أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - غياب الدولة من غياب المقدس














المزيد.....

غياب الدولة من غياب المقدس


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل لبعضهم من أين يُعلن الخراب عن حضوره، أجابوا من رداءة البيئة والنفوس، وبشرياً من غياب الولاء لدى المهيئين للمساومة من جهة وتساهل الطيبين مع الخبثاء من جهةٍ أخرى؛ وهذا يعني بأن الشرخ الذي حصل في اللحظة المصيرية لم يكن وليد أوانه، إنما لعل حاضنة الخراب كانت مهيئة لإحداث هذا الصدع طالما لم يكن ثمة إجماع لدى أهل البيت على الولاء والمقدس.
ولكي يتقصى الناظر أسباب أسقام الملةِ فمن البديهي أن يُمعن النظر بأحوال جيرانه، يُعاين تجارب من كانوا بحكمهم سواءً أكانوا على مرمى حجرٍ منه أو بعيدين عنه بكيلومترات أو أميال، وذلك حتى يلاحظ عبر مرآة معاشهم بعض ما غاب عنه من علل الذات، وإلاَّ فإن الذي لا ينهل لا من تجارب الآخرين ولا يتعظ من انتكاسات الذات فهو حينها يكون ممن يقيم في الجهة الخاطئة من الوعي بكينونته.
والذي دفعني للمقارنة بين أنانا الجمعية وأنوات الآخرين هو ما جرى في كركوك في 16 من شهر تشرين الأول، وكذلك ما لاحظته في ذكرى يوم تأسيس الجمهوية التركية يوم الأحد، إذ في الوقت الذي كان يعقد فيه برلمان كردستان لعقد جلسته المغلقة واتخاذ قرارات تخص موقع رئيس الإقليم وتوزيع صلاحياته بعد رفضه تمديد فترة ولايته، وفي خضم متابعة المجريات عن بُعد في بهوٍ بمنطقةٍ قريبة من ميدان بكر كوي في مدينة اسطنبول التركية، صادف أثناء خروجنا من البهوِ أن سمعنا أصوات الموسيقا تصدح عالياً وتملأ المكان، فكانت ثمة حفلة موسيقية صاخبة في ميدان بكر كوي، حيث تحتفل تركيا بالذكرى الـ 94 لإعلان الجمهورية على يد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك في 29 تشرين الأول 1923، وقد أقيمت بهذه المناسبة فعاليات مختلفة في كافة أنحاء تركيا.
فمضينا صوب الميدان لا من أجل الفُرجة أو المشاركة بالحفل، إنما للعبور من الساحة إلى الطرف الآخر من الميدان، ولكن قبل أن تطأ أقدامنا الساحة بحوالي خمسين مترا بدأت الفرقة الموسيقية بعزف النشيد الوطني التركي، فرفرف العلم في الساحة عالياً مع بدء العزف، وما جعلني مشدوهاً أمام المشهد هو أنه ولمجرد أن بدأ البيرق يرتفع والنشيد الوطني يُعزف حتى تسمَّر في مكانه كل من كان واقعاً تحت أنظاري، وانتصب كالسارية كل من كان موجوداً في الأزقة المؤدية إلى الساحة، التزموا الصمت والسكون جميعاً إلى أن انتهى عزف النشيد حتى عادت الحركة إلى أطراف الذاهبين والآيبين، عندها التفتُّ لمن كان معي وقلتُ إن من يحترم علمه ونشيده إلى حدود التقديس، يحق له أن يكون صاحب دولة حتى ولو لم يكن من أهل هذه الجغرافية من غابر الأزمان.
وبعيداً عن ملابسات الخيانة الكبرى في كركوك والتي تحدث عنها رئيس الإقليم مساء الأحد في سياق كلمته، فإن ما رأيته ولمسته في يوم تأسيس الجمهورية التركية في ذلك الميدان كنا قد رأينا من خلال وسائل الإعلام ما هو عكسه تماماً في كردستان العراق، إذ لا يخفى على أحد أن الكثير ممن يتبوؤن المواقع السياسية في الإقليم كانوا دون مستوى المواطن التركي العابر فيما يتعلق باحترام العلم والنشيد التركي وتقديره للرموز، إذ يعرف الكثير في إقليم كردستان وخارجه أن ثمة قادة كتل سياسية بأكملها في برلمان كردستان لا يحترمون، لا علم كردستان، ولا نشيده، ولا حتى الرمز مصطفى البارزاني، ومع ذلك لهؤلاء حشدٌ يسير خلفهم في الإقليم!!!
