أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية حامد - ماذا ينقص الإنتفاضات الشعبية















المزيد.....

ماذا ينقص الإنتفاضات الشعبية


أمنية حامد

الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 04:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولنا في مقالنا السابق المواطن في بلداننا، المواطن العبقري وقدرته علي الحراك وتفاعلاته في إطار مجتمعي لإشباع إحتياجاته في ظل قصور البيئة المحيطة. تناولنا ايضا، في مقال سابق لذلك، السلطة، رأس المنظومة، و الاتجاة العمدي لهدم الإطار المؤسسي و الطبقات الفاصلة ما بين المواطن والسلطة.
نتناول هنا و باختصار العنصر المنتصف. و خلاف لما يبدو طبيعيا فلن نتطرق للإطار المؤسسي، بل سنقتصر في حديثنا علي العنصر الاساسي للتطور الطبيعي و المطلوب ما بين جهود المواطن و تمخض تلك الجهود لإحداث تأثير في هذا الإطار المؤسسي و في مسار السلطة، خاصة عندما تتحول تلك الجهود لإتقادة شعبية يتلاحم فيها المواطنين تحت راية واحدة لمطالب موحدة.

ان الاحداث الشعبية من ثورات و إنتفاضات، و مظاهر أخري للتوقد، هي بطبيعتها مظاهر لحظية و مرحلية (حتي و ان استمرت لعدة اشهر، فهي لحظات في حياة الشعوب) ستنفض عاجلا او آجلا. و عليه فان طبيعة نتائج تلك اللحظات من فشل أو نجاح في تحقيق اهدافها و مطالبها مرهون بوجود عنصر آخر. عنصر قادر علي التقاط تلك اللحظة و العدو بها لزرع ثمار التغييرات المطلوبة في اطار أكثر إستقرارا و إستدامة.

يمكن عزو أهمية وجود هذا العنصر لخاصيتين لطبيعة مطالب الحركات الشعبية
1- خاصية مرتبطة بدرجة وضوح المطلب الشعبي
2- خاصية مرتبطة بالإطار الزمني للمطلب

****
أولا: درجة وضوح المطلب الشعبي
ان اتضحت معالم أهداف كثيرا من تلك الحركات الشعبية في غصون اللحظات الاولي للإتقادة، فعادة ما يمكننا التفرقة بين شطرين لتلك الاهداف. الشطر الأول يكون في شكل الرفض لواقع معين أما الشطر الثاني فهو التطلع لبديل أرحب.

غالباً ما نجد إن الرفض هو العنصر الاوضح (بشقه التنفيذي)، اما البديل فعادة ما يكون أكثرا ابهاما، يُعرف بآثاره و ليس في شكل محدد. البديل هو رؤية لما هو مفتقد و ليس كخطة واضحة المعالم.
فمثلا ان كان المطلب هو تنحي السلطة او بعض اعضائها (شطر الرفض للواقع)، كثيرا ما نجد مصاحبة هذا المطلب لنداءات “عدالة اجتماعية و ظروف معيشية افضل….” (الشطر البديل)

ثانيا: الإطار الزمني للمطلب
إضافة لتباين درجة وضوح المطلب، نجد ايضا تباين في الاطار الزمني اللازم لتلبية شطري الرفض و البديل للمطالب الشعبية.
فبينما يمكن التعبير عن شطر الرفض في مطلب يسع تلبيته خلال إطار زمني قصير و محدد، فان البديل - بطبيعته- هو رؤية لوضع مستقبلي ممتد، و ليس اشباع احتياجات لحظة واحدة.

وبناء عليه، فان كان عنصر الرفض هو الشطر الأكثر وضوحا للحركات الشعبية و المحرك الرئيسي للاتقادة، و لذلك يكون تلبيته أكثر حرجا للسلطات لاحتواء عنفوان التوقد، فان شطر البديل يبقي كمطلب حاضر و ممتد حتي بعد ان تنفض الاحداث.

****
إضافة إلي ذلك، نجد ان طبيعة الحركات الشعبية تجعلها قاصرة عن التعامل الكامل و الكافي مع تلك الخاصيتين للمطالب، خاصة تجاة الشطر البديل.
فبينما تعتمد خصوصية الحركات الشعبية علي تلقائية التكوين و استقطاب عناصر الشعب المختلفة للمساهمة في اتقادتها بدون تدبير مسبق و بعيدا عن استقطابات مؤسسية منفردة. فان ذلك يجعلها بطبيعتها ظاهرة مرحلية ناقصة الهيكل التنظيمي القادر علي وضع خطة رؤية بديلة و استراتيجية للعمل عليها.
محصلة ما سبق، ان نجد الشطر البديل عرضه للضياع وسط الإرادة السياسية للسلطة المنصبة علي تلبيه شطر الرفض و قصور الحركات الشعبية في وضع استراتيجية لرؤية بديلة.
و هنا يكمن مربط المعضلة، فان كان الشعب هو موقد و مضئ الشعلة، فلابد من وجود عنصر آخر متأهب وقادر علي استلام تلك الشعلة و توظيفها، عنصر بشقيين، اولهما فكري وثانيهما تنظيمي.

