ابناء الغيوم من سلالة هابيل
- الكركرات...
- انا لست مثلك ...
- أكبر نكسة تحل بالدبلوماسية المغربية …فقدان المصداقية
- الشعب الصحراوي ... لحظات التشكل و التحول...
- نظرة في بناء الانسان الصحراوي و قوته...
- كتاب -نبضات من الصحراء الغربية - اول كتاب يصدر في القاهرة لك ...
- الاحتفاء بالذكرى الاربعين للجمهورية العربية الصحراوية الديمق ...


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - دول الساحل تشكل قوة تشرف عليها فرنسا: شراء صمت الدول ام القتال بالنيابة؟