أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سام أبوزخار - عسكرة ليبيا إهانة إنسان وغياب آمان .. وتبذير على السلاح















المزيد.....

عسكرة ليبيا إهانة إنسان وغياب آمان .. وتبذير على السلاح


فتحي سام أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع من حين إلى اخر مطالبات برفع حظر السلاح في ليبيا، وبالطبع الفزاعة هي محاربة الإرهاب وبدون الاتفاق على تعريف واضح. الملاحظ بأن الإرهاب هو صناعة استخباراتية بامتياز يوظف فيها صناع الكراهية الشباب كوقود للحرب بعد زرع الكراهية في نفوسهم مستخدمين جميع الوسائل الإعلامية الحديثة المضللة.
العسكر والمدنيون في ليبيا يعيشون حالة تمزق لا نظير لها .. فالعسكر يتململون بين الامتثال للضبط والربط العسكري واحترام دورهم في حماية الدستور وأي تدخلات خارجية أم وضع الشعب تحت أحذيتهم بحيث يتحولوا إلى عبيد وغلمان وجواري لنزواتهم اللامحدودة!!!
تقول الإحصائيات حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام بأن بدايات توثيق الصرف على التسلح وبناء جيش وطني في ليبيا بدأت في عام 1959 وكان بحوالي 1990000 دينار ليبي ثم بدأ يتزايد تدريجيا إلى أن وصل إلى 34100000 دينار في عام 1968. ولكنه قفز إلى 51100000 دينار بعد انقلاب سبتمبر 1969، بالطبع لكسب الولاءات العسكرية للدول العظمى، وفي ظرف 5 سنوات تضاعف ووصل إلى 96600000 دينار. وازدادت وثيرة التسلح مع إعلان القذافي الحرب على جيرانه، وكما يوضح الجدول أدناه لتصل في 1982 إلى 210000000 دينار مع تدخلات ليبيا في شؤون تشاد وبعد مطالبة كوكني وداي خروج القوات الليبية من تشاد على أثره دخل حسين حبرى أنجامنيا واستمرت حرب تشاد إلى عام 1986 . خلال تلك الفترة ما بين الحرب بالوكالة والتدخل المباشر بعد تشكيل القذافي "اللواء الأسمر".
السنة 1977 1978 1979 1980 1981 1982
الصرف على التسلح بالدينار 142000000 216100000 252700000 318000000 165000000 210000000

خلال تلك الفترة ما بين الحرب بالوكالة والتدخل المباشر بعد تشكيل القذافي "اللواء الأسمر"، ومع استمرارية الحرب والصراع على قطاع أوزو الذي فصلت فيه محكمة العدل الدولية في فبراير 1994 لصالح تشاد اختفت أي إحصائيات للصرف على التسلح إلى عام 1996. بعدها صار يتذبذب ما بين 500000000 دينار إلى حوالي 600000000 دينار حتى عام 2002. وعاد ليقفز إلى 700000000 دينار في عام 2003 ، وواصل في القفز إلى أن وصل 1346000000 دينار في عام 2008 .
مع بدء تفتيش وكالة الطاقة العالمية في عام 2003 الواضح أنه بدأ شراء ولاءات الدول العظمى من جديد بشراء وتكديس الأسلحة ليصل إلى أوجه في عام 2008 . واختفت إحصائيات التسلح من جديد بعد ذلك، ولكن لا ندري هل كان السبب هو أرضاء الدول العظمى بعقود البناء والتشييد التي بدأت استعدادا لتهيئة نجل القذافي سيف الإسلام أم أن هناك أسباب أخرى. المهم بعد خروج الشعب الليبي سلميا على القذافي في فبراير 2011 ونتيجة قمعه للشعب بإطلاق الذخائر الحية مباشرة على المتظاهرين تحول الصراع السلمي إلى مسلح وانتصرت انتفاضة التحرير، بمساعدة أممية، على كتائب نظام القذافي الأمنية. بالتأكيد المجتمع الدولي أحس بأنه من المبكر ترك التحول في ليبيا إلى الدولة المدنية بصورة سلسة قبل أن يتعرف على الأطراف الفعالة ، وحتى المعارضة والمتسلقة أيضا، خلال انتفاضة 2011 ولا نستغرب بأن الوسيلة الوحيدة كانت هي إطالة الصراع المسلح، بتكديس السلاح، بحيث اتخذ اتجاهين وعلى النحو التالي:
• الاتجاه الأول: تأكيد العداوات بين أطراف مختلفة من الشعب الليبي. فكان إذكاء التناقضات بين الليبيين وبدعم للنقيضين : ثوار.. أزلام، أسلاميين .. علمانيين، بدو.. حضر، قبيلة .. مدينة..إلخ وتم تأجيج الصراع القبلي مما دفع للعودة للصرف على التسلح والتسابق بين الأطراف المتناقضة في تكديس السلاح عندها. فلعب الجميع، بما فيهم وزراء الدفاع، في توجيه السلاح لأطراف معينه وجماعات وقبائل محددة. والجدول التالي يوضح المصاريف سنويا والتي تراوحت ما بين 4 مليار و5 مليار!
السنة 2012 2013 2014
الصرف على التسليح بالدينار 3769100000 5041500000 4778700000