للشق الفكري القدرة علي تمكيين الحركة الشعبية من بلورة أهدافها و التعبيير عن رغباتها خاصة في إطار بلورة ملامح العنصر البديل و للشق التنظيمي القدرة علي بلورة استراتيجية لترجمة اهداف الحركة الشعبية و رسخ خطط للعمل علي تلك الاستراتيجية.
كما اشرنا أعلاه، فان دور هذا العنصر بشقيه الفكري و التنظيمي ينصب اساسا تجاه الشطر البديل لمطالب الاتقادة، ليس فقط لقصور الحركة الشعبية تجاه هذا الشطر و لكن لاهمية ذلك الشطر البديل: فهو الوليد، و الفرصة الاستثنائية التي يمكن من خلالها رسخ دعائم تغييرات جذرية، و اعادة توجيه الدفة.

طبيعه التغيير اذا مرتبطة بطبيعة الكيان المتوفر والوضع الممكن، و نكون امام احتماليين لمآل حركات التوقد الشعبي (بخلاف الفشل التام في تحقيق اي من مطالبها!).
1- ان الأقرب و الأكثر احتمالية- لمآل مظاهر عدم الاستقرار هو من خلال إحداث تغييرات صغيرة متتابعة في الوضع القائم، و ذلك باستجابة السلطة للمطالب الشعبية،سواء كانت تلك الاستجابة في إطار سلس كتحرك المنظومة الديمقراطية استجابة لرغبات الطبقة المحكومة، أو عن مضض وضرر لحفاظ السلطة علي عرشها، في ظل توقد لمظاهر عدم الاستقرار.
2- علي الجانب الآخر تظل هناك احتمالية لانحراف كامل عن المسار - bifurication - مثل اي ظاهرة ديناميكية. قد يُنتج التفاعل الشعبي انحرافات هيكلية يتم فيها الخروج عن المسار المتخذ كانتفاضة مماثلة للربيع العربي، كبندول ترنح ليكسر مساره التعاقبي. و كمثل الظواهر الديناميكية الاخري، فان مثل هذا الانحراف العنيف ليس مرهون او مشترط بحدوث تغييرات جذرية كتوحش مفاجئ للسلطة تهب علي أثرها الحركة الشعبية، بل عادة ما يكون كالقشة التي تقسم ظهر البعير.

إذا ما حدث التوقد، فان التوجه الطبيعي هو نحو البحث عن استقرار، خاصة بعد ان تم تلبية شطر الرفض للمطالب الشعبية.
فان صاحب التوقد نهضة و صحوة مماثلة للعنصر الفكري و التنظيمي لكان للحركات الشعبية فرصتها لنحت معالم التغييرات المرجوة من مطالبها و تحقيق لاستقرار.
اما في ظل غياب لمثل هذا العنصر، نجدنا امام عدد من الاحتمالات، مثل احتمالية سرق الشعلة بواسطة عناصر أخري لتحقيق أغراضها الخاصة، او قد يسبب التوقد في الاتيان بترتيبات لحظية غير مدروسة العواقب مثل “رؤساء الصدفة”. في مثل كلتا الحالتين، ستهدأ مظاهر عدم الاستقرار، …حتي التوقد التالي، وبزوغ شطر الرفض الجديد.

ختاما ان كان هدفنا بهذا المقال هو تكملة ما تناولناه في مقالات سابقة، فعلينا التأكيد ان حديثنا ليس بالجديد، حيث عبر كثير من مفكري المنطقة في فشل الطبقة المثقفة و الاحزاب الساسية في التقاط شعلة الربيع العربي و التي سرقت بواسطة تنظيمات أكثر حنكه في التجمل وارتداء الزي المناسب للعب الدور المطلوب.



#أمنية_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية المواطن العاري
- نحن و الغرب.. أكثر من قصة واحدة للخلل
- مسارات متعثرة - معضلة التغيير في بلادنا
- رأس و عديد من الأرجل
- الابتكار الاجتماعي لتفادي العجز المكتسب


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية حامد - ماذا ينقص الإنتفاضات الشعبية