ومع أن تركيا أكثر تطورا من الإقليم في الكثير من النواحي، كما وأنها أكثر ديمقراطية من الإقليم، ولكن مع ذلك أكاد أجزم بأنه لو كان في البرلمان التركي من لا يحترم العلم والنشيد الوطني ورمزهم الأكبر مصطفى كمال أتاتورك لجاء مَن يرمي بأولئك البرلمانيين إلى الخارج من دون ندم، إلا أن في إقليم كردستان فمن لا يحترم العلم، ولا النشيد، هم ما يزالون من الكتل التي تعطل عمل البرلمان كله، ومع ذلك ليس في الإقليم وإلى الآن من يتطوع لينظف البرلمان منهم!!!.
وحيال ذلك فيا ترى إذا ما كانت ثمة شريحة ما من الشعب أو بعض قادة أحزابه لا يحترمون مقدساتهم كحال زعيم إحدى الجماعات السياسية فيه، وفوقها يأتي ممثل لحركةٍ ما في ذلك المجتمع وبكل صفاقة وأمام الملأ يستخف ويهين مَن يحمون عرضه وشرفه في الجبهات بدلاً من شكرهم، فهل من اليسير لذلك الشعب الذي لم يصل قادة الرأي فيه إلى حالة المواطن التركي البسيط في احترامه لرموزه وتبجيل مقدساته أن يحقق مراده في بناء وطن؟ وكيف لذلك الشعب بناء دولته وبعض قادة أحزابه هم دون مستوى ما يمتلكه من الحس القومي فرد من الدهماء في دولةٍ مجاورة؟ ناهيك عن وجود ذلك الشعب وسط مجموعة أنظمةٍ ليست إلا كواسج وقروش بالنسبة للكردي، وطبعاً في ظل الغياب التام لأي مساند اقليمي أو دولي حقيقي وليس دعم تصريحاتي كما هو حال الدول الغربية التي تدّعي رعاية الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط في وسائل الإعلام.
وفي الختام ليس لنا إلا أن نعيد قول الشاعر بشار بن برد "متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدم" فكيف إذن سيبلغ البارزاني وأقرانه شطوط السيادة والإباء في ظل وجود عشرات الانتهازيين والمهيئين للمساومة ممن لهم نفوذ لا بأس به في الإقليم، ممن لديهم الاستعداد الدائم لهدم ما يبنيه الغير في أية لحظة، ووسط وجود أناسٍ لا يشغلهم موضوع الكبرياء بشيء بما أنهم كرمى المنافع الشخصية انطربوا لنغمة التبعية واستساغوا مواويل الخنوع إلى أمدٍ غير منظور، وكيف يبني الكرد وطناً طالما أن ثمة أقطاب في ذلك المجتمع يعاني واحدهم من قصورٍ في الوعي القومي والوطني وهو في ذلك لا يزال دون منزلة شخصٍ عاديٍّ من العوام في باقي دول العالم؟.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكايةً بالبارزاني لا يبغون الكهرباء
- ما بين خطاب الإقليم ولغة بغداد
- إسرائيل بين الإثارة والتحريم
- أحمد قاسم: «PYD» يفهم من وحدة الصف أن تجتمع كل الأحزاب تحت ر ...
- كردستان وعقارب بغداد
- حلبجة والمصيبة المستمرة
- آن للكردي أن يحدث ضجيجاً في هذا العالم
- صفقات الإقليم وصُراخ المُهددين
- فلاشات منتقاة عن قيامة الإقليم
- وخزات كلمة الحق
- من الاستغباء باسم الدين إلى الديمقراطية
- عبد الكريم حاجي: العمل الحزبي يفرض علينا التواجد في كل مكان ...
- الحرية بين الدعوة إليها وتجاهل طُلابها
- آمنوا بهم لتنالوا مرادكم أجمعين
- مقابح الاستقلال
- محسن طاهر: نظام الأسد لم يغادر المنطقة ولا تزال مؤسساته تعمل ...
- فلاح مملوك الجيلاني وآمال الكرد الصاغرين
- سائق الرجاء
- بين تشومسكي وعوارف الإقليم
- الغريم السياسي بين المآخذ عليه والدفاع عنه


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - غياب الدولة من غياب المقدس