• الاتجاه الثاني: لعبته الحرب نيابةً عن بعض الصراعات الدولية بأموال دول إقليمية عربية وغير عربية بحيث لم تتردد في رفع سقف الصرف على التسليح لتمويل الحرب في ليبيا من سنة 2010 إلى 2016 والجدول أدناه يبين الزيادة المضطردة في مصاريف التسلح المتدخلة في حرب ليبيا وأيضا في حروب سوريا، واليمن ، والعراق.
السنة 2010 2011 2012
مصر/جنيه 24777500000
26484000000 27602000000
السعودية/ بالريال 1.69667E+11
1.81991E+11 2.11867E+11
الأردن/دينار 1106100000
1132300000 1045700000
تركيا/ ليره 26960182975 28984811371 32252999769
الأمارات/جنيه 64286000000 70445000000 69866000000
قطر/ 6831400000 - -

السنة 2013 2014 2015 2016
مصر/جنيه 29953500000 35990500000 42112000000 45155000000
السعودية/ بالريال 2.51325E+11 3.02859E+11 3.26947E+11 2.38773E+11
الأردن/دينار 1025900000 1099700000 1147400000 1256400000
تركيا/ ليره 35529248652 38895099997 43196122865 44715717276
الأمارات/جنيه 86528000000 83568000000 . .- . .-
قطر/ - - - -

ما هو غير مقبولة لأي عاقل اليوم هي تقديم مقترحات بأن جميع المشاكل المصطنعة والأزمات المفتعلة التي تعيشها ليبيا يكون حلها بالرجوع إلى الحكم العسكري بل والأنكى من ذلك مطالبة الشعب بالخروج لإشعال فتنة أخرى بعد الحرب الأهلية في 2014!

