أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جاسم الصغير - شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة














المزيد.....

شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أيها السادة
شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم
بعد سقوط النظام الصدامي المقبور انتابت الشعب مشاعر مفرحة جداً بعدما عانوا طويلاً من سياسات هذا النظام وشهدوا ظروفاً حياتية وسياسية كانت من المأساة والتراجيديا فيها ما لا يخطر على بال أو ذهن أي فرد لأنها كانت غاية في الصعوبة ولهذا ما أن زفت ساعة الخلاص من هذا النظام على يد التحالف الأميركي-البريطاني إلا وترى شعبنا يستبشرون خيراً بهذا التغيير بالرغم من أن بلادنا رسمياً قد احتلت إلا أن مشاعر الفرح قد غطت على هذا الأمر وهذا راجع في تصوري إلى فظاعة أعمال وانتهاكات النظام الصدامي التي فاقت جرائمه حدود التصور ، وقد ترافق مع هذا الوضع الجديد في عراقنا أن قوات التحالف الأميركي – البريطاني قد اتبعت ستراتيجية ترك الحدود مفتوحة لدخوا الارهابيين الى العراق وعلى لسان جورج بوش وكبار مساعديه تقضي بأن يحاربوا الإرهاب والإرهابيين على أرض العراق وعملاً بنظرية الضربة الاستباقية في ضرب العدو وهو في مقراته وبعيداً عن أراضي الولايات المتحة الأميريكة حتى يجنبوا الشعب الأميركي الأضرار ، وكان من جملة هذه الاستراتيجية الأميركية بأن جعلوا أرض العراق الساحة الرئيسية للإرهاب وهو تعبير ورد على لسان الإدارة الأميركية بدءاً من جورج بوش إلى كبار مساعديه أن مسألة جعل العراق الساحة الرئيسية للإرهاب ويترك الحدود مفتوحة بالشكل الذي جرى مع أن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعتبر حفاظ أمن البلاد أي العراق وحدوده هو من مسؤوليات قوات التحالف ، وهذا أمر معروف لكل مراقب ومتتبع للشؤون الدولية ، ولا يخفى عليكم أيها السادة أن شعبنا العراقي الذي تحمل الكثير في عهد النظام الصدامي المقبور ومن جراء سياسة إرهاب الدولة والتمييز العنصري وكلفته ضحايا من اجل اسم العراق الذي هو هوية كل عراقي يشعر بحب لهذا الوطن وضحى بالغالي والنفيس من اجله أن الإرهاب الذي ينتشر كالاخطبوط في الفضاء العالمي وهو لا جغرافية له فنرى تفجيرات مدريد ولندن وشرم الشيخ ولبنان والسعودية بالإضافة إلى وضعنا العراقي وشعبه الذي يعاني من جراء هذا الجنون الخطير أن شعبنا أعطى الكثير من الشهداء على مذبح الحرية في عهد النظام السابق هو شعب حي ويستحق أن يعوض الأيام العصيبة بحاضر آمن وحياة سعيدة لأبنائه لكن الذي يجري هو خلاف ذلك . نحن نعرف أن مسألة الخلاص من نظام استبدادي كالنظام الصدامي هو شيء لا يحصل بدون تضحيات ولكن شعبنا قدم الكثير من هذه التضحيات وهي موثقة وليس بحاجة إلى دليل كي يثبت ذلك فإذا ان مسألة مقاتلة الإرهاب والإرهابيين على أرض العراق وجعله الساحة الرئيسية للإرهاب هي مسألة خطيرة وكبدت شعبنما العراقي الكثير فالرئيس جورج بوش يقول أنه قد تم قتل في مرور سنتين منذ الإطاحة بالطاغية صدام أضعاف ما تم قتله في أوروبا على مدى مرحلة التسعينات وهو تعبير كبير للأمريكان وقد يكون هذا صحيح ولكن كم من العراقيين قد استشهد من جراء هذه الأعمال الإرهابية ووفق هذه الاستراتيجية الأميركية ، ففي دراسة أميركية ومن خلال تقرير صادر عن البنتاغون يقول هذا التقرير أن كل جندي أميركي واحد فقط يقتل في هذه الأعمال الإرهابية في العراق يقابله سقوط تسعة عشر عراقياً وقبلها في انتفاضة اذار عام 1991 وبعد هزيمة صدام المقبور في حربه اثناء احتلال دولة الكويت نرى كيف ترك الاميركان صدام يذبح الشعب وعلى مرأى الادارةو القوات الاميركية وبعدما دعى الشعب العراقي الى الاطاحة بنظام صدام ونراهم يعقدون مساومات في خيمة صفوان وتنازل صدام بالكثير من اجل البقاء في السلطة يقول الكاتب ديفيد وور في كتابه (حليف الاستبداد ) صفحة الحادية عشر (ان واشنطن لعدة اسباب كانت تفضل انقلابا عسكريا لتغيير الحكم في العراق بدلا من القيام بانتفاضة شعبية وانها كانت تحاول التخلص من صدام حسين زوليس من نظامه) ومن هنا نرى فداحة خسائر الشعب العراقي واليوم نرى كم من عملية إرهابية استهدفت القوات الأميركية وكم من العراقيين سقطوا شهداء من جراء هذه الأعمال وقبل ايامصرح توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أن القوات المتعددة الجنسية تخوض مواجهة عالمية ضد الإرهاب على أرض دولتي العراق وأفغانستان ، ومن هذا التصريح الذي يعكس الاستمرار في نفس الاستراتيجية ومعناه أيضاً استمرار النزيف العراقي وهذا أمر يصعب على كل عراقي محب لوطنه ان يتحمله وشعبه أن مسألة محاربة الإرهاب هي مهمة ضرورية جداً ولكن من المهم جدا أيضاً الحفاظ على أرواح أبناءنا من الشعب العراقي الذي عانى سابقاً ويعاني حالياً من جراء هذا الإرهاب ، فيا سادة إن شعبنا العراقي الغالي هو شعب الحضارات ومنه انبثقت أول حضارة ودستور في العالم وهو ليس مختبر تجارب تمارس عليه وصفات نظرية لاستراتيجيتكم ويجري تنفيذها على أرض العراق وشعبنا العراقي لأن شعبنا العراقي هو أرفع وأسمى من ذلك بكثير ويستحق ان يعيش على ارضه في ظل حياة كريمة وآمنة وهذا شيئا ليس بالكثير عليهبل هو استحقاق له كباقي شعوب العالم الحرة والمحبة للسلام .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جاسم الصغير - شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة