أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نادية خلوف - الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو














المزيد.....

الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 11:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


آيدا هو اسمُ ابنةُ موسوليني زعيم إيطاليا الفاشيِّ وقد سميتْ بعايدة على اسم أوبرا عايدة الشهيرة.نتحدثُ عن يومٍ عصيبٍ في حياةِ الأبُ والابنة. عندما سقطت الفاشية لأولِّ مرةٍ، و اتخذَّ المجلسُ الأعلى الفاشي قراراً بتجريدِ الدوتشي موسوليني -كلمة دوتشي تعني القائد - من سلطاتِه، وبصوتِ وزير الخارجيةِ شيانو، أو الكونت شيانو زوج ابنته إيدا . قالَ له موسوليني :" حتى أنتَ يا شيانو "
ردّ شيانو:
"يا دوتشي . ليسَ هذا وقتُ التشدقِ بالكلماتِ التاريخيةِ . ثم إنّك لستَ يوليوس قيصر ، وأنا لستُ بروتس .أعطيتُ صوتي للإطاحةِ بحكمكَ لأنّك جررت البلادِ إلى حافةِ الكارثةِ بانحيازك الأعمى لهتلر، ويستحسنُ أن تنسحبَ الآنَ من الميدان السياسي ليتمكنَ المخلصون من إنقاذِ إيطاليا بعد أن ورطتها .
قبل أن تستلمَ المجموعةُ زمامَ الأمور، وتتفقَ مع الحلفاءِ. احتلَّ هتلر روما ، وشمالِ إيطاليا كلّه ، وتساقطَ أعضاءُ الحكومةِ الجديدةِ بيد الغستابو . قرّرَ هتلر إعدامَهم . قال له موسوليني " ألا ترى يا فوهرر أنَّ المحاكمةَ في هذه الظروف قد تضعفُ من قوةِ الحزبِ الفاشي؟
قال هتلر لموسليني : " عزيزي موسوليني. لقد ضعفتَ، ولم تعدْ تصلحُ للقيادة .اشرعْ على الفور بمحاكمةِ هؤلاء الخنازير"
سألَ موسوليني : "هل سنحاكمُهم جميعاً ؟ "
ردّ : " وأولُّهم شيانو يجبُ أن يعدمَ مئة مرة " شيانو هو زوج ابنة موسليني وأحد وزرائه.
عرفت إيدا ابنة موسيليني بما يجري، وبعدَ نقاشٍ مع والدها طمأنَها أنّ زوجَها لن يعدمْ . لم تصدقْهُ وكانتْ تضربُ بكلتي يديها على صدره تقولُ له: وحش. وحش . ماذا فعل شيانو؟ طلبَ منها أن تغادرَ إلى سويسرا لكنّها رفضتْ قائلةً: " سأبقى حتى يصدرُ الحكمُ بالإعدام، فأرى بنفسي توقيعَك على العفو عن شيانو . . وإذا لم تفعلْ سأقتلُ أحفادَك الثلاثة ثم أقتلُ نفسي "
فيما بعد كتب أنصار الدوتشي : " ليسَ هناك أروع من بطولة الدوتشي ضحى بأعظمِ حبّ في حياته. حبُّه لابنته من أجل مبادئه الوطنية "
وكتبَ خصومُه: " ما أجبنه !من أجلِ إنقاذِ رقبته الحقيرةِ من مشنقةِ هتلر. ضحى كبيرُ الفاشست بابنتِه وأحفاده وصهره "
في مدينة فيرونا التي اختارَها شكسبير مسرحاً لأحداثِ " روميو وجولييت" جرتْ المحاكمةُ التاريخيةُ. وجهت تهمةُ الخيانةِ العظمى لشيانو . وقف أمام المحكمةِ متسائلاً : " الخيانةُ العظمى لمن ؟ للدوتشي أم لأيطاليا؟" أوشكتْ المحكمةُ أن تحكمَ عليهِ بالسجنِ المؤبَّدِ. فجأةً اقتحمَ الغرفةَ هملر رئيس الغستابو وزعَ على أعضاءِ المحكمة أوراقاً، وبعدها أعلنوا الحكم بالإعدام للمجموعةِ، وللدوتشي حقُّ تخفيفِ الحكم .
كتبَ الدوتشي تحتَ وثيقة الحكم:
" ينفذُ فيهم جميعاً حكمُ الإعدام حتى الموتِ في أقربِ وقتٍ يحددُه وزيرُ الداخلية "