لماذا الرفض لفكرة العسكرة والتسلح؟
ما أصاب الشعب الليبي من برمجة إعلامية مظللة زرعت في اللاوعي عند المواطن/ة الليبي/ة أن القوة في العسكرة والتسلح من جميع الأطراف المؤيدة لعودة للدكتاتورية العسكرية أو حتى المطالبين بالدولة المدنية الديمقراطية! وهنا نود التوقف عند بعض الملاحظات المنافية لبناء دولة قوية بالصرف على التسلح وعسكرة الدولة وتتلخص في ألأتي:
• ضاعت مهام الشرطة في حفظ الأمن وتطبيق القانون تحت قيادة مدنية أعتلت الأصوات المطالبة بالجيش. وبات يروج البعض بأن الأمن والأمان في عودة الحكم العسكري وخاصة بعد أن جهزت الأرضية بالاغتيالات في بنغازي خلال 2013. ولكن الواقع أثبت عكس ذلك فالمناطق الي سيطر عليها "جيش جفتر" لم تعش الأمن والأمان فكانت الجثث الملقاة بصناديق القمامة قرب الضمان وشارع الزيت وأخيرا المذبحة بالأبيار. كما وأن اتفجيرات أودت بحياة بالأستاذ/ محمد بوقعيقيص ، رحمه الله، وطالت الدكتور عاشور شوايل الذي نجى منه بأعجوبة.
• الكثير يظن بأن رسم الحدود تقرره القوة العسكرية وفي هذا الصدد لنرى ما الذي حصل بالعراق الدولة المدججة بمختلف أنواع الأسلحة إلى أين صارت حدودها اليوم التي استباحتها الدولة الإسلامية المؤقت "داعش"، والتهديدات باستقطاع جزء من رقعتها للساكنة الاكراد! وينسى أو يتناسى الكثيرين بأن المنظومة الأممية المتمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن هي التي ترعى حدود الدول، ورأينا المد والجزر بشأن إقليم كتالونيا .
• قد يذكر البعض بأن ليبيا تحتاج جيش قوي لحماية حدودها من تسلل مهربي البشر والسلاح والمخدرات. ونقول في هذا الخصوص ليبيا تحتاج إلى تعاون دولي وخاصة مع أوروبا لحمايتها من وصول الإرهابيين والمهاجرين إليها وبالتأكيد لن يكون الحل برص الجنود على ألاف الكيلومترات من الحدود ولكن بتوظيف أحدث تقنيات المراقبة وخاصة باستعمال تقنية CCTV التي تم تركيبها من قبل الروس في طبرق على الحدود بعد الحرب المصرية الليبية ! وكذلك الطائرات بدون طيار أو ما أطلح عليه بـ DRONES.
• بعد الحرب العالمية الثانية رأينا كيف أن دول المحور المنهزمة في الحرب مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا وصلت بالاستثمار في الانسان وبقوتها الاقتصادية مصاف الدول المنتصر مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا!!! ولم تكن نقيصة هزيمتهم في الحرب وخضوعهم لقيود تحد من تسلحهم.
• تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة عسكرية يبتدع أحد مساعد وزير الدفاع جوزيف ناي، ورئيس مجلس المخابرات الوطني ، في عهد كلينتون ألف كتاب أسماه القوة الناعمة Soft Power ذكر فيه بأنها " سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإرغام أو دفع الأموال " ولم يتكأ على القوة العسكرية لأمريكا أو ما يسميه بالقوة الصلبة Hard Power .

نعم للمدينة الديمقراطية:
طبيعة عمل الجيش تفرض عزله عن الحياة المدنية وذلك ببناء معسكرات خارج المدن أما ما يحصل اليوم من خلط للأوراق والمفاهيم وتظليل للناس بأن الجيش قادر على حل الأزمات الاقتصادية والتعليمية والصحية والموصلات والأمن فهذا هو المنافي لآي منطق يستند إلى ابجديات التعقل الإنساني. في الدول المتقدمة ابتدعت المعسكرات المتحركة بالبحار ، حاملات الطائرات، ليكون الجيش بعيدا على أرض الحياة المدنية .. إذن علينا في ليبيا أن نراجع ما يروج من تظليل يأخذ عدة أشكال سياسية وأمنية واجتماعية و أحيانا اقتصادية، وبدون توقف غسيل مخ للعامة إعلامية. لا مستقبل لليبيا إلا ببناء دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالصراع السياسي السلمي وبالتداول السلمي على السلطة في ظل دستور توافقي يضمن العدل والمساواة بين الجميع. تدر ليبيا تادرفت.
أ.د. فتحي سالم أبوزخار



#فتحي_سام_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس الأطفال تتدلى من نوافذ السيارات .. وغياب رخص الزواج


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سام أبوزخار - عسكرة ليبيا إهانة إنسان وغياب آمان .. وتبذير على السلاح