أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟















المزيد.....

السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتلال هذه الكلمة القبيحة التي تشعرنا بالإذلال والمهانة منذ ان بدأت جحافل الدول الكبرى تهيمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا على البلدان الاكثر ضعفا منها تسليحا وقوةً ، فالنفوذ وتوسيع الهيمنة بدأ مع تكالب الحروب وازدياد سعير المطامع وتقسيم البلدان وترسيم الحدود على هوى القوى الكبرى الطامعة ، كلٌّ يأخذ حصته على طريقة هذا لك ، وهذه لي مثلما شاءت المعاهدة العمّة / سايكس بيكو والعمّ سام والشيخ الجليل البريطاني / ابو ناجي وهي كنية المستعمر البريطاني عندنا في العراق ، والمسيو فرانس .
منذ ان شببنا وبدأ الوعي يتغلغل في رؤوسنا عرفنا ان الاحتلال البغيض يكون أنواعا شتى ويتسم بلوثات متعددة ويهدف أهدافا مرسومة له سلفا فهذا الاحتلال استيطاني يرمي الى سرقة الارض وسلبها عنوةً وطرد السكان الاصليين مثلما حدث ويحدث الان في فلسطين المحتلة ولمَّ شتات المهاجرين وبناء المستوطنات لهم في اسرائيل الكبرى تحقيقا لأحلام تأريخية مشكوك في صحتها وصدقها لأتباع الديانة الموسوية وعرفنا ايضا مآرب الاحتلال الاقتصادي الذي يرمي الى نهب ثروات الشعوب المقهورة واستغلالها لصالح المستعمِر وينال المستعمَر الاّ الفتات والشحيح ليبقى حيّا سقيما عاجزاً غير معافى واحتلال منابع الخير كالنفط ومناجم الذهب والماس وغيرها من المعادن الثمينة مثلما فعلت بريطانيا وفرنسا في بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا عموما ؛ فالاحتلال بشعٌ في كلّ مسمياته وأشكاله ومراميه بما في ذلك الاحتلال الثقافي وما سمي سابقا الاستعمار الثقافي الذي ابتليت به بلدان شمال افريقيا ووسطها من قبل الفرنسيين او ما سمي بالفرانكوفونية مثلما سميت الدول التي رضخت لبريطانيا والتي اطلق عليها بالأنجلوسكسونية .
لكنّ اميركا طلعت علينا ببدعة جديدة ونمط لانظير له من الاحتلال وسابقة خطيرة الا وهو الاحتلال الديبلوماسي وعدّه البعض من السياسيين آخر صرعات الاستعمار الجديد ، فبعد ان أجْلَت قواتها العسكرية وحشود المارينز اواخر سنة /2011 وتخلّصت من الكلفة المالية العالية جدا بسبب بقائها في العراق إضافة الى هدفها الآخر في الحفاظ على أرواح جنودها في بقاعنا كي تنأى عن احتجاجات الرأي العام الاميركي ؛ تركت في بلادنا مايزيد على أربعة عشر الفا من عناصرها الخليط من الديبلوماسيين الماكرين ذوي المخططات الجهنمية والمدربين العسكريين وحشد هائل من عناصر الحمايات وشركات الامن السيئة الصيت على طريقة البلاك ووتر ومثيلاتها وهم ينتشرون في مقر السفارة الاميركية في بغداد والقنصليات الاميركية الموزعة في الاراضي العراقية وفي المحافظات الكبيرة .
هذه السفارة الضخمة المهولة اختارت ان تكون مقابل البرلمان العراقي تماماً بعد ان أُنجز بناؤها واكتملت عُدّتها وعددها من كوادر السياسيين آلافاً مؤلفة بمختلف صنوفهم واختصاصاتهم وتعدّ أكبر سفارة أميركية في العالم كله وكأن العراق أضحى اتحادا سوفيتيا اخر ؛ ولأكون دقيقا اكثر فهي تزيد بمساحتها وعددها وعدتها عشرة مرات من اية سفارة اميركية بكل دول العالم الاخرى وتفوق بمساحتها حوالي ست مرات مقر هيأة الامم المتحدة في نيويورك وأكبر من مساحة دولة الفاتيكان قاطبةً تلمّ جيشا عرمرما من الديبلوماسيين يزيد على 14 ألف فردٍ انتقوا بعناية فائقة ليعملوا طوال 24 ساعة على شكل وجبات أمد كل وجبة 8 ساعات ويصلوا الليل بالنهار دون غفلة او هجعة .
استحلفكم بالله سادتي القراء واتساءل معجبا ؛ ما هي الاهمية القصوى لبلاد مثل جمهورية العراق الواهنة المهزوزة ضعفا وهزالاً اهترأت تماما من الحروب والنزاعات ؟؟