أسرعت إيدا إلى الفيلا التي يقيمُ فيها والدها. منعَها الحراسُ من الدخولِ لكنّها استلتْ خنجراً من حقيبة يدها قائلة " أترونَ هذا الخنجر؟ إن لم تدعوني أقابلُ الدوتشي سأغرزُه في صدري أمامكم، ثم صاحت فيهم: ماذا جرى لكم أيها الإيطاليون ؟ هل فقدتُّم الإحساسَ بالشرفِ والكرامةِ ؟" ومع أنهم مكلفون بمنعِها لكنهم سمحوا لها بالدخولِ. وقف الدوتشي فاتحاً ذراعيه لاحتضانها وهو يقول " أيتها الحبيبة إيدا. أتحسبين أن قلبي لم ينفطرْ حزناً وأنا أصدّقُ على حكم الإعدام؟ "
- صاحتْ به ودموعُها تخنقُها:" لماذا فعلت ذلك يا أبي ؟"
- فيجيبُها بصوتٍ منكسرٍ " لم يكنْ هناكَ مفرٌ إلا أن يموتَ شيانو "
- "لماذا يا دوتشي؟"
- "لأنّه البديلُ الوحيدُ لكي يعيشَ أولادُك وأحفادي لأنّهم الآن في يد الغستابو "
- "أنت تكذبُ يا موسوليني . لقد تركتُ أولادي في بيت المركيز بوتشي ولا أحدَ يعرفُ مكانهم ."
- " اهدئي . ساعة وضعوا أمامي وثيقةَ الحكم بالإعدام كي أصدّقَ عليها، أبلغوني أنّهم أخذوا أولادك الثلاثة رهائنَ حتى يتمّ تنفيذ الحكمِ، وهددوا بقتلِهم إن بدلتُ الحكمَ "
في منتصف يناير من عام 1944 تمّ إعدامُ شيانو ورفاقِهِ وإحراقِ كلّ ما كتبه في الزنزانةِ، لكنّ القسَّ الذي شهد الإعدام حملَ رسالةً سريةً إلى إيدا :
" حبيبتي الجميلة . . أبدأُ في هذه الساعةِ الأخيرةِ التي يداعبُك فيها أملٌ لخلاصي من هذه المحنة، وحلمُ سعادتنا عندما ألتقيكِ أنت والأولاد من جديدٍ . . لا أطلبُ منكِ يا شريكةَ العمرِ غير أن تصلي أنتِ والأعزاء الصغار من أجلي. ليباركَكم الربُّ . . لقنيهم يا إيدا مبادئ الأمانةِ والشرفِ التي لقنني إياها أبي . . ولا تحطّي من قدرِ هذه المبادئ ، لأنّها قادتني في النهاية إلى الموتِ. الموتُ في سبيلها أفضلُ ألف مرة من الحياة دونِها. احذري أن تقعَ الأوراقُ التي سلمتُك إياها في يدِ الألمان "
لم يعشْ موسوليني بعد إعدام صهره أكثر من عامٍ ونصف العام . شنقَه الإيطاليون مع صديقته كلارا بياتشي، أما الأوراقُ التي أشار إليها شيانو فقد كان لها آثارٌ بالغة في تسليطِ الضوء على مساوئ الحكم الفاشي فيما بعد.
المراجع :
موسوليني أسطورة لا تريد أن تموت
أحمد ناصيف



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يثبت حجم الكون أن الله غير موجود؟
- العاطفة أم العقل
- مؤتمر الشّعوب السوريّة
- سيّدة الخبز
- بلاد العشوائيات
- العدوان الصّامت، والصّائت
- لماذا تغيير التوقيت مهم للعقل
- العودة إلى الفردوس
- كفى معكرونة: لماذا سئم طالبو اللجوء في إيطاليا من حصصهم الغذ ...
- عن التنويم المغناطيسي
- - إنّ في قتلي حياتي-
- عن الحبّ، والغريزة
- نبحث عن دكتاتور جديد
- الحكمة في بلاد الرافدين
- عن الذّكريات
- عن الطّفولة
- عن الجمال
- انتهت أبشع حركة انتخابية في أوروبا
- القوّة- س-
- ماذا يحدث في كاتلونيا الآن؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نادية خلوف - الدوتشي موسوليني، وصهره شيانو