أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - زمن ياسمين زهران














المزيد.....

زمن ياسمين زهران


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس لياسمين زهران علاقة بحاتم زهران بطل الفيلم المصري " زمن حاتم زهران " الذي قام ببطولته الفنان " نور الشريف " وجسد في الفيلم حكاية الرجل الانتهازي الذي تعلم في أمريكا ونال شهادة الهندسة ، لكن رجع إلى مصر فوجد الانفتاح الاقتصادي يثرثر في الشارع المصري فاتحاً ذراعيه بوحشية مستقطباً تجار الشعب بعد أن منحهم الرئيس السادات إشارة البدء بافتراس المجتمع ، لذلك يأتي حاتم زهران لينهب ويساهم في تخريب البلد ونزع القيم الأخلاقية والانتماء للوطن .
قبل أسبوع توفيت بهدوء ، امرأة فلسطينية من زمن البيت الذي حجارته تتنفس تاريخاً ، ويتكلم لغة الحق والحقيقة ، اسم هذه المرأة " ياسمين زهران " التي أكدت أن للتاريخ آذان وأفواه ، وأن من يحاول اخراس التاريخ وقطع لسانه ، ما هو إلا من رعايا الوهم والسخافة لأن نبرات صوت الفلسطيني وحنجرته أقوى وأعلى .
ولدت الباحثة " ياسمين زهران " في مدينة رام الله عام 1933 ، درست في جامعة كولومبيا الامريكية وتابعت تعليمها في جامعة لندن ، وحصلت على شهادة الدكتوراه في تخصص علم الآثار من جامعة السوربون في باريس . وقد عملت في اليونسكو مستشارة ثقافية ، وشغلت منصب سفير الثقافة والتربية حول العالم ، وهي من مؤسسي معهد الآثار التابع لجامعة القدس وتوفيت يوم 24 / 10 / 2017 .
بطاقة هوية الباحثة " ياسمين زهران " خارجة من زمن المرأة الفلسطينية المتحدية ، التي لم ترضخ لزمن النكبة وزمن الإحباط الذي وصلت تجاعيده الى وجوه النسوة اللواتي اغتسلن بمياه التشرد وارتدين ثياب القهر ونمن تحت أقمشة الخيام الجافة .
بل هي بطاقة امرأة قوية قررت أن تقف وتعلن أن المرأة الفلسطينية تملك القدرة والقرار والسفر والتعلم وفرض إنجازاتها وابحاثها على صفحات العالم ، الذي قرر أن لا يقرأ صفحات الوجع الفلسطيني ، وان يستمر في تمزيق صفحاته .
اختارت أن الباحثة " ياسمين زهران " تحدي المجتمع الغربي واقتحام أسوار قلاعهم الاكاديمية والتعلم هناك ، واختارت موضوع علم الآثار لتؤكد هوية الأرض والجذور ، وتساهم في الكشف عن الآثار الفلسطينية ، وقطع الأصابع التي تريد تغيير أبجدية التاريخ الحقيقي .
هي امرأة من الزمن الفلسطيني الذي لم يصفق مع القطيع ، وأصرت على تكريس قلمها للطيران فوق أوراق الباحثين والمؤرخين الإسرائيليين والغربيين . فأصدرت عدة كتب حول تاريخ العرب قبل الإسلام باللغة الإنكليزية ، وتعتبر كتبها من المراجع الهامة في الجامعات الغربية وقد صدر لها باللغة العربية " اللحن الأول من فلسطين " و " باطن الهواء " و" روح تبحث عن جسد " و " دار الأقواس السبعة " و آخر كتبها " رام الله التي كانت" سجلت فيه تاريخ مدينة رام الله الرسمي وتاريخ عاداتها وتقاليدها وأصل سكانها .
يوم وفاتها أطلقت بلدية رام الله اسم " ياسمين زهران " على أحد شوارع رام الله ، وهذا الاطلاق يؤكد ان المرأة الفلسطينية حملت القلم وحملت البندقية ، المرأة الفلسطينية حملت الذاكرة وحملت خبز الأبناء .
نعلم أن المرأة الفلسطينية وما زالت في زمن البطش والتحديق في بقع الدم وعناق قضبان السجن ، ما زالت تزف الشهداء وتحترق في الحصار وتعيش على حافة الخوف والرعب ، لكن حين نرى اسم امرأة يقف على لافتة في أحد شوارع الوطن ، نعرف أن الوطن يعتز ويفتخر وانها سجلت اسمها رغماً عن العقلية الذكورية ، ورغماً عن محاولة البعض زجها في خانة أنوثة العيب والممنوع ، والوطن يسوقه الرجال فقط .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء برائحة النفتالين
- تقبيل اليد التي ضربت الخد الأيمن
- ام كلثوم تصافح المرأة السعودية
- ابن الحارة الذي أصبح مخرجاً سينمائياً في هوليوود
- شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع
- الميدالية المزيفة وانتحار مهند
- الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات
- أطفال الكواكب وأطفال المفارق
- نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن
- عند البطون تضيع الذهون
- مغارة 5 حزيران
- قالت ايفانكا ترامب : نحن لا نزرع الشوك
- كل يوم هناك نكبة
- فطوم وعصر الحيص بيص
- ليلة مع الأسرى في زنازينهم
- مسمار صدىء في يوم الاستقلال
- بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية
- الحب والمرأة الكاتبة في الزمن اليمني
- الأرض في جيب شلومو
- الفندق المعزول المحاط بالأسوار


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - زمن ياسمين زهران