هل زناخة النفط وشميمه الكريه يُبقي ذلك السحر الكريه ويبعث المطامع ليستنشقه الأنف الرأسمالي وتنتشي أنفاسه ويشرح صدره نشوةً ونسيماً غير عليل !!
هل هي سكينٌ حاد يقترب من خاصرة إيران ؟ ؟
حقا اني أعلن عجبي واندهاشي مما يجري في هذه الصروح والقاعات الكبيرة فيها ، واضرب اخماسا في أسداس وتنازعني أفكار قد تكون متطرفة او عابرة لحدود المعقول بما فيها تدبيرات تعدّ من مشاريع نظريات المؤامرة مع اني لست ممن تقنعه هذه النظرية ؛ لكن مايجري في السر والخفاء او تدابير الليل البهيم مايجعلني أضع الف علامة استفهام ومثلها الف علامة تعجب .
وأجول بفكري هنا وهناك وأتخيل اكثر رعبا من داعش قادم الينا والى جيلنا المقبل قد يتم صنعها لاحقا لتستنزف ماتبقى من حرثنا ونسلنا من اجل ان تستمر ماكنات مصانع الاسلحة الاميركية في الدوران والانتاج طالما ان السلاح الكاسد اوشك ان ينفد بعد ان تم تصريفه في مناطق النزاعات ومنها وطني الذي لايريد ان يستقر سلمياً ، مثلما اوشك ضحايانا ان يقتربوا من المليون ضحية منذ الغزو الاميركي لبلادي في العام / 2003
صحيح اننا بتنا لانرى الارتال العسكرية في الشارع العراقي وما كانت تسببه لنا من غيظ وازعاج لايطاق لكننا الان ننظر الى سمائنا فنرى هذه المناطيد المعلّقة في الجو وهي تراقب وتترصد مجريات حياتنا على الارض ناهيك عن هدير طائراتهم التي تصمّ آذاننا بين حين وآخر بسبب افتقاد بلادنا الى غطاء جوي متمكن من رصد ما قد يجري في الخفاء في الارض والسماء .
الاحتلال الديبلوماسي وحبائله الاميركية المنسوجة باتقان شديد القوة ليس بلسما شافيا لجسد العراق المنهك ، حاله حال الاحتلال الايراني بخفاياه وظواهره ؛ فكل ما نخشاه ان يدسّ السم في عسل الديبلوماسية التي ربما تعمل على فرض سياسات ورؤى قد لاتتوافق مع رؤانا بحجة الاستئناس برأي " اصدقائنا " السياسيين الاميركان المقيمين كديبلوماسيين في ارضنا وبذريعة أخذ المشورة من الأقربين لنا ومبررات تلاقح العقول للوصول الى رأي اكثر صوابا وسياسة سديدة حكيمة ، وبصريح العبارة نريد من الاميركان ان يكونوا اصدقاء صدوقين (ولو انني أشك في يوم ما ان يكونوا هكذا) ولانريد ان نكون اتباع أذِلاّء، ونريد ايضا ان تكون لنا بصمة واضحة لنرسم سياستنا بأنفسنا وان لاتسلب إرادتنا ونكون إمّعة وخاصة في هذا الزمن الذي طغت فيه ملامح العولمة حتى نامت في غرف النوم الخاصة بنا .ولست في حاجة الى التذكير بفيلم السفارة في العمارة الذي اجاد تمثيله عادل امام اذ لم تكن السفارة الإسرائيلية في مصر سوى شقة صغيرة جاورت بيت الممثل وقد واجهت هذا المدّ الكبير من الاحتجاجات ؛ فكيف بنا ونحن نستضيف سفارة بهذا الحجم الرهيب كادرا ومساحة وخططاً وعساكر متنوعة لاندري فحواها ولا نعرف أولها من آخرها وهنا تكمن حيرتنا الكبرى نحن المبتلون بالتدخلات الآتية الينا من كل حدب وصوب .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باكورة تعليم الشعوب خطوةَ النهوض الاولى
- تَنَحَّي أيتها النقاهة لأرقصَ بقامتي الفارعة
- طائرٌ في سوق الغزل البغداديّ
- صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء
- بعض مسالك ومهالك الحبّ في التراث الادبي العربي
- لُقَىً بخِسة في خَرِبة وطن
- العقيدة الدينيّة من التقليد الى العقلنة
- مرثية بعنوان -- مَلَلٌ و عِلَلٌ --
- أخطبوط الفساد في العراق
- زيارةٌ لها في الليلة الأربعين
- ليتني أعيش مع أقوام الهونزا
- الاوطان الحبيسة في كيس الفئران
- لماذا نتقن تشويه وجه الحرية ونطمس جمالها ؟
- حينما تنقلب الحركة الى صمتٍ هائل
- قبلاتٌ بشفاهٍ ريّا لوطنٍ بلا وجه
- الحياةُ حينما تأنسُ الموتَ
- الاشجار وتعلّقها بالموسيقى الراقية
- حصّالة مدّخرات شاعر
- عندما تتسامى غبطة الابداع وتتهاوى حطة الحروب
- لقاءٌ مع صديق محزون